محمود شاهين - رد الصديق محمد القاسم على ما نشرته عن لقائنا وتعارفنا، وقد شاء أن يكون رسميا

بسم الحكمة

التي لا يرتقي إليها شيء…




الأستاذ محمود أحمد شاهين الروائي والقاص والفنان المحترم

تحية الإجلال والإكبار.

وبعد:

إنه لمن دواعي السرور أن شاءت أعمال الطبيعة (القدر) ولعلها " الطقمادية " التي تتحدث عنها وعن دورها في الخلق الذي لايزال يحبو كالطفل الصغير،أن تجمعنا في لحظة عز نظيرها أن تحدث مابيننا (كطالب للحكمة) وأستاذ جليل مخضرم في الكتابة.و إتقان فن الرسم المعبر . ولنا جزيل الشرف والإمتنان أن نتعرف على شخصكم الكريم عزيزنا الأستاذ محمود.

و أما فيما يخص إعتبارنا صديقا لكم فهذا شرف عظيم لنا فالصداقة جبل شاهق لايتسلقه إلا الأوفياء.

عزيزنا الأستاذ محمود، ما أن ارتقى إلى مسمعنا أن حضرتكم قد دونتم شرف لقائنا الأول على مواقع التواصل الإجتماعي ومادار بيننا من حوار حول الكثير من القضايا والمسائل التي تخص الفلسفة والأدب، وما أطلعتمونا عليه من كتابتكم المختلفة مابين الرواية والقصة، وموهبة الرسم مما أثلج صدورنا بما تتمعون به من كل تلك المواهب والفنون و هو ما أثار دهشتنا وإعجابنا الشديد بكم.

وما نحن إلا طلاب في صفكم المعرفي أستاذي فأنتم تعلمون أن لقاء الفيلسوف للفيلسوف يقتصرعلى السلام لا أكثر.

و أما فيما يخص إعجابنا بفلسفتكم عزيزنا أستاذ محمود، و بعد الإطلاع على رواية (زمن الخراب) و(قصة الخلق) فإنه نابع من جرأتكم في الطرح إلى جانب إتقانكم المرهف الممزوج بحس روحاني معطر بوحدة متكاملة مابين الإله الخالق والمخلوق،أو كسلم موسيقي يترنح مابين النغمات في التعبير عما يجول في خاطركم حول حقيقة الإله"كطاقة عقلانية أزلية غير طقمادية تتصف بالوعي والحكمة " إلى جانب دوره في الخلق والإيجاد الذي تبحث عنه ما بين عقول النجباء وأحرف الكتب وخاصة، و أنتم تعلمون أنه لم يتعرض مفهوم وفكرة للتشرذم والإغتراب أكثر مما تعرض له مفهوم وفكرة الإله، والتي كانت ولاتزال لاتخرج عن كونها مفهوماً وفكرة وثنية عند معظم البشر.

عزيزنا أستاذ محمود لنا عدة مقولات حول مفهوم وفكرة الإله،أقول فيها (إن الإله لم يكلف أحداً مؤونة إثبات وجوده)، هذا من ناحية وأما من ناحية أخرى،(كأنه مقدرعلينا كلما هدمنا صنما أقمنا مكانه صنما آخر).

فالأمر ياعزيزي لايخرج عن حدود وجودنا الأحمق وهذه الحتمية المتعفنة القابلة للهدم المتوقع ،وكل تلك الوعود مجرد هراء وخداع.

و لعلي هنا أستحضر ماقاله الفيلسوف فريدريك نيتشه حول ضياع الله وموته في قلوب البشرورفضه القاطع لفكرة العالم الآخر والتي تجعل من البشر قطيعا من الخراف نحو عالم مجهول خرافي فقد قال:

" لقد مضى زمن كان فيه الإثم تجاه الله أكبرالآثام، لكن الله مات، وبهذا أيضاً مات كل أولئك الآثمين .

أن يأثم امرؤ في حق الأرض ويمنح أحشاء ما لا يُدركه عقل ولا نظر تقديراً أكثر من المعنى الذي في الأرض، فذلك هو أفظع آيات الكفر

أناشدكم أن تظلوا أوفياء للأرض يا إخوتي؛ وألا تصدقوا أولئك الذين يحدثونكم عن آمال فوق أرضية، مُعدّو سموم أولئك، سواء أكانوا يعلمون أو لا يعلمون ""

"فريدريك نيتشه"

من كتاب هكذا تكلم زرادشت""

عزيزي استاذ محمود على الرغم من القلق الذي يحيط بي من كل جانب حول وجودي ووجود الاشياء من حولي إلا أنه لايزال هنالك بصيص أمل في آخر الطريق يقال له (الحب) لعله لايخدعنا كذلك.



و تفضلوا بقبول فائق الإحترام

صديقكم محمد القاسم

صدر بتاريخ 4 كانون أول 2021م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...