حسن بوعلام
النص :
كيف أرحل عنك حبيبي
وقد هواك فؤادي
وغدوت بلسم جراحي
ماضرك سيدي
لو رحمت نفسي
ولملمت جراحي
إن عشقت القصورا
أسكنتك وجداني
إن اشتقت الجنانا
وهبتك حضني
إن وددت النورا
أهديتك عيوني
أرجوك سيدي
لا تسألني الرحيل
فالعمر قصير
وقلبي لك أسير
ولن أرضى بغيرك بديل
القراءة :
********
إنه نص يبحر في أعماق الذات الإنسانية ليريها كيف يكون إستكشاف الجوهر وإستخراجه من بين شغاف الفؤاد الذي يهيمن عليه الحب الصادق الذي هو أعظم نعمة تحل بالإنسان إنه شعر ملكة تفتح البصيرة وتظل ترفع من قدر العاطفة الطاهرة التى تظهر الفرق بينها وبين القسوة والوحشية المنعدمة من أي شعور رقيق ينسب إلى أهل الألباب نحن عرفنا الشاعر حسن بوعلام دائما ميالا جهة الحزن الذي يرفض أن يتلذذ أو يطمئن للنسيان لكي يستمر على قيد الحياة السعيدة المهملة لأزمنة كانت وليس لها الآن عودة تنفع إن الشاعر حسن ليس من أولئك الذي يتنكرون لماضيهم وأحداثه ولما جرى فيه من لقاءات ومعاملات متأصلة إنه ليس من الذين ينكرون العشرة والملح والصحبة ويحذفون كل شيئ حتى وإن كان بجمال الورد وسكينة الملائكة بل الشاعر هو ممن يحرصون على ذكر تلك اللحظات ويمنحها من دمه ومن أعصابه ليعرف كم كان وفيا لها وكم كان قلبه ينبض لها بإخلاص قل نظيره لقد وزن معنى الحب فوجد ثمنه يساوي الروح ورخص في سبيله الدمع وهان عليه ماتلقاه من أوجاع لأجله فثابر في كل مرة على أن يقص على نفسه وعلينا نحن المتلقين والمتعلقين بهواه الذي نشاركه بيئته وأحداثه
بكل رأفة وبكل حنان وكبرياء لأنه يملأنا بحروف وبكلمات لها سحر حقيقي فنعود نشعر بنفس شعوره ونحس بنفس إحساسه شعر له صور تنقلك إلى عالمه فتعيشه كما عاشه الشاعر ولا تغادره إلا إذا سكبت فيه العبرات وتذكرت فيه الذكريات وتأوهت مثله بقلب متعب ومجروح في ساحة العاطفة الجياشة المخلصة لذوي القربى ولكل الذين كانت له بهم في حياته صلة مباشرة إستنزفته شعريا فكم من قصيدة جيدة قرأتها له فأسرني أسلوبها السلس اللين وكل شعره في الحقيقة جيد يستمطر الفكر اللازم لإبداعه ولأنه يقرب ولا يبعد ويشد ولا يصد يجعلك توافق على كل مايقوله كما لو أنك أنت كاتبه فتقبل القصيدة كماهي على شكلها ووجهها ولا تتمنى أن تضيف لها أي كلمة لتكمل نقصا أو خللا يعترض المعنى ولو بئيجاز مثل هذا الشعر يؤسس لإنتفاضة الذهن الحر الكريم فيغدق عليه صاحبه معانى سامية بعفوية وتلقائية لإزاحة ما علق من الشوائب أو ما تراكم من فنون التجميل المصطنعة على كثير من النصوص التي أغرقت في الهذر ليعيدها إلى واقعها المفعم بالإنسانية الصادقة إنه شعر هادف كنسيم الصبا لا ينزعج منها قلب من مسته بعشق عفيف
النص :
كيف أرحل عنك حبيبي
وقد هواك فؤادي
وغدوت بلسم جراحي
ماضرك سيدي
لو رحمت نفسي
ولملمت جراحي
إن عشقت القصورا
أسكنتك وجداني
إن اشتقت الجنانا
وهبتك حضني
إن وددت النورا
أهديتك عيوني
أرجوك سيدي
لا تسألني الرحيل
فالعمر قصير
وقلبي لك أسير
ولن أرضى بغيرك بديل
القراءة :
********
إنه نص يبحر في أعماق الذات الإنسانية ليريها كيف يكون إستكشاف الجوهر وإستخراجه من بين شغاف الفؤاد الذي يهيمن عليه الحب الصادق الذي هو أعظم نعمة تحل بالإنسان إنه شعر ملكة تفتح البصيرة وتظل ترفع من قدر العاطفة الطاهرة التى تظهر الفرق بينها وبين القسوة والوحشية المنعدمة من أي شعور رقيق ينسب إلى أهل الألباب نحن عرفنا الشاعر حسن بوعلام دائما ميالا جهة الحزن الذي يرفض أن يتلذذ أو يطمئن للنسيان لكي يستمر على قيد الحياة السعيدة المهملة لأزمنة كانت وليس لها الآن عودة تنفع إن الشاعر حسن ليس من أولئك الذي يتنكرون لماضيهم وأحداثه ولما جرى فيه من لقاءات ومعاملات متأصلة إنه ليس من الذين ينكرون العشرة والملح والصحبة ويحذفون كل شيئ حتى وإن كان بجمال الورد وسكينة الملائكة بل الشاعر هو ممن يحرصون على ذكر تلك اللحظات ويمنحها من دمه ومن أعصابه ليعرف كم كان وفيا لها وكم كان قلبه ينبض لها بإخلاص قل نظيره لقد وزن معنى الحب فوجد ثمنه يساوي الروح ورخص في سبيله الدمع وهان عليه ماتلقاه من أوجاع لأجله فثابر في كل مرة على أن يقص على نفسه وعلينا نحن المتلقين والمتعلقين بهواه الذي نشاركه بيئته وأحداثه
بكل رأفة وبكل حنان وكبرياء لأنه يملأنا بحروف وبكلمات لها سحر حقيقي فنعود نشعر بنفس شعوره ونحس بنفس إحساسه شعر له صور تنقلك إلى عالمه فتعيشه كما عاشه الشاعر ولا تغادره إلا إذا سكبت فيه العبرات وتذكرت فيه الذكريات وتأوهت مثله بقلب متعب ومجروح في ساحة العاطفة الجياشة المخلصة لذوي القربى ولكل الذين كانت له بهم في حياته صلة مباشرة إستنزفته شعريا فكم من قصيدة جيدة قرأتها له فأسرني أسلوبها السلس اللين وكل شعره في الحقيقة جيد يستمطر الفكر اللازم لإبداعه ولأنه يقرب ولا يبعد ويشد ولا يصد يجعلك توافق على كل مايقوله كما لو أنك أنت كاتبه فتقبل القصيدة كماهي على شكلها ووجهها ولا تتمنى أن تضيف لها أي كلمة لتكمل نقصا أو خللا يعترض المعنى ولو بئيجاز مثل هذا الشعر يؤسس لإنتفاضة الذهن الحر الكريم فيغدق عليه صاحبه معانى سامية بعفوية وتلقائية لإزاحة ما علق من الشوائب أو ما تراكم من فنون التجميل المصطنعة على كثير من النصوص التي أغرقت في الهذر ليعيدها إلى واقعها المفعم بالإنسانية الصادقة إنه شعر هادف كنسيم الصبا لا ينزعج منها قلب من مسته بعشق عفيف