إشبيليا الجبوري - كل المسارات تؤدي إلى أعاصير أليمة ـ عن الفرنسية أكد الجبوري

إلى العم (صديق الوالد) ومعلمي الجليل الروائي المبدع الطاهر بن جلون

ها هو الغياب المسيب للانتظار المرتقب
لعمى ضوء واجهة المقهى المعتاد٬
هذا الشوق المفاجيء٬ المسبب للرحيل للأبد.!.
كل المسارات تبدد الرجاء٬
الرجاء وصفة المعوج٬
يأتي الأنتظار شبح قديم٬ عن يقظة تناهز صداقة البحر.
المسارات٬ لها أنتظارات فائتة أرصفتها
تقول لنا٬ واحد من الشوارع عليك أن تتبعه٬
لا تشك إطلاقا.! أليس أحلى صفاء لي؛ من أشك فيه مجيئك؟ (حين قلتها لي مرة)
لا أروي كل يوم الحكاية القديمة٬
بعد الكلمة المنذرة في وضح الجدال
لا يهتاج العقل٬ كصياد يربوه على شاطيء المتوسط٬
لا يهتاج الرجوع٬ حين صم (ليسبوس) طريق سماع البحر٬
القمر عاهل٬ عن عمر يناهز منتصف البحر.
صمى عن طريق المسارات٬ الاستخدام في الرجاء لا يبدد الجحيم٬ ولم
يرى شاطئ البحر رعد الأسماك القواطع أكثر من ذلك.
ـ لكن٬ الغريب أن قلبي يضايقني اليوم٬ أبي لا يحضر معك٬ حصرا؟
المقهى مضيء. القمر لا يروي كل يوم الحكاية. يحضر:
وهج المد والجزر٬٬ يتدفق
من خلال واجهة المقهى ذات الاجدران الحجرية الجيدة٬
أثار الكدمات٬ لذا دعيت مؤخرا ملاحظاتك الغائبة
في وقت مبكر من أرباكاتها القائظة.
كانت روحي ممتلئة بهدوء٬ على الرغم من دمي ينبض
سريع مع خطى على جسر ميرابو٬
موجات غيرمؤكدة فوق شحوب وهم الانتظار الرقيق.
بعد حين٬ وأنا أزيد ضفائر خصلاتي البيضاء اللامعة
فراق بمشط كمسارات الجسور للعبور٬ يفلت البرد فوق جبهتي
شريط الشعر ـ في الواجهة لنافذة المقهى٬ قابلني بنظراتي
سماء غريبة السماء٬ عيون غريبة العيون٬ قلت ماذا تريدون؟
يا روح المسارات الفارطة٬ أنا أفقد روح الرجاء
أتلفته في الخفاء من حواسي الحية ـ
مثل عطر القهوة٬ تبعث نصف مسافتك تبتسم جدالاتي الرسمية٬
حين أتفلت صمتي بالخفاء ٬ أيضا٬
لم يعد٬ الصمت يفترس حواسي الرافضة٬
أو يسكن بأمان حتى الآن٬ حتى أتلفته أو مات٬ تبشيرا بالموت الحقيقي.!
حينها٬ أومأت إلي الريح٬ نذيرا بالبرد ابدا.!
ـ ها.! مرة واحدة مثل البرق٬ لقد مرتني القشعريرة٬
أو موجة إعصار قاتلة مع "الموسيقى الأعمي" (لـكورولينكو)
كأن اللحن يأزئز٬ يراعى في صدغي٬ لدغة برد مهزوم٬
لذلك٬ مع ضغط الفنجان بين يدي٬ لفترة طويلة
جلست بصدمة غبية٬ لطمت على بعضي٬
بينما كانت مسارات تفكيري٬ تبدد الرجاء٬ يترنح في الهاوية المخيفة.
في البداية فكرت بلا شفقة لنفسي٬
ثقل رعب تفكيري بالغياب٬
يزن رعب الموت.
إلى أن أخطرتني٬ يا عمي واستاذي الطاهر بن جلون٬
مع أبي٬
ومن أوراقي جميعا٬
وعن كتاباتي٬ تقلدني أبتسامة سماع مؤلفات ألحاني٬
عندما ركضت نظراتي إليكم في الشوارع
لا أحد..
سوى الدموع تراكضني على الفور بالمدى.

ولكن هناك على طاولة تلمع حقيبة كتب جميلة٬ كانت هديتك٬
أعمالك الكاملة٬ مسودات وهوامش بخط اليد من ـ أبي حينها ـ متلألئة بالنحل الذهبي.
هذا٬ عندما يكون المقبل عملك الفادم٬ يكون موسم اللقاء القادم٬ جدال غير منمق.
سوف أعيد خطى على جسر ميرابو المجيد٬
هذا ما سأعرضه عليك يوما ما٬ قادمة٬ من أجلك ومن أجل أبي وأجلي.
فلتفضلنا المسارات بلا رجاء٬ لنا جميعا٬
و لأنها معنية جدا بالفائدة
اذا٬ لا يوجد أمر مغلق لرجاء٬ ولا إثابة لحداد٬ قمت بقطعه قبل الأون
ركضت إلى البحر٬ أحييك
من أجل مسارات الأعاصير الأليمة.!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 11.22.21
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)
قم بزي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...