ولد عباس بن الملا علي بن ياسين البغدادي النجفي في بغداد، وتوفي في مدينة النجف.
درس في حوزة النجف الدينية علوم العربية وآدابها، وعلوم المنطق والبلاغة والفلسفة، ثم تخصص بدراسة الفقه وأصوله.
تذكر بعض المصادر قصة حب له عفيف نال منه وأثر في فنه الشعري.
الإنتاج الشعري:
- طُبع قسم من شعره تحت عنوان: «العراقيات» - صيدا - لبنان 1913، وقام بجمع شعره وقدم له وعلق عليه: محمد علي اليعقوبي، نشر تحت عنوان:
«ديوان الشيخ عباس الملا علي - البغدادي النجفي» المطبعة العلمية - النجف 1956 (116 صفحة)، وانتهت بعض آثاره الأدبية إلى ابن اخته - الذي توفي بكربلاء ولا عقب له، ففقدت آثارهما معًا إثر وفاته.
قال الشعر في مدائح أهل البيت، وفي مديح أساتذته، ورثائهم، وشطّر وخمّس وقرَّظ، وهنأ، وراسل، ولكن موضوعه المحوري ما تغزل به في محبوبة لم يفصح
عنها، وسواء صح ما نسب إليه من عشق ابنة أستاذه وطلبها للزواج من أبيها وضنه بها على مريده أم لم يصحّ فإن هذا الشعر الغزلي هو الأقدر تعبيرًا عن ذاته، والأقرب إلى وحدة الانفعال وهيمنته على اللغة والصور في القصيدة.
مصادر الدراسة:
1 - جعفر صادق التميمي: معجم الشعراء العراقيين المتوفين في العصر الحديث ولهم ديوان مطبوع - شركة المعرفة - بغداد 1991.
2 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
3 - عباس العزاوي: تاريخ الأدب العربي في العراق (جـ 2) - مطبعة المجمع العلمي العراقي - 1962.
4 - علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ 5) المطبعة الحيدرية - النجف 1954.
5 - محسن الأمين: أعيان الشيعة (جـ 11) دار التعارف - بيروت 1998.
خذ بالبكاء فما عليك ملام
خذ بالبكاء فما عليك ملام = فلقد عفى للظاعنين مقام
ومحا البلا تلك الطلول فأقفرت = وتنكرت من بعدهم أعلام
وألم بي بالسفح من وادي الغضا = لو كان يجدي في الجوى الألمام
لأناشد الأطلال عن سكانها = أين أستقل ركابهم وأقاموا
فعسى تجاوب مستهاماً والهاً =صباً تناهب جسمه الأسقام
يا دهر لا تنفك ترمي سيداً =ولكف غدرك لا تطيش سهام
حتى رميت بكعك الطود الذي = هو للمعالي غارب وسنا
فرع الأطايب من ذوابة هاشم = بدر بأفلاك الفخار تمام
محيي على آبائه وعلومهم = فلنبكه علماؤها الأعلام
وليبكه الدين القريم وشرعة = الهادي النبي ويبكه الإسلام
ولتبكه العليا وحق لها فقد = سلبت ملابس حسنها الأيام
للَه خطب قد عرا فأماد من = عدنان طوداً لا يكاد يسام
للَه رزء قد أطل وحادث = طاشت له لمادهى الأحلام
للَه بالزوراء أين رزية =ماد العراق لوقعها والشام
يا رحلاً عنا وفي أحشائنا =نار تشب لبينه وضرام
من بعد بعدك قل على الدنيا العفا =وعلى المعالي والعلوم سلام
فلنا العزا بأبي علي من علا = هام السماك رست له أقدام
الندب إبراهيم من هو للردى = في الحادثات النائبات عصام
الأصيد القرم الذي ضربت له = في قنة المجد الأثيل خيام
قوامها صوامها صمصامها = مصدامها قمقامها المقدام
فلك السلو أخا النهى بذي علاً = لهم بأعلى النيرات مقام
الماجد العباس يوم كريهة = ولدي النوال الأبلج البسام
والندب جعفر ذو العلى عن نعته =قصرت لعمري دونه الأوهام
وأخو الحجى موسى الذي حاز العلى = والمكرمات الغر وهو غلام
ما مات من خلفاؤه أنتم فكل = لم منكم للمتقين إمام
حياً ضريحاً حله صوب الرضا = ما ناح في دوح الأراك حمام