كنت مع أحمد متولي، عندما التقيت بـ" الشيخ إمام" ثانية، (المرة الأولى سآتي اليها غدا)، و أحمد اختار قسم المونتاج، عندما فتح معهد السينما أبوابه، ليكون أول مونتير أكاديمي في مصر، كان يقيم في "عوامة" على النيل في إمبابة، و قد دعاني هناك أكثر من مرة،عرفني عليه صديقي ابراهيم أصلان، ومن أول لقاء صار لا يخاطبني إلا بـ" يا صاحبي ".
مرة قال : يا صاحبي ، تجي معايا لاستوديو الأهرام بالجيزة ، تراني وأنا أشتغل؟ قلت: أجي ليه لأ.
أحمد صاحب مسيرة فنية عريضة ، كان المونتير لفيلم " ناجي العلي " و " زائر الفجر" و عمل عشرات الافلام التسجيلية، وهو أحد مؤسسي " جماعة السينما الجديدة " التي نادت بسينما مختلفة، سينما خلّاقة. .
في صباح اليوم الثاني، في العاشرة ، كرر زامور الموتوسايكل " الذي يتنقل عليه " نداءات متعاقبة، ومن شباك غرفتي صحت : انا نازل يا أحمد. .
كنت جالسا معه على " الموفيلا"، عندما ضرب عليه جرس التلفون ، انهى المكالمة فقال لي: برهان علوية دعاني هذا المساء الى حضور حفل في شقته، و سيكون الشيخ امام حاضرا، فقلت له آتيك الى الحفل، لكن مع صاحبي. .
ذهبنا الى شقة برهان علوية في وسط البلد على الموتوسايكل، وسمعنا صوت الشيخ القوي الرخيم المتصل، من قبل أن ندخل. .
كانت الشقة مزدحمة، و بالكاد وجدنا مكانا في الزاوية نقف فيه ، كان صوت الشيخ يغطي المكان " جيفارا مات ".
غاب أحمد دقيقة ورجع بصحبة برهان ، وبرهان علوية كاتب و مخرج سينما لبناني، وفيلمه الروائي" كفر قاسم " هو الذي صنع شهرته ، أنجز علوية أفلاماً أخرى، مهمّة، لكن «كفر قاسم» هو ما سيحفظ اسمه من النسيان. .
غاب أحمد دقيقة، ورجع بكاسين فيهما سائل أصفر، قال: من أجل أن يعتدل المزاج.
بعد دقائق غاب أحمد، وعاد بكاسين فيهما سائل أحمر، قال: من أجل أن نسمع الشيخ إمام جيدا، ورفعنا صوتنا نحيي الشيخ.
غاب أحمد فعاد بكاسين فيهما سائل أبيض ، قال :ضروري نأخذهما قبل أن آتي لك بسندويش جميل ،
غاب و ما عاد بالسندويش، عاد برفقة من رأيتها كثيرا تؤدي أدوار صديقة البطلة، في بعض الأفلام، وقد رقصت في بعضها، وللحق أقول: هي في مصاف سامية جمال ونعيمة عاكف، ولكنها ليست أفضل من نعمت مختار، لكنها تفوقها في الجمال، خاصة وهي تسبل عينيها، وأبدعت أحيانا في الاغراء. وعندما وقفت أمامي قال أحمد : هذا هو.
والموضوع انه التقى بها في المكان الذي يأتي به بالمؤونة، أطالت الحديث معه فقال لها : معذرة،معي صديق، ناقد سينمائي عراقي " (والحق أني كتبت حينها عشرات المقالات في النقد السينمائي كنت أنشرها اسبوعيا تقريبا في جريدة طريق الشعب) و عليّ أن أمده بما يريد .
قالت: خذني اليه لنتعرّف .
قالت : تعرفني؟
قلت: أعرفك وأنا في اللفّه.
قالت : هذه بداية ليست حسنة للتعارف.
قلت : آسف، أخطأت التعبير، أعني، وأنت في اللفّة، أنا أتابع رقصك وتمثيلك. قالت : كان عليك أن تقول ذلك من الأول، لأرضى عنك.
قلت : معنى ذلك أنك لست راضية الى الآن، يا لتعاستي.
وأخذت باطن كفها اليسرى فقبلته، وقلت: والآن،رضيت عني؟
قالت : أفكّر. كل اللي جرى من ايدك.
إعتلى أحمد الموتوسيكل، وقال: اصعد ورايا يا صاحبي.
كان ليل القاهرة مزدحما قبل الفجر، وما شعرت أني وراء أحمد على الموتوسيكل، بل في قمرة سفينة القبطان إيهاب، و هو يطارد الحوت " موبي ديك " في أعالي البحار، الأمواج أخذتنا ذات اليمين وأخذتنا ذات الشمال و " جيفارا مات مات، كما غنى الشيخ إمام،/ خلاص خلاص/ مالكوش خلاص /غير بالبنادق والرصاص.
لصورة : أحمد متولي فوق ، تحت : برهان علوية .
مرة قال : يا صاحبي ، تجي معايا لاستوديو الأهرام بالجيزة ، تراني وأنا أشتغل؟ قلت: أجي ليه لأ.
أحمد صاحب مسيرة فنية عريضة ، كان المونتير لفيلم " ناجي العلي " و " زائر الفجر" و عمل عشرات الافلام التسجيلية، وهو أحد مؤسسي " جماعة السينما الجديدة " التي نادت بسينما مختلفة، سينما خلّاقة. .
في صباح اليوم الثاني، في العاشرة ، كرر زامور الموتوسايكل " الذي يتنقل عليه " نداءات متعاقبة، ومن شباك غرفتي صحت : انا نازل يا أحمد. .
كنت جالسا معه على " الموفيلا"، عندما ضرب عليه جرس التلفون ، انهى المكالمة فقال لي: برهان علوية دعاني هذا المساء الى حضور حفل في شقته، و سيكون الشيخ امام حاضرا، فقلت له آتيك الى الحفل، لكن مع صاحبي. .
ذهبنا الى شقة برهان علوية في وسط البلد على الموتوسايكل، وسمعنا صوت الشيخ القوي الرخيم المتصل، من قبل أن ندخل. .
كانت الشقة مزدحمة، و بالكاد وجدنا مكانا في الزاوية نقف فيه ، كان صوت الشيخ يغطي المكان " جيفارا مات ".
غاب أحمد دقيقة ورجع بصحبة برهان ، وبرهان علوية كاتب و مخرج سينما لبناني، وفيلمه الروائي" كفر قاسم " هو الذي صنع شهرته ، أنجز علوية أفلاماً أخرى، مهمّة، لكن «كفر قاسم» هو ما سيحفظ اسمه من النسيان. .
غاب أحمد دقيقة، ورجع بكاسين فيهما سائل أصفر، قال: من أجل أن يعتدل المزاج.
بعد دقائق غاب أحمد، وعاد بكاسين فيهما سائل أحمر، قال: من أجل أن نسمع الشيخ إمام جيدا، ورفعنا صوتنا نحيي الشيخ.
غاب أحمد فعاد بكاسين فيهما سائل أبيض ، قال :ضروري نأخذهما قبل أن آتي لك بسندويش جميل ،
غاب و ما عاد بالسندويش، عاد برفقة من رأيتها كثيرا تؤدي أدوار صديقة البطلة، في بعض الأفلام، وقد رقصت في بعضها، وللحق أقول: هي في مصاف سامية جمال ونعيمة عاكف، ولكنها ليست أفضل من نعمت مختار، لكنها تفوقها في الجمال، خاصة وهي تسبل عينيها، وأبدعت أحيانا في الاغراء. وعندما وقفت أمامي قال أحمد : هذا هو.
والموضوع انه التقى بها في المكان الذي يأتي به بالمؤونة، أطالت الحديث معه فقال لها : معذرة،معي صديق، ناقد سينمائي عراقي " (والحق أني كتبت حينها عشرات المقالات في النقد السينمائي كنت أنشرها اسبوعيا تقريبا في جريدة طريق الشعب) و عليّ أن أمده بما يريد .
قالت: خذني اليه لنتعرّف .
قالت : تعرفني؟
قلت: أعرفك وأنا في اللفّه.
قالت : هذه بداية ليست حسنة للتعارف.
قلت : آسف، أخطأت التعبير، أعني، وأنت في اللفّة، أنا أتابع رقصك وتمثيلك. قالت : كان عليك أن تقول ذلك من الأول، لأرضى عنك.
قلت : معنى ذلك أنك لست راضية الى الآن، يا لتعاستي.
وأخذت باطن كفها اليسرى فقبلته، وقلت: والآن،رضيت عني؟
قالت : أفكّر. كل اللي جرى من ايدك.
إعتلى أحمد الموتوسيكل، وقال: اصعد ورايا يا صاحبي.
كان ليل القاهرة مزدحما قبل الفجر، وما شعرت أني وراء أحمد على الموتوسيكل، بل في قمرة سفينة القبطان إيهاب، و هو يطارد الحوت " موبي ديك " في أعالي البحار، الأمواج أخذتنا ذات اليمين وأخذتنا ذات الشمال و " جيفارا مات مات، كما غنى الشيخ إمام،/ خلاص خلاص/ مالكوش خلاص /غير بالبنادق والرصاص.
لصورة : أحمد متولي فوق ، تحت : برهان علوية .