عمر حمداوي - قراءة في نص : نزيهة مشيش

نزيهة مشيش

النص :
..
الطريق مختصرة
والمنعرج خطير
بعض الطرق ملتوية
مهترئة
غير مهيأة
لولوج دنيا الحلم
خصني عصا سحرية
تلسعني..
أركبها..
مشعثة الشعر
كسنبلة برية
كغجرية
أركبها وأطيييير
البحور متمردة
تلبسها لعنة القوافي
كل الطرق الغير مزفتة تؤدي إلى اللامعنى
وحدها شموع الليل تبكي بغنج
حالها حال طقوس الليل الرهيبة
وبعدها تنمحي ..
تختفي
كأنها يوما لم تكن
فليشهد الشمعدان
أن شموع العمر ماتت قهرا
لتكسر العتمة
لتحد من اجتياح الظلام
يا رياح الأمس القريب
أين ياترى حملت زهور حديقتي؟
بأي بلاد
ألقيت ستائر شرفتي؟
الجدران باردة بلا جوارب
أطرافها متجلدة..
والسقف الماطر يملأ الخن
ثلجا وحيات
ما عاد بيضنا بأمان ها هنا
كل الطرق مستهلكة
بنات الأفكار صارت مستنسخة
نفس الجسد وإن
خلقت الروح الفرق..
شعر / نزيهة مشيش
القراءة :
********
جميل جدا هذا الإحساس الذي يتعمق في وصف الواقع ويكاد يحصي عليه كل أخطائه حتى لا يكاد ينسى شيئا مما إختزنته الذاكرة في أمسها ويومها هذا الإحساس الذي يغذي النص الشعري بالفكر النضالي ويتكبد العناء والمشقة ولا يمل من الإلحاح و الغناء حبا في المجتمع وحبا في إعلاء المصالح الوطنية وإعطائها حقها من الحياة لتوجد كرموز تمثل الحضارة التي يحلم بها كل سياسي غيور وكل مثقف متفان بروحه مع الشعب هذا الشعب المجيد العظيم الذي يعاني من المرض و من الفقر والأمية ولا يجد من ينقذه من حالة التخلف التي ورطته فيها جهات منعدمة الإخلاق والتربية بسبب إستغلالها البشع فدمرت الإنسان نفسيا ودمرت المكان جماليا فلم يتبقى في القلب من الإيمان غير صوت الصراخ المرتفع طلبا للتغيير و للخروج من هذا المأزق الفضيع كأني أسمع قصائدك المتتابعة تطلب الغوث والنجدة لهذا الوطن الذي تخشين عليه السقوط والإنهيار فإن لم يتدارك سيهلكه اليأس و ستأتي عليه الساعة التي لا ينفع معها شكوى أو ندم هي دموع الترجي تنذر قبل وقوع الكارثة هي فؤاد ساهر النبض لأجل سعادة الوطن فمن يلتفت إلى النداء الآتي من بعيد ليتفحصه وليحلل لغته المنطقية ويعرف الغاية التي يسعى إليها فيشاركه الإهتمام ذاته نصرة للحق ورفعة للشأن العام وتحقيق الواجب والإزدهار لمستقبل الأجيال القادمة التي سينالها نصيب ما نقدمه لها الآن من أعمال فمن المسؤول إن لم ترضى عنها كفانا معاناة وتأزما كفانا من عدم اللا مبالات كفانا تهانا صرخات شعرية إنتفاضة ضد حالة الجمود والتكاسل وإن كنتم تسألون عن البرهان فها هو ينقل لكم الصورة بالدليل القاطع على أ ما يحدث من جراحات في جسد الوطن غير مشرف وغير مقبول هذا التمادي في تعذيب النفوس الواعية من يسرهم السكوت فليعلم أنه محال أبدا لأن للوطن نسائه ورجاله الذين يفتدونه بدمائهم ولا بخلون فقد تعلموا لخدمته وقد سخروا علمهم جهادا في سبيله ولن يوقفهم جدار أصم ولا تيار يسوق أمامهم الخونة والجهلاء عارضا بلاهتهم وأنانيتهم وحماقتهم بسبب التفريط الذي يساهمون فيه بجزء كبير جدا حقا نحن في عصر يكاد يكون عقيما لولا هذه الفئة القليلة ممن تكون لديهم حس رفيع القدر فنزلوا الساحة شاهرين كلمتهم دفاعا عن الحق وغاضبين وثائرين على من يجد مصلحته في إبقاء الوضع على ماهو عليه و نشر الفساد وإضعاف الطبقة المتعلمة العلم الصحيح لإبعادها عن مركز المساءلة والمطالبة بتحسين الظروف وجعلها ملائمة للمجتمع ككل دون إن أصحاب المصالح والمتاجرة يحاولون فرض الأمر الواقع بتبخيس الجهود وردم الحلول وقلب الحقائق بسخافاتهم من جعل الثقافة مطواعة في أيديهم لا تمثل دورها المنوط بها في المتابعة والتحريض على الحقوق والحرية ولكنهم وجدوا عكس ما ذهبوا إليه كما نرى الآن في هذا الشعر الذي يقول الحقيقة كما هي غير ملتفة إلى سياساتهم التي تخنق عنق الصارخ وتطمس رسالة الإيقاض وتطفئ شموعا يعتد بها الوطن في كسب رهان الحياة محافظة على المكتسبات التي حققها الأخيار والأحرار بعلمهم و بسواعدهم ودون من على الوطن الذي يخلصون إليه إنتمائهم العقلي و الروحي فبمثل هذا الشعر المحرك الذي يبحث حلولا للأدواء يمكن أن يستيقظ النائم من سبات دفاتره ويعي الهائم في خيالاته دوره المنوط به كمثقف حقيقي وصادق اتجاه مجتمعه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...