تحدث الشاعر سامي أبو بدر في ديوان بوح الجداول وشائج الصلة بين الطفولة والغربة مستفيدا مما يتصف به الأطفال من بهجة اللعب ،والشغف بالأنشودة ،وسعادة وتفاؤل ،وبراءة ،ويعرض هذا المقال وشائج الصلة بين الطفولة والغربة في ديوان بوح الجداول للشاعر سامي أبو بدر من خلال عدة محاور :لهو الأطفال بين المروج،ترنيمة الأطفال، معانقة الأطفال لانتشاء الصبح،شواطئ الغربة تحكي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ في الطفُولَة
وفيما يلي بيان ما قاله أبو بدر في ذلك :
المحور الأول :لهو الأطفال بين المروج :
يعبر أبو بدر سعادة كل مغترب بوطنه مصر بجمال مصر مشبها ذلك لهو الأطفال بين المروج حيث يقول في قصيدة بوح الجداول:
فنَغْدُو...
نُغَنِّي أهَازيجَنا الوَادِعَةْ
وكُنَّا نَخُطُّ حُروفَ الغَرامِ
علَى جِذعِ كَافُورَةٍ فارعَةْ
ونَلهُو ...
كَطِفلَينِ بينَ الْمُروجِ
ونَجرِي وراءَ الفَراشَاتِ
نَرقُصُ فوقَ النَّجِيلِ
وأَعْيُنُنا تَسْتَحِي
مِنْ بَراءَتِنا الرَّائِعةْ
ويَمضِي بِنا الْحُلْمُ
في مَوْكبِ العاشِقينَ
ولَمْ يأذِنِ النَّخلُ لِي
أنْ أُغامِرَ دُونَكِ
مَهما تَدَلَّى العَنانُ
إلَى كَفِّيَ الطَّامِعَةْ ( )
المحور الثاني :ترنيمة الأطفال:
يشبه أبو بدر مشاعر كل مغترب نحو وطنه مصر وما ينشدوه في حبها بترنيمة الأطفال حيث يقول في قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ
سَأظَلُّ أَنْعَمُ بالنَّوَى
وأَقاوِمُ ...
الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
بِكِبرِياءِ العَاشِقِ القَرَوِيِّ
لا أَخْشَى انْهِيَارَا
لا تَسْألِينِي مَا أَصَابَكَ
إنَّها تَرْنِيمَةُ الوَلَدِ الشَّقِيِّ
إذا يُناجِيهِ البَرَاحُ
فيَرْحَلُ الهَدَجَانُ مِنْ أَنْفاسِهِ
ويَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ
لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا( )
المحور الثالث :معانقة الأطفال لانتشاء الصبح :
يشبه أبو بدر سعادة كل مغترب بتذكر مصر بمعانقة الأطفال لانتشاء الصبح حيث يقول في قصيدة "وحدك وطن ":
أنا مِثلُ طِفلٍ
يُعانِقُ فِيكِ
انتِشاءَ الصَّباحِ
فيَملَؤُنِي بالطُّموحِ
الذي يُشرِقُ الآنَ
مِنْ مَلْمَحِكْ
فوَحْدَكِ لِي ...
فِي اغْتِرابِي وَطَنْ( )
المحور الرابع :شواطئ الغربة تحكي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ في الطفُولَة
يبين شاعر المغتربين الشاعر سامي أبو بدر أن شواطئ الغربة تحكي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ في الطفُولَة
أَنِّي قَضَيْتُ العُمْرَ
أَعدُو مُثْقَلًا بالشَّوْقِ
نَحوَكِ .. مُرهَقَ الرِّئَتَيْنِ
أَمْشِي ...
حافِيَ القَدَمَيْنِ
مُضطَّربًا علَى شَوْكِ النَّوَى
لَمَّا تَمادَيْتِ ارتِحَالاً
واغتِرابًا عن شَواطِئَ
لمْ تَزَلْ
تَحكِي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ
في طُفُولَتِنا
فيَدْمَى القَلبُ
والكَلِماتُ
تَقْطُرُ مِن مَواجِعِنا
حَنينًا
لِلحَكَايَا الضَّاحِكاتِ
الآنَ يا سَلمَى سَماؤُكِ
لمْ تَعُدْ تُصغِي لأحلامِي وآلامِي
ورُحتُ بِرَغمِ
ما أَخفَيتُ مِنْ جَزَعٍ
وما أَظهَرْتُ مِن جَلَدٍ
أَعَدُّ ثَوانِيَ السَّاعَاتِ
عَلَّ الليلَ
يَعبُرُ فِي هُدُوءٍ
فَوقَ أُغْنِيَتي السَّقِيمَةِ
دُونَما وَجَلٍ يُؤَرِّقُها
كأنَّ السُّهدَ
مَأمُورٌ بنَجْوَاهُ
لِيَبقَى فِي مَدَاري
لا تُغادِرُني سَدائِلُهُ
وأَذَّنَ في الْمَدَى صَوتٌ
لِيَنعَى ما نَظَمْتُ
مِنَ القَصِيدِ علَى جِدَارِ
صَبابَتي يومًا
ويُعلِنَ أنَّني الْمَخدُوعُ
في ظَنِّي
وكُنتُ أَظُنُّ ..
كُنتُ أَظُنُّ أنَّكِ لنْ تَعُودِي
مَرَّةً أُخرَى ..
وأَنِّي قدْ أَمُوتَ غَدًا
وهَا قدْ عُدتِ يا سَلمَى. ( )
المراجع :
سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م
(1)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" بَوْحُ الجدَاول"،ص34
(2)نفسه "،ص38
(3)نفسه ،قصيدة "وحدك وطن "،ص 42
(4)نفسه ،قصيدة ما وراءالحلم "،ص15
وفيما يلي بيان ما قاله أبو بدر في ذلك :
المحور الأول :لهو الأطفال بين المروج :
يعبر أبو بدر سعادة كل مغترب بوطنه مصر بجمال مصر مشبها ذلك لهو الأطفال بين المروج حيث يقول في قصيدة بوح الجداول:
فنَغْدُو...
نُغَنِّي أهَازيجَنا الوَادِعَةْ
وكُنَّا نَخُطُّ حُروفَ الغَرامِ
علَى جِذعِ كَافُورَةٍ فارعَةْ
ونَلهُو ...
كَطِفلَينِ بينَ الْمُروجِ
ونَجرِي وراءَ الفَراشَاتِ
نَرقُصُ فوقَ النَّجِيلِ
وأَعْيُنُنا تَسْتَحِي
مِنْ بَراءَتِنا الرَّائِعةْ
ويَمضِي بِنا الْحُلْمُ
في مَوْكبِ العاشِقينَ
ولَمْ يأذِنِ النَّخلُ لِي
أنْ أُغامِرَ دُونَكِ
مَهما تَدَلَّى العَنانُ
إلَى كَفِّيَ الطَّامِعَةْ ( )
المحور الثاني :ترنيمة الأطفال:
يشبه أبو بدر مشاعر كل مغترب نحو وطنه مصر وما ينشدوه في حبها بترنيمة الأطفال حيث يقول في قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ
سَأظَلُّ أَنْعَمُ بالنَّوَى
وأَقاوِمُ ...
الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
بِكِبرِياءِ العَاشِقِ القَرَوِيِّ
لا أَخْشَى انْهِيَارَا
لا تَسْألِينِي مَا أَصَابَكَ
إنَّها تَرْنِيمَةُ الوَلَدِ الشَّقِيِّ
إذا يُناجِيهِ البَرَاحُ
فيَرْحَلُ الهَدَجَانُ مِنْ أَنْفاسِهِ
ويَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ
لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا( )
المحور الثالث :معانقة الأطفال لانتشاء الصبح :
يشبه أبو بدر سعادة كل مغترب بتذكر مصر بمعانقة الأطفال لانتشاء الصبح حيث يقول في قصيدة "وحدك وطن ":
أنا مِثلُ طِفلٍ
يُعانِقُ فِيكِ
انتِشاءَ الصَّباحِ
فيَملَؤُنِي بالطُّموحِ
الذي يُشرِقُ الآنَ
مِنْ مَلْمَحِكْ
فوَحْدَكِ لِي ...
فِي اغْتِرابِي وَطَنْ( )
المحور الرابع :شواطئ الغربة تحكي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ في الطفُولَة
يبين شاعر المغتربين الشاعر سامي أبو بدر أن شواطئ الغربة تحكي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ في الطفُولَة
أَنِّي قَضَيْتُ العُمْرَ
أَعدُو مُثْقَلًا بالشَّوْقِ
نَحوَكِ .. مُرهَقَ الرِّئَتَيْنِ
أَمْشِي ...
حافِيَ القَدَمَيْنِ
مُضطَّربًا علَى شَوْكِ النَّوَى
لَمَّا تَمادَيْتِ ارتِحَالاً
واغتِرابًا عن شَواطِئَ
لمْ تَزَلْ
تَحكِي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ
في طُفُولَتِنا
فيَدْمَى القَلبُ
والكَلِماتُ
تَقْطُرُ مِن مَواجِعِنا
حَنينًا
لِلحَكَايَا الضَّاحِكاتِ
الآنَ يا سَلمَى سَماؤُكِ
لمْ تَعُدْ تُصغِي لأحلامِي وآلامِي
ورُحتُ بِرَغمِ
ما أَخفَيتُ مِنْ جَزَعٍ
وما أَظهَرْتُ مِن جَلَدٍ
أَعَدُّ ثَوانِيَ السَّاعَاتِ
عَلَّ الليلَ
يَعبُرُ فِي هُدُوءٍ
فَوقَ أُغْنِيَتي السَّقِيمَةِ
دُونَما وَجَلٍ يُؤَرِّقُها
كأنَّ السُّهدَ
مَأمُورٌ بنَجْوَاهُ
لِيَبقَى فِي مَدَاري
لا تُغادِرُني سَدائِلُهُ
وأَذَّنَ في الْمَدَى صَوتٌ
لِيَنعَى ما نَظَمْتُ
مِنَ القَصِيدِ علَى جِدَارِ
صَبابَتي يومًا
ويُعلِنَ أنَّني الْمَخدُوعُ
في ظَنِّي
وكُنتُ أَظُنُّ ..
كُنتُ أَظُنُّ أنَّكِ لنْ تَعُودِي
مَرَّةً أُخرَى ..
وأَنِّي قدْ أَمُوتَ غَدًا
وهَا قدْ عُدتِ يا سَلمَى. ( )
المراجع :
سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م
(1)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" بَوْحُ الجدَاول"،ص34
(2)نفسه "،ص38
(3)نفسه ،قصيدة "وحدك وطن "،ص 42
(4)نفسه ،قصيدة ما وراءالحلم "،ص15