مرثية للصديق عدنان طعمه
أمي تلتقط أنفاسها ,نسبة الاوكسجين في دمها40 % في هبوط , ننتظر موت أحدهم للحصول على جهاز ضغط الاوكسجين .المستشفى في حالة فوضى لكثرة الاصابات وقلة الكادر والخدمات ,الحالات الحرجة في تزايد وتسجل وفيات بين الفينة والاخرى.
- اجلب لها جهاز تنفس فورا : قال الطبيب الخفر موجها كلامه لي.
تصورت ان الحصول على الجهاز عملا يسيرا وفوجئت وانا اسعى بين طوابق المستشفى بعدم توفره لكثرة الحالات الحرجة.
همس لي أحدهم بأن أنتظر لحين يتوفى أحد المصابين.
والدتي تلتقط أنفاسها كالغريق وسط لجة عميقة في البحر.
هرعت مسرعا للطابق الثاني عندما توفى أحد المصابين واكتشفت أن هناك من سبقني بالانتظار على راس المريض لينقض على الجهاز حال موته.
الفجر طلع ولما تطلع الشمس ,حصلت على جهاز ضغط الاوكسجين ولحقت أمي بأنفاسها الاخيرة , بعد ساعة نفد الاوكسجين من القنينة وتعطل منظم الاسطوانة وبدأت رحلة البحث عمن يصلحه .
- موشغلي : قال الطبيب
- موشغلي : قال الممرض
- موشغلي : قالت الممرضة
أشتكيت أمري للمعاون الاداري , رد علي بكل استخفاف : أنت وين عايش بفرنسا؟؟؟
وكأننا في يوم المحشر من كثرة المصابين بفيروس كورونا وكوادر المستشفى لا يعرفون ماذا يفعلون وكيف يتصرفون .
الاسرة ممتلئة في كل الردهات , والموت الكوروني الاسود يخطف الارواح كل ساعة بلا تأخير,
وسط غياب الرقابة والتنظيم وقلة الاجهزة والخدمات الفندقية وازدحام الطوابق بالمصابين والمرافقين .
كانت أعداد المصابين تفوق التقارير المعلنة ب15 ضعفا .
وأخبرتني الطبيبة المقيمة ان نسبة أوكسجين والدتي 40% واذا لم نلحقها بجناح السرعة سوف تموت .
أرعبني وضع أمي الصحي وحملتها الى الطابق الثاني ,وجدت سرير ا في ردهة الرجال لرجل مصاب فارق الحياة للتو, وبينما أنا أسير دوامة القلق والخوف والتنقل بين الطوابق طلبا للمساعدة , عدت لأجد والدتي قد فارقت الحياة وبدل أن اسمع من يعزيني رأيت اياد ممدودة تتوسلني ان اعطيها جهاز التنفس وقنينة الاوكسجين .
استأجرت سيارة ,عائدا للديار بجنازة أمي, ضحية الفساد السياسي الذي دمر البلاد وحول المستشفيات مقابرا لطالبي الصحة والشفاء .
الناصرية -2021
أمي تلتقط أنفاسها ,نسبة الاوكسجين في دمها40 % في هبوط , ننتظر موت أحدهم للحصول على جهاز ضغط الاوكسجين .المستشفى في حالة فوضى لكثرة الاصابات وقلة الكادر والخدمات ,الحالات الحرجة في تزايد وتسجل وفيات بين الفينة والاخرى.
- اجلب لها جهاز تنفس فورا : قال الطبيب الخفر موجها كلامه لي.
تصورت ان الحصول على الجهاز عملا يسيرا وفوجئت وانا اسعى بين طوابق المستشفى بعدم توفره لكثرة الحالات الحرجة.
همس لي أحدهم بأن أنتظر لحين يتوفى أحد المصابين.
والدتي تلتقط أنفاسها كالغريق وسط لجة عميقة في البحر.
هرعت مسرعا للطابق الثاني عندما توفى أحد المصابين واكتشفت أن هناك من سبقني بالانتظار على راس المريض لينقض على الجهاز حال موته.
الفجر طلع ولما تطلع الشمس ,حصلت على جهاز ضغط الاوكسجين ولحقت أمي بأنفاسها الاخيرة , بعد ساعة نفد الاوكسجين من القنينة وتعطل منظم الاسطوانة وبدأت رحلة البحث عمن يصلحه .
- موشغلي : قال الطبيب
- موشغلي : قال الممرض
- موشغلي : قالت الممرضة
أشتكيت أمري للمعاون الاداري , رد علي بكل استخفاف : أنت وين عايش بفرنسا؟؟؟
وكأننا في يوم المحشر من كثرة المصابين بفيروس كورونا وكوادر المستشفى لا يعرفون ماذا يفعلون وكيف يتصرفون .
الاسرة ممتلئة في كل الردهات , والموت الكوروني الاسود يخطف الارواح كل ساعة بلا تأخير,
وسط غياب الرقابة والتنظيم وقلة الاجهزة والخدمات الفندقية وازدحام الطوابق بالمصابين والمرافقين .
كانت أعداد المصابين تفوق التقارير المعلنة ب15 ضعفا .
وأخبرتني الطبيبة المقيمة ان نسبة أوكسجين والدتي 40% واذا لم نلحقها بجناح السرعة سوف تموت .
أرعبني وضع أمي الصحي وحملتها الى الطابق الثاني ,وجدت سرير ا في ردهة الرجال لرجل مصاب فارق الحياة للتو, وبينما أنا أسير دوامة القلق والخوف والتنقل بين الطوابق طلبا للمساعدة , عدت لأجد والدتي قد فارقت الحياة وبدل أن اسمع من يعزيني رأيت اياد ممدودة تتوسلني ان اعطيها جهاز التنفس وقنينة الاوكسجين .
استأجرت سيارة ,عائدا للديار بجنازة أمي, ضحية الفساد السياسي الذي دمر البلاد وحول المستشفيات مقابرا لطالبي الصحة والشفاء .
الناصرية -2021