ولد حِمْيَر بن حسين بن ناصر بن حسين المعموري في قرية «عنّانة» (من أعمال محافظة بابل - جنوبي العراق)، وتوفي في مدينة الحلة.
لم يتجاوز ما تلقاه من التعليم النظامي إكمال الدراسة الابتدائية، ثم تعهد نفسه فتثقف ذاتيًا بالاعتماد على مكتبة أخيه الروائي الباحث ناجح المعموري.
اشتغل عاملاً في القطاع الخاص، مع كثرة إخوته المتعلمين تعليمًا عاليًا.
كان يعد أحد الأصوات الشعرية الشابة حين انتسب إلى جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين - فرع بابل. وقد نال عضوية الاتحاد عام 1988.
أصيب بمرض السكر، فأنهى حياته وهو لا يزال شابًا.
الإنتاج الشعري:
- نشرت له الصحف عدة قصائد، منها: «مبارك أيها الوطن» - جريدة اتحاد أدباء بابل 1986، و«نون والقصيدة» - جريدة بابل - سبتمبر 1989، و«رسالتان إلى فنان فاشل» - جريدة الثورة 10/10/1989، و«انكسار الأخضر المتسلق» - جريدة الثورة 30/2/1994، وله قصيدة: «تأملات في مدى ضيق» - غير منشورة.
في شعره اعتزاز بالتاريخ الوطني (العراقي) ورموزه، ونظرة مستقبلية واعية، كتب القصدة العمودية، وقصيدة التفعيلة محاولاً الإفادة من قدراتها التجديدية.
مصادر الدراسة:
1 - صباح نوري المرزوك: معجم شعراء الحلة منذ تأسيسها حتى الآن (مخطوط).
2 - استمارة انتماء المترجم - مكتوبة بخط يده - إلى جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين.
تأملات في مدى ضيق
معتنقًا وجعي كالنهرِ
أطالعُ وجهك عبر الصمت الناحلِ
منشغلاً بالحجر المربوط على رأسي
هذا الوجه العابقُ كالمطرِ
السابحُ في قعر الضوءْ
ينزفُ
ينزفُ
مثل لهاث الذاكرةِ
مُمْتَقِعًا كالجرحْ
وحزينًا كالحجر الباردِ
إذ يتبدّدُ كالغيمةِ
غصنًا غصنا
حيث الأنداءُ تلامسُ وجهي
والشمسْ
تدخلُ عاريةً، من أسيجة الغسق الغافي
وتغازلني
ثم تفرُّ بعيدًا عن نقر خطايَ
وأنتِ معي تقتسمين ضجيج الخبزِ
وملحَ النفي
فتنخذلينْ
هل كان الثلجُ يباغتُ دفئكِ
مثل العصفورة لحظةَ تخذلُها الريح؟
كان الحبُّ يضيقُ يضيقُ كأفواه بنادقْ
ويبوح لنا بهزائمه الملساءْ
وكان دخانُ العربات المحشوّة بالحرس الليليِّ
يزاحمني
أدخل ظلي منكسرًا مثل أفول الشمسْ
ممتلئًا بصراخي
أطلقك الليلة من جسدي
آلهةً للمنبوذين معي
أو أركن في عينيك خيولي المرتدّة نحوي
وفلول هوايْ
إن العريَ يليق بكِ
إنّك أشهى من تفاحةِ آدمَ
وأمرُّ من الغربةِ
اغتسلي مثل العصفورة في مطري
اغتسلي اغتسلي
إني أفردت لكِ الأفقَ
ما كان لك الليلةَ أن تلتمسي جرحي
كانت قطراتٌ من أنداء البوحِ تطوّقُ خصرَك
قطراتٌ من دم هذا الليل
مثقلةٌ بالعتمة
والكُتْبِ
وداميةٌ بالعزلة
فتعالي
لأمدّدَ رأسي فوق تضاريسكِ
أو
أمنحكِ الساعة رعشة كفّي
ونعدّ نثيث الحزن على أروقة المدنِ
فالليل يجمِّع أنقاضك في رئتي
ويخفي ما أسقطه الثلجْ
من شجر الروحْ
***
رسالتان إلى فنان فاشل
أتعبك الفشل المرُّ
وكان الحلم يطاردكَ
حتى أدركت بأن الألوانْ
باتت تبصق في وجهك ساخرةً منكْ
فعزمت الثورةَ ضد الإنسانْ
فإلاما تقول بأنك فنانْ؟!
حاصرني الليلُ
وغادرني ضحك الأطفالْ
هذي الغابة موحشةٌ
والعقرب مسكنها الأدغالْ
فابدأ باللدغ إذًا
ابدأ باللدغْ
لا وقتَ لديك
إن الليل قصيرْ
لم يتجاوز ما تلقاه من التعليم النظامي إكمال الدراسة الابتدائية، ثم تعهد نفسه فتثقف ذاتيًا بالاعتماد على مكتبة أخيه الروائي الباحث ناجح المعموري.
اشتغل عاملاً في القطاع الخاص، مع كثرة إخوته المتعلمين تعليمًا عاليًا.
كان يعد أحد الأصوات الشعرية الشابة حين انتسب إلى جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين - فرع بابل. وقد نال عضوية الاتحاد عام 1988.
أصيب بمرض السكر، فأنهى حياته وهو لا يزال شابًا.
الإنتاج الشعري:
- نشرت له الصحف عدة قصائد، منها: «مبارك أيها الوطن» - جريدة اتحاد أدباء بابل 1986، و«نون والقصيدة» - جريدة بابل - سبتمبر 1989، و«رسالتان إلى فنان فاشل» - جريدة الثورة 10/10/1989، و«انكسار الأخضر المتسلق» - جريدة الثورة 30/2/1994، وله قصيدة: «تأملات في مدى ضيق» - غير منشورة.
في شعره اعتزاز بالتاريخ الوطني (العراقي) ورموزه، ونظرة مستقبلية واعية، كتب القصدة العمودية، وقصيدة التفعيلة محاولاً الإفادة من قدراتها التجديدية.
مصادر الدراسة:
1 - صباح نوري المرزوك: معجم شعراء الحلة منذ تأسيسها حتى الآن (مخطوط).
2 - استمارة انتماء المترجم - مكتوبة بخط يده - إلى جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين.
تأملات في مدى ضيق
معتنقًا وجعي كالنهرِ
أطالعُ وجهك عبر الصمت الناحلِ
منشغلاً بالحجر المربوط على رأسي
هذا الوجه العابقُ كالمطرِ
السابحُ في قعر الضوءْ
ينزفُ
ينزفُ
مثل لهاث الذاكرةِ
مُمْتَقِعًا كالجرحْ
وحزينًا كالحجر الباردِ
إذ يتبدّدُ كالغيمةِ
غصنًا غصنا
حيث الأنداءُ تلامسُ وجهي
والشمسْ
تدخلُ عاريةً، من أسيجة الغسق الغافي
وتغازلني
ثم تفرُّ بعيدًا عن نقر خطايَ
وأنتِ معي تقتسمين ضجيج الخبزِ
وملحَ النفي
فتنخذلينْ
هل كان الثلجُ يباغتُ دفئكِ
مثل العصفورة لحظةَ تخذلُها الريح؟
كان الحبُّ يضيقُ يضيقُ كأفواه بنادقْ
ويبوح لنا بهزائمه الملساءْ
وكان دخانُ العربات المحشوّة بالحرس الليليِّ
يزاحمني
أدخل ظلي منكسرًا مثل أفول الشمسْ
ممتلئًا بصراخي
أطلقك الليلة من جسدي
آلهةً للمنبوذين معي
أو أركن في عينيك خيولي المرتدّة نحوي
وفلول هوايْ
إن العريَ يليق بكِ
إنّك أشهى من تفاحةِ آدمَ
وأمرُّ من الغربةِ
اغتسلي مثل العصفورة في مطري
اغتسلي اغتسلي
إني أفردت لكِ الأفقَ
ما كان لك الليلةَ أن تلتمسي جرحي
كانت قطراتٌ من أنداء البوحِ تطوّقُ خصرَك
قطراتٌ من دم هذا الليل
مثقلةٌ بالعتمة
والكُتْبِ
وداميةٌ بالعزلة
فتعالي
لأمدّدَ رأسي فوق تضاريسكِ
أو
أمنحكِ الساعة رعشة كفّي
ونعدّ نثيث الحزن على أروقة المدنِ
فالليل يجمِّع أنقاضك في رئتي
ويخفي ما أسقطه الثلجْ
من شجر الروحْ
***
رسالتان إلى فنان فاشل
أتعبك الفشل المرُّ
وكان الحلم يطاردكَ
حتى أدركت بأن الألوانْ
باتت تبصق في وجهك ساخرةً منكْ
فعزمت الثورةَ ضد الإنسانْ
فإلاما تقول بأنك فنانْ؟!
حاصرني الليلُ
وغادرني ضحك الأطفالْ
هذي الغابة موحشةٌ
والعقرب مسكنها الأدغالْ
فابدأ باللدغ إذًا
ابدأ باللدغْ
لا وقتَ لديك
إن الليل قصيرْ