محمد عباس محمد عرابي - هي لنا دار (11) قصيدة يا موطن الذكريات البيض للشاعر الدكتور /فواز بن عبدالعزيز اللعبون(1)

لقد أهدى الشاعر الدكتور /فواز بن عبدالعزيز اللعبون قصيدته" يا موطن الذكريات البيض" إلى وطنه العزيز الغالي على كل نفس مملكة الخير والريادة بلاد الأصالة، ومهد الشموخ، وهي فخر الانتماء ،وشرف الهوية حيث يقول :
أهدى
إلى بلاد الأصالة، ومهد الشموخ.. إلى فخر انتمائي، وشرف هُوِيتي
ثم بين في درته الشعرية أن الوطن بداية البدايات ، وأن الوطن موطنَ الذكرياتِ ،ثم تحدث عن سمات أبناء الوطن من خلال المحاور التالية :
المحور الأول : الوطن بداية البدايات البيضِ
حيث يشير الشاعر الدكتور /فواز بن عبدالعزيز اللعبون أن كل شيء فداء للوطن الغالي فهو موطن الطهارة والقداسة ،ثراه فواحة بأريجِ المسكِ والكادي، وهو منار هداية للرائحَ الغادي، وطن غال على كل نفس به سكن الآباء والأجداد ،فالوطن أنشودة وأغنية وشعر معبر عن البطولات والأمجاد والسعادة :
صَدَى حَنيني وإجْهاشي وإنشادي
فِداءُ طُهْرِكِ يا مكلوءةَ الهادي
أنتِ البداياتُ.. قبلَ البَدْءِ كنتِ هنا
فوّاحةً بأريجِ المسكِ والكادي
كنتِ المَنارَ لكلِّ العابرينَ ولم
تَزَلْ رسومُكِ تهدي الرائحَ الغادي
أَشْتَمُّ في تربكِ الزاكي عبيرَ دَمٍ
أَظنهُ فاحَ من أَجداثِ أَجدادي
وما الرياحُ التي تجتاحُ ذاكرتي
إلا صدىً غابرٌ غنى به الحادي
وذا النشيدُ الذي يختالُ في شفتي
بقيةٌ من بطولاتٍ وأمجادِ
بأيِّ قافيةٍ أُهديكِ أُغنيتي؟
وَيحَ القوافيَ هل تسطيعُ إسعادي؟
المحور الثاني : الوطن موطنَ الذكرياتِ البيضِ:
لغته سامية ،ومكانته في القلوب ،وتاريخه مجيد يحكي الأمجاد والبطولات ،والرفعة والسمو حيث يقول :

يا موطنَ الذكرياتِ البيضِ.. قافيتي
كسيْحَةٌ، ولساني غيرُ مُنقادِ
كلُّ الحروفِ التي جَمَّعْتها هَجَعَتْ
على ثراكِ ترَوِّي مَنْطقي الصادي
ففي يديَّ أزاهيرٌ، وفي لغتي
عشقٌ، وفي القلبِ نبضٌ غيرُ مُعتادِ
تلكَ النخيلُ التي فلتْ ذوائبَها
تقولُ: يا صَبوَةَ المشتاقِ فازدادي
أنا المعنى بتاريخي فيا كلفي
إذا تَقَعَّدَ لي مجدي بمرصادِ
وها هُنا في بلادي المجدُ ممتثلٌ
يَرْوي حكاياتِ أبطالٍ وآسادِ
المحور الثالث : سمات أبناء الوطن :
بين شاعرنا القدير أن أبناء الوطن ذوو مكانة عالية أقاموا صرحها على الجوزاء ،فرسان شجعان ، خيرُ عُبادِ ،كرام مآثرهم عظيمة شرفاء ذوو مروءة ،بلادهم بلاد المجد والعزة بلاد الخير ،والجميع لها فداء حيث يقول :

قومٌ أَقاموا على الجوزاءِ صَرْحَهُمُ
وثبتوهُ بأطنابٍ وأوتادِ
تَراهُمُ في الوَغى فرسانَ ساحتها
وفي الظلامِ تَراهُمْ خيرَ عُبادِ
وإن دعاهُمْ إلى المعروفِ مُنْكَسِرٌ
تسابقوا بكريمِ المالِ والزادِ
ماذا أُعَدِّدُ أَيضاً مِنْ مآثرِهِمْ
ولَمْ يَزَلْ بَعضُها يُزري بتَعدادي؟!
ها هُمْ أُولاءِ الأُلَى جادوا لنا شَرَفاً
بإرثهمْ فغَدَونا خيرَ أحفادِ
حَباهُمُ اللهُ أرضاً من يُقِيمُ بها
تخصهُ بمروءاتٍ وإنجادِ
إلى بلادي يَتوْقُ المجدُ مُنتشياً
وكمْ لها من أَحِباءٍ وقصادِ
تخْبُو جميعُ النواحي وهْيَ ساطِعَةٌ
ككوكبٍ في فضاءِ الكونِ وَقادِ
فابقي لنا يا بِلادَ الخيرِ مُلتجأً
وكلنا لكِ مِنْ كَفِّ البلى فادي


(1) ينظر : قصيدة يا موطن الذكريات البيض للدكتور /فواز بن عبدالعزيز اللعبون – نشرت في ملحق صحيفة الجزيرة الصادر بمناسبة الذكرى 84لليوم الوطني الثلاثاء 28 ذي القعدة 1438هـ- 23 سبتمبر 2014م العدد 15335،ص58

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...