محمد عباس محمد عرابي - من أدب الطفولة.. أنشودة لم تألمت الفراشة؟ للشاعر محمد الفاضل سليمان من منظور أدبي وتربوي

للشاعر التونسي محمد الفاضل سليمان (رحمه الله )العديد من الأعمال الأدبية التي كتبها للأطفال (شعرا ونثرا )،ومن أشهر الأناشيد أنشودة لم تألمت الفراشة؟،ونظرا لما تتضمنه هذه الأنشودة من جماليات أدبية وقيم تربوية كان هذا المقال الذي يتناول : أنشودة لم تألمت الفراشة؟ للشاعر محمد الفاضل سليمان من منظور أدبي وتربوي تقول القصيدة على لسان الفراشة ،وهي تقارن بين حال البيئة من حولها قبل التلوث وبعد التلوث ،مبينة دور الأطفال (أمل المستقبل في المحافظة على البيئة من التلوث :
كــــنـت دوما أتـجــوّل … في هـــــــناء مـثل بلـبل
كـنت ألـهو في رخاء … حـول ورد أو قرنفـــــل
كـــنـت أمتصّ رحيـقـا … صافيا عذبا معــــسّــل
لــــم أكن أشعــر يـوما … بدوار قرب جـــــــدول
غــــيـرأنّ الآن آهــــــا … كـل ّشيء قد تغــــــــيّر
فـــبدا المـاء الــــنّقـيّ … شاحــب اللّون معــكّـــر
وكــذا الزّهـرالشــذيّ … لونـه السّـحريّ أدبـــر
ورحـــيق الآس أمـسى … طعمه لي مثل حنظل
أنـــــــقـذوني ياصــغار … أبــعـدوا عنّي الـقــذارة
وانشروا البستان عطرا … وارفعوا تاج الّنضـــارة
واسلكوا درب النظا فة … فهي عنــوان الحـضارة
حقّـــقوا روح التّآخــي … كي يكون العـيش أفضل

ومن الناحية الأدبية :يمكن القول :إن الشاعر التونسي محمد الفاضل سليمان (رحمه الله ) قد أجاد ببراعة في رسم صورة فنية امتزجت فيها :الحركة والصوت واللون ،لتقريب صورة الطبيعة والبيئة للأطفال قبل التلوث وبعده :
وتتضح معالم حركة الفراشة بسعادة وهناء قبل التلوث حيث يقول الشاعر :
كــــنـت دوما أتـجــوّل … في هـــــــناء مـثل بلـبل
كـنت ألـهو في رخاء … حـول ورد أو قرنفـــــل
كـــنـت أمتصّ رحيـقـا … صافيا عذبا معــــسّــل
لــــم أكن أشعــر يـوما … بدوار قرب جـــــــدول
كما وظف الشاعر الصوت واللون لبيان حال البيئة بعد تلوثها حيث الصوت في قول الشاعر (آها )للتعبير عن الألم لتلوث البيئة وكذا وظف اللون حيث الأثر السلبي للتلوث على المـاء الــــنّقـيّ الذي صار شاحــب اللّون معــكّـــر ،والزّهـر الشــذيّ لونـه السّـحريّ أدبـــر،كما في قول الشاعر :
فـــبدا المـاء الــــنّقـيّ … شاحــب اللّون معــكّـــر
وكــذا الزّهـرالشــذيّ … لونـه السّـحريّ أدبـــر
ومن الناحية التربوية يهدف الشاعر إلى غرس قيمة المحافظة على البيئة في نفوس الأطفال ،وتدريب الأطفال على مهارة المقارنة بين حالة البيئة قبل التلوث وبعدها ،وحثهم على المشاركة الايجابية في المحافظة على البيئة من التلوث ،وحثهم على التحلي على صفاء القلوب وحسن معاملة الآخرين حتى يسود المجتمع التآخي والمحبة والتصافي بين جميع الناس .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...