صدرت للمفكر العراقي الزاهد هادي العلوي (1933ـ 1998) عدد كبير من كتابات ومؤلفات لابحاث ودراسات فكرية٬ شغلت جانبا مهما من متونها مرتكزات عن الذات كمنتج لثقافة الفضيلة٬ موزعة على المقدمات وخواتم نقدياتها٬ وهي فصول لمراحل تاريخية في التراث٬ يدور معظمها حول البحث عن الذات الإنسانية وسبيلها في الفكر العربي الاسلامي في صورها الفلسفية والصوفية؛ ثقافة الفضيلة الفردية والعضوية التاريخية٬ الوجود العضوي العمراني لثقافة الفضيلة٬ وحول جملة من المفاهيم والقضايا المتصلة بمفهوم الثقافة وثقافة الفضيلة٬ كالعقل والحق والعدل والدين والوجود والماهية٬ مؤلفا بثقافة التراث ثقافة الفضيلة كـ"ذات"٬ مكتسحا إشكالية ثقافة الفضيلة في التراث معظم سفوح جغرافية كتاباته٬ فإن بقيت٬ في نظرنا٬ محكومة بهاجس٬ أو إشكالية الراهنية كغيرها من مواقف وآراء عدته الفكرية٬ ناتج معرفي. ويتجلى هذا الهاجس في أعتبار عرض إشكالية ثقافة الفضيلة في هذا التراث ليس سوى تمهيد للنظر إليه من جانب الحداثة وامتدادتها لما بعدها٬ وذلك في أفق إعادة بناء ثقافة الفضيلة للذات العربية المعاصرة٬ كثقافة فضيلة "ذاتوية" مأزومة وفاقدة لنفسها ولاستقلالها ولفاعليتها لصالح غيرها٬ في مختلف اطيافها؛ القبلية/التراثية٬ والحديثة٬ والمعاصرة٬ وعلى تعدد المستويات التنظيمية؛ الثقافية٬ والاجتماعية٬ والاقتصادية والسياسية٬ وهي إعادة بناء تنطلق من مجموعة من الاحتماليات التأويلية المتخيلة٬ أخضعها وأستنظمها لمؤلفاته بحثا شاقا وتنقيبا ممتحنا ودراسات وافية نافعة. نتلمس أهميتها وتعقلنها مؤطرة في معظم ابحاثه. وأخص ما تلمسته شخصا٬ إن شئتم.
ـ الاحتمالية الأولى: هناك تطور ونماء حصل لثقافة الفضيلة بشريا عبر عن خلجاته في تطور محتوى إشكالية ثقافة الفضيلة عبر تاريخ الفلسفة الشيء الذي ولد ما يعنيه الإشكال في الفكر الاسلامي٬ بما هو إشكال عن مضمون ودلالة لمعنى الإنسان٬ مهما بدا لنا سؤالا حديثا يسعى تحديد ماهية أو جوهر الإنسان كفرد٬ كما كان الحال مثلا مع كانط أو هيغل أو ديكارت..الخ٬ فهو مع ذلك ليس إشكال أحادي تبسيطي قديم أو جديد٬ بل فهو قديم لأن سعي مجرى الفلسفة بأشملها تقريبا هو معرفة مكانة ثقافة الفضيلة في الذات البشرية في الكون ودلالتها٬ وهنا تصور أخلاقيات الخلق للذات البشرية ومعناها٬ وهو إشكال إستفهامي محنوي٬ شاق٬ جديد لأنه لم يكن مطرقا في الماضي بنفس الصيغة الذي سيطرح معان به مع الفلسفة الحديثة٬ أو٬ المابعدها.
ـ الاحتماليه الثانية: إن "ثقافة الفضيلة" العربية تمارس محنة مركبة لأنها مغلولة؛ أي مستلبة لحرية تشغيلها لعقلها٬ كما أن بناءها مستوظفا٬ وولاءها ممتهن توزيعها بأسلوبية ممزقة بين استطراف التراث من جهة والمعاصرة من جهة أخرى. من هنا فإن إشكالية ثقافة الفضيلة٬ الذي هو في كنهها إشكالية ثقافة التحرر والحرية٬ ستتأشكل روابطه لدى الإنسان العربي المعاصر بشعور اللاتوازن أو باسخفاف وانتقاصه٬ ما يحفز سهولة لفظه خارجا من عقدة الجودة والكمال الموهوم٬ و عليه نجده مهلهل الطموح في آفاقه٬ كسولا٬ ملولا٬ مما تعكس طبائعيته المستفرغة٬ التي لا تستمكن اقتداره دورة الاستكمال الطبيعي بما لا تملكه ثقافة الفضيلة تأنس ذاته.
وهنا٬ تتقاطع هاتان الاحتماليتان في الصميم مع أحتمالية جوهرية قوامها النظر إلى روابط إشكالية ثقافة الفضيلة بمحمول الذات في التراث بإشكالية ثقافة الفضيلة بمحمولها في الحداثة و المابعدها٬ التي تؤلف عنده كعلاقة برزخية٬ أي وشائج لا تعتمد على التنافر القطعي٬ وإنما على الوصل والفصل. فتشكل نظرته لثقافة الفضيلة بعلاقة مركبة بين التراث٬ والحداثة٬ والما بعد حداثة٬ رغم تناظرها في تأملات لثقافة الفضيلة في بنية الذات٬ فإنها تنسج معا المسعى لتكون السياقات مفتوحة بينهما٬ حيث تدعو جميعها المساهمة في تصميمات إعادة ثقافة الفضيلة نحو تشييد الذات العربية لتتمكن من سعيها المشاركة في نمو وتطوير إنسية التنوير والانفتاح على الآخر ضمن مشروع حداثوي معطى.
بمعنى٬ أن هذه الاحتمالات عمل عليها المفكر هادي العلوي٬ واستمثلت أجراءاتها أنطلاقا من إستدامة معالجته لثلاثة أشكاليات٬ لما تمت متابعتي له حولها من منظور ثقافة الفضيلة٬ إن شئتم.
أولها: كيف تمكن ثقافة الفضيلة حول الذات في علاقتها بحزمة من المفاهيم المتعلقة بها كـ(الماهية٬ والجوهر٬ والوجود٬ والهوية...
ثانيا: ما يتصف بمدى آهلية إشكال الذات كمنتج ثقافة الفضيلة٬ ومشروعية إشكالاتها وهي تتلقى ثقافة تواجه الحداثة٬ واستلاب مقدرات الحرية٬ وامتعاضها من الديمقراطية٬ ونفورها من الفردانية؛ حالة الثقافة العربية الاسلامية.
وثالثا: ما يتصف بارتباطات آهلية إشكالية البحث عن الذات كمنتج للفضيلة في ظل عصر تفكيك الذات والإشهار عن اخمادها حداثيا٬ وموتها تحت ضغوط ثقافة ما بعد الحداثة؟.
لو سلمنا جدلا بأن هذه الإشكاليات التي شغلت مفكرنا الكبير هادي العلوي. حسنا٬ ما هو المنهج المعتمد في رؤيته التطبيقية؟. سنحاول في حلقة قادمة اتمام الاجابة عنه.
ـ الاحتمالية الأولى: هناك تطور ونماء حصل لثقافة الفضيلة بشريا عبر عن خلجاته في تطور محتوى إشكالية ثقافة الفضيلة عبر تاريخ الفلسفة الشيء الذي ولد ما يعنيه الإشكال في الفكر الاسلامي٬ بما هو إشكال عن مضمون ودلالة لمعنى الإنسان٬ مهما بدا لنا سؤالا حديثا يسعى تحديد ماهية أو جوهر الإنسان كفرد٬ كما كان الحال مثلا مع كانط أو هيغل أو ديكارت..الخ٬ فهو مع ذلك ليس إشكال أحادي تبسيطي قديم أو جديد٬ بل فهو قديم لأن سعي مجرى الفلسفة بأشملها تقريبا هو معرفة مكانة ثقافة الفضيلة في الذات البشرية في الكون ودلالتها٬ وهنا تصور أخلاقيات الخلق للذات البشرية ومعناها٬ وهو إشكال إستفهامي محنوي٬ شاق٬ جديد لأنه لم يكن مطرقا في الماضي بنفس الصيغة الذي سيطرح معان به مع الفلسفة الحديثة٬ أو٬ المابعدها.
ـ الاحتماليه الثانية: إن "ثقافة الفضيلة" العربية تمارس محنة مركبة لأنها مغلولة؛ أي مستلبة لحرية تشغيلها لعقلها٬ كما أن بناءها مستوظفا٬ وولاءها ممتهن توزيعها بأسلوبية ممزقة بين استطراف التراث من جهة والمعاصرة من جهة أخرى. من هنا فإن إشكالية ثقافة الفضيلة٬ الذي هو في كنهها إشكالية ثقافة التحرر والحرية٬ ستتأشكل روابطه لدى الإنسان العربي المعاصر بشعور اللاتوازن أو باسخفاف وانتقاصه٬ ما يحفز سهولة لفظه خارجا من عقدة الجودة والكمال الموهوم٬ و عليه نجده مهلهل الطموح في آفاقه٬ كسولا٬ ملولا٬ مما تعكس طبائعيته المستفرغة٬ التي لا تستمكن اقتداره دورة الاستكمال الطبيعي بما لا تملكه ثقافة الفضيلة تأنس ذاته.
وهنا٬ تتقاطع هاتان الاحتماليتان في الصميم مع أحتمالية جوهرية قوامها النظر إلى روابط إشكالية ثقافة الفضيلة بمحمول الذات في التراث بإشكالية ثقافة الفضيلة بمحمولها في الحداثة و المابعدها٬ التي تؤلف عنده كعلاقة برزخية٬ أي وشائج لا تعتمد على التنافر القطعي٬ وإنما على الوصل والفصل. فتشكل نظرته لثقافة الفضيلة بعلاقة مركبة بين التراث٬ والحداثة٬ والما بعد حداثة٬ رغم تناظرها في تأملات لثقافة الفضيلة في بنية الذات٬ فإنها تنسج معا المسعى لتكون السياقات مفتوحة بينهما٬ حيث تدعو جميعها المساهمة في تصميمات إعادة ثقافة الفضيلة نحو تشييد الذات العربية لتتمكن من سعيها المشاركة في نمو وتطوير إنسية التنوير والانفتاح على الآخر ضمن مشروع حداثوي معطى.
بمعنى٬ أن هذه الاحتمالات عمل عليها المفكر هادي العلوي٬ واستمثلت أجراءاتها أنطلاقا من إستدامة معالجته لثلاثة أشكاليات٬ لما تمت متابعتي له حولها من منظور ثقافة الفضيلة٬ إن شئتم.
أولها: كيف تمكن ثقافة الفضيلة حول الذات في علاقتها بحزمة من المفاهيم المتعلقة بها كـ(الماهية٬ والجوهر٬ والوجود٬ والهوية...
ثانيا: ما يتصف بمدى آهلية إشكال الذات كمنتج ثقافة الفضيلة٬ ومشروعية إشكالاتها وهي تتلقى ثقافة تواجه الحداثة٬ واستلاب مقدرات الحرية٬ وامتعاضها من الديمقراطية٬ ونفورها من الفردانية؛ حالة الثقافة العربية الاسلامية.
وثالثا: ما يتصف بارتباطات آهلية إشكالية البحث عن الذات كمنتج للفضيلة في ظل عصر تفكيك الذات والإشهار عن اخمادها حداثيا٬ وموتها تحت ضغوط ثقافة ما بعد الحداثة؟.
لو سلمنا جدلا بأن هذه الإشكاليات التي شغلت مفكرنا الكبير هادي العلوي. حسنا٬ ما هو المنهج المعتمد في رؤيته التطبيقية؟. سنحاول في حلقة قادمة اتمام الاجابة عنه.