في هذا المقال أردت أن أجلو به سريعا عن إشكالية استراتيجية ما قامت عليه الترجمة والاخلاق في البيئة الثقافية٬ وأن أحاول أن اتتبع خطى تسرف في إطار أستراتيجي ما هو محدد٬ الذي تقتضيه تحقيق الأهداف امانة المعنى وعمقها بالموضوع. وقد حرصنا على الجانب العام الوصفي والمآخذ الكاشفة عن التجربة العوامل التي أثرت في متابعة وجود هذه العلاقة٬ التي حددت "الكمال" نشاط متقنيها٬ وعمق مسالك الالتزام المتمم الاخلاقي في نقاوة زينة دواعي الوعي بها٬ جود اشتقاق بديعها المهني٬ نهضة الذوق المدهش في الفكرة المميزة وهدف عمق الدرس فيهما. وعليه أثرنا ملاحقتها بأختصار في محدد هدف النشاط وعمق المسلك الاستراتيجي. مؤكدين عن الترجمة إلتزام المترجم٬ لا بد من رسوخ الكمال الخلقي أولا٬ ثم يتلو ذلك الاحتجاج عن الإجازة والمنع٬ العضوية التشغيلية في المشروع لها أن الأخلاق ثبت راسخ في الترجمة٬ و لابد أن يكون المعطى الأول الذي يكون منه الأنطلاق٬ ولهذا يمكننا القول إلى المترجم بصوت صريح وواضح: الهدف الاستراتيجي يحصن بتأخلقه لأتعقل الحقيقة.
الترجمة وفعل الكمال الأخلاقي عند اقتدار الأنتقال٬ هو إمكانية تحول النص من الحالة الكمونية الخاملة إلى مكانة الإنسان/الآخر بالتفاعل٬ داخل حدود كل ترجمة٬ ومحيطها٬ متحدثها بإدراك ثاقب النظرة٬ تحت تعريف مشترك بالتأثير٬ ذلك أن الترجمة تأخذ النص عن الإنسان حامل سعة الفعل؛ من السعة والتنوع والعدد٬ بحيث يتمكن من استمرارية الوفاء بتجنب العجز٬ واللزوم بتحديده٬ أن له غابات متعددة جدا.٬ من حيث الممكن هو منهجها الفلسفي٬ ويكون موضوعها هو٬ وضع القول في ماهية النقل٬ وتربع الفعل كمال أخلاقي إلى تمييز وجود مخاطبه الإنساني من وجود سائر المخلوقات في مناطق وعي الثقافة والوجود إقامة تفاعلها في ميدان أنتقالها٬ كذلك يمكن إيجاد تموضعها الانتقال التي تتعلق بتناوله على نحو يصبح معرفة تتعلق بالإنسان وأن تكون إرادة تحقيقها موضوعها في تحديد مكانته في بذل المجهود لتكوين تطلعات متجددة حقة. أن الترجمة كما عرفت سبيل وسائطية نقلها تشمل النظر في أحوال الترجمة٬ (الشفهية/الصواتية) أو (التحريرية / الصوامتية) هي نقل في احوال الإنسان الصوتية ـ النفسية والثقافية ـ النفسية والااجتماعية ٬ وهي بذلك٬ مرتبطة بعلم النفس٬ وتحليل النفس٬ وتربية وأجناس حضارات وأنماط النظرات الثقافية في العالم ..وغيرها في وقت واحد معا.
وهذا أمر يختلف بالعادة ما لا تثيره (الترجمة الصواتية الشفهية) بنوعيها التتبعية والفورية سواء من حيث المضمون٬ ومن حيث وضع المسائل٬ والتأسيس٬ والغرض من العرض وشكل التعبير. ولن يؤدي مثل النظر الشامل إلا إلى التشويش والفوضى أحيانا ـ نقاشا كبيرا٬ أو تحفظا ملحوظا٬ على الرغم من الروح الذاتية تأثيرها المباشر وأدراجها في داخل فلسفة التصور التاريخي أو فلسفته في مستمعيها الذين يفيدون منها رأي في الواقع الإنساني بوجه عام٬ في الحين٬ أثناء المؤتمرات أو أبان مشاهدتهم حوارات أو خطابات على التلفزيون٬ أو إنصاتهم إليها في الراديو٬ أو ظروف غيرها من أستعراض هذه الموضوعات وهي تتناول مزيجا من علم النفس وعلم الطباع الثقافي والاجتماع الجنساني وثقافات الشعوب.
ولا يخفى أنها تؤثر بالذي يسري احتماله الكمالي بالملموس في اللغة المتداولة أيضا٬ بسب إدراج مزاولتها في لغة الاستقبال وما يجذبه من نظر ـ في الأختيار ـ إلى كلمات جديدة بالنجاة٬ وصيغا مميزة فريدة الفهم٬ وعبارات طريفة السجل والوجد٬ تسند عليه الآفاق الرحبة بالمعنى٬ وبديع الرؤية بكل العيون٬ وفتح أنحصارها من ضيق النزعة في دعوة إلى الإرادة٬ و شيوع تحسين التجربة الحية. ولكونها لا توثق كتابيا٬ غير انها لا تعلو عليه٬ لأن التفسير في أصول الثقافات في الترجمة الصوتية٬ يعني إفساح النكف والتسليم بالسذاجة٬ فلابد أن نعاني على باب بلاغة الابداع ثباته قبل أن نشبه مما نترجم٬ ولنسلم دراستنا تيارا فسيحا للحياة٬ وثقافة مما بلغت اليوميات الخاصة٬ ويعني بتحسين وجوه الكلام وتزيينه بمثل اخلاقيات القول الرزين٬ والمبدع عنا الذي يخلق بلاغتها؛ خلق أشياء موحدة بها كثير من البديع اللفظي؛ في ذاته أو صفاته أو أفعاله الحسنى٬ ومعناه بالانتقال والتغيير؛ في خضم الدعوة إلى تنزيل العاطفة وبدائع التجربة الحية لا النزعة الذاتية العارضة٬ وما كان اسنباط حصره وأحداثها في حبس فردي بعد الإكمال٬ فهي لا تنتقد بالحدة نفسها التي تتعرض لها (الترجمة ـ الصوامت ـ التحريرية)٬ الشيء الذي يكون حدث الحفر فيها أولا٬ عند التأكد من أصول الاشياء والكلمات عن بناء جذورها٬ وعظيم المتوكل بسر من رأى زق جديدها٬ ليبدع للخطاب من معنى ماليس فيه واستحداثه٬ فالنكث هنا أعزل٬ والابداع فيه مر. بمعنى٬ تصبح المعاناة مشروعة في أتي "معرفة الأصول معانيها٬ وطبيعة الأصول أنشأها على غير مثال سابق٬ كلها أسرار٬ ومبدأ كل حياة لنص مترجم فرديا أو جماعيا هو ناتج إثار الحسن والعود على العقل والمنطق٬ وهو سر فيه نزعة فنية تبرز الصفاء الأخلاقي الابداعي والتعبير لفعل الكمال/التمامية٬ أعني حيال أساليبها وهي تتميز بالخروج على القدماء باستحداث أساليب استنباط تعرف بالنجاعة والفحص المستكمل بالإتيان بنموذج المستحدث عن منهج أو شكل. أي جذور الأصول٬ شيئا لا معقولا ولا يقبل تفسيره ولا تعريفه ألا من حمل تعقله آتباع المعني٫ أتى يدعو افساحه للشعور بالراحة والتفسير القائم لاستمرار سريته٬ استحداث منهج في ابتداع الوقاية من الضعف والغارات. علما أن مفعول (الترجمة) الشفهية الصواتية ينتقل سريعا إلى (الترجمة الصوامتية/ التحريرية).
ومن الجلي أن الترجمة الشفهية لها الفضل في تمييز الفضيلة٬ والقصد في الحكم والإستمكان في السجية الأخلاقية على الوفاق في وئام السير الطيب للكمال والازدهار. وهي أقدم وجودا وممارسة من نظيرتها التحريرية لمراعاة العدل الاخلاقي فيها من حيث ضبط ووضوح الأفعال في السعي للبيان الأعم٬ وتوطين جهد حسن حركة الأنتماء اللفظي وتوسيع الطمأنينة ودائرة اهتمامات المتابعة من الأنا.٬ وأنها اليقظة في منطق الاعتدال والتصديق الملزم على القدرة في معرفة أنطباعات المفردات في خلق التصديق الاعتباري احقيته ونبذ باطله٬ وآيضا الانتباه للحظة المعالجات المستقصية للأحكام٬ وحجج اصطناعات الواقع الحالي من أفساد في الترجمة إن تلخصت بالعيوب٬ وتمحيص الانطباعات الراغبة والأفعال والوعي التام الإشارة٬ كمال استحكامه من إسقطات الشكوك٬ حيال التعليق في خبره٬ والتقتصر على الاستجابة الفورية التي يقتضيها الأتصال المباشر٬ فتضمن التفاعل في ترويض عين المكان والتدرب على امتلاك قيادة النظر في المصاعب والمشاكل بين الحاضرين والمحاضرين بوصفها على معرفة الذات وامتلاك التدريب والتمرين لضبط الرغبة؛ الالتزام والقناعة٬ والعيش في انسجام مع قواعد توصيل الآخر بشجاعة ارتكازها الاخلاق الحقة٬ ميزان الشجاعة والثقة في الضبط٬ وتكون آثارها سريعة وفعالة٬ على خلاف الترجمة التحريرية التي تستند في عملها إلى نص مكتوب تسهر على نقله أو تحويله أو إعادة كتابته أو تأويله في نص آخر ينتمي إلى ثقافة أخرى تضيفه٬ وأنها تنحو إلى الوصل بين الأمم٬ أي بين الثقافات٬ ولا يكون ذلك إلا بترك أثر مكتوب تحفظه الأوراق٬ لكي يتجسد في الممارسات والأذواق والأخلاق من فتنوا بها. وعادة ما ترتكز تلخيص الضعة إلى هذا حمولته٬ عند تلخيص ما يسقط فيها المشككون الإجازة والمنع في خبر التعليق٬ في؛ إنكار وإفساد الوفاء المحدد في أساليب المنهج.٬ إنكار وإسقاط الوفاء في القياس والاستدلال٬ و اهمال الأحكام وجهل العناء بمنزلة المراجع والمصادر.
غير أن المعايير التي تأخذ اللبس في أعتمادها٬ على عدم الالتزام٬ ما يجعل الفساد في الترجمة أخلاقيا٬ أو اعتبارها ثانوية الاعتماد٬ ونفي الخير القادم منها والمثبت "لتعليق الكمال " اعتمادا اخلاقيا على تصوير ما يقدمه وإن جاءت متاخر عند مؤلف النص المتقدم٬ أو٬ ظن مورده٬ أنه يكفي مبينا لوجهة نظره٬ من الزاوية التي كان يعتقد منها النظر إالى النص (صائت مسموع/صامت مكتوب= شفهي/تحريدي)٬ والمنهج السليم؛ يقضي بالانتماء إلى متممات القيم الاخلاقية للفرد مباشرة إلى اصل الوفاد. في تبنيه لنقل المقولات٬ واعتماده على النقل في بناء جمال أحكام الخلق عن ثبت٬ خطؤه فيها٬ بذل مشقة٬ دعوة بالرجوع إلى عمق الثقافة للمترجم في الأصل.
والترجمة ـ في نظر البعض ـ هو التحرر من الأنا الحسي الخالص٬ والمشاركة في حياة الكل. مهما ميزوه أحيانا٬ المترجم يشعر في كل أعمال ترجماته إن توحد صحيح الكمال فيها٬ أعمال حياته الخيرة٬ يمكن أن تكون تناولها تمييزه٬ ما جعلت إليه تحديد مكانته الإنسانية في أي تعريف عن الوفاء المتمم٬ بتحديد أخلاقه٬ مكانة الإنسان في الكون والخلق المعرفي التواصلي٬ بأن هناك كائنا مطلقا يعلو عليه. اثناء أعمال الترجمة٬ ذلك هو الإيمان بالكمال الأخلاقي٬ فعل الانتقال بالنص الى نفسه بالخير والنجاة.
وجهد المترجم الأدبي على أن يكون ملما بمكانة الفعل للأشياء٬ مكانة ترفع لكلمات التكوين وسعة سفرها٬ مطلعا بتنوع وتعدد مشترك أو مفترق؛ على شتى أشكال المعارف والعلوم والقضايا التي تعرف موضوعها الحياة٬ وذا كفاءة قرائية الفعل وقوة تأويلية عالية في سياق موجود ما٬ ويشترط عليه الكمال كثيرا بالاقتدار في مرونة الانتقال في الدليل٬ وتصور ما ينتج٬ وتبدو عليه جديته القوية عن تحقيق فعل ما من منظري الترجمة وناقديها٬ بأن يكون من الممكن أن يكون ملهما٬ بمعنى أن يكون أديبا يحكم تميز صنعة الكلام إلى جانب أن له غايات متعددة في مراس نتائج تحقق ميزة الميدان وقوة مكانته تحت تعريف مشترك٬ ليتمكن من ابتعاث صورة نص أدبي يضاهي نص الانطلاق٬ بأسم تحقيق الفعل الأول٬ أو يتفوق عليه المعنى لها "الفعل الثاني"٬ ليقلب الآية فيصير النص الأصل هو الـ"هيولي" للنص الفرع٬ أي مكانة المترجم٬ حسب تحديد مكانته عن الوفاء بتحديده٬ ليكون عمله يعد الماهية العليا المجردة عن الهيولي. المتمثل صوغ قول ثان على قول أول في لغة وثقافة أخرين٬ والمترجمون العرب الزوائل ـ[في القرن الثالث الهجري يستعملون صفة "البديعية / التمامية"] وما شيع عنها بالاستكمال ـ الاشباع والإرواء للنفس بها في إيضاح مراجعة حدود معنى الشيئ ببديعه ولمعان الحياة فيها ــ إبداعا ثانيا في استكمال الشيء الطبيعي ذي حياة بقوة الإرادة٬ ونجاة النفس منها كمال فعل تخلقا موازيا بعيدا عن كل إسقاط آلي٬ مثلما يتصور من لا دراية لهم بالعملية الترجمية٬ وتمامية شياعها في استعمال الكمال كتداول بين الألسن والعقول عن الشيء حال مراجعة حدود الكلمات والأشياء عن وفاء الترجمة وعفة محددها حركة فعل الشيئ في الاستكمال من جهة المعنى الذي هو بأقتدار الإرادة وقوة النجاة عن أختيار المعجم الماهوي الأعلى المجرد من هيوليته.. ويعرف النفس الإنسانية بأن للكلمة المترجمة كمال لجسم الشيء من جهة ما يفعل الأفعال الكائنة بالأختيار الواعي٬ بالأختيار الفكري والأستنباط بالرأي عن بديع مصفاة بلاغته٬ ومن جهة ما يدرك المعنى الأمور الكلية عنه٬ أو النجاة فيها.
وأخيرا تقوم هذه الحجة على أساس أن لدى كل مترجم معرفة عن موجود "نص/كلام" عن فاعل عاقل٬ لا يمكن أن يتصور موجود أكمل منه ينتج بواسطته الشيء الذي هو مانح لوجود العلاقة بفضل الآخر٬ والعلاقة المزدوجة بين كليهما لا تلد نفسها بنفسها٬ بل هي موجودة بين شخصين حقيقين كل واحد قائم بذاته٬ شاهد عن نقله. وهذه الحقيقة أخلاقية يقدمها لنا النقل٬ الأيمان بمنتج ما يوجد٬ لكن علينا إيضاح ما نثبت هذه الفكرة الموجودة في الذهن أيضا في الواقع. والمترجم الذي لا يمكن أن يتصور هناك أكمل منه٬ فإنه يفهم ما عليه تعقلها٬ ومعنى هطا أن مثل هذا المترجم موجود تأخلقه في ذهنه ـ الضمير ـ زن لم يكن موجودا في الخارج الواقعي كمؤسسة قانونية أيضا. ونحن نعتقد باستطاعتنا ان نتصوره موجودا في الوعي الإنساني فحسب٬ دون أن نتصوره موجودا في الخارج الواقعي أيضا٬ لكن إذا حقق المعنى بنقلها الكمالي التام محققة في الخارج فإنه يعلم أن لذهنه وعي أخلاقي متصور في رسم حقائقها: وجودا ذهنيا٬ وآخرى مكتسبة. فإن جاز قولنا عن التأخلق للمترجم أنه موجود في الخارج إلى جانب وجوده في الذهن أو الضمير٬ فإن القول هذا يضيف إلى المترجم صفة كمال أكبر بمضيه نحو سعة أفهوم لأتعقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المكان والتاريخ: طوكيـو ـ
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)
الترجمة وفعل الكمال الأخلاقي عند اقتدار الأنتقال٬ هو إمكانية تحول النص من الحالة الكمونية الخاملة إلى مكانة الإنسان/الآخر بالتفاعل٬ داخل حدود كل ترجمة٬ ومحيطها٬ متحدثها بإدراك ثاقب النظرة٬ تحت تعريف مشترك بالتأثير٬ ذلك أن الترجمة تأخذ النص عن الإنسان حامل سعة الفعل؛ من السعة والتنوع والعدد٬ بحيث يتمكن من استمرارية الوفاء بتجنب العجز٬ واللزوم بتحديده٬ أن له غابات متعددة جدا.٬ من حيث الممكن هو منهجها الفلسفي٬ ويكون موضوعها هو٬ وضع القول في ماهية النقل٬ وتربع الفعل كمال أخلاقي إلى تمييز وجود مخاطبه الإنساني من وجود سائر المخلوقات في مناطق وعي الثقافة والوجود إقامة تفاعلها في ميدان أنتقالها٬ كذلك يمكن إيجاد تموضعها الانتقال التي تتعلق بتناوله على نحو يصبح معرفة تتعلق بالإنسان وأن تكون إرادة تحقيقها موضوعها في تحديد مكانته في بذل المجهود لتكوين تطلعات متجددة حقة. أن الترجمة كما عرفت سبيل وسائطية نقلها تشمل النظر في أحوال الترجمة٬ (الشفهية/الصواتية) أو (التحريرية / الصوامتية) هي نقل في احوال الإنسان الصوتية ـ النفسية والثقافية ـ النفسية والااجتماعية ٬ وهي بذلك٬ مرتبطة بعلم النفس٬ وتحليل النفس٬ وتربية وأجناس حضارات وأنماط النظرات الثقافية في العالم ..وغيرها في وقت واحد معا.
وهذا أمر يختلف بالعادة ما لا تثيره (الترجمة الصواتية الشفهية) بنوعيها التتبعية والفورية سواء من حيث المضمون٬ ومن حيث وضع المسائل٬ والتأسيس٬ والغرض من العرض وشكل التعبير. ولن يؤدي مثل النظر الشامل إلا إلى التشويش والفوضى أحيانا ـ نقاشا كبيرا٬ أو تحفظا ملحوظا٬ على الرغم من الروح الذاتية تأثيرها المباشر وأدراجها في داخل فلسفة التصور التاريخي أو فلسفته في مستمعيها الذين يفيدون منها رأي في الواقع الإنساني بوجه عام٬ في الحين٬ أثناء المؤتمرات أو أبان مشاهدتهم حوارات أو خطابات على التلفزيون٬ أو إنصاتهم إليها في الراديو٬ أو ظروف غيرها من أستعراض هذه الموضوعات وهي تتناول مزيجا من علم النفس وعلم الطباع الثقافي والاجتماع الجنساني وثقافات الشعوب.
ولا يخفى أنها تؤثر بالذي يسري احتماله الكمالي بالملموس في اللغة المتداولة أيضا٬ بسب إدراج مزاولتها في لغة الاستقبال وما يجذبه من نظر ـ في الأختيار ـ إلى كلمات جديدة بالنجاة٬ وصيغا مميزة فريدة الفهم٬ وعبارات طريفة السجل والوجد٬ تسند عليه الآفاق الرحبة بالمعنى٬ وبديع الرؤية بكل العيون٬ وفتح أنحصارها من ضيق النزعة في دعوة إلى الإرادة٬ و شيوع تحسين التجربة الحية. ولكونها لا توثق كتابيا٬ غير انها لا تعلو عليه٬ لأن التفسير في أصول الثقافات في الترجمة الصوتية٬ يعني إفساح النكف والتسليم بالسذاجة٬ فلابد أن نعاني على باب بلاغة الابداع ثباته قبل أن نشبه مما نترجم٬ ولنسلم دراستنا تيارا فسيحا للحياة٬ وثقافة مما بلغت اليوميات الخاصة٬ ويعني بتحسين وجوه الكلام وتزيينه بمثل اخلاقيات القول الرزين٬ والمبدع عنا الذي يخلق بلاغتها؛ خلق أشياء موحدة بها كثير من البديع اللفظي؛ في ذاته أو صفاته أو أفعاله الحسنى٬ ومعناه بالانتقال والتغيير؛ في خضم الدعوة إلى تنزيل العاطفة وبدائع التجربة الحية لا النزعة الذاتية العارضة٬ وما كان اسنباط حصره وأحداثها في حبس فردي بعد الإكمال٬ فهي لا تنتقد بالحدة نفسها التي تتعرض لها (الترجمة ـ الصوامت ـ التحريرية)٬ الشيء الذي يكون حدث الحفر فيها أولا٬ عند التأكد من أصول الاشياء والكلمات عن بناء جذورها٬ وعظيم المتوكل بسر من رأى زق جديدها٬ ليبدع للخطاب من معنى ماليس فيه واستحداثه٬ فالنكث هنا أعزل٬ والابداع فيه مر. بمعنى٬ تصبح المعاناة مشروعة في أتي "معرفة الأصول معانيها٬ وطبيعة الأصول أنشأها على غير مثال سابق٬ كلها أسرار٬ ومبدأ كل حياة لنص مترجم فرديا أو جماعيا هو ناتج إثار الحسن والعود على العقل والمنطق٬ وهو سر فيه نزعة فنية تبرز الصفاء الأخلاقي الابداعي والتعبير لفعل الكمال/التمامية٬ أعني حيال أساليبها وهي تتميز بالخروج على القدماء باستحداث أساليب استنباط تعرف بالنجاعة والفحص المستكمل بالإتيان بنموذج المستحدث عن منهج أو شكل. أي جذور الأصول٬ شيئا لا معقولا ولا يقبل تفسيره ولا تعريفه ألا من حمل تعقله آتباع المعني٫ أتى يدعو افساحه للشعور بالراحة والتفسير القائم لاستمرار سريته٬ استحداث منهج في ابتداع الوقاية من الضعف والغارات. علما أن مفعول (الترجمة) الشفهية الصواتية ينتقل سريعا إلى (الترجمة الصوامتية/ التحريرية).
ومن الجلي أن الترجمة الشفهية لها الفضل في تمييز الفضيلة٬ والقصد في الحكم والإستمكان في السجية الأخلاقية على الوفاق في وئام السير الطيب للكمال والازدهار. وهي أقدم وجودا وممارسة من نظيرتها التحريرية لمراعاة العدل الاخلاقي فيها من حيث ضبط ووضوح الأفعال في السعي للبيان الأعم٬ وتوطين جهد حسن حركة الأنتماء اللفظي وتوسيع الطمأنينة ودائرة اهتمامات المتابعة من الأنا.٬ وأنها اليقظة في منطق الاعتدال والتصديق الملزم على القدرة في معرفة أنطباعات المفردات في خلق التصديق الاعتباري احقيته ونبذ باطله٬ وآيضا الانتباه للحظة المعالجات المستقصية للأحكام٬ وحجج اصطناعات الواقع الحالي من أفساد في الترجمة إن تلخصت بالعيوب٬ وتمحيص الانطباعات الراغبة والأفعال والوعي التام الإشارة٬ كمال استحكامه من إسقطات الشكوك٬ حيال التعليق في خبره٬ والتقتصر على الاستجابة الفورية التي يقتضيها الأتصال المباشر٬ فتضمن التفاعل في ترويض عين المكان والتدرب على امتلاك قيادة النظر في المصاعب والمشاكل بين الحاضرين والمحاضرين بوصفها على معرفة الذات وامتلاك التدريب والتمرين لضبط الرغبة؛ الالتزام والقناعة٬ والعيش في انسجام مع قواعد توصيل الآخر بشجاعة ارتكازها الاخلاق الحقة٬ ميزان الشجاعة والثقة في الضبط٬ وتكون آثارها سريعة وفعالة٬ على خلاف الترجمة التحريرية التي تستند في عملها إلى نص مكتوب تسهر على نقله أو تحويله أو إعادة كتابته أو تأويله في نص آخر ينتمي إلى ثقافة أخرى تضيفه٬ وأنها تنحو إلى الوصل بين الأمم٬ أي بين الثقافات٬ ولا يكون ذلك إلا بترك أثر مكتوب تحفظه الأوراق٬ لكي يتجسد في الممارسات والأذواق والأخلاق من فتنوا بها. وعادة ما ترتكز تلخيص الضعة إلى هذا حمولته٬ عند تلخيص ما يسقط فيها المشككون الإجازة والمنع في خبر التعليق٬ في؛ إنكار وإفساد الوفاء المحدد في أساليب المنهج.٬ إنكار وإسقاط الوفاء في القياس والاستدلال٬ و اهمال الأحكام وجهل العناء بمنزلة المراجع والمصادر.
غير أن المعايير التي تأخذ اللبس في أعتمادها٬ على عدم الالتزام٬ ما يجعل الفساد في الترجمة أخلاقيا٬ أو اعتبارها ثانوية الاعتماد٬ ونفي الخير القادم منها والمثبت "لتعليق الكمال " اعتمادا اخلاقيا على تصوير ما يقدمه وإن جاءت متاخر عند مؤلف النص المتقدم٬ أو٬ ظن مورده٬ أنه يكفي مبينا لوجهة نظره٬ من الزاوية التي كان يعتقد منها النظر إالى النص (صائت مسموع/صامت مكتوب= شفهي/تحريدي)٬ والمنهج السليم؛ يقضي بالانتماء إلى متممات القيم الاخلاقية للفرد مباشرة إلى اصل الوفاد. في تبنيه لنقل المقولات٬ واعتماده على النقل في بناء جمال أحكام الخلق عن ثبت٬ خطؤه فيها٬ بذل مشقة٬ دعوة بالرجوع إلى عمق الثقافة للمترجم في الأصل.
والترجمة ـ في نظر البعض ـ هو التحرر من الأنا الحسي الخالص٬ والمشاركة في حياة الكل. مهما ميزوه أحيانا٬ المترجم يشعر في كل أعمال ترجماته إن توحد صحيح الكمال فيها٬ أعمال حياته الخيرة٬ يمكن أن تكون تناولها تمييزه٬ ما جعلت إليه تحديد مكانته الإنسانية في أي تعريف عن الوفاء المتمم٬ بتحديد أخلاقه٬ مكانة الإنسان في الكون والخلق المعرفي التواصلي٬ بأن هناك كائنا مطلقا يعلو عليه. اثناء أعمال الترجمة٬ ذلك هو الإيمان بالكمال الأخلاقي٬ فعل الانتقال بالنص الى نفسه بالخير والنجاة.
وجهد المترجم الأدبي على أن يكون ملما بمكانة الفعل للأشياء٬ مكانة ترفع لكلمات التكوين وسعة سفرها٬ مطلعا بتنوع وتعدد مشترك أو مفترق؛ على شتى أشكال المعارف والعلوم والقضايا التي تعرف موضوعها الحياة٬ وذا كفاءة قرائية الفعل وقوة تأويلية عالية في سياق موجود ما٬ ويشترط عليه الكمال كثيرا بالاقتدار في مرونة الانتقال في الدليل٬ وتصور ما ينتج٬ وتبدو عليه جديته القوية عن تحقيق فعل ما من منظري الترجمة وناقديها٬ بأن يكون من الممكن أن يكون ملهما٬ بمعنى أن يكون أديبا يحكم تميز صنعة الكلام إلى جانب أن له غايات متعددة في مراس نتائج تحقق ميزة الميدان وقوة مكانته تحت تعريف مشترك٬ ليتمكن من ابتعاث صورة نص أدبي يضاهي نص الانطلاق٬ بأسم تحقيق الفعل الأول٬ أو يتفوق عليه المعنى لها "الفعل الثاني"٬ ليقلب الآية فيصير النص الأصل هو الـ"هيولي" للنص الفرع٬ أي مكانة المترجم٬ حسب تحديد مكانته عن الوفاء بتحديده٬ ليكون عمله يعد الماهية العليا المجردة عن الهيولي. المتمثل صوغ قول ثان على قول أول في لغة وثقافة أخرين٬ والمترجمون العرب الزوائل ـ[في القرن الثالث الهجري يستعملون صفة "البديعية / التمامية"] وما شيع عنها بالاستكمال ـ الاشباع والإرواء للنفس بها في إيضاح مراجعة حدود معنى الشيئ ببديعه ولمعان الحياة فيها ــ إبداعا ثانيا في استكمال الشيء الطبيعي ذي حياة بقوة الإرادة٬ ونجاة النفس منها كمال فعل تخلقا موازيا بعيدا عن كل إسقاط آلي٬ مثلما يتصور من لا دراية لهم بالعملية الترجمية٬ وتمامية شياعها في استعمال الكمال كتداول بين الألسن والعقول عن الشيء حال مراجعة حدود الكلمات والأشياء عن وفاء الترجمة وعفة محددها حركة فعل الشيئ في الاستكمال من جهة المعنى الذي هو بأقتدار الإرادة وقوة النجاة عن أختيار المعجم الماهوي الأعلى المجرد من هيوليته.. ويعرف النفس الإنسانية بأن للكلمة المترجمة كمال لجسم الشيء من جهة ما يفعل الأفعال الكائنة بالأختيار الواعي٬ بالأختيار الفكري والأستنباط بالرأي عن بديع مصفاة بلاغته٬ ومن جهة ما يدرك المعنى الأمور الكلية عنه٬ أو النجاة فيها.
وأخيرا تقوم هذه الحجة على أساس أن لدى كل مترجم معرفة عن موجود "نص/كلام" عن فاعل عاقل٬ لا يمكن أن يتصور موجود أكمل منه ينتج بواسطته الشيء الذي هو مانح لوجود العلاقة بفضل الآخر٬ والعلاقة المزدوجة بين كليهما لا تلد نفسها بنفسها٬ بل هي موجودة بين شخصين حقيقين كل واحد قائم بذاته٬ شاهد عن نقله. وهذه الحقيقة أخلاقية يقدمها لنا النقل٬ الأيمان بمنتج ما يوجد٬ لكن علينا إيضاح ما نثبت هذه الفكرة الموجودة في الذهن أيضا في الواقع. والمترجم الذي لا يمكن أن يتصور هناك أكمل منه٬ فإنه يفهم ما عليه تعقلها٬ ومعنى هطا أن مثل هذا المترجم موجود تأخلقه في ذهنه ـ الضمير ـ زن لم يكن موجودا في الخارج الواقعي كمؤسسة قانونية أيضا. ونحن نعتقد باستطاعتنا ان نتصوره موجودا في الوعي الإنساني فحسب٬ دون أن نتصوره موجودا في الخارج الواقعي أيضا٬ لكن إذا حقق المعنى بنقلها الكمالي التام محققة في الخارج فإنه يعلم أن لذهنه وعي أخلاقي متصور في رسم حقائقها: وجودا ذهنيا٬ وآخرى مكتسبة. فإن جاز قولنا عن التأخلق للمترجم أنه موجود في الخارج إلى جانب وجوده في الذهن أو الضمير٬ فإن القول هذا يضيف إلى المترجم صفة كمال أكبر بمضيه نحو سعة أفهوم لأتعقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المكان والتاريخ: طوكيـو ـ
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)