زيد بن علي بن محمد بن محسن بن علي.
الموشكي، الذماري، الحسني؛ ينسب إلى بلدة (موشك)، في ناحية (مغرب عنس)، من محافظة ذمار.
ولد في مدينة (شهارة)، وتوفي - قتلاً - في مدينة حجة.
عالم في الفقه والأصول، شاعر، أديب، سياسي، تلقى العلم عن والده، وجده لأمه القاضي (عبد الوهاب الشماحي) في مدينة (شهارة)، ثم ارتحل مع أبيه إلى مدينة صنعاء، وواصل دراسته في المدرسة (العلمية) فيها؛ حتى تخرج من أعلى شعبة دراسية آنذاك -(الغاية)- واشتهر بين أترابه بالفصاحة والذكاء؛ فاختاره الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) مدرسًا لأولاده في قرية (السر)، من بلاد (بني حشيش) ضاحية مدينة صنعاء، فلم يطب له المقام فيها، فرحل إلى مدينة تعز، فولاه ولي العهد (أحمد بن يحيى حميد الدين)، حاكمًا على بلاد (شرعب)، ثم بلاد (صبر)، ثم بلاد (يفرس)، ثم أميرًا للمقام.
التقى في مدينة تعز بعدد من الأدباء والمثقفين، وشكل معهم النواة الأولى للعمل على إحياء الإدراك لدى اليمنيين، وتبصيرهم بواقعهم السياسي والاجتماعي، وبدأ مع زملائه بانتهاج الوسائل التغييرية في الحكم، ففي حين اتخذ (محمد محمود الزبيري)، و(أحمد محمد النعمان)، و(أحمد محمد الشامي)، أسلوب النصيحة الهادئة، اتخذ (الموشكي) أسلوب المكاشفة الصريحة الجريئة، وأعلن هذا بقصيدة ألقاها أمام ولي العهد (أحمد)، ومنها:
فناك أو نأخذ الكرسي بأيــدينا = أو يصبح العرشُ بالقرآن مقرونًا
إنا أمناك في أيام غفلــــتنا = حتى أفقنا فما أصبحت مأمـونا!
ليبدأ رحلة العذاب والتشريد، وأمر الإمام (يحيى) بهدم داره في مدينة ذمار، ومصادرة أمواله؛ فلم يخضع؛ بل أرسل من منفاه في مدينة عدن إلى الإمام ساخرًا منه:
لله درك فارسًا معـــــوارا = طعن السقوف ونازل الأحجارا
لم يبق في كفيك إلا معـــولاً = تؤذي به طفلاً وتهــدم دارا
يا من هدمت البيت فوق صغاره = شكرًا فأنت جعلتنا أحـــرارا
إلى أن يقول:
شُلَّت يداك وعطِّلت عن كل مـــا = تُسدي جميلاً أو تشيد مــــنارا
سنّيت في الشعب الخراب فلن ترى = من بعد إلا ثورة وغــــــبارا
عارٌ وصَمْتَ به البلاد وإنمــــا = صارت حياتك في الجزيرة عــارا
وكان قد فرَّ إلى مدينة عدن مع زملائه (أحمد بن محمد الشامي)، و(محمد محمود الزبيري)، و(أحمد بن محمد نعمان)، وعمل مدرسًا ليعيش من كسب يده، ورفض التعاون مع الإنكليز الذين كانوا يحكمون جنوب اليمن، وعرضهم بإمكان التعاون؛ نكاية في الإمام (يحيى)، الذي رفض توقيع اتفاقية معهم، تنظم الملاحة في البحر الأحمر، ثم عاد إلى مدينة تعز.
وبدا أكثر عنادًا وجرأة مع ولي العهد، واستخدم أسلوب الهجوم الساخر، وشارك في إصدار الفتوى الدينية الشهيرة: التي تجيز لأي يمني المشاركة في اغتيال الإمام (يحيى حميد الدين)، وكذلك تكليفه من قبل قيادة الثورة الدستورية عام 1367هـ/ 1948م، بالقبض على ولي العهد (أحمد)، بعد اغتيال والده، ولما فشلت الثورة الدستورية قبض على صاحب الترجمة، وأعدم في مدينة حجة، مع إمام الثورة (عبد الله بن أحمد الوزير) في يوم واحد.
ترجمه الشاعر والناقد العراقي (هلال ناجي) في كتابه: (شعراء اليمن المعاصرون)، وكان أول الشعراء في هذا الكتاب فقال : "في عنق الثورة اليمنية لهذا الشاعر دينان؛ الأول: أن يطبع ديوانه الشعري؛ لتقرأ الأجيال العربية قصة جهاد شعب، من خلال قصائد هذا الشاعر الثائر، والثاني: أن يقام باسمه مهرجان سنوي أدبي؛ لإحياء ذكراه في ذاكرة الأجيال".
طبعت سيرته الذاتية، وبعض قصائده في كتاب بعنوان: (زيد الموشكي: شاعرًا وشهيدًا) عام 1404هـ/ 1984م، من إصدار مركز الدراسات والبحوث اليمنية.
مراجع ذكر فيها الشهيد
رحلة في الشعر اليمني ( ص64، رواية حفيده محمد بن حمود الموشكي. )
الموسوعة اليمنية ( ج1، ص494. )
نزهة النظر ( ص206. )
هجر العلم ( ص117. )
كواكب يمنية ( ص739. )
الأعلام ( ج5، ص60، ط6. )
لمحات من التاريخ والأدب اليمني ( ص49. )
رياح التغيير في اليمن ( ص353، 364. )
اليمن الإنسان والحضارة ( ص263. )
الثقافة والثورة في اليمن ( ص334. )
شعراء اليمن المعاصرون ( ص11، 24. )
فضلا قبول هدية
فضلاً قبولَ هديةٍ = صدرت على قدر الحقيرِ
مصحوبة بتحية ال = إخلاص والشوق الكبير
مشمولةٍ بطوائِف ال = بُشرَى وأصناف الحُبورِ
مصبوبةٍ صبَّ النقو = دِ على بساط مِن حريرِ
يحكي الجمان وسائر الد = رّ النضيد على النحور
في حسنها لا أحسب =الهيفاء إلا كالنقير
لم لا أسوق اليك رح = ل النظم والشعر الخطير
وقد ابتنيت من العلا = بيتاًُ يجل عن النظير
وسمكت دارا تنطح ال = جوزا وتزري بالمنير
وكتبت سطر الإنتها = سطراً يُرى لا كالسطور
حقاً لقد نلت العلا = ومهرته أغلى المهور
وحرزته يوم السبا = ق ويوم تشييد القصور
يومٌ أغرّ من الذُّكا = وأجلّ من يوم الغدير
وأشد إشراقاً من ال = برق اللموع من البدور
قد سرت في أفق العلا = سير البراق الى البشير
وعلوت في طبقات تل = ك العاليات على السرير
إيه خليف المكرما =تِ وموئل الأدب الشهير
الخالص السباق وال = حامي الذمار عن الخرور
والحافظ المهر الأر = نِ من العلو عن النفور
والواضع الكف اليمين = على طليعات الدهور
لو رمت يأتيك المحا = لُ لجاء يمشي كالكسير
في صورة السهل المهي = نِ وصورة الأمر الحقير
يا من اذا احتسب الأنا = مُ فقدره فوق القدور
واذا تباهت بالجدو =دِ فجده أنهى أميرِ
واذا تصدّت للحظو =ظِ فحظّه فوق الوفور
خذ ما تيسر من نظا =مِ الفرد ذي الباع القصير
وأفض عليه برود صفح = ك يا وجيه وكن عذيري
فأنا المقصر والمقر = بأنني دون اليسير
لا يخطر الاعجاب عن = د الارتقاء على شعوري
بل انتمي طبعا لذي الط = يران فيه الى الشكير
وإذا تسابقت النوا = رس رحت أمشي كالحسير
وعليك مني ألف ألف = تحية حلت ضميري
تغشاك ما روض الهنا = يفتر عن زهو السرور
***
لاعجٌ في الحشا تلظّى لبعدٍ
لاعجٌ في الحشا تلظّى لبعدٍ = بالزبيري وأحمد النعمان
شاعر القطر مرهف القول سامي = الفكر والكاتب الخطيب الثاني
سائلي عن مصيبة الأدب العصري = وما ذاك حلّ بالإخوان
لا تسلني وسل أميرك تعلم = سبب الخطب منه بالخلاّن
أنا لا أحبس الجواب ولكنك = تدري الجواب من أشجاني
هذه غصتي وهذا اكتئابي = يكفياني عن البيان اللسان
واذا كان لا محيص من الردّ = فسمعاً لما يلي من بياني
أنت لا تجهل الوعيد الذي كان = قريباً من الأمير المعان
والمقال الذي تفجر ناراً = لبني العصر من عصيّ وداني
والحسام الذي أشار اليه = في مقام يجل عن هذيان
واليمين التي سمعت صداها = لتخرّ الرؤوس للأذقان
وسؤال الإله يعطيه وقتا = يحرق الكتب فيه بالنيران
ما أشق الحياة ما أتعب العيش = وأضناه للأديب اليماني
ليس شيء سوى الفرار علاجا = وبهذا الفرار نيل الأماني
الموشكي، الذماري، الحسني؛ ينسب إلى بلدة (موشك)، في ناحية (مغرب عنس)، من محافظة ذمار.
ولد في مدينة (شهارة)، وتوفي - قتلاً - في مدينة حجة.
عالم في الفقه والأصول، شاعر، أديب، سياسي، تلقى العلم عن والده، وجده لأمه القاضي (عبد الوهاب الشماحي) في مدينة (شهارة)، ثم ارتحل مع أبيه إلى مدينة صنعاء، وواصل دراسته في المدرسة (العلمية) فيها؛ حتى تخرج من أعلى شعبة دراسية آنذاك -(الغاية)- واشتهر بين أترابه بالفصاحة والذكاء؛ فاختاره الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) مدرسًا لأولاده في قرية (السر)، من بلاد (بني حشيش) ضاحية مدينة صنعاء، فلم يطب له المقام فيها، فرحل إلى مدينة تعز، فولاه ولي العهد (أحمد بن يحيى حميد الدين)، حاكمًا على بلاد (شرعب)، ثم بلاد (صبر)، ثم بلاد (يفرس)، ثم أميرًا للمقام.
التقى في مدينة تعز بعدد من الأدباء والمثقفين، وشكل معهم النواة الأولى للعمل على إحياء الإدراك لدى اليمنيين، وتبصيرهم بواقعهم السياسي والاجتماعي، وبدأ مع زملائه بانتهاج الوسائل التغييرية في الحكم، ففي حين اتخذ (محمد محمود الزبيري)، و(أحمد محمد النعمان)، و(أحمد محمد الشامي)، أسلوب النصيحة الهادئة، اتخذ (الموشكي) أسلوب المكاشفة الصريحة الجريئة، وأعلن هذا بقصيدة ألقاها أمام ولي العهد (أحمد)، ومنها:
فناك أو نأخذ الكرسي بأيــدينا = أو يصبح العرشُ بالقرآن مقرونًا
إنا أمناك في أيام غفلــــتنا = حتى أفقنا فما أصبحت مأمـونا!
ليبدأ رحلة العذاب والتشريد، وأمر الإمام (يحيى) بهدم داره في مدينة ذمار، ومصادرة أمواله؛ فلم يخضع؛ بل أرسل من منفاه في مدينة عدن إلى الإمام ساخرًا منه:
لله درك فارسًا معـــــوارا = طعن السقوف ونازل الأحجارا
لم يبق في كفيك إلا معـــولاً = تؤذي به طفلاً وتهــدم دارا
يا من هدمت البيت فوق صغاره = شكرًا فأنت جعلتنا أحـــرارا
إلى أن يقول:
شُلَّت يداك وعطِّلت عن كل مـــا = تُسدي جميلاً أو تشيد مــــنارا
سنّيت في الشعب الخراب فلن ترى = من بعد إلا ثورة وغــــــبارا
عارٌ وصَمْتَ به البلاد وإنمــــا = صارت حياتك في الجزيرة عــارا
وكان قد فرَّ إلى مدينة عدن مع زملائه (أحمد بن محمد الشامي)، و(محمد محمود الزبيري)، و(أحمد بن محمد نعمان)، وعمل مدرسًا ليعيش من كسب يده، ورفض التعاون مع الإنكليز الذين كانوا يحكمون جنوب اليمن، وعرضهم بإمكان التعاون؛ نكاية في الإمام (يحيى)، الذي رفض توقيع اتفاقية معهم، تنظم الملاحة في البحر الأحمر، ثم عاد إلى مدينة تعز.
وبدا أكثر عنادًا وجرأة مع ولي العهد، واستخدم أسلوب الهجوم الساخر، وشارك في إصدار الفتوى الدينية الشهيرة: التي تجيز لأي يمني المشاركة في اغتيال الإمام (يحيى حميد الدين)، وكذلك تكليفه من قبل قيادة الثورة الدستورية عام 1367هـ/ 1948م، بالقبض على ولي العهد (أحمد)، بعد اغتيال والده، ولما فشلت الثورة الدستورية قبض على صاحب الترجمة، وأعدم في مدينة حجة، مع إمام الثورة (عبد الله بن أحمد الوزير) في يوم واحد.
ترجمه الشاعر والناقد العراقي (هلال ناجي) في كتابه: (شعراء اليمن المعاصرون)، وكان أول الشعراء في هذا الكتاب فقال : "في عنق الثورة اليمنية لهذا الشاعر دينان؛ الأول: أن يطبع ديوانه الشعري؛ لتقرأ الأجيال العربية قصة جهاد شعب، من خلال قصائد هذا الشاعر الثائر، والثاني: أن يقام باسمه مهرجان سنوي أدبي؛ لإحياء ذكراه في ذاكرة الأجيال".
طبعت سيرته الذاتية، وبعض قصائده في كتاب بعنوان: (زيد الموشكي: شاعرًا وشهيدًا) عام 1404هـ/ 1984م، من إصدار مركز الدراسات والبحوث اليمنية.
مراجع ذكر فيها الشهيد
رحلة في الشعر اليمني ( ص64، رواية حفيده محمد بن حمود الموشكي. )
الموسوعة اليمنية ( ج1، ص494. )
نزهة النظر ( ص206. )
هجر العلم ( ص117. )
كواكب يمنية ( ص739. )
الأعلام ( ج5، ص60، ط6. )
لمحات من التاريخ والأدب اليمني ( ص49. )
رياح التغيير في اليمن ( ص353، 364. )
اليمن الإنسان والحضارة ( ص263. )
الثقافة والثورة في اليمن ( ص334. )
شعراء اليمن المعاصرون ( ص11، 24. )
فضلا قبول هدية
فضلاً قبولَ هديةٍ = صدرت على قدر الحقيرِ
مصحوبة بتحية ال = إخلاص والشوق الكبير
مشمولةٍ بطوائِف ال = بُشرَى وأصناف الحُبورِ
مصبوبةٍ صبَّ النقو = دِ على بساط مِن حريرِ
يحكي الجمان وسائر الد = رّ النضيد على النحور
في حسنها لا أحسب =الهيفاء إلا كالنقير
لم لا أسوق اليك رح = ل النظم والشعر الخطير
وقد ابتنيت من العلا = بيتاًُ يجل عن النظير
وسمكت دارا تنطح ال = جوزا وتزري بالمنير
وكتبت سطر الإنتها = سطراً يُرى لا كالسطور
حقاً لقد نلت العلا = ومهرته أغلى المهور
وحرزته يوم السبا = ق ويوم تشييد القصور
يومٌ أغرّ من الذُّكا = وأجلّ من يوم الغدير
وأشد إشراقاً من ال = برق اللموع من البدور
قد سرت في أفق العلا = سير البراق الى البشير
وعلوت في طبقات تل = ك العاليات على السرير
إيه خليف المكرما =تِ وموئل الأدب الشهير
الخالص السباق وال = حامي الذمار عن الخرور
والحافظ المهر الأر = نِ من العلو عن النفور
والواضع الكف اليمين = على طليعات الدهور
لو رمت يأتيك المحا = لُ لجاء يمشي كالكسير
في صورة السهل المهي = نِ وصورة الأمر الحقير
يا من اذا احتسب الأنا = مُ فقدره فوق القدور
واذا تباهت بالجدو =دِ فجده أنهى أميرِ
واذا تصدّت للحظو =ظِ فحظّه فوق الوفور
خذ ما تيسر من نظا =مِ الفرد ذي الباع القصير
وأفض عليه برود صفح = ك يا وجيه وكن عذيري
فأنا المقصر والمقر = بأنني دون اليسير
لا يخطر الاعجاب عن = د الارتقاء على شعوري
بل انتمي طبعا لذي الط = يران فيه الى الشكير
وإذا تسابقت النوا = رس رحت أمشي كالحسير
وعليك مني ألف ألف = تحية حلت ضميري
تغشاك ما روض الهنا = يفتر عن زهو السرور
***
لاعجٌ في الحشا تلظّى لبعدٍ
لاعجٌ في الحشا تلظّى لبعدٍ = بالزبيري وأحمد النعمان
شاعر القطر مرهف القول سامي = الفكر والكاتب الخطيب الثاني
سائلي عن مصيبة الأدب العصري = وما ذاك حلّ بالإخوان
لا تسلني وسل أميرك تعلم = سبب الخطب منه بالخلاّن
أنا لا أحبس الجواب ولكنك = تدري الجواب من أشجاني
هذه غصتي وهذا اكتئابي = يكفياني عن البيان اللسان
واذا كان لا محيص من الردّ = فسمعاً لما يلي من بياني
أنت لا تجهل الوعيد الذي كان = قريباً من الأمير المعان
والمقال الذي تفجر ناراً = لبني العصر من عصيّ وداني
والحسام الذي أشار اليه = في مقام يجل عن هذيان
واليمين التي سمعت صداها = لتخرّ الرؤوس للأذقان
وسؤال الإله يعطيه وقتا = يحرق الكتب فيه بالنيران
ما أشق الحياة ما أتعب العيش = وأضناه للأديب اليماني
ليس شيء سوى الفرار علاجا = وبهذا الفرار نيل الأماني