أحمد مطر
عربٌ ولكن
لو نزعت جلودهم
لوجدت
أن اللُب امريكان
# أحمد مطر
كان لي موقف من شعر أحمد مطر كأن أقول عنه مثلا إنه مقيم في المهجر ومن ثم يشد أعنف هجوماته على الحكومات العربية كلها حتى انه لا ترضيه أي دولة عربية مها كانت حريصة على العدل والتفوق الإقتصادي
وأنه متهجم سليط اللسان قوي الإنفعال صاحب أسلوب حربي لاذع لايعرف الرحمة ولا يهتم بالأعذار الممكنة منها والغير ممكنة كانت لي مع شعره وقفة خفيفة ولكن فيها من التأثير الشيئ الكثير أما الإعجاب فلا لأنني أختلف معه في التعبير وفي حقيقة التصوير فهو يطلق العنان للغته كي تقول ما تشاء دون إلتزام بالحدود أو الشرع فهو يقفز على ما تتيحه الحرية من إمكانات وقد يكون شعره فوضويا غير بناء وإن ظهر العكس بين ذلك شعر خطير لا يصف الدواء وإنما يصف خطة الخروج على المنطق وعلى ثوابت الجماعة ويشجع على الفتنة يوقد نارها ويؤججها من بعيد ولا يعتني بقسط ولو بقسط ضئيل من السلامة لأي جهة على السواء ما يهمه هو خرق جدار الوطنية وجعله يهوي على رؤوس أصحابه وفي الأخير تلاحظ أن أشعارا مثل هذه لا تقدم حلولا بقدر ما تدفع إلى الأزمة والعيش في جوها الملتهب وهذا النوع من الفكر هو الآخر يصير مطعونا في قيمته وجوهره مشكوك في إنتمائه وغايته وأبعاده شعر النضال لابد أن يراعي كثيرا من الأمور وأن يلتزم بشروط موجبة للحماية كأن يكون له مشروع مستقبلي يهدف إليه ولا يضحي به بسبب نزعة عدوانية مجازفة قد تحطم
دون مراعاة أو مبررات كثيرا من الثوابت الأخلاقية من أجل التدمير الشامل تحت الضغط العنيف والمفرط لإستعمال القوة وهذه دعوة لا يجب أن تلقى الترحيب والقبول ولكن هناك جهات اتفقت مع النصوص التي على هذه الشاكلة وأخذت منها أداتها وشرعنتها وشرعت في العمل بها على اساس أنها الطريقة الأفضل في أي حركة داعية للتغيير ..
ولكن هذا النوع الشعري الذي غايته التحرير بأية وسيلة لم يأتي مرفقا بمشروع يبين النتيجة التي ستقف عندها هذه الدعوة بقي المجال دون هدف ومن ثم نرى الرسالة لا علاقة لها بالفكر التواصلي البناء وإنما كل ما هنالك هو فن الهدم والإصرار عليه وكأنه شعر مخصص منتوجه للدواعش فقط وإذا ما احترمنا جزء من شعر الشاعر وحاولنا التعاطف معه على سبيل أن له رؤية فيها من المصلحة والمنفعة ما وجب علينا قبوله وإجلاله فهذا لا نتهرب منه في ملاحظتنا هاته يمكننا أن نقدره لأن فيه من النقد ما ينهض الضمير ويستفزه
ويحثه على رفض العبودية والتخلص منها ولكن الخطر علينا أن ندرك أبعاده وأن لا نهمل الإشارة إليه وقد ذكرنا بعضا منها في هذا المقال وحرصنا على أن لا نفوت الفرصة في ذكر العملية التي ترتبط بمشروع شعر الشاعر في شتى مجالاته التي اقتحمنا بعضها للرد عليه على أمل الرجوع إلى بعض أعماله الأخرى لتدارك مافاتنا من القول فيها وعلى العموم شعر أحمد مطر جذوة من نار لا تهمد ولا تخمد بل تظل مشتعلة مظطربة تهدد بالإنفجار في أي وقت وحين وقد اشتعلت فعلا ونتمنى أن تجد لها المحاولة كي تنطفء وينبت على رمادها زهر جميل يعبق بأريج الحرية والكرامة وأن لا يبقى مجرد شعارات مرفوعة يعيدها كالببغاوات من لا يفهمون أبعاد فلسفتها فنحن لا نريد حرب البسوس وشعر لا تصالح أن يفرض بين الأخوة فهذا عهد من الجاهلية قد تم الفصل فيه والأخلاق هي الإيمان بحقوق الإنسان والنزول عند حقوقها ومتطلباتها دون انغماس في هوى النفس والإعجاب بها ولو لم تكن على حق وهداية .
و في هذه القصيدة _ مجلس_ يقول فيها الشاعر :
القاعة ُالمعتادةْ
غارقةٌ في الصمتِ
والبهائمُ المنقادَةْ
تجلسُ في دائِرةٍ
وصاحبُ السيادْة
يَدورُ يحملُ العَصا لمن عَصىَ
ويُهدرُ الوقتَ بلا إفادةْ
فى القاعِة المعتادَةْ
بهائمٌ تغفو بلا إرادةْ
وهائمٌ يمشى بلا إرادةْ
وطبلةٌ تَدقُّ كلَّ ساعةٍ بمنتهى البلادةْ
تُعلِنُ عن تأيدها
لمجلسِ القيادة
كيف إذن نكذب الصادق في وطنيته وندعوه بطريقة التشكيك في طرح سلاح الفكر والمقاومة من أجل تطوير ذاته ووطنه هذه الخدمة التي أصبح يطعن فيها بأسلوب ملفق يلتف حول رقبة كل من يعمل بجد وتفان لأجل المصلحة العامة إننا حين نلوم أصحاب الفكر النزيه ونزعم أنهم خانعون أو خائفون نحرضهم على فعل الخيانة ولو عن جهل منا ومنهم وبالتالي نفوت على أنفسناالغرض الأسمى الذي يتمثل في حماية الوطن والمواطن على حد سواء وهذا ما يجب أن نوليه كبير أهمية ولا ننخدع بالكلام القاسي الذي يتفجر في وجوهنا ويعود علينا نقمة وهو في أصله طرح وضع لأجندة أجنبية من هذه الثغرة العظيمة إنساق شعر الشاعر أحمد مطر وتراكم فيه الكثير من الفساد لا يمكن أن يلحظه الغير متفرس من دون أن توضح لهم الرؤية من طرف النقد البصير الذي يواجه الهجمة الشرسة
ويتعرض لها بالقول المعارض الذي يصدها قبل أن تستحوذ على المشهد لضعفه في بنيته و مقوماته الثقافية ولا تصلح السياسة من دون وعي يكون نموذجا يحتكم إليه عقل المبدعين لدى أي أمة تسعى بالتدريج إلى التحضر وإحترام الحقوق وقوانينها .
ونختم إطلالتنا السريعة مع نصوص أحمد مطر بالقصيدة التي لاحسنى فيها ولا أي صفة لأي إمتياز وهذا ما جاء فيها :
“ ﺇﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﻧﺎ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺷﻌﺐ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ
ﺃﻱ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﻓﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻔّﺮ
ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﻭﻳﺤﺠﺰ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
ﻭﺍلأﺭﺽ
أتمنى أن أكون قد وفقت في تفسير وشرح بعض ما سكت عنه كثير من النقاد فتعلق بالعقول الممجدة لكل صوت لا يعرف أبعاد ودلالات المقاصد التي تنوي تحطيم المكتسبات بدعوى إرادة القوة والحرية المطلقة ولا يتراعي بحساسياتها التدابير الشمولية التي تعمل على خلق التوازن ومحاولة فرض نشاطه وفقا لما في الإمكان دون السماح للخلل أو للشرخ بالتوسع داخل قلب المجتمع المتصدع بالإنشقاقات .
عربٌ ولكن
لو نزعت جلودهم
لوجدت
أن اللُب امريكان
# أحمد مطر
كان لي موقف من شعر أحمد مطر كأن أقول عنه مثلا إنه مقيم في المهجر ومن ثم يشد أعنف هجوماته على الحكومات العربية كلها حتى انه لا ترضيه أي دولة عربية مها كانت حريصة على العدل والتفوق الإقتصادي
وأنه متهجم سليط اللسان قوي الإنفعال صاحب أسلوب حربي لاذع لايعرف الرحمة ولا يهتم بالأعذار الممكنة منها والغير ممكنة كانت لي مع شعره وقفة خفيفة ولكن فيها من التأثير الشيئ الكثير أما الإعجاب فلا لأنني أختلف معه في التعبير وفي حقيقة التصوير فهو يطلق العنان للغته كي تقول ما تشاء دون إلتزام بالحدود أو الشرع فهو يقفز على ما تتيحه الحرية من إمكانات وقد يكون شعره فوضويا غير بناء وإن ظهر العكس بين ذلك شعر خطير لا يصف الدواء وإنما يصف خطة الخروج على المنطق وعلى ثوابت الجماعة ويشجع على الفتنة يوقد نارها ويؤججها من بعيد ولا يعتني بقسط ولو بقسط ضئيل من السلامة لأي جهة على السواء ما يهمه هو خرق جدار الوطنية وجعله يهوي على رؤوس أصحابه وفي الأخير تلاحظ أن أشعارا مثل هذه لا تقدم حلولا بقدر ما تدفع إلى الأزمة والعيش في جوها الملتهب وهذا النوع من الفكر هو الآخر يصير مطعونا في قيمته وجوهره مشكوك في إنتمائه وغايته وأبعاده شعر النضال لابد أن يراعي كثيرا من الأمور وأن يلتزم بشروط موجبة للحماية كأن يكون له مشروع مستقبلي يهدف إليه ولا يضحي به بسبب نزعة عدوانية مجازفة قد تحطم
دون مراعاة أو مبررات كثيرا من الثوابت الأخلاقية من أجل التدمير الشامل تحت الضغط العنيف والمفرط لإستعمال القوة وهذه دعوة لا يجب أن تلقى الترحيب والقبول ولكن هناك جهات اتفقت مع النصوص التي على هذه الشاكلة وأخذت منها أداتها وشرعنتها وشرعت في العمل بها على اساس أنها الطريقة الأفضل في أي حركة داعية للتغيير ..
ولكن هذا النوع الشعري الذي غايته التحرير بأية وسيلة لم يأتي مرفقا بمشروع يبين النتيجة التي ستقف عندها هذه الدعوة بقي المجال دون هدف ومن ثم نرى الرسالة لا علاقة لها بالفكر التواصلي البناء وإنما كل ما هنالك هو فن الهدم والإصرار عليه وكأنه شعر مخصص منتوجه للدواعش فقط وإذا ما احترمنا جزء من شعر الشاعر وحاولنا التعاطف معه على سبيل أن له رؤية فيها من المصلحة والمنفعة ما وجب علينا قبوله وإجلاله فهذا لا نتهرب منه في ملاحظتنا هاته يمكننا أن نقدره لأن فيه من النقد ما ينهض الضمير ويستفزه
ويحثه على رفض العبودية والتخلص منها ولكن الخطر علينا أن ندرك أبعاده وأن لا نهمل الإشارة إليه وقد ذكرنا بعضا منها في هذا المقال وحرصنا على أن لا نفوت الفرصة في ذكر العملية التي ترتبط بمشروع شعر الشاعر في شتى مجالاته التي اقتحمنا بعضها للرد عليه على أمل الرجوع إلى بعض أعماله الأخرى لتدارك مافاتنا من القول فيها وعلى العموم شعر أحمد مطر جذوة من نار لا تهمد ولا تخمد بل تظل مشتعلة مظطربة تهدد بالإنفجار في أي وقت وحين وقد اشتعلت فعلا ونتمنى أن تجد لها المحاولة كي تنطفء وينبت على رمادها زهر جميل يعبق بأريج الحرية والكرامة وأن لا يبقى مجرد شعارات مرفوعة يعيدها كالببغاوات من لا يفهمون أبعاد فلسفتها فنحن لا نريد حرب البسوس وشعر لا تصالح أن يفرض بين الأخوة فهذا عهد من الجاهلية قد تم الفصل فيه والأخلاق هي الإيمان بحقوق الإنسان والنزول عند حقوقها ومتطلباتها دون انغماس في هوى النفس والإعجاب بها ولو لم تكن على حق وهداية .
و في هذه القصيدة _ مجلس_ يقول فيها الشاعر :
القاعة ُالمعتادةْ
غارقةٌ في الصمتِ
والبهائمُ المنقادَةْ
تجلسُ في دائِرةٍ
وصاحبُ السيادْة
يَدورُ يحملُ العَصا لمن عَصىَ
ويُهدرُ الوقتَ بلا إفادةْ
فى القاعِة المعتادَةْ
بهائمٌ تغفو بلا إرادةْ
وهائمٌ يمشى بلا إرادةْ
وطبلةٌ تَدقُّ كلَّ ساعةٍ بمنتهى البلادةْ
تُعلِنُ عن تأيدها
لمجلسِ القيادة
كيف إذن نكذب الصادق في وطنيته وندعوه بطريقة التشكيك في طرح سلاح الفكر والمقاومة من أجل تطوير ذاته ووطنه هذه الخدمة التي أصبح يطعن فيها بأسلوب ملفق يلتف حول رقبة كل من يعمل بجد وتفان لأجل المصلحة العامة إننا حين نلوم أصحاب الفكر النزيه ونزعم أنهم خانعون أو خائفون نحرضهم على فعل الخيانة ولو عن جهل منا ومنهم وبالتالي نفوت على أنفسناالغرض الأسمى الذي يتمثل في حماية الوطن والمواطن على حد سواء وهذا ما يجب أن نوليه كبير أهمية ولا ننخدع بالكلام القاسي الذي يتفجر في وجوهنا ويعود علينا نقمة وهو في أصله طرح وضع لأجندة أجنبية من هذه الثغرة العظيمة إنساق شعر الشاعر أحمد مطر وتراكم فيه الكثير من الفساد لا يمكن أن يلحظه الغير متفرس من دون أن توضح لهم الرؤية من طرف النقد البصير الذي يواجه الهجمة الشرسة
ويتعرض لها بالقول المعارض الذي يصدها قبل أن تستحوذ على المشهد لضعفه في بنيته و مقوماته الثقافية ولا تصلح السياسة من دون وعي يكون نموذجا يحتكم إليه عقل المبدعين لدى أي أمة تسعى بالتدريج إلى التحضر وإحترام الحقوق وقوانينها .
ونختم إطلالتنا السريعة مع نصوص أحمد مطر بالقصيدة التي لاحسنى فيها ولا أي صفة لأي إمتياز وهذا ما جاء فيها :
“ ﺇﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﻧﺎ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺷﻌﺐ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ
ﺃﻱ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﻓﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻔّﺮ
ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﻭﻳﺤﺠﺰ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
ﻭﺍلأﺭﺽ
أتمنى أن أكون قد وفقت في تفسير وشرح بعض ما سكت عنه كثير من النقاد فتعلق بالعقول الممجدة لكل صوت لا يعرف أبعاد ودلالات المقاصد التي تنوي تحطيم المكتسبات بدعوى إرادة القوة والحرية المطلقة ولا يتراعي بحساسياتها التدابير الشمولية التي تعمل على خلق التوازن ومحاولة فرض نشاطه وفقا لما في الإمكان دون السماح للخلل أو للشرخ بالتوسع داخل قلب المجتمع المتصدع بالإنشقاقات .