الجزء الأول
كنت في مقال سابق دار حول قصص الأديب خالد همام قد وعدت بإعداد دراسة عن الظواهر الاجتماعية والنفسية في قصص الأديب خالد همام ، وها هو الوعد يتم الوفاء به – بفضل الله وتوفيقه- فها هي هذه الدراسة تدور حول الشق الأول من الوعد حيث يتناول الظواهر والعادات الاجتماعية التراثية "الفلكلور الشعبي" والمعاصرة ) في قصص الأديب خالد (الجزء الأول )، وندعو الله أن يوفقنا لإعداد أجزاء هذه الدراسة ،وإعداد الشق الثاني من الوعد " الظواهر النفسية في قصص الأديب خالد همام "، ونقول في استهلال هذا المقال وبالله التوفيق :
إنه ببراعة ومهارة كاتب مثقف اجتماعيا وملم بالعادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية القديمة والعصرية استطاع الأديب خالد همام أن يضمن قصصه العديد من العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية التي شاهدها الكثير منا الايجابي منها على أرض الواقع في الكثير من أريافنا ومدننا وسكانها الطيبين، وكذا العادات ،والظواهر الغريبة التي طفت على السطح مؤخرا ،وهي غريبة كل الغرابة عن طبيعة مجتمعاتنا ما كنا لنسمع بها قط، ولما كان الأديب خالد همام كاتب ارتبط بالحدث فور حدوثه (1)وحرص قلمه على الحديث عنه من خلال الفن القصصي رأيناه يرصد بعدسته يصور لنا كل ما يحدث على أرض الواقع ،فمن أبرز ما يميز قصص الأديب خالد همام التي تدور حول شخصيتين رئيستين (مسعود وباتعة )التي تظهر القصص مدى العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية التي تظهر من خلال سلوكيتهما وتصرفاتهم وأفعالهم .
أسئلة الدراسة :
تحاول هذه الدراسة بيان أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية التي تضمنتها قصص الأديب خالد همام من خلال الإجابة عن السؤال الرئيس التالي :
ما أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام؟ وما شواهدها في هذا القصص؟
ويتفرع من هذا السؤال السؤالان التاليان :
المحور الأول : أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام.
المحور الثاني : ما شواهد العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام؟
وفيما يلي البيان والتفصيل :
المحور الأول : أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام:
من خلال القراءة والتحليل لقصص الأديب خالد همام يتضح لنا أن الأديب خالد همام أورد في قصصه العديد من العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية من أبرزها :
غلي الكمون لعلاج المغص، دلك الأقدام لتخفيف آلام العظام، زيارة الموتى، تعانق الأصدقاء(بالأحضان ) بعد طول غياب، عرض الحفلات وأفلام الحرب الوطنية يوم السادس من أكتوبر، الإكثار من أكل العدس في فصل الشتاء، ربط الرأس بقطعة قماش سوداء عند الحزن، عادات الأكل والشرب لدى بعض الشعوب، عادة وظاهرة التأخر في الزواج بحجة عدم القدرة المالية، التفاعل الاجتماعي مع ما يبث في التلفاز ووسائط التواصل الاجتماعي، الأعصاب ،عادة التنقل بين القنوات الفضائية ،عادة وظاهرة الحلف بالنبي(صلى الله عليه وسلم ) ظاهرة التعصب في التشجيع الرياضي وما يصاحبها من خلاف ونزاع ، عادة طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول عند الإفطار في الصباح ،عادة ذبح الفراخ التي لا تبيض ، عمل الشباب ذوي المؤهلات العليا في أي عمل شريف متاح ، عادة زيارة الجيران وعيادة المريض والحزن عليهم لمرضهم،
عادة التلاقي وجها لوجه في موسم التصحيح، عادة :التشاور في حل مشكلات الجيران ، عادة :التشاور في حل مشكلات الجيران ،حب مشاهدة مباريات كرة القدم
المحور الثاني : شواهد العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام :
فيما يلي عرض لأبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية وشواهدها في قصص الأديب خالد همام يتم عرضها على النحو التالي :
غلي الكمون لعلاج المغص :
وفي هذا يقول الأديب خالد همام في مطلع قصة :"مسعود في رحاب المدرسة ... ":" فجر الخميس شعر مسعود بمغص شديد وتردد على الحمام عدة مرات دون جدوى ...
شعرت باتعة بآلام زوجها فقامت على الفور بغلي الكمون وبمجرد شربه لذاك المشروب السحري زال عنه الوجع ".
دلك الأقدام لتخفيف آلام العظام :
وعن وعادة دلك الأقدام لتخفيف آلام العظام وعادة عمل التقلية كل يوم خميس ، :يقول الأديب خالد همام أيضًا في قصة مسعود في حالة رضا ...... :"الليلة ستكون رائعة... فكل مكوناتها جميلة ... مرتب الشهر في جيبي ... وعلبة البسبوسة في يدي ... وتقلية باتعة بالبصل الأحمر والفلفل الحار تنتظرني ... والنكت ستجعل أولادي يضحكون من أعماق قلوبهم ... وسوف أدلك أقدام أمي حتى اخفف من آلام عظامها ...
زيارة الموتى:
وفي هذا يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في اليابان ... ":"
قفزت الفرحة إلى قلب باتعة فاتسعت عيناها الضيقتان مندهشة ومتساءلة :
بجد يا سي مسعود ؟! ممكن نسافر ... طيب إزاي وبكام وأمتى ؟! أحنا يدوب بنروح نزور الميتين كل أول شهر والحمد لله بنرجع تاني بخير وسلامة.
ويقول الأديب خالد همام أيضًا في قصة مسعود في شرطة الآثار ... :"
أشرقت شمس الجمعة الثانية من نوفمبر ومسعود يطوي الأرض في طريقه للمقابر لزيارة والده المتوفي منذ 30 عاما مصطحبا زوجته باتعة"
تعانق الأصدقاء(بالأحضان ) بعد طول غياب :
فمن العادات عادة تعانق الأصدقاء بعد طول غياب، وعادة التعلق الشديد بالأفلام والمسلسلات التي تناقش قضايا اجتماعية ،وظاهرة التبرك ببعض الأشياء التي لا تضر ولا تنفع ،وفي هذا يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الصالة ":"مال عامل الزاوية على مسعود قائلا :
يا استاذ مسعود فيه حجر هناك بركة جبناه من مسجد سيدي بهلول ... اتيمم عليه ... وانجز علشان نلحق مسلسل ( ابوالبنات ) على أم بي سي مصر ... الليلة مصطفى شعبان هيتجوز صفيناز على سنة الله ورسوله .
تبسم مسعود من كلمات وامنيات عامل الزاوية الأعزب وخرج دون صلاة ...
عند خروجه من الزاوية سمع صوتا يناديه من على المقهى ...
التفت لصاحب الصوت فإذا به صديقه اللدود الأستاذ ( مجدي ) معلم التاريخ بالمرحلة الثانوية ..."
تعانق الصديقان طويلا رغم أنف الإجراءات الاحترازية وسأل مسعود صديقه عن أخباره وحاله فمنذ زمن طويل لم يتقابلا"
عرض الحفلات وأفلام الحرب الوطنية يوم السادس من أكتوبر
وعن عرض الحفلات وأفلام الحرب الوطنية يوم السادس من أكتوبر يقول الأديب خالد همام في قصة :"مسعود في العبور ... "
حل الخميس الأول من أكتوبر العظيم وحلت معه كل ذكريات التضحية والعطاء ...
في المساء اجتمعت أسرة مسعود الطيب حول الشاشة الفضية يتابعون حفلات وأفلام حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان سنة ١٩٧٣ ...
باتعة تعشق فيلم ( أغنية على الممر ) فظلت تبحث عنه حتى عثرت عليه في قناة تعيش على الذكريات ...
شخصية الشاويش محمد ذاك الفلاح الذي نهض يحارب المحتل منذ ١٩٥٦ وترك داره وأرضه ليحرر وطنه تعجب باتعة كثيرا ...
ملامح الفنان ( محمود مرسي ) والتي جمعت بين الصرامة الشديدة والحب الغير محدود لجنوده الشباب وحرصه على قهر هجمات العدو الغادر بعزيمة أشد صلابة من الجبال ...
كل هذه الصفات جعلت باتعة تتمنى لو أن كل الرجال يتحلون بتلك السمات ...
لاحظ مسعود مدى اندماج زوجته مع سياق الدراما الواقعية فمازحها قائلا :الخميس ده باين عليه كله مشاعر وطنية يا باتعة !"
الإكثار من أكل العدس في فصل الشتاء :
وعادة الإكثار من أكل العدس في فصل الشتاء ومداومة أكله طوال الأسبوع عند بعض الناس ولبس الكستور وخياطة الملابس القديمة وحياكتها لمواصلة استخدامها عادة تدل على حكمة المرأة المصرية وحسن تدبيرها في إدارة المنزل اقتصاديا ، يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الستر "
هل سيعجبها طبق العدس وهو يتغول ويسود طوال الأسبوع؟!
بل هل يرضيها منظر الحارة وقد شاخت وسقطت أخر أشجارها منذ يناير ...
هل ستحتشم في حارة وتقدر عواطف أهلها ونصف سكانها من المتسربين والمدمنين والمتحرشين والعاطلين ؟!
أم أنها ستكون كالسيجارة التي ستشعل ما بقي من أعواد جافة في الحارة ؟!
فكر مسعود ثم فكر ...
ثم خلع نظارته واستغفر ...
ثم نادى :
إنتي فين يا باتعة ؟!
فردت باتعة بسرعة البرق :
أنا هنا يا سي مسعود ... بحاول أدبر هدوم شتوي للعيال و أعدل شنط المدرسة القديمة وبالمرة أخيط بيجامتك الكاستور"
ربط الرأس بقطعة قماش سوداء عند الحزن:
ومن العادات المنتشرة في بعض القرى : ربط الرأس بقطعة قماش سوداء عند الحزن، ومن العادات الحميدة المشاركة الوجدانية لأصحاب الأفضال علينا ،وعن هذه العادة يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الستر " :
تسلل إلى غرفة النوم ليستطلع الخبر فوجد باتعة وقد ربطت رأسها بقمطة سوداء والدموع تملأ عينيها الضيقتين وأنفها منتفخة حمراء ... شعر مسعود بالخوف على أمه العجوز فقال :
خير يا باتعة ... فيه إيه؟ ... أمي حصلها حاجة ؟
ردت باتعة في حزن :
أمك بخير يا سي مسعود .
تابع مسعود بغرابة :
طيب فيه إيه ؟
أجابت باتعة :
الست هالة ياسي مسعود تعبت من كتر الحمل اللي عليها ووقعت في مكتبها ونقلوها لمستشفى خاصة ... يا عيني عليها وعلى شبابها ... هلكت نفسها علشان تنقذنا من الكورونا وسافرت الصين في عز الأزمة وجابتلنا المصل "
عادات الأكل والشرب لدى بعض الشعوب :
استطاع الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الستر " أن يسرد العديد من عادات الأكل لدى بعض الشعوب، حيث يقول :
في خضم تلك الغابة من الحسناوات راح يراجع حساباته الأولية في حارته المنسية ...
نعم قد أعد للعروسة غرفة مناسبة بالبيت ولكن هل تلك الغرفة ترضي أحلام شابة قادمة من بيروت ؟!
وهل ستأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وترضى بكل طوارئهم ؟!
هل ستستبدل سلطة الفواكه بحبة برتقال ؟!
هل سترضى أن يحل الماكريل محل الكافيار ؟!
هل سيعجبها طبق العدس وهو يتغول ويسود طوال الأسبوع؟!
بل هل يرضيها منظر الحارة وقد شاخت وسقطت أخر أشجارها منذ يناير ...
هل ستحتشم في حارة وتقدر عواطف أهلها ونصف سكانها من المتسربين والمدمنين والمتحرشين والعاطلين ؟!
أم أنها ستكون كالسيجارة التي ستشعل ما بقي من أعواد جافة في الحارة ؟!
فكر مسعود ثم فكر ...
ثم خلع نظارته واستغفر"
عادة طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول في الصباح
فقد تحدث الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في العشَة .... " عن عادة طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول في الصباح
اعتاد مسعود صباح كل خميس فقط أن يجد طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول اليومي على طبلية الفطار لسبب لا يعلمه إلا الله ومسعود وزوجته ...
عادة ذبح الفراخ التي لا تبيض :
تحدث الأديب خالد همام عن عادة ذبح الفراخ التي لا تبيض في قصة :" مسعود في العشَة .... "
ولكنه هذا الخميس لم يجد طبق البيض وأخبرته زوجته ( باتعة ) بأنَ الفراخ لا تبيض منذ الخميس الماضي ...
انزعج مسعود من الخبر وهاج وماج وحمل سكينة المطبخ وصعد سلالم البيت العتيق ووصل السطح عاقدا العزم على ذبح كل الفراخ تطبيقا لقانون الطبيعة السرمدي ( الفرخة التي لا تبيض ليس لها إلا الذبح
عادة وظاهرة التأخر في الزواج بحجة عدم القدرة المالية :
تحدث الأديب خالد همام عن عادة وظاهرة التأخر في الزواج بحجة عدم القدرة المالية، كما تحدث عن الظاهرة الاجتماعية التي ظهرت مؤخرا في ظل التطور التقني وكترة ما تنشره وسائط التواصل الاجتماعي ،والتفاعل المجتمعي معها ، حيث يقول في قصة : مسعود في الهشتاج:"
انتصف ظهر الخميس ومازال مسعود قابعا على مكتبه القديم ينجز أعمال مصلحته الحكومية الروتينية من كل شهر إفرنجي ...
يحاول المسعود إنهاء كومة الأوراق الجاثمة على صدره ومكتبه بينما زميله الأستاذ ( منسي ) أشهر الموظفين العزاب بالمصلحة والتي تجاوز عامه الخامس والأربعين دون نكاح شرعي ( زواج ) منهمك في تليفونه الصيني يحملق بعينيه الجاحظتين في شقروات لبنان باحثا عن زوجة المستقبل البعيد ...
لأول مرة يشعل الغيظ أوتار قلب مسعود الرقيقة فيصرخ في زميله المنسي طالبا منه ترك التليفون ومساعدته لإنجاز الأوراق التي صارت في ذمة مسعود رغم أنها تخص الجميع ...
أعصاب منسي المحروم قسرا لا تتحمل الصراخ وها هو يسرع معتذرا لزميله المحترم الأستاذ مسعود قائلا :
أنا آسف يا صاحبي ... بس انت مش عارف ... الدنيا مقلوبة في لبنان ... والبنات عاملة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للزواج بدون مهر ... والهشتاج مولع المنطقة كلها بعنوان ( لبنانيات بدون مهر ) ... وأنت عارف ظروفي ونفسي أدخل دنيا قبل ما أطلع معاش وأنزل الملعب تعبت من دكة العزاب وشدة الأعصاب .
كلمات المنسي الحزينة نزلت على أوتار قلب مسعود بالرحمة والإشفاق فنزعت منه الغضب وقام إلى زميله واحتضنه طالبا منه أن يطلعه على دقائق هذه الحملة الإنسانية"
التفاعل الاجتماعي مع ما يبث في التلفاز ووسائط التواصل الاجتماعي :
وظهر لنا التفاعل الاجتماعي مع ما يبث في التلفازفيما ذكره الأديب خالد همام في قصة "مسعود في أفغانستان " امبارح يا سي مسعود كنت بتفرج على التلفزيون وشفت رجالة طوال أوي و أكتافهم عريضة وليهم دقون كبييييييرة وتحس إني الواحد فيهم زي الأسد والمذيعة المدلعة بتاعتنا بتقول عنهم رجال طالبان... مين دول يا سي مسعود ؟"
وقوله في قصة : مسعود في الهشتاج:" أنا آسف يا صاحبي ... بس انت مش عارف ... الدنيا مقلوبة في لبنان ... والبنات عاملة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للزواج بدون مهر ... والهشتاج مولع المنطقة كلها بعنوان ( لبنانيات بدون مهر ) ... وأنت عارف ظروفي ونفسي أدخل دنيا قبل ما أطلع معاش وأنزل الملعب تعبت من دكة العزاب وشدة الأعصاب
عادة التنقل بين القنوات الفضائية :
ظهرت لنا عادة التنقل بين القنوات الفضائية التلفازفيما ذكره الأديب خالد همام في قصة "مسعود في أفغانستان " وأمسك مسعود بريموت التلفاز وأخذ يقلب في قنواته حتى وصل لإحدى القنوات الغربية الناطقة بالعربية.... ؟"
عادة وظاهرة الحلف بالنبي(صلى الله عليه وسلم ):
ذكر الأديب خالد همام عادة وظاهرة الحلف بالنبي(صلى الله عليه وسلم )في قصة "مسعود في أفغانستان "
سكت مسعود واغرورقت عيناه بالدموع .
اقتربت باتعة من مسعودها ومسحت على صلعته قائلة:
ولا يهمك يا سي مسعود .... والنبي الغالي هتفرج ويمكن ربنا يكرمنا الليلة بعيل شديد يعوض اللي فات.
ظاهرة التعصب في التشجيع الرياضي وما يصاحبها من خلاف ونزاع :
تحدث الأديب خالد همام في قصة " مسعود في النادي" عن ظاهرة التعصب في التشجيع الرياضي وما يصاحبها من خلاف ونزاع حيث يقول :"استيقظ مسعود صباح الخميس من أبريل العجيب على صوت زوجته ( باتعة ) وهي تتشاجر مع جارتها ( أم طارق ) بسبب هزيمة نادي الزمالك من نادي بيراميدز ...
باتعة زملكاوية حتى النخاع و لاترضى أبدا بهزيمة الزمالك العريق وخاصة من ناد حديث على تاريخ الكرة المصرية العظيم !
تملل مسعود في فراشه وهو يردد :
( اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ؛ اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا"
ثم يقول في نفس القصة : مال مسعود على أذن زوجته باتعة هامسا :
طبعا يا باتعة أنتي زملكاوية أصيلة والست أم طارق أهلوية صميمة صح ولا أنا غلطان يا روحي ؟
ردت باتعة في حماس :
ودي عايزة سؤال يا سي مسعود ! طبعا صح واللي ملوش خير في ناديه الكل يشمت فيه ..."
عادة الزغاريد عند الفرحة والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)
وعن عادة الزغاريد عند الفرحة والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول الأديب خالد همام "مسعود في الرئاسة " حيث يقول :
"استيقظ مسعود من نومه المتقطع على صوت ثلاث زغاريد انطلقت من فم باتعة الواسع وكأنها طلقات مدافع يوم العبور العظيم ...
فرك عينيه ليطرد بقايا النعاس ويستفسر عن السبب ...
فردت باتعة والفرحة تغمر وجهها البريء :
اللهم صل ع النبي ... شفت ف الحلم يا سي مسعود إنك داخل من بوابة قصر كبير وماشي على سجادة حمرا و ناس كتير واقفة ع الصفين لحد ما وصلت لكرسي كبيييييييير ....."
وعن كثرة الزغاريد يقول الأديب خالد همام في نفس قصة "مسعود في الرئاسة " :"سمعت باتعة قرارات مسعود المصيرية فانطلقت منها زغرودة أخرى غير شعورية وكأنها رسالة تأييد قائلة :
تسلم دماغك يا سي مسعود ويسلم قلبك اللي شايل هم الغلابة وعيالهم... بس أنا زعلانة منك يا سي مسعود !
رد مسعود :
خير يا باتعة زعلانة ليه داحنا لسه في أول الأحلام ؟"
وظهرت عادة الزغاريد عند سماع نبأ مفرح في قصة مسعود في قلب ماما ... وفيها يقول الأديب / خالد همام :"
في صباح الخميس الأول من يوليو العجيب حمل مسعود بشكيره الأزرق وتوجه للحمام ليبدأ خميسه بنشاط وحماس وفرحة ...
ودوما فرحته مبتورة فالماء غائب عن الحارة بأكملها وسرعان ما أدركته زوجته ( باتعة ) بجركن من الماء المركون للزوم الطبيخ والشاي ...
بلل المسعود جسده المحروم بقليل من الماء في دولة يجري فيها النيل السلسبيل من الجنوب إلى أقصى الشمال ...
وصل مصلحته الحكومية وبدأ يمارس عمله اليومي وإذا برئيس الحي التابعة له الحارة يصل المصلحة لقضاء مصلحة !
تذكر مسعود مشكلة المياه التي تعاني منها الحارة وغيرها من المشاكل المتنوعة ففكر في عرضها على السيد رئيس الحي وقبل انطلاق مسعود في عرض المشاكل اليومية للحارة ابتسم رئيس الحي ورفع نظارته وقال له :
أنا كمسئول بحب أسمع المشاكل من داخل الحدث
واليوم - بإذن الله - هجيلكم الحارة بعد المغرب وأسمع منكم كلكم يا أهل الحارة الطيبين .
فرح مسعود وكاد أن يطير من الفرح بزيارة معاليه للحارة المنسية ومع غروب الشمس جمع كل رجال الحارة في انتظار الزيارة الكريمة ...
وصل موكب سيادته للحارة الضيقة التي عبَرت عن فرحتها النساء بالزغاريد الهادرة التي انطلقت من فم باتعة وكل نساء الحارة ...
فرح سيادته بالاستقبال الشعبي الرائع من الحارة الوطنية الأصيلة وكادت الدموع تنهمر من عينيه الزرقاويتين ووقف يخطب أمام جمهور الحارة قائلا :
يا أهل الحارة الكرام أنتم لستم عقل مصر فقط بل أنتم قلبها ومصر هي الأم الكبرى وأنتم في قلب ماما الكبير وأنتم نور عينيها الواسعتين ..."
عمل الشباب ذوي المؤهلات العليا في أي عمل شريف متاح
تحدث الأديب خالد همام في قصة "مسعود في التموين .." عن الظاهرة الحميدة عمل الشباب ذوي المؤهلات العليا في أي عمل شريف متاح يقول الأديب خالد همام "مسعود في التموين " حيث يقول :
أشرقت شمس الخميس ومسعود يقف في طابور مهيب يحمل بطاقته التموينية الخضراء ليحصل بها على حصته المقررة من الخبز الأسمر الجميل المصنوع من القمح الروسي المبارك ...
بعد وقت لا يعلمه إلا الله وأصحاب الطابور وصل المسعود إلى دوره فسلم البطاقة لشاب وسيم يحمل بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة ويعمل عند صاحب المخبز على ماكينة صرف الخبز ويتقاضى ثلاثين جنيها وعشرين رغيفا طازجا!!
عادة زيارة الجيران وعيادة المريض :
تحدث الأديب خالد همام في قصة "مسعود في الحبشة .." عن عادة زيارة الجيران وعيادة المريض والحزن عليهم لمرضهم حيث يقول :"حل ظلام الخميس الثالث من يوليو العميق وها هو مسعود يتفقد أفراد أسرته الصغيرة وأحوالهم ...
غابت عن المشهد زوجته المخلصة ( باتعة ) فهي تقوم بزيارة لجارتها الست ( فاتن ) المريضة منذ فترة والتي لم تتحسن حالتها الغامضة فهي تعاني من نوبات عصبية تنتابها مساء كل خميس ...
عادت باتعة من زيارتها وكأنما عادت الروح إلى البيت الدافىء الجميل ...
خلعت باتعة عباءتها السوداء ومكثت بحجرتها طويلا حتى بدأ القلق عليها يسيطر على وجدان مسعود ...
دخل مسعود الغرفة فوجد زوجته باكية حزينة على جارتها الشابة ...
تسأل مسعود عن حالة فاتن فردت باتعة :
ربنا يلطف بيها يا سي مسعود !"
عادة التلاقي وجها لوجه في موسم التصحيح
تحدث الأديب/ خالد همام في قصة " مسعود في التصحيح ..." عن
عادة التلاقي وجها لوجه في موسم التصحيح :" أشرقت شمس القاهرة ومسعود يسعى للوصول لإحدى مدارس التعليم الفني للقاء ابن خالته الأستاذ ( سيد بلوظه ) والذي جاء من الدلتا للمشاركة في تصحيح امتحانات شهادات التعليم الفني بالقاهرة"
عادة :التشاور في حل مشكلات الجيران :
ويقول الأديب / خالد همام في قصة :"مسعود في التطعيم ..."
أذنت شمس الخميس على المغيب وها هي المخلصة ( باتعة ) تجلس بين نساء الحارة في مباحثات خاصة للوصول لحل نهائي لمشكلة جارتهم الست ( انشراح ) زوجة الأستاذ ( سيد بطلان ) ناظر إحدى مدارس القاهرة العتيقة ...
والذي جمع زملاءه بالمدرسة وذهب بهم لأحد المراكز الصحية لتلقي تطعيم الوقاية من أحد الفيروسات القاتلة ...
عند هذا الحد وكل المعطيات طيبة وحضارية وتبشر بخير كثير لأهل الحارة الطيبين ...
ولكن الأزمة بدأت تلوح في الأفق عندما صرحت الست انشراح لباتعة بأن زوجها حضرة الناظر منذ أن تلقى التطعيم وهو خارج كل مراكز الخدمة الزوجية!
عندها صرخت باتعة وجمعت كل نساء الحارة للتشاور ..."
الظاهرة الغريبة قتل
عادة اختيار البطيخة وشقها :
فقد تحدث الأديب / خالد همام عن عادة اختيار البطيخة وشقها حيث يقول في قصة" مسعود في البقعة الحمراء ...": جاء الخميس الأوسط من يوليو الساخن وها هو مسعود يجلس مع نفسه منفردا بورقة بيضاء وراتبه الهزيل بين يديه المرتعشتين يحاول مستميتا أن يضبط قواعد الصرف الشهرية جيدا ...
بعد ساعتين من العناء وتسكين الديون المعتادة للبقال والإيجار وفواتير الماء والكهرباء والعلاج و .....
قرر مسعود أن يشتري بالمبلغ المتبقي بطيخة ليدخل على أمه وأبنائه وزوجته الباتعة فرحة الخميس والقبض السعيد ...
دخل مسعود السوق فإذا بأكوام البطيخ كثيرة وممتدة ؛ فرح مسعود بكثرة المعروض من البطيخ مختلف الأحجام ..
همس في أذن أحد الباعة متسائلا :
ما شاء الله رقعتنا الزراعية من البطيخ زادت ولا َ إيه ؟
فأجابه البائع ووجهه يعتصر من الألم :
لا يا أفندي ... كل الحكاية إني مفيش بيع وسوق البطيخ نايم .
طلب مسعود من البائع أن يختار له بطيخة على ضمانته الشخصية فحظه في اختيار البطيخ كحظه في الحياة قليل ؛ اختار البائع بطيخة لمسعود وأراد شقها بسكينه ولكنَ مسعود رفض حتى تكون باتعة أول من يغرس فيها السكين"
عادة تخزين الماء للضرورة :
من العادة الضرورية للتغلب على طوارئ انقطاع الماء فجأة (عادة تخزين الماء للضرورة) وقد تحدث الأديب / خالد همام عنها في قصة " مسعود في قلب ماما" حيث يقول :"في صباح الخميس الأول من يوليو العجيب حمل مسعود بشكيره الأزرق وتوجه للحمام ليبدأ خميسه بنشاط وحماس وفرحة ...
ودوما فرحته مبتورة فالماء غائب عن الحارة بأكملها وسرعان ما أدركته زوجته ( باتعة ) بجركن من الماء المركون للزوم الطبيخ والشاي ..."
ظاهرة قتل الأزواج والزوجات !!
تحدث الأديب / خالد همام عنها في قصة " مسعود في الكيس " عن ظاهرة غريبة عجيبة على مجتمعاتنا، ألا وهي ظاهرة قتل الأزواج والزوجات !!- وهي ظاهرة جديرة بالبحث والدراسة لوضع الإجراءات العملية للحد منها والقضاء عليه - حيث يقول :"استيقظ أهل الحارة من نومهم على صوت سيارة الإسعاف وخلفها سيارة الشرطة ...
فرك مسعود عينيه ووضع نظارته وفتح شباك غرفته ليعلم الخبر ...
الكل يهرول في الحارة ويردد عبارة واحدة :
عفاف قتلت جوزها ... عفاف قتلت جوزها .
وقع الخبر على مسامع مسعود فزلزل كيانه السرمدي وسرعان ما أيقظ مخبره الخاص ليأخذ منه مؤشرات الجريمة الغامضة قائلا :
باتعة .... باتعة ... قومي يا غالية ... بيقولوا عفاف قتلت جوزها... معندكيش تفاصيل عن المصيبة دي ؟.......!
حب مشاهدة مباريات كرة القدم
تحدث الأديب / خالد همام عنها عن عادة حب مشاهدة مباريات كرة القدم في قصة قصة "مسعود في كأس العرب" حيث يقول : جلس مسعود وزوجته الباتعة يشاهدان عن كثب مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في بطولة كأس العرب ٢٠٢١ والمقامة بدولة قطر الشقيقة ...
(1)(صدرت له يوم الخميس التاسع من ديسمبر 2021م) قصة "مسعود في كأس العرب" والفكرة الرئيسة للقصة دارات حول مباراة كرة القدم بين فريق مصر الغالية ،وفريق الجزائر الشقيقة ،والتي استهلها بقوله : جلس مسعود وزوجته الباتعة يشاهدان عن كثب مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في بطولة كأس العرب ٢٠٢١ والمقامة بدولة قطر الشقيقة ...
كنت في مقال سابق دار حول قصص الأديب خالد همام قد وعدت بإعداد دراسة عن الظواهر الاجتماعية والنفسية في قصص الأديب خالد همام ، وها هو الوعد يتم الوفاء به – بفضل الله وتوفيقه- فها هي هذه الدراسة تدور حول الشق الأول من الوعد حيث يتناول الظواهر والعادات الاجتماعية التراثية "الفلكلور الشعبي" والمعاصرة ) في قصص الأديب خالد (الجزء الأول )، وندعو الله أن يوفقنا لإعداد أجزاء هذه الدراسة ،وإعداد الشق الثاني من الوعد " الظواهر النفسية في قصص الأديب خالد همام "، ونقول في استهلال هذا المقال وبالله التوفيق :
إنه ببراعة ومهارة كاتب مثقف اجتماعيا وملم بالعادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية القديمة والعصرية استطاع الأديب خالد همام أن يضمن قصصه العديد من العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية التي شاهدها الكثير منا الايجابي منها على أرض الواقع في الكثير من أريافنا ومدننا وسكانها الطيبين، وكذا العادات ،والظواهر الغريبة التي طفت على السطح مؤخرا ،وهي غريبة كل الغرابة عن طبيعة مجتمعاتنا ما كنا لنسمع بها قط، ولما كان الأديب خالد همام كاتب ارتبط بالحدث فور حدوثه (1)وحرص قلمه على الحديث عنه من خلال الفن القصصي رأيناه يرصد بعدسته يصور لنا كل ما يحدث على أرض الواقع ،فمن أبرز ما يميز قصص الأديب خالد همام التي تدور حول شخصيتين رئيستين (مسعود وباتعة )التي تظهر القصص مدى العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية التي تظهر من خلال سلوكيتهما وتصرفاتهم وأفعالهم .
أسئلة الدراسة :
تحاول هذه الدراسة بيان أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية التي تضمنتها قصص الأديب خالد همام من خلال الإجابة عن السؤال الرئيس التالي :
ما أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام؟ وما شواهدها في هذا القصص؟
ويتفرع من هذا السؤال السؤالان التاليان :
- ما أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام؟ وما شواهدها في هذا القصص؟
- ما شواهد العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام؟
المحور الأول : أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام.
المحور الثاني : ما شواهد العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام؟
وفيما يلي البيان والتفصيل :
المحور الأول : أبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام:
من خلال القراءة والتحليل لقصص الأديب خالد همام يتضح لنا أن الأديب خالد همام أورد في قصصه العديد من العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية من أبرزها :
غلي الكمون لعلاج المغص، دلك الأقدام لتخفيف آلام العظام، زيارة الموتى، تعانق الأصدقاء(بالأحضان ) بعد طول غياب، عرض الحفلات وأفلام الحرب الوطنية يوم السادس من أكتوبر، الإكثار من أكل العدس في فصل الشتاء، ربط الرأس بقطعة قماش سوداء عند الحزن، عادات الأكل والشرب لدى بعض الشعوب، عادة وظاهرة التأخر في الزواج بحجة عدم القدرة المالية، التفاعل الاجتماعي مع ما يبث في التلفاز ووسائط التواصل الاجتماعي، الأعصاب ،عادة التنقل بين القنوات الفضائية ،عادة وظاهرة الحلف بالنبي(صلى الله عليه وسلم ) ظاهرة التعصب في التشجيع الرياضي وما يصاحبها من خلاف ونزاع ، عادة طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول عند الإفطار في الصباح ،عادة ذبح الفراخ التي لا تبيض ، عمل الشباب ذوي المؤهلات العليا في أي عمل شريف متاح ، عادة زيارة الجيران وعيادة المريض والحزن عليهم لمرضهم،
عادة التلاقي وجها لوجه في موسم التصحيح، عادة :التشاور في حل مشكلات الجيران ، عادة :التشاور في حل مشكلات الجيران ،حب مشاهدة مباريات كرة القدم
المحور الثاني : شواهد العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية في قصص الأديب خالد همام :
فيما يلي عرض لأبرز العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والاجتماعية وشواهدها في قصص الأديب خالد همام يتم عرضها على النحو التالي :
غلي الكمون لعلاج المغص :
وفي هذا يقول الأديب خالد همام في مطلع قصة :"مسعود في رحاب المدرسة ... ":" فجر الخميس شعر مسعود بمغص شديد وتردد على الحمام عدة مرات دون جدوى ...
شعرت باتعة بآلام زوجها فقامت على الفور بغلي الكمون وبمجرد شربه لذاك المشروب السحري زال عنه الوجع ".
دلك الأقدام لتخفيف آلام العظام :
وعن وعادة دلك الأقدام لتخفيف آلام العظام وعادة عمل التقلية كل يوم خميس ، :يقول الأديب خالد همام أيضًا في قصة مسعود في حالة رضا ...... :"الليلة ستكون رائعة... فكل مكوناتها جميلة ... مرتب الشهر في جيبي ... وعلبة البسبوسة في يدي ... وتقلية باتعة بالبصل الأحمر والفلفل الحار تنتظرني ... والنكت ستجعل أولادي يضحكون من أعماق قلوبهم ... وسوف أدلك أقدام أمي حتى اخفف من آلام عظامها ...
زيارة الموتى:
وفي هذا يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في اليابان ... ":"
قفزت الفرحة إلى قلب باتعة فاتسعت عيناها الضيقتان مندهشة ومتساءلة :
بجد يا سي مسعود ؟! ممكن نسافر ... طيب إزاي وبكام وأمتى ؟! أحنا يدوب بنروح نزور الميتين كل أول شهر والحمد لله بنرجع تاني بخير وسلامة.
ويقول الأديب خالد همام أيضًا في قصة مسعود في شرطة الآثار ... :"
أشرقت شمس الجمعة الثانية من نوفمبر ومسعود يطوي الأرض في طريقه للمقابر لزيارة والده المتوفي منذ 30 عاما مصطحبا زوجته باتعة"
تعانق الأصدقاء(بالأحضان ) بعد طول غياب :
فمن العادات عادة تعانق الأصدقاء بعد طول غياب، وعادة التعلق الشديد بالأفلام والمسلسلات التي تناقش قضايا اجتماعية ،وظاهرة التبرك ببعض الأشياء التي لا تضر ولا تنفع ،وفي هذا يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الصالة ":"مال عامل الزاوية على مسعود قائلا :
يا استاذ مسعود فيه حجر هناك بركة جبناه من مسجد سيدي بهلول ... اتيمم عليه ... وانجز علشان نلحق مسلسل ( ابوالبنات ) على أم بي سي مصر ... الليلة مصطفى شعبان هيتجوز صفيناز على سنة الله ورسوله .
تبسم مسعود من كلمات وامنيات عامل الزاوية الأعزب وخرج دون صلاة ...
عند خروجه من الزاوية سمع صوتا يناديه من على المقهى ...
التفت لصاحب الصوت فإذا به صديقه اللدود الأستاذ ( مجدي ) معلم التاريخ بالمرحلة الثانوية ..."
تعانق الصديقان طويلا رغم أنف الإجراءات الاحترازية وسأل مسعود صديقه عن أخباره وحاله فمنذ زمن طويل لم يتقابلا"
عرض الحفلات وأفلام الحرب الوطنية يوم السادس من أكتوبر
وعن عرض الحفلات وأفلام الحرب الوطنية يوم السادس من أكتوبر يقول الأديب خالد همام في قصة :"مسعود في العبور ... "
حل الخميس الأول من أكتوبر العظيم وحلت معه كل ذكريات التضحية والعطاء ...
في المساء اجتمعت أسرة مسعود الطيب حول الشاشة الفضية يتابعون حفلات وأفلام حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان سنة ١٩٧٣ ...
باتعة تعشق فيلم ( أغنية على الممر ) فظلت تبحث عنه حتى عثرت عليه في قناة تعيش على الذكريات ...
شخصية الشاويش محمد ذاك الفلاح الذي نهض يحارب المحتل منذ ١٩٥٦ وترك داره وأرضه ليحرر وطنه تعجب باتعة كثيرا ...
ملامح الفنان ( محمود مرسي ) والتي جمعت بين الصرامة الشديدة والحب الغير محدود لجنوده الشباب وحرصه على قهر هجمات العدو الغادر بعزيمة أشد صلابة من الجبال ...
كل هذه الصفات جعلت باتعة تتمنى لو أن كل الرجال يتحلون بتلك السمات ...
لاحظ مسعود مدى اندماج زوجته مع سياق الدراما الواقعية فمازحها قائلا :الخميس ده باين عليه كله مشاعر وطنية يا باتعة !"
الإكثار من أكل العدس في فصل الشتاء :
وعادة الإكثار من أكل العدس في فصل الشتاء ومداومة أكله طوال الأسبوع عند بعض الناس ولبس الكستور وخياطة الملابس القديمة وحياكتها لمواصلة استخدامها عادة تدل على حكمة المرأة المصرية وحسن تدبيرها في إدارة المنزل اقتصاديا ، يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الستر "
هل سيعجبها طبق العدس وهو يتغول ويسود طوال الأسبوع؟!
بل هل يرضيها منظر الحارة وقد شاخت وسقطت أخر أشجارها منذ يناير ...
هل ستحتشم في حارة وتقدر عواطف أهلها ونصف سكانها من المتسربين والمدمنين والمتحرشين والعاطلين ؟!
أم أنها ستكون كالسيجارة التي ستشعل ما بقي من أعواد جافة في الحارة ؟!
فكر مسعود ثم فكر ...
ثم خلع نظارته واستغفر ...
ثم نادى :
إنتي فين يا باتعة ؟!
فردت باتعة بسرعة البرق :
أنا هنا يا سي مسعود ... بحاول أدبر هدوم شتوي للعيال و أعدل شنط المدرسة القديمة وبالمرة أخيط بيجامتك الكاستور"
ربط الرأس بقطعة قماش سوداء عند الحزن:
ومن العادات المنتشرة في بعض القرى : ربط الرأس بقطعة قماش سوداء عند الحزن، ومن العادات الحميدة المشاركة الوجدانية لأصحاب الأفضال علينا ،وعن هذه العادة يقول الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الستر " :
تسلل إلى غرفة النوم ليستطلع الخبر فوجد باتعة وقد ربطت رأسها بقمطة سوداء والدموع تملأ عينيها الضيقتين وأنفها منتفخة حمراء ... شعر مسعود بالخوف على أمه العجوز فقال :
خير يا باتعة ... فيه إيه؟ ... أمي حصلها حاجة ؟
ردت باتعة في حزن :
أمك بخير يا سي مسعود .
تابع مسعود بغرابة :
طيب فيه إيه ؟
أجابت باتعة :
الست هالة ياسي مسعود تعبت من كتر الحمل اللي عليها ووقعت في مكتبها ونقلوها لمستشفى خاصة ... يا عيني عليها وعلى شبابها ... هلكت نفسها علشان تنقذنا من الكورونا وسافرت الصين في عز الأزمة وجابتلنا المصل "
عادات الأكل والشرب لدى بعض الشعوب :
استطاع الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في الستر " أن يسرد العديد من عادات الأكل لدى بعض الشعوب، حيث يقول :
في خضم تلك الغابة من الحسناوات راح يراجع حساباته الأولية في حارته المنسية ...
نعم قد أعد للعروسة غرفة مناسبة بالبيت ولكن هل تلك الغرفة ترضي أحلام شابة قادمة من بيروت ؟!
وهل ستأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وترضى بكل طوارئهم ؟!
هل ستستبدل سلطة الفواكه بحبة برتقال ؟!
هل سترضى أن يحل الماكريل محل الكافيار ؟!
هل سيعجبها طبق العدس وهو يتغول ويسود طوال الأسبوع؟!
بل هل يرضيها منظر الحارة وقد شاخت وسقطت أخر أشجارها منذ يناير ...
هل ستحتشم في حارة وتقدر عواطف أهلها ونصف سكانها من المتسربين والمدمنين والمتحرشين والعاطلين ؟!
أم أنها ستكون كالسيجارة التي ستشعل ما بقي من أعواد جافة في الحارة ؟!
فكر مسعود ثم فكر ...
ثم خلع نظارته واستغفر"
عادة طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول في الصباح
فقد تحدث الأديب خالد همام في قصة :" مسعود في العشَة .... " عن عادة طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول في الصباح
اعتاد مسعود صباح كل خميس فقط أن يجد طبق البيض المقلي بجانب طبق الفول اليومي على طبلية الفطار لسبب لا يعلمه إلا الله ومسعود وزوجته ...
عادة ذبح الفراخ التي لا تبيض :
تحدث الأديب خالد همام عن عادة ذبح الفراخ التي لا تبيض في قصة :" مسعود في العشَة .... "
ولكنه هذا الخميس لم يجد طبق البيض وأخبرته زوجته ( باتعة ) بأنَ الفراخ لا تبيض منذ الخميس الماضي ...
انزعج مسعود من الخبر وهاج وماج وحمل سكينة المطبخ وصعد سلالم البيت العتيق ووصل السطح عاقدا العزم على ذبح كل الفراخ تطبيقا لقانون الطبيعة السرمدي ( الفرخة التي لا تبيض ليس لها إلا الذبح
عادة وظاهرة التأخر في الزواج بحجة عدم القدرة المالية :
تحدث الأديب خالد همام عن عادة وظاهرة التأخر في الزواج بحجة عدم القدرة المالية، كما تحدث عن الظاهرة الاجتماعية التي ظهرت مؤخرا في ظل التطور التقني وكترة ما تنشره وسائط التواصل الاجتماعي ،والتفاعل المجتمعي معها ، حيث يقول في قصة : مسعود في الهشتاج:"
انتصف ظهر الخميس ومازال مسعود قابعا على مكتبه القديم ينجز أعمال مصلحته الحكومية الروتينية من كل شهر إفرنجي ...
يحاول المسعود إنهاء كومة الأوراق الجاثمة على صدره ومكتبه بينما زميله الأستاذ ( منسي ) أشهر الموظفين العزاب بالمصلحة والتي تجاوز عامه الخامس والأربعين دون نكاح شرعي ( زواج ) منهمك في تليفونه الصيني يحملق بعينيه الجاحظتين في شقروات لبنان باحثا عن زوجة المستقبل البعيد ...
لأول مرة يشعل الغيظ أوتار قلب مسعود الرقيقة فيصرخ في زميله المنسي طالبا منه ترك التليفون ومساعدته لإنجاز الأوراق التي صارت في ذمة مسعود رغم أنها تخص الجميع ...
أعصاب منسي المحروم قسرا لا تتحمل الصراخ وها هو يسرع معتذرا لزميله المحترم الأستاذ مسعود قائلا :
أنا آسف يا صاحبي ... بس انت مش عارف ... الدنيا مقلوبة في لبنان ... والبنات عاملة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للزواج بدون مهر ... والهشتاج مولع المنطقة كلها بعنوان ( لبنانيات بدون مهر ) ... وأنت عارف ظروفي ونفسي أدخل دنيا قبل ما أطلع معاش وأنزل الملعب تعبت من دكة العزاب وشدة الأعصاب .
كلمات المنسي الحزينة نزلت على أوتار قلب مسعود بالرحمة والإشفاق فنزعت منه الغضب وقام إلى زميله واحتضنه طالبا منه أن يطلعه على دقائق هذه الحملة الإنسانية"
التفاعل الاجتماعي مع ما يبث في التلفاز ووسائط التواصل الاجتماعي :
وظهر لنا التفاعل الاجتماعي مع ما يبث في التلفازفيما ذكره الأديب خالد همام في قصة "مسعود في أفغانستان " امبارح يا سي مسعود كنت بتفرج على التلفزيون وشفت رجالة طوال أوي و أكتافهم عريضة وليهم دقون كبييييييرة وتحس إني الواحد فيهم زي الأسد والمذيعة المدلعة بتاعتنا بتقول عنهم رجال طالبان... مين دول يا سي مسعود ؟"
وقوله في قصة : مسعود في الهشتاج:" أنا آسف يا صاحبي ... بس انت مش عارف ... الدنيا مقلوبة في لبنان ... والبنات عاملة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للزواج بدون مهر ... والهشتاج مولع المنطقة كلها بعنوان ( لبنانيات بدون مهر ) ... وأنت عارف ظروفي ونفسي أدخل دنيا قبل ما أطلع معاش وأنزل الملعب تعبت من دكة العزاب وشدة الأعصاب
عادة التنقل بين القنوات الفضائية :
ظهرت لنا عادة التنقل بين القنوات الفضائية التلفازفيما ذكره الأديب خالد همام في قصة "مسعود في أفغانستان " وأمسك مسعود بريموت التلفاز وأخذ يقلب في قنواته حتى وصل لإحدى القنوات الغربية الناطقة بالعربية.... ؟"
عادة وظاهرة الحلف بالنبي(صلى الله عليه وسلم ):
ذكر الأديب خالد همام عادة وظاهرة الحلف بالنبي(صلى الله عليه وسلم )في قصة "مسعود في أفغانستان "
سكت مسعود واغرورقت عيناه بالدموع .
اقتربت باتعة من مسعودها ومسحت على صلعته قائلة:
ولا يهمك يا سي مسعود .... والنبي الغالي هتفرج ويمكن ربنا يكرمنا الليلة بعيل شديد يعوض اللي فات.
ظاهرة التعصب في التشجيع الرياضي وما يصاحبها من خلاف ونزاع :
تحدث الأديب خالد همام في قصة " مسعود في النادي" عن ظاهرة التعصب في التشجيع الرياضي وما يصاحبها من خلاف ونزاع حيث يقول :"استيقظ مسعود صباح الخميس من أبريل العجيب على صوت زوجته ( باتعة ) وهي تتشاجر مع جارتها ( أم طارق ) بسبب هزيمة نادي الزمالك من نادي بيراميدز ...
باتعة زملكاوية حتى النخاع و لاترضى أبدا بهزيمة الزمالك العريق وخاصة من ناد حديث على تاريخ الكرة المصرية العظيم !
تملل مسعود في فراشه وهو يردد :
( اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ؛ اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا"
ثم يقول في نفس القصة : مال مسعود على أذن زوجته باتعة هامسا :
طبعا يا باتعة أنتي زملكاوية أصيلة والست أم طارق أهلوية صميمة صح ولا أنا غلطان يا روحي ؟
ردت باتعة في حماس :
ودي عايزة سؤال يا سي مسعود ! طبعا صح واللي ملوش خير في ناديه الكل يشمت فيه ..."
عادة الزغاريد عند الفرحة والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)
وعن عادة الزغاريد عند الفرحة والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول الأديب خالد همام "مسعود في الرئاسة " حيث يقول :
"استيقظ مسعود من نومه المتقطع على صوت ثلاث زغاريد انطلقت من فم باتعة الواسع وكأنها طلقات مدافع يوم العبور العظيم ...
فرك عينيه ليطرد بقايا النعاس ويستفسر عن السبب ...
فردت باتعة والفرحة تغمر وجهها البريء :
اللهم صل ع النبي ... شفت ف الحلم يا سي مسعود إنك داخل من بوابة قصر كبير وماشي على سجادة حمرا و ناس كتير واقفة ع الصفين لحد ما وصلت لكرسي كبيييييييير ....."
وعن كثرة الزغاريد يقول الأديب خالد همام في نفس قصة "مسعود في الرئاسة " :"سمعت باتعة قرارات مسعود المصيرية فانطلقت منها زغرودة أخرى غير شعورية وكأنها رسالة تأييد قائلة :
تسلم دماغك يا سي مسعود ويسلم قلبك اللي شايل هم الغلابة وعيالهم... بس أنا زعلانة منك يا سي مسعود !
رد مسعود :
خير يا باتعة زعلانة ليه داحنا لسه في أول الأحلام ؟"
وظهرت عادة الزغاريد عند سماع نبأ مفرح في قصة مسعود في قلب ماما ... وفيها يقول الأديب / خالد همام :"
في صباح الخميس الأول من يوليو العجيب حمل مسعود بشكيره الأزرق وتوجه للحمام ليبدأ خميسه بنشاط وحماس وفرحة ...
ودوما فرحته مبتورة فالماء غائب عن الحارة بأكملها وسرعان ما أدركته زوجته ( باتعة ) بجركن من الماء المركون للزوم الطبيخ والشاي ...
بلل المسعود جسده المحروم بقليل من الماء في دولة يجري فيها النيل السلسبيل من الجنوب إلى أقصى الشمال ...
وصل مصلحته الحكومية وبدأ يمارس عمله اليومي وإذا برئيس الحي التابعة له الحارة يصل المصلحة لقضاء مصلحة !
تذكر مسعود مشكلة المياه التي تعاني منها الحارة وغيرها من المشاكل المتنوعة ففكر في عرضها على السيد رئيس الحي وقبل انطلاق مسعود في عرض المشاكل اليومية للحارة ابتسم رئيس الحي ورفع نظارته وقال له :
أنا كمسئول بحب أسمع المشاكل من داخل الحدث
واليوم - بإذن الله - هجيلكم الحارة بعد المغرب وأسمع منكم كلكم يا أهل الحارة الطيبين .
فرح مسعود وكاد أن يطير من الفرح بزيارة معاليه للحارة المنسية ومع غروب الشمس جمع كل رجال الحارة في انتظار الزيارة الكريمة ...
وصل موكب سيادته للحارة الضيقة التي عبَرت عن فرحتها النساء بالزغاريد الهادرة التي انطلقت من فم باتعة وكل نساء الحارة ...
فرح سيادته بالاستقبال الشعبي الرائع من الحارة الوطنية الأصيلة وكادت الدموع تنهمر من عينيه الزرقاويتين ووقف يخطب أمام جمهور الحارة قائلا :
يا أهل الحارة الكرام أنتم لستم عقل مصر فقط بل أنتم قلبها ومصر هي الأم الكبرى وأنتم في قلب ماما الكبير وأنتم نور عينيها الواسعتين ..."
عمل الشباب ذوي المؤهلات العليا في أي عمل شريف متاح
تحدث الأديب خالد همام في قصة "مسعود في التموين .." عن الظاهرة الحميدة عمل الشباب ذوي المؤهلات العليا في أي عمل شريف متاح يقول الأديب خالد همام "مسعود في التموين " حيث يقول :
أشرقت شمس الخميس ومسعود يقف في طابور مهيب يحمل بطاقته التموينية الخضراء ليحصل بها على حصته المقررة من الخبز الأسمر الجميل المصنوع من القمح الروسي المبارك ...
بعد وقت لا يعلمه إلا الله وأصحاب الطابور وصل المسعود إلى دوره فسلم البطاقة لشاب وسيم يحمل بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة ويعمل عند صاحب المخبز على ماكينة صرف الخبز ويتقاضى ثلاثين جنيها وعشرين رغيفا طازجا!!
عادة زيارة الجيران وعيادة المريض :
تحدث الأديب خالد همام في قصة "مسعود في الحبشة .." عن عادة زيارة الجيران وعيادة المريض والحزن عليهم لمرضهم حيث يقول :"حل ظلام الخميس الثالث من يوليو العميق وها هو مسعود يتفقد أفراد أسرته الصغيرة وأحوالهم ...
غابت عن المشهد زوجته المخلصة ( باتعة ) فهي تقوم بزيارة لجارتها الست ( فاتن ) المريضة منذ فترة والتي لم تتحسن حالتها الغامضة فهي تعاني من نوبات عصبية تنتابها مساء كل خميس ...
عادت باتعة من زيارتها وكأنما عادت الروح إلى البيت الدافىء الجميل ...
خلعت باتعة عباءتها السوداء ومكثت بحجرتها طويلا حتى بدأ القلق عليها يسيطر على وجدان مسعود ...
دخل مسعود الغرفة فوجد زوجته باكية حزينة على جارتها الشابة ...
تسأل مسعود عن حالة فاتن فردت باتعة :
ربنا يلطف بيها يا سي مسعود !"
عادة التلاقي وجها لوجه في موسم التصحيح
تحدث الأديب/ خالد همام في قصة " مسعود في التصحيح ..." عن
عادة التلاقي وجها لوجه في موسم التصحيح :" أشرقت شمس القاهرة ومسعود يسعى للوصول لإحدى مدارس التعليم الفني للقاء ابن خالته الأستاذ ( سيد بلوظه ) والذي جاء من الدلتا للمشاركة في تصحيح امتحانات شهادات التعليم الفني بالقاهرة"
عادة :التشاور في حل مشكلات الجيران :
ويقول الأديب / خالد همام في قصة :"مسعود في التطعيم ..."
أذنت شمس الخميس على المغيب وها هي المخلصة ( باتعة ) تجلس بين نساء الحارة في مباحثات خاصة للوصول لحل نهائي لمشكلة جارتهم الست ( انشراح ) زوجة الأستاذ ( سيد بطلان ) ناظر إحدى مدارس القاهرة العتيقة ...
والذي جمع زملاءه بالمدرسة وذهب بهم لأحد المراكز الصحية لتلقي تطعيم الوقاية من أحد الفيروسات القاتلة ...
عند هذا الحد وكل المعطيات طيبة وحضارية وتبشر بخير كثير لأهل الحارة الطيبين ...
ولكن الأزمة بدأت تلوح في الأفق عندما صرحت الست انشراح لباتعة بأن زوجها حضرة الناظر منذ أن تلقى التطعيم وهو خارج كل مراكز الخدمة الزوجية!
عندها صرخت باتعة وجمعت كل نساء الحارة للتشاور ..."
الظاهرة الغريبة قتل
عادة اختيار البطيخة وشقها :
فقد تحدث الأديب / خالد همام عن عادة اختيار البطيخة وشقها حيث يقول في قصة" مسعود في البقعة الحمراء ...": جاء الخميس الأوسط من يوليو الساخن وها هو مسعود يجلس مع نفسه منفردا بورقة بيضاء وراتبه الهزيل بين يديه المرتعشتين يحاول مستميتا أن يضبط قواعد الصرف الشهرية جيدا ...
بعد ساعتين من العناء وتسكين الديون المعتادة للبقال والإيجار وفواتير الماء والكهرباء والعلاج و .....
قرر مسعود أن يشتري بالمبلغ المتبقي بطيخة ليدخل على أمه وأبنائه وزوجته الباتعة فرحة الخميس والقبض السعيد ...
دخل مسعود السوق فإذا بأكوام البطيخ كثيرة وممتدة ؛ فرح مسعود بكثرة المعروض من البطيخ مختلف الأحجام ..
همس في أذن أحد الباعة متسائلا :
ما شاء الله رقعتنا الزراعية من البطيخ زادت ولا َ إيه ؟
فأجابه البائع ووجهه يعتصر من الألم :
لا يا أفندي ... كل الحكاية إني مفيش بيع وسوق البطيخ نايم .
طلب مسعود من البائع أن يختار له بطيخة على ضمانته الشخصية فحظه في اختيار البطيخ كحظه في الحياة قليل ؛ اختار البائع بطيخة لمسعود وأراد شقها بسكينه ولكنَ مسعود رفض حتى تكون باتعة أول من يغرس فيها السكين"
عادة تخزين الماء للضرورة :
من العادة الضرورية للتغلب على طوارئ انقطاع الماء فجأة (عادة تخزين الماء للضرورة) وقد تحدث الأديب / خالد همام عنها في قصة " مسعود في قلب ماما" حيث يقول :"في صباح الخميس الأول من يوليو العجيب حمل مسعود بشكيره الأزرق وتوجه للحمام ليبدأ خميسه بنشاط وحماس وفرحة ...
ودوما فرحته مبتورة فالماء غائب عن الحارة بأكملها وسرعان ما أدركته زوجته ( باتعة ) بجركن من الماء المركون للزوم الطبيخ والشاي ..."
ظاهرة قتل الأزواج والزوجات !!
تحدث الأديب / خالد همام عنها في قصة " مسعود في الكيس " عن ظاهرة غريبة عجيبة على مجتمعاتنا، ألا وهي ظاهرة قتل الأزواج والزوجات !!- وهي ظاهرة جديرة بالبحث والدراسة لوضع الإجراءات العملية للحد منها والقضاء عليه - حيث يقول :"استيقظ أهل الحارة من نومهم على صوت سيارة الإسعاف وخلفها سيارة الشرطة ...
فرك مسعود عينيه ووضع نظارته وفتح شباك غرفته ليعلم الخبر ...
الكل يهرول في الحارة ويردد عبارة واحدة :
عفاف قتلت جوزها ... عفاف قتلت جوزها .
وقع الخبر على مسامع مسعود فزلزل كيانه السرمدي وسرعان ما أيقظ مخبره الخاص ليأخذ منه مؤشرات الجريمة الغامضة قائلا :
باتعة .... باتعة ... قومي يا غالية ... بيقولوا عفاف قتلت جوزها... معندكيش تفاصيل عن المصيبة دي ؟.......!
حب مشاهدة مباريات كرة القدم
تحدث الأديب / خالد همام عنها عن عادة حب مشاهدة مباريات كرة القدم في قصة قصة "مسعود في كأس العرب" حيث يقول : جلس مسعود وزوجته الباتعة يشاهدان عن كثب مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في بطولة كأس العرب ٢٠٢١ والمقامة بدولة قطر الشقيقة ...
(1)(صدرت له يوم الخميس التاسع من ديسمبر 2021م) قصة "مسعود في كأس العرب" والفكرة الرئيسة للقصة دارات حول مباراة كرة القدم بين فريق مصر الغالية ،وفريق الجزائر الشقيقة ،والتي استهلها بقوله : جلس مسعود وزوجته الباتعة يشاهدان عن كثب مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في بطولة كأس العرب ٢٠٢١ والمقامة بدولة قطر الشقيقة ...