في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ: 22 أكتوبر 2021
يقول مختصون أن النقد الذاتي عامل مهم من عوامل تطور أيّ شخص سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا، و بدون النقد تتراكم الأخطاء و تتعقد أكثر الأمور فتتحول إلى أزمة، قد تتولد عنها الكراهية و الأحقاد، في غياب الحوار الواعي الجاد، أين ينعدم الانسجام و التفاهم و التسامح، بل ينعدم التعايش، طبعا لا تخلو مؤسسة من وجود مشاكل، فأعضاؤها يشكلون أسرة متكاملة، يناضل أفرادها من أجل تحقيق هدف سام، فتغيير الذهنيات مثلا مسؤولية تقع على عاتق الأسرة الإعلامية بالدرجة الأولى، فأن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر بين الأفراد لا يستدعي أن ينقلب طرف على الآخر و ينظر إليه بنظرة عدائية و لذا فـ،: "التغيير" يمثل الخطوة الأولى لرقي المورد البشري
في اليوم الوطني للصحافة في الجزائر المصادف لـ: 22 أكتوبر2021 يستحسن الحديث عن العلاقة بين الصحفيين مهما اختلفت توجهاتهم و مهما كان حجم المؤسسة التي يمثلونها، و تقديم رؤية نقدية للواقع، بعيدا عن المسائل الشخصية و دون تغليط الآخر أو تهويل سلوكاته، فالعلاقة بين الصحافيين في الجزائر هي علاقة تكاد أن تكون شبه اغتراب متبادل، و بدون تعميم، ففي بعض الأحيان نجد صحفي يرى نفسه و كأنه هو عميد الصحافة، لا لشيئ إلا لأن الفرصة و الظروف كانت لصالحه بأن يعمل في جريدة ذات مقروئية، و لولا هذه الفرصة لما كان اسمه يظهر، هي نظرة ضيقة تبناها البعض، و يمكن الوقوف وقفة تأمل بين جرائد ذات مقروئية وأخرى تبحث لها عن قرّاء، أي الحديثة النشأة، هذه الأخيرة لو توفرت لها الإمكانيات لكانت قد حققت القفزة النوعية في المجال الإعلامي، و لكان لها صدى، و هذا يرجع بطبيعة الحال إلى أزمة الإشهار.
فالإشهار في الجزائر الذي يعتبر العمود الفقري لكل مؤسسة إعلامية لكنه في الواقع يمثل "نقطة سوداء" في قطاع الإعلام في الجزائر، كونه يوزع بطريقة غير عادلة، خاصة و أن الجهة المكلفة بتوزيع الإشهار على دراية بمدى اعتماد الصحف على هذه الوسيلة لتسيير مؤسستها و تسديد رواتب صحافييها و موظفيها، حتى لو كانت ذات مقروئية، كما يجعل رجل الإعلام ناجحا و بكل المقاييس في أداء هذه الرسالة النبيلة، من هنا ينشأ الصراع، هذا الصراع غالبا ما يؤدي إلى ظهور ما يسمى بصحافة الـ: clan و قد نجدهم يعملون بمقولة: "من خالفني فهو خصمي حتى لا نقول عدوي" حتى لو كان الاختلاف في وجهات النظر و الرؤى و الطريقة بحيث لا يتعدى هذا الاختلاف العلاقات الشخصية، فهناك من يرى نفسه و كأنهم في موقع الطرف المُسَيْطِرِ و يرى الآخر كالطرح الذي لا يمكن أن يولد، يرفض فكرته حتى لو كانت إيجابية، هي سلوكات صبيانية لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
و لو أنه وجب "الترفُّعُ" عن مثل هذه السلوكات من باب الكبرياء و عزة النفس، إلا أنه يجب التوقف إزاءها لطرح بعض التساؤلات حولها، لأن هذه السلوكات وصلت إلى درجة التآمر نقلها بعض الطفيليين إلى الإدارة بهدف تهميش الآخر و إبعاده عن الساحة، حيث أصبح بعض المسؤولين يتعاملون مع صحف دون صحف أخرى و يميلون إلى صحف معينة، لأن تلك الصحف يديرها فلان، بغض النظر عن خطها الافتتاحي، ما يلاحظ أن بعض الصحافيين مستهدفين، و غالبا ما يكونوا محاصرين ، الصراع أحيانا يكون صراع أشخاص و لا علاقة له بالمؤسسة الإعلامية سواء كانت تابعة للقطاع العمومي أو القطاع الخاص و مثل هذه السلوكات شوّهت العمل الصحفي في الجزائر .
قد يقول قائلٌ لماذا هذا التفصيل المُمِلّ؟ فالجميع يعرف واقع الصحافة و مشكلاتها في الجزائر كباقي الصحف في العالم العربي، إن ردة الفعل هذه لا تعدو أن تكون رؤية سطحية لواقع الصحافة في الجزائر، و لابد من تشخيص الداء من أجل علاجه، والجزائر تحتفل باليوم الوطني للصحافة المصادف للثاني و العشرين من أكتوبر من كل سنة السؤال الذي يلح على الطرح هو: " هل توجد فعلا ثورة إعلامية في الجزائر؟ و هل الثورة الإعلامية تكون بتعدد المؤسسات الإعلامية و تكاثرها من صحف ورقية و إلكترونية و قنوات فضائية ، أم مؤسسات إعلامية أفرادها يؤسسون أسرة إعلامية موحدة منسجمة، لا فرق بين صحفي و آخر حتى لو كان يعمل في جريدة قراؤها قليلون.
المسألة لا تتعلق بالكمّ ، أي كم عدد القراء الذين يقرأون تلك الجريدة، فلكل جريدة قراؤها، فقد لا يقرأ البعض الجريدة التي يقرأها الآخرون و العكس، ثم أنه كم من جريدة حديثة النشأة استطاعت أن تقف على قدميها، و كم من جريدة عريقة أساء أصحابها إلى مهنة الصحافة، المشكلة تكمن في طرق الفهم للعمل الصحفي، بحيث يرى البعض أن الأولوية له و يريد أن يخلق فئة مسيطرة تكون الفئة المغلوبة تابعة له، هذه هي صحافة الـ: clan التي كرّست الصراع بين أفراد الأسرة الإعلامية و بدون خلفيات.
علجية عيش
يقول مختصون أن النقد الذاتي عامل مهم من عوامل تطور أيّ شخص سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا، و بدون النقد تتراكم الأخطاء و تتعقد أكثر الأمور فتتحول إلى أزمة، قد تتولد عنها الكراهية و الأحقاد، في غياب الحوار الواعي الجاد، أين ينعدم الانسجام و التفاهم و التسامح، بل ينعدم التعايش، طبعا لا تخلو مؤسسة من وجود مشاكل، فأعضاؤها يشكلون أسرة متكاملة، يناضل أفرادها من أجل تحقيق هدف سام، فتغيير الذهنيات مثلا مسؤولية تقع على عاتق الأسرة الإعلامية بالدرجة الأولى، فأن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر بين الأفراد لا يستدعي أن ينقلب طرف على الآخر و ينظر إليه بنظرة عدائية و لذا فـ،: "التغيير" يمثل الخطوة الأولى لرقي المورد البشري
في اليوم الوطني للصحافة في الجزائر المصادف لـ: 22 أكتوبر2021 يستحسن الحديث عن العلاقة بين الصحفيين مهما اختلفت توجهاتهم و مهما كان حجم المؤسسة التي يمثلونها، و تقديم رؤية نقدية للواقع، بعيدا عن المسائل الشخصية و دون تغليط الآخر أو تهويل سلوكاته، فالعلاقة بين الصحافيين في الجزائر هي علاقة تكاد أن تكون شبه اغتراب متبادل، و بدون تعميم، ففي بعض الأحيان نجد صحفي يرى نفسه و كأنه هو عميد الصحافة، لا لشيئ إلا لأن الفرصة و الظروف كانت لصالحه بأن يعمل في جريدة ذات مقروئية، و لولا هذه الفرصة لما كان اسمه يظهر، هي نظرة ضيقة تبناها البعض، و يمكن الوقوف وقفة تأمل بين جرائد ذات مقروئية وأخرى تبحث لها عن قرّاء، أي الحديثة النشأة، هذه الأخيرة لو توفرت لها الإمكانيات لكانت قد حققت القفزة النوعية في المجال الإعلامي، و لكان لها صدى، و هذا يرجع بطبيعة الحال إلى أزمة الإشهار.
فالإشهار في الجزائر الذي يعتبر العمود الفقري لكل مؤسسة إعلامية لكنه في الواقع يمثل "نقطة سوداء" في قطاع الإعلام في الجزائر، كونه يوزع بطريقة غير عادلة، خاصة و أن الجهة المكلفة بتوزيع الإشهار على دراية بمدى اعتماد الصحف على هذه الوسيلة لتسيير مؤسستها و تسديد رواتب صحافييها و موظفيها، حتى لو كانت ذات مقروئية، كما يجعل رجل الإعلام ناجحا و بكل المقاييس في أداء هذه الرسالة النبيلة، من هنا ينشأ الصراع، هذا الصراع غالبا ما يؤدي إلى ظهور ما يسمى بصحافة الـ: clan و قد نجدهم يعملون بمقولة: "من خالفني فهو خصمي حتى لا نقول عدوي" حتى لو كان الاختلاف في وجهات النظر و الرؤى و الطريقة بحيث لا يتعدى هذا الاختلاف العلاقات الشخصية، فهناك من يرى نفسه و كأنهم في موقع الطرف المُسَيْطِرِ و يرى الآخر كالطرح الذي لا يمكن أن يولد، يرفض فكرته حتى لو كانت إيجابية، هي سلوكات صبيانية لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
و لو أنه وجب "الترفُّعُ" عن مثل هذه السلوكات من باب الكبرياء و عزة النفس، إلا أنه يجب التوقف إزاءها لطرح بعض التساؤلات حولها، لأن هذه السلوكات وصلت إلى درجة التآمر نقلها بعض الطفيليين إلى الإدارة بهدف تهميش الآخر و إبعاده عن الساحة، حيث أصبح بعض المسؤولين يتعاملون مع صحف دون صحف أخرى و يميلون إلى صحف معينة، لأن تلك الصحف يديرها فلان، بغض النظر عن خطها الافتتاحي، ما يلاحظ أن بعض الصحافيين مستهدفين، و غالبا ما يكونوا محاصرين ، الصراع أحيانا يكون صراع أشخاص و لا علاقة له بالمؤسسة الإعلامية سواء كانت تابعة للقطاع العمومي أو القطاع الخاص و مثل هذه السلوكات شوّهت العمل الصحفي في الجزائر .
قد يقول قائلٌ لماذا هذا التفصيل المُمِلّ؟ فالجميع يعرف واقع الصحافة و مشكلاتها في الجزائر كباقي الصحف في العالم العربي، إن ردة الفعل هذه لا تعدو أن تكون رؤية سطحية لواقع الصحافة في الجزائر، و لابد من تشخيص الداء من أجل علاجه، والجزائر تحتفل باليوم الوطني للصحافة المصادف للثاني و العشرين من أكتوبر من كل سنة السؤال الذي يلح على الطرح هو: " هل توجد فعلا ثورة إعلامية في الجزائر؟ و هل الثورة الإعلامية تكون بتعدد المؤسسات الإعلامية و تكاثرها من صحف ورقية و إلكترونية و قنوات فضائية ، أم مؤسسات إعلامية أفرادها يؤسسون أسرة إعلامية موحدة منسجمة، لا فرق بين صحفي و آخر حتى لو كان يعمل في جريدة قراؤها قليلون.
المسألة لا تتعلق بالكمّ ، أي كم عدد القراء الذين يقرأون تلك الجريدة، فلكل جريدة قراؤها، فقد لا يقرأ البعض الجريدة التي يقرأها الآخرون و العكس، ثم أنه كم من جريدة حديثة النشأة استطاعت أن تقف على قدميها، و كم من جريدة عريقة أساء أصحابها إلى مهنة الصحافة، المشكلة تكمن في طرق الفهم للعمل الصحفي، بحيث يرى البعض أن الأولوية له و يريد أن يخلق فئة مسيطرة تكون الفئة المغلوبة تابعة له، هذه هي صحافة الـ: clan التي كرّست الصراع بين أفراد الأسرة الإعلامية و بدون خلفيات.
علجية عيش