ديوان الغائبين ديوان الغائبين : سعيد البطاطي - اليمن - 1954 - 1987

ولد سعيد بن محمد البطاطي.في حضرموت - اليمن، وعاش حياته بين حضرموت وعدن، وتوفي في مدينة المكلا (الحضرمية) في حادث مروري.
ينتسب إلى بيت علم، وفيه تلقى علومه الأولى، ثم أكمل دراسته في مدارس حضرموت الحكومية، ثم انتقل إلى مدينة عدن للدراسة الجامعية، حيث تخرج في كلية التربية العليا، من قسم اللغة العربية (أوائل ثمانينيات القرن العشرين) حاصلاً على درجة البكالوريوس.
عمل مدرسًا لمدة عامين، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة، حيث أسند إليه الإشراف على تحرير مجلة «الثقافة الجديدة» التي تصدرها الوزارة.
كان عضو منظمة الصحفيين اليمنيين، واتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين، وجمعية الأدباء الشباب.

الإنتاج الشعري:

- صدر له ديوانان: «ما زلت أعشق» - دائرة التأليف والنشر بوزارة الثقافة اليمنية - جنوبيّ اليمن، وقد صدر أوائل الثمانينيات، و«واقفاً فيك» - صدر بعد رحيله - دار الهمداني - عدن 1989.
كان يكتب القصيدة الفصيحة، والقصيدة العامية، وهذا متحقق في محتوى ديوانه الثاني. شعره الفصيح يجنح إلى الحداثة، والشكل التفعيلي، مع تركيز على
الترميز الثوري بدرجة تقرب من المباشرة والوضوح، وفي هذا الشعر غنائية عالية، وميل إلى استخدام البحور الشعرية الصافية، شأنه في هذا شأن أغلب شعراء الحداثة.

مصادر الدراسة:

- عبدالعزيز المقالح: البدايات الجنوبية - دار الحداثة - بيروت 1986.



[frame="10 98"]
عرسًا.. كان موتُك

يا صوتَ البحرِ
وحُلم َالإنسانْ
أسمِعْني الصوتْ
يا مُرتحلاً في الغيمة بينَ رَكام الموتَّ
يا صوتا مشدودْ
نغمة عودْ
ماغابَ صدى صوتك ما مُتَّ
ولم يقتلْكَ السَّفَلَه
بل كان الدّمُ
في ثوبك كان الدمْ
في صفحات كتابك كان الدمْ
في يدك الزهرةُ طعمُ الموت ولونُ الدمْ
كان الدمُ
مرفوعًا يحمل شارهْ
عنوانَ بشارهْ
للموت العرسْ
أنت َ«عَرِيسْ»
وأنتَ العُرسْ
أنتَ الموكبُ
من بغدادَ إلى باريسْ


يا صوت البحرْ
تصير الشاهدَ لابن الفضلْ
يا بنَ الفضلِ أيا
جسدًا يتوارى
يا حلمًا
يا خبزًا أين «بهيَّه»؟
ما عادت حِكْمتها تأتي بالحكمهْ
«الناس حيارى»
يا ليلُ ويا عين
يا عينُ ويا ليل
ويجيء الشاهد والمشهود
يا ليل
«طال الليل»
يا!!



«من يعشقِ الشمسَ يتحدَّ الليلَ»

يبدأُ ميلادي
تولد في الميلادِ بلادي
لكنَّ همومًا تنتشر
وتكاد الأيدي الوَحِلَهْ
تلمسُ بدء الرحلهْ
فأَخطُّ كتابي
اقرأ في ذاكرة الأشياء سطورا
أقرأ في جرحي المثقوب شهيدا
يرفعُ سيفًا
مسلولَ الحدِّ
وينكسرُ
يا هذا القادمُ نحو الشمسْ
إن الرحلة تبدأُ فيك
تمتدّ خفافيشُ الليل المنخور إليكْ
فاجعلْ وجهتَك البحرَ
المدْ
ما بين رحيلك صوب البحرِ
وبين خفافيش الليل الصحراوي سَدْ
من عمق الحزن وهول الرحلهْ
يولد هذا الفجر المشرقْ
تبدو إطلالة وجهكْ
يا وجهًا عانقه البسطاءُ كثيرا
قبّله البسطاء كثيرا
يا صدرًا لا يحضن غير شعاعِ
الشمسْ
إن طال الليلْ
فالفجر القادم مثل السيلْ
آتٍ كالنهر
يمحو آثار القهر
يا صوتًا يسمعه العالم
أخرسُ من لا يسمعه
أعمى من لا يرفعه
فارفع هذا الصوتَ
الحرف الأخضرْ
فالليل الذاهب ينتحرُ
والفجر القادم ينتصرُ
والحزن الجاثم آهٍ
من يصهره الحزن
يعرف سرَّ الميلاد

[/frame]

[frame="10 98"]
من قصيدة:
عندما تعصفُ الريُح بي

من هنا يبدأ الحزنُ
وهنا ينتهي
ريشتي ملءُ وجهي
تسدّ النوافذَ
لا تفتح الآن بابًا لمنحدرٍ ضيِّقْ
أتسللُ والريحُ فيهِ
فلا تبدأ الخاتمه
ولا تنتهي
إن مشوارَك الآنَ أطولُ
يا صاعدًا كالفراشة - تلسعها النارُ
اِمضِ ولا تلتفتْ
أكملِ الشوطْ
لست وحدكَ والبحرُ
يا أنتَ يا نقطةً داخل الدائره
هذا البريقُ بعينيك
يورقُ شوقًا
يضيء الطريقْ
نتوحَّد فيه وأعصابنا
ملءُ أعصابنا
أعصابنا تتوقَّد
أعصابنا فاترهْ

لستَ وحدكَ والبحرُ
ورحلتكْ
ليستِ الآنَ أغربَ من رحلةِ السندبادْ
رحلتُك الآن جسرٌ من الشهداءْ
إنها رحلةُ الغدْ
يتدفّق من فمها أملٌ مشرقْ
يتداخل والفجر
انظر ترى بارقًا
يتناغم / موجًا/ على كتفيه رحلتُ
وكل العصافير تهفو لأعشاشها
تتراقصُ فوق الغديرْ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...