راعي اليمام العكيلي
النص
قبس ؟
كائنات :
اتفقت على العبور ،
إلى السعادة ،
اختلفت على الطريق .
قراءة
********
جميلة هذه الومضة التي تصف المشهد كما هو وتتمكن بذكاء قوي الملاحظة من أن تلتقط له صورة كاملة وواضحة جلية ويعود ذلك إلى المهارة في تحليل ما يقع تحت العين وما يمر على الفكر من أحداث تستحق التدوين وإبداء الرأي فيها لتسليط الضوء على المكان أو البؤرة المتوترة المستعصية على الفهم بالنسبة لمن يقعون في جهل حقيقي للمواضيع المتناولة سياسيا إجتماعيا أو إقتصاديا وبالجملة في مختلف فروع مستجدات الحياة المتغيرة من هذا النص نكتشف قدرة الأبداع الرزين على الدخول في مشاركة القضايا الكبرى للفصل فيها بالحكمة المتبصرة وأن له القدرة بذات الأهمية في جميع الشئون فالإبداع يصنع فنونا وأمورا عظيمة منها الجمال والأخلاق والمحبة السامية والتكافل والتضامن ووالخ.. وكان علينا كشعوب عربية في عصر التقدم أن نأخذ هذا الجانب بالجدية اللازمة وأن لا نصرف عنها النظر أو نزدري ضرورتها ونبخس من الدور الذي تؤديه إن الذين سدوا الطريق على الإبداع بحجج واهية وأداروا وجوههم عن قيمة الفن ولم يعتبروه إرتكبوا جريمة في حق المجتمع لأنهم سلموه الى الضياع وجعلوا معيشته ضنكة فقيرة في العلم وفي كل مناح الحياة ومع الأسف أن هذا حصل في أمة إقرأ ولست اعرف سببا آخر مقنع يردني عن العدول عن هذا الرأي الذي حكمت به من خلال حرصي و بحثي وطلبي الذي دأبت عليه نشدانا للحقيقة البريئة من كل إدعاء لا يجوز الإستشهاد به و إذا أردت بهذه المناسبة أن أوضح في سطر واحد الفرق بن التقدم والتخلف فسأقول أن التوجه الغير صحيح في التثقف والتعلم هما اللذان وصلا بنا إلى الفشل الذريع وإلى العبثية في العمل وإلى أشكال التخلف كلها فذقنا مرارتها وشربنا كأس سمها بأيدينا وتركنا للأجيال القادمة نصيبا وافرا من هذا الإرث المضني المؤرق لم نمنح للسعادة فرصة كي تبرز لم نوفر أسباب الرفاهية لم نراعي أي نظام يساهم أو يقرب من النوايا الصالحة الحسنة التي من غايتها وأهدافها بسط جناح الوآم والإلتآم وروح الفرح والمرح وتقدير المواهب الفذة البارزة العبقرية كل هذا أعرضنا عنه وربطنا مصيرنا بأسباب واهية خذلتنا في نهاية المطاف وجعلتنا أمة تعاني أزمات متواصلة لا تعرف إنقطاعا أو توقفا أمة إستثناء من بين الأمم أتساءل أليس هذا واقعنا إذن أطرح السؤال على الشعوب العربية ثم أستمع الجواب سيروعك كم من الغبن يعانون كم من الويل يتجرعون كل صباح ومساء بل كل لحظة آه ولا أحد ممن أسندت إليهم أمور الأمر والنهي و التسيير والتنفيذ يوفق في إيجاد الحل المخرج من الضيق الخانق والعسر الشديد هم في نعمة لوكانت لهم ذرة من الغيرة ما شعروا بها أبدا لكن نزعت الرحمة من قلوبهم فهم على العروش يتهافتون ويتكالبون ويقتلون الأحرار الذين يدافعون عن الحياة الكريمة لشعوبهم لحق من الفتن هذا وأكثر الظلم يسود العالم العربي بكليته ولا وجود لمنعطف في الطريق ولا بارقة أمل تدعو إلى مزيد من التحمل الضلال أطبق فوق رؤوس الجميع كالجراد المنتشر وأذكر ان أصحاب مذهب التسويف وأساتذة النهب والإستغلال سيقولون بأن هذا يأس أو تيئيس لا هذا الواقع يفرض ذاته وينكشف على الحقيقة الصارخة كما هو دون نفاق أو تزييف لما هو كائن على الأرض العربية التي فرطتم فيها من جانبكم وبعتموها للقوة العظمى المتوحدة فيما بينها يستغلون خيراتها باتفاق معها وأغفلتم المصلحة الوطنية وغابت روحها الدافعة على المحافظة على الوطن وأمنه واستقراره ببساطة وبرودة دم بعتم الشعوب وجعلتم الوطن ضيعة لكم تتصرفون فيها كما يحلوا لكم دون الرجوع إلى الحكم الحق دون الرجوع إلى التشاور والديموقراطية أغلب الحكام نصبهم العسكر ضد الشعب لسلبه كل شيء حتى عزة النفس لم تبقي له كلمة يقولها في السياسة صار تافها لايساوي مثقال ذرة في وزنكم أمام شرذمة من الساسة المرتزقين حكام كالهمج بلا ضمير يحرقون وطنا غاليا ويقتلون أهله ويشتتون سكانه في المخيمات من أجل البقاء في سدة الحكم لمدة طويلة أو إلى الأبد من خلال التوريث لمن لايستحق برعاية أسيادهم وأولياء نعمتهم في الغرب الباسط نفوذه برضاهم عنه مقابل تزكية ما يفعلونه ومقابل السكوت عن المصائب والفضائع المذهلة للعقول التي يرتكبونها بدون مبرر ولا وجه حق فهل يوجد سقوط وانبطاح يفوق هذا لا لا يوجد إلا عند هؤلاء الطغمة من الجهلاء الأشرار ولكن التغييرات لامحالة آتية وسوف ينقلب السحر على الساحر وسوف تصحح الأوضاع وتتضح الرؤى عما قريب بإذن الله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرى ..ونصرا والأمة الإسلامية مهما تعرضت للإحباط و مهما تآمر عليها الأعداء فإن لها ربا يحميها وأشكر الشاعر راع اليمام العكيلي الذي فتح لنا نصه الشعري مجالا فسيحا وطويلا و عريضا لتناول هذا الموضوع والتحدث عنه بإسهاب وعمق ونحن نرى أن النص غني جدا جدا و مازال قابلا لإستنباط الأفكار ومازال في حاجة إلى بذل مجهود جبار للإستحواذ على ما في مضمونه من معاني لا تستنفذ نظرا لحسه المدرك للراهن الذي تمر به الشعوب وخطورة الموقف وفي الختام أقول ان امتلاك نصيب موفور من السعادة ممكن لو توفرت الإرادة واشتغل كل فرد من مكانته الإجتماعية ومنحت الحرية كاملة غير مقسطة ولا مجزءة ولا موهومة وكما يقول الفلاسفة السعادة هي اللذة من دون الشعور بالندامة ولا يؤسس لهذا كله غير سبيل سلوك المنهج الديموقراطي .
النص
قبس ؟
كائنات :
اتفقت على العبور ،
إلى السعادة ،
اختلفت على الطريق .
قراءة
********
جميلة هذه الومضة التي تصف المشهد كما هو وتتمكن بذكاء قوي الملاحظة من أن تلتقط له صورة كاملة وواضحة جلية ويعود ذلك إلى المهارة في تحليل ما يقع تحت العين وما يمر على الفكر من أحداث تستحق التدوين وإبداء الرأي فيها لتسليط الضوء على المكان أو البؤرة المتوترة المستعصية على الفهم بالنسبة لمن يقعون في جهل حقيقي للمواضيع المتناولة سياسيا إجتماعيا أو إقتصاديا وبالجملة في مختلف فروع مستجدات الحياة المتغيرة من هذا النص نكتشف قدرة الأبداع الرزين على الدخول في مشاركة القضايا الكبرى للفصل فيها بالحكمة المتبصرة وأن له القدرة بذات الأهمية في جميع الشئون فالإبداع يصنع فنونا وأمورا عظيمة منها الجمال والأخلاق والمحبة السامية والتكافل والتضامن ووالخ.. وكان علينا كشعوب عربية في عصر التقدم أن نأخذ هذا الجانب بالجدية اللازمة وأن لا نصرف عنها النظر أو نزدري ضرورتها ونبخس من الدور الذي تؤديه إن الذين سدوا الطريق على الإبداع بحجج واهية وأداروا وجوههم عن قيمة الفن ولم يعتبروه إرتكبوا جريمة في حق المجتمع لأنهم سلموه الى الضياع وجعلوا معيشته ضنكة فقيرة في العلم وفي كل مناح الحياة ومع الأسف أن هذا حصل في أمة إقرأ ولست اعرف سببا آخر مقنع يردني عن العدول عن هذا الرأي الذي حكمت به من خلال حرصي و بحثي وطلبي الذي دأبت عليه نشدانا للحقيقة البريئة من كل إدعاء لا يجوز الإستشهاد به و إذا أردت بهذه المناسبة أن أوضح في سطر واحد الفرق بن التقدم والتخلف فسأقول أن التوجه الغير صحيح في التثقف والتعلم هما اللذان وصلا بنا إلى الفشل الذريع وإلى العبثية في العمل وإلى أشكال التخلف كلها فذقنا مرارتها وشربنا كأس سمها بأيدينا وتركنا للأجيال القادمة نصيبا وافرا من هذا الإرث المضني المؤرق لم نمنح للسعادة فرصة كي تبرز لم نوفر أسباب الرفاهية لم نراعي أي نظام يساهم أو يقرب من النوايا الصالحة الحسنة التي من غايتها وأهدافها بسط جناح الوآم والإلتآم وروح الفرح والمرح وتقدير المواهب الفذة البارزة العبقرية كل هذا أعرضنا عنه وربطنا مصيرنا بأسباب واهية خذلتنا في نهاية المطاف وجعلتنا أمة تعاني أزمات متواصلة لا تعرف إنقطاعا أو توقفا أمة إستثناء من بين الأمم أتساءل أليس هذا واقعنا إذن أطرح السؤال على الشعوب العربية ثم أستمع الجواب سيروعك كم من الغبن يعانون كم من الويل يتجرعون كل صباح ومساء بل كل لحظة آه ولا أحد ممن أسندت إليهم أمور الأمر والنهي و التسيير والتنفيذ يوفق في إيجاد الحل المخرج من الضيق الخانق والعسر الشديد هم في نعمة لوكانت لهم ذرة من الغيرة ما شعروا بها أبدا لكن نزعت الرحمة من قلوبهم فهم على العروش يتهافتون ويتكالبون ويقتلون الأحرار الذين يدافعون عن الحياة الكريمة لشعوبهم لحق من الفتن هذا وأكثر الظلم يسود العالم العربي بكليته ولا وجود لمنعطف في الطريق ولا بارقة أمل تدعو إلى مزيد من التحمل الضلال أطبق فوق رؤوس الجميع كالجراد المنتشر وأذكر ان أصحاب مذهب التسويف وأساتذة النهب والإستغلال سيقولون بأن هذا يأس أو تيئيس لا هذا الواقع يفرض ذاته وينكشف على الحقيقة الصارخة كما هو دون نفاق أو تزييف لما هو كائن على الأرض العربية التي فرطتم فيها من جانبكم وبعتموها للقوة العظمى المتوحدة فيما بينها يستغلون خيراتها باتفاق معها وأغفلتم المصلحة الوطنية وغابت روحها الدافعة على المحافظة على الوطن وأمنه واستقراره ببساطة وبرودة دم بعتم الشعوب وجعلتم الوطن ضيعة لكم تتصرفون فيها كما يحلوا لكم دون الرجوع إلى الحكم الحق دون الرجوع إلى التشاور والديموقراطية أغلب الحكام نصبهم العسكر ضد الشعب لسلبه كل شيء حتى عزة النفس لم تبقي له كلمة يقولها في السياسة صار تافها لايساوي مثقال ذرة في وزنكم أمام شرذمة من الساسة المرتزقين حكام كالهمج بلا ضمير يحرقون وطنا غاليا ويقتلون أهله ويشتتون سكانه في المخيمات من أجل البقاء في سدة الحكم لمدة طويلة أو إلى الأبد من خلال التوريث لمن لايستحق برعاية أسيادهم وأولياء نعمتهم في الغرب الباسط نفوذه برضاهم عنه مقابل تزكية ما يفعلونه ومقابل السكوت عن المصائب والفضائع المذهلة للعقول التي يرتكبونها بدون مبرر ولا وجه حق فهل يوجد سقوط وانبطاح يفوق هذا لا لا يوجد إلا عند هؤلاء الطغمة من الجهلاء الأشرار ولكن التغييرات لامحالة آتية وسوف ينقلب السحر على الساحر وسوف تصحح الأوضاع وتتضح الرؤى عما قريب بإذن الله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرى ..ونصرا والأمة الإسلامية مهما تعرضت للإحباط و مهما تآمر عليها الأعداء فإن لها ربا يحميها وأشكر الشاعر راع اليمام العكيلي الذي فتح لنا نصه الشعري مجالا فسيحا وطويلا و عريضا لتناول هذا الموضوع والتحدث عنه بإسهاب وعمق ونحن نرى أن النص غني جدا جدا و مازال قابلا لإستنباط الأفكار ومازال في حاجة إلى بذل مجهود جبار للإستحواذ على ما في مضمونه من معاني لا تستنفذ نظرا لحسه المدرك للراهن الذي تمر به الشعوب وخطورة الموقف وفي الختام أقول ان امتلاك نصيب موفور من السعادة ممكن لو توفرت الإرادة واشتغل كل فرد من مكانته الإجتماعية ومنحت الحرية كاملة غير مقسطة ولا مجزءة ولا موهومة وكما يقول الفلاسفة السعادة هي اللذة من دون الشعور بالندامة ولا يؤسس لهذا كله غير سبيل سلوك المنهج الديموقراطي .