شاعر فرنسي أثرت أعماله على الفن السريالي.
ولد آرثر رامبو في شارلفيل بفرنسا في عام 1854. بدأ بكتابة الشعر بسن السادسة عشرة، وتميزت كتاباته الأولى بطابع العنف. اتبع مبدأ جمالياً يقول بأن على الشاعر أن يكون رائياً، ويتخلص من القيود الضوابط الشخصية، وبالتالي يصبح الشاعر أداة لصوت الأبدية. دعاه بول فرلين للمجيء إلى باريس، الذي كانت تربطه علاقة مثلي به. لعل أبرز قصائده "قارب السكارى" (عام 1871) التي تحتوي براعة في اختيار الألفاظ والصور الفنية والاستعارات. بين عامي 1872 و 1874 كتب "الاشراقات" (بالفرنسية: Les Illuminations)، وهي مجموعة من القصائد النثرية حاول فيها عدم التمييز بين الواقع والهلوسة. في عام 1873 كتب قصيدة أخرى وهي "فصل في الجحيم" استبدل فيها المقاطع النثرية بكلمات مميزة، وكانت آخر أعماله الشعرية بعد أن بلغ من العمر 19 عاماً.
في يوليو 1873 وفي حالة من السكر أطلق بول فرلين على رامبو رصاصتين، مما تسبب في إصابته بجروح في المعصم. بعد اعتزاله الأدب، قرر رامبو في عام 1875 السفر إلى إثيوبيا والعمل كتاجر. توفي في مارسيليا بفرنسا في العام 1891 بعد أن بترت ساقه.
إحساس
في زرقة أمسيات الصيف ؛
وعبر الدروب الوعرة،
سأمضي مستسلماً لحفيف السنابل..
أطأ العشب الندي:
وحالماً سأشعر بالرطوبة في أقدامي
سأترك الريح تغمر رأسي العاري،
لن أتحدث ولن أفكِّر:
إنما سيرتقي الحب المطلق في روحي
وأرحل ـ في الطبيعة ـ بعيداً مثل بوهيمي
سعيد وكأنني مع امرأة ..
*
ترجمة : نضال نجار
=======
خاتمة
اليمامات الراجفة في المرج،
والطّريدة الراكضة المبصرة في الظلام،
ودواب الماء، الحيوان المستعبد،
وأبسط الفراشات!... ظماء هي أيضاً.
لكن أن نذوب حيثما ذابت هذه الغمامة التي هي بلا دليل،
ـ آه، محظية بكل ما هو نديّ!
أن نلفظ أنفاسنا الأخيرة وسط هذا البنفسج الرطيب
الذي يُداهم فجره هذه الغابات؟
=======
بربري
بعدَ الأيّام، الفُصولِ، الكائناتِ، والأقطارِ بوقتٍ طويل، رايةٌ من اللحم الدامي على حرير البحارِ والورود القطبيّة (إنّها غير موجودة).
بارئاً من عَجيج البطولات العتيق – الذي ما زال يهاجمُ القلبَ والرأس – بمنأىً عن السفّاحين العتاق.
أَوه! رايةٌ من اللحم الدامي على حرير البحار والورود القطبيّة؛ (إنّها غير موجودة).
يا للّذائذ!
مجامرُ تمطرُ زخّاتِ صقيعٍ أبيض – يا للّذائذ! - تلك الحرائق في مطر الرّيح الماسيّة يقذفها قلبُ الأرض المتفحّم من أجلنا إلى الأبد – أيّها العالم!
(بعيداً عن التقهقرات القديمة والشُعَل القديمة التي يسمعها، التي يُحسّها الواحد)
مجامرُ وزَبد. موسيقى، تطوّحاتُ المهاوي واصطدام ذؤابات الثلج تلقاءَ النجوم.
يا للّذائذ، يا عالم، يا موسيقى! وهنا، الأشكال، العَرَق، العيون والشعر الطويل، تطفو. ودموع بيضاء تغلي – يا للّذائذ!- والصوت الأنثويّ النازل إلى قاع البراكين والمغاور القطبيّة.
الراية...
*
ترجمة عبدالقادر الجنابي