عمر الحمداوي - قراءة مقتضبة في شعر بعنوان : ( سيأتي الربيع ) بقلم رومي الريس

رومي الريس - سيأتي الربيع..



سيأتي الربيع
وتتفتح الأزهار
وتورق الأشجار
وتغرد العصافير
في الأوكار
ستشرق الشمس
من جديد
و تملأ الكون بنورها
وسترقص فراشات الربيع
بخفة ورشاقة
وتتنقل بين المروج
ويغني طائر السنونو
أجمل الألحان
ويعم السلام
كل الأوطان
لاخوف لا حرب
الكل يشعر بأمان
سيأتي الربيع
و تنقشع سحائب
الأحزان


القراءة
********

القصيدة خطابها مباشر وهذا النوع من الكتابة صمد طويلا في وجه الزمن ومازال لأن ميزته هي العفوية والتلقائية وجمالياته تكمن في الكلمة الواقعية السحرانية التي تحسن التعبير والوصف كما نرى هنا في هذه القصيدة التي تبشر بمجيئ الربيع مرفوق بكل المناظر والمظاهر و الاجواء السعيدة التي تحبها النفس البشرية بل كل المخلوقات تحب جوه وتتأقلم مع طبيعته المتميز بالدفء والبهجة وهناك ملاحظة فإن كنا نسمع حرف السين يتكرر مع طول النص فهو هنا في الشعر حرف تفائل وحرف يجلب الأمل ويتمسك به فيغدو أمنية فريدة عند متلقيه لابأس به إذ يقوم بدور منعش للحياة ويدفع القنوط والإحباط والكئابة وكل الرموز المسيئة للحظة وللمستقبل ومن ثم يكون لوروده تقبلا طيبا هذه السوف هنا ليست للتسويف الكاذب كما نجده في الغالب مستعمل عند السياسة وممتهنيها من الادعياء الذين لا يحترمون القيم الإنسانية ويخترقون القانون ويتنكرون للمواثيق من أجل تطويعها لصالحهم وحدهم فقط ولو على حساب المجموعة بينما القصيدة تخالف ذلك التصور فهي وحدة متكاملة مضمونها يراعي كل الأطراف ويتوحد معهم ويشعر بمعاناتهم ويأمل في تحسن الوضعية بأقصى سرعة ممكنة القصيدة تدفع في إتجاه الحياة فهي أكسجينها التي تتنفس بها الصعداء وتعد بالظرف الافضل في القريب العاجل التسويف هنا محبة تكمل النفس اولا وتخاطب الجمهور حتى لا ينقطع عن التواصل مع محيطه وتعد بإنقشاع الضباب وإنجلاء الغمة وزوالها
هذا الجمال يخلقه الإيمان الذي في القلوب فمنه يصدر بيقين ثابت وكأن طبيعته أوفطرته تهديه إلى الحقيقة فتجعله يؤكد على مايقول كأن هذا الإيمان على علم بمجريات الامور والأحداث التي يمر بها المجتمع في صراعه ومواجهته مع قوى الظلم المعاندة لتيار التاريخ والحضارة هذا الأيمان الذي استشهدت به القصيدة وادلت به لا يتزحزح قيد انملة كانه يعرف المعادلة الحسابية التي ستقع دون شك أو ريب ربما قراءته تمت من خلال تقييم أحداث مماثلة وقعت سابقا ثم صحح المسار وعادت المياه إلى مجاريها كما يقال و شفي الوطن من الجراحات القديمة وعادت إليه البسمة والقوة والوحدة لم يبقى من ماضيه الأليم سوى الذكرى التي يتخذها درسا اوعنوانا ضد الطغيان كأي امتحان عسير يمر به أي كائن ويبقى تجربة تدل على عدم الانسياق مع الفكر السلبي المتنافي مع روح الديموقراطية
ونحن من جانبنا سواء امتلكنا هذه الرغبة ام لا يعجبنا الإفراط في مثل هذا التمني او الحلم او الخيال الذي يستهدف يقضة الضمير وكأنه يحثه على التوبة او يشعره بما يجب عليه أن يتخذ من مواقف وقرارات حكيمة إنها الدعوة إلى العودة إلى الذات وإعطاءها حقها وقدرها من المصداقية في تقرير المصير المشترك دون تنطع او إنحراف عن مواجهة القضية الحقيقية المراعية للسلام والأمان فحب الوطن يفوق كل حب بل هو الحب الذي يلم الشمل وفي نطاقه في مضماره يدخل كل حب وتنشأ من اصله كل عاطفة رقيقة رفيعة ومن ثم تذهب الأحزان
وتصان الحقوق وتكفل لأهلهاو لايصير هناك مظلوم ولا مهظوم يشتكي من حدة الجور والبغي والطغيان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...