أدب السجون سعيد العليمى - فى معتقل القلعة السياسي بمصر عام 1968

صورة من التسعينات التقطت أمام زنزانتى رقم 6 فى معتقل القلعة السياسي حين " شرفته " فى مايو 1968 فى أعقاب الحركة الطلابية فى فبراير من نفس العام مع محمد عبد الرسول وصلاح عيسي وأحمد عبد الرحمن الخميسى . كانت التهمة هى عضوية تنظيم شيوعى يتبع الخط الصينى ، والمقصود وحدة الشيوعيين المصريين ، وكذلك التحريض على / والاسهام فى المظاهرات الطلابية . كان وزير الداخلية آنذاك شعراوى جمعة ، ومدير المباحث العامة حسن طلعت ومعاونه حسن ابوباشا المفتش العام ، مع فتحى قته ، ومنير محيسن من قسم مكافحة الشيوعية ، والعاملون المقيمون من الضباط زكريا عمار ، سمير حسنين ، رضا عبد السلام ، وعاصم الوكيل ، ومن المخبرين سعيد فرح ومحمد عبد المقصود - ومن رجال السلطة الذين اعتقلوا بعد خلاف ناصر - عامر : الوزير شمس بدران ، وغول السجن الحربى حمزة البسيونى ، وعلى شفيق مدير مكتب المشير ( وزوج الفنانة مها صبرى ) . بالطبع لم ننعم بالمعاملة التى كان ينعم بها رجال السلطة السابقين . بعد اقامة فى الحبس الإنفرادى لمدة أربعة شهور - انتقلنا الى معتقل طرة السياسي وكان قائده ناصف مختار معتدلا فى ادارته ثم جاء بعده عبد العال سلومة وقد كان ناصريا متعصبا - كانت هناك قيادات الاخوان المسلمين : محمد قطب ، حسن الهضيبى وولده مأمون ، وصالح أبورقيق ، ومن الشباب الذين شكلوا تنظيمات السبعينات مثل التكفير والهجرة : شكرى أحمد مصطفى ، وعبد الله السماوى ( الشيخ طه ) وقد توثقت علاقتى بالأخير ونشأت بيننا صداقة حميمة . بدأ بالطبع يدعونى الى " الهدى " فكنت أقرأ معه صحيح البخارى صباحا ، وفى المساء كنت أدعوه إلى "الضلال " فيقرأ معى كتاب أسس الإقتصاد السياسي للماركسي جان بابى . وانتهت علاقتنا بشكل درامى عاطفى مؤثر لأنه لم يفلح فى اقناعى بفكره ولم افلح فى اقناعه بفكرى . كان هناك ايضا الكاتب الدكتور على شلش اختصاصى الادب الافريقى ، والوفدى البارز يوسف حموده ، والاستاذ ثروت سرور أخ الشاعر الراحل نجيب سرور، فضلا عن يساريى منظمة الشباب ممن ارتبطوا بالقوميين العرب الخارجين فى التو على العباءة الناصرية : سمير حمزة وعثمان عزام . كما تواجد عدد يعتد به من اليهود المصريىن الذين لايمكن ان تميز بعضهم عن اى " معلم " فى حارة شعبية . وللأسف كانت سياسة غبية هى التى مورست ضدهم فقد حولتهم السلطة بسبب الاضطهاد غير المبرر الى اعداء شاؤوا ام ابوا ، وتوهمت اجهزة القمع ان " الانتصار " عليهم انتصار على اسرائيل . هاجر معظمهم لغياب دولة مواطنة ديموقراطية وكان يمكن احتضانهم بوصفهم مواطنين مصريين كغيرهم.

سعيد العليمى






تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...