قضيت هذا الاسبوع في مصر بدعوة كريمة للاحتفاء بديواني السابع ( لا باب للبيت ) الصادر حديثا في القاهرة ، وقد اعادتني الزيارة الى مناخ طالما احببته وعشته منذ نعومة اظفاري قارئا لروايات يحيى حقي و نجيب محفوظ وجمال الغيطاني حيث البيئة المحلية المبدعة التي تنقل المحلية الى العالمية، وكنت اسير في شارع المعز يقظا مخافة ان تدعوني احدى شخصيات الروايات المحفوظية فلا اسمعها .
وكنت اتأمل الوجوه والاصوات المنادية تنضح حبا ومودة خصوصا اذا ما اكتشفوا عراقيتي ، ومع تساؤل اكثرهم عن العراق اليوم كنت اجيب متحفظا لكي اقطع اية حوارات تخدش الصورة الجمالية التي أعيشها في لحظة ما قبل سبعين عاما الرائعة .
الا ان هذه الحوارات لا يمكن تجنبها مع سائقي التكسي الذين يستفردون بك ويحدثونك عن اقاربهم المصريين الذين عاشوا في البصرة وديالى وبغداد وكيف كانوا يحبون العراقيين الكرماء ،ولماذا لا يسمعون الا اخبار الدمار اليوم ؟
ومن العبث ان تناقش معهم المشكلات البنيوية والتشوهات العميقة التي تركتها دكتاتورية صدام على الجسد العراقي ، لكنك تكتفي بأن تشير الى تفاؤل مستقبلي بعراق مرفه وحديث وفاعل في محيطه العربي وان تأخروا في التواصل معه.
وسعدت أكثر برغبة دور النشر المصرية المعروفة بالتعاقد مع مؤلفين ودور نشر عراقية لاعادة طباعة الكتب العراقية المهمة ولطبع الجديد من الاصدارات .
وعلى الرغم من كارثة كورونا وآثارها على الثقافة وعلى فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والخمسين الا ان الاقبال في الحضور كان جيدا والمشاركات العراقية كانت كبيرة ومتنوعة ونالت الاصدارات العراقية المعروضة ثناء المبدعين المصريين الكبار الذين اشروا الغنى المعرفي للمؤلفين العراقيين وبراعة الاختيار في ترجماتهم ، لكن الذي اسعدني إكثر انني لم اعد اسمع المقولة البلهاء التي يرددها بعض العرب ( مصر تؤلف ولبنان يطبع والعراق يقرأ) والتي مردها الى صرامة الرقابة على الحريات والمطبوعات سنوات الدكتاتورية والتي اثرت سلبا على التأليف والطباعة حد انها منعت عالم اجتماع ومفكرا كبيرا مثل د. على الوردي من الكتابة والمحاضرة اواخر الثمانينيات.
لم يقلقني هاجس الغربة ولم اقربه طوال اسبوع لكني ومع حوارات هامة مع مثقفين وفنانين مصريين وعربا كبارا زادت قناعتي بضرورة الحضور العراقي دراميا في المشهد العربي والمصري بوجه خاص لتقديم الصورة الحقيقية لعراق ما بعد الدكتاتورية والاجابة على السؤال الاهم .. لماذا حصل كل ما حصل ؟
مصر ليست مجرد باب للعراق على العرب بل هي الباب والبيت معا ، وان التغيير في الصورة والعلاقة يبدأ بها، وتلك مصر التي نحب.
د. علي الشلاه القاهرة
www.facebook.com
وكنت اتأمل الوجوه والاصوات المنادية تنضح حبا ومودة خصوصا اذا ما اكتشفوا عراقيتي ، ومع تساؤل اكثرهم عن العراق اليوم كنت اجيب متحفظا لكي اقطع اية حوارات تخدش الصورة الجمالية التي أعيشها في لحظة ما قبل سبعين عاما الرائعة .
الا ان هذه الحوارات لا يمكن تجنبها مع سائقي التكسي الذين يستفردون بك ويحدثونك عن اقاربهم المصريين الذين عاشوا في البصرة وديالى وبغداد وكيف كانوا يحبون العراقيين الكرماء ،ولماذا لا يسمعون الا اخبار الدمار اليوم ؟
ومن العبث ان تناقش معهم المشكلات البنيوية والتشوهات العميقة التي تركتها دكتاتورية صدام على الجسد العراقي ، لكنك تكتفي بأن تشير الى تفاؤل مستقبلي بعراق مرفه وحديث وفاعل في محيطه العربي وان تأخروا في التواصل معه.
وسعدت أكثر برغبة دور النشر المصرية المعروفة بالتعاقد مع مؤلفين ودور نشر عراقية لاعادة طباعة الكتب العراقية المهمة ولطبع الجديد من الاصدارات .
وعلى الرغم من كارثة كورونا وآثارها على الثقافة وعلى فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والخمسين الا ان الاقبال في الحضور كان جيدا والمشاركات العراقية كانت كبيرة ومتنوعة ونالت الاصدارات العراقية المعروضة ثناء المبدعين المصريين الكبار الذين اشروا الغنى المعرفي للمؤلفين العراقيين وبراعة الاختيار في ترجماتهم ، لكن الذي اسعدني إكثر انني لم اعد اسمع المقولة البلهاء التي يرددها بعض العرب ( مصر تؤلف ولبنان يطبع والعراق يقرأ) والتي مردها الى صرامة الرقابة على الحريات والمطبوعات سنوات الدكتاتورية والتي اثرت سلبا على التأليف والطباعة حد انها منعت عالم اجتماع ومفكرا كبيرا مثل د. على الوردي من الكتابة والمحاضرة اواخر الثمانينيات.
لم يقلقني هاجس الغربة ولم اقربه طوال اسبوع لكني ومع حوارات هامة مع مثقفين وفنانين مصريين وعربا كبارا زادت قناعتي بضرورة الحضور العراقي دراميا في المشهد العربي والمصري بوجه خاص لتقديم الصورة الحقيقية لعراق ما بعد الدكتاتورية والاجابة على السؤال الاهم .. لماذا حصل كل ما حصل ؟
مصر ليست مجرد باب للعراق على العرب بل هي الباب والبيت معا ، وان التغيير في الصورة والعلاقة يبدأ بها، وتلك مصر التي نحب.
د. علي الشلاه القاهرة
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.