إبراهيم بن عبدالفتاح داود طوقان.
ولد في مدينة نابلس(الضفة الغربية - فلسطين)، وتوفي بالقدس.
عاش في فلسطين، ولبنان، والعراق.
تلقى تعليمه الابتدائي في نابلس، والثانوي في القدس (مدرسة المطران) وفي عام 1923 التحق بالدائرة العربية بالجامعة الأمريكية ببيروت، ليتخرج فيها عام 1929 (بين الالتحاق والتخرج فترة انقطاع بسبب المرض).
لقبته الصحافة اللبنانية، وهو لا يزال طالبًا: شاعر الجامعة.
عمل مدرساً بنابلس لمدة عام واحد، عاد بعده إلى بيروت مدرساً للغة والأدب بالدائرة العربية بالجامعة الأمريكية التي تخرج فيها، بعد عامين عاد إلى القدس مدرساً بالمدرسة الرشيدية الثانوية، كما أشرف على مصنع صابون (في نابلس) يملكه أبوه وعمه. وعندما تأسست إذاعة القدس عام 1936 عين مديراً للقسم العربي فيها، غير أنه أقيل من عمله هذا بعد أربع سنوات لمعاداته بريطانيا والصهيونية. غادر وطنه للعمل مدرساً بالعراق، فلم يحتمل عناء الرحلة وقسوة العمل وشدة الطقس، انهارت صحته،
فعاد إلى نابلس ليواجه النهاية في مستشفى القدس.
كان له نشاط (أدبي) واسع شمل الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية، أينما حل.
الإنتاج الشعري:
- طبع ديوان إبراهيم في بيروت 1955، وطبعته دار القدس، ببيروت عام 1974 متدرجاً حسب السياق الزمني، وطبعته دار العودة، ببيروت فاختارت من قصائده وأعادت تقسيمه حسب الأغراض، وطبعته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2003 كاملاً، وقد جمع ما أغفلته الطبعات السابقة.
الأعمال الأخرى:
- لإبراهيم طوقان بعض القطع المكتوبة بالعامية بقصد الغناء أو المداعبة، وله رسائل موجهة إلى شقيقته الشاعرة فدوى طوقان تدور في محور الشعر وتعليمه ونقده، فضلاً عن مقالات صحفية.. وقد تضمنها جميعاً كتاب المتوكل طه.
يعد إبراهيم طوقان أبرز شاعر فلسطيني في النصف الأول من القرن العشرين، إذ حقق شخصية فنية مكتملة، وتجاوز بالشعر الفلسطيني حدود المكان، وحرر القصيدة من الغايات النفعية لتكون تشكيلاً جمالياً خالصاً، مع الحرص على موسيقا الخليل وزنًا وقافية، كما نظم الموشح، والنشيد، والمزدوج، ونظم عشرين قصيدة كل قصيدة في سبعة أبيات، تنتظم فكرة واحدة أو مشهداً واحداً. وقد لاحظ إحسان عباس من خلال تتبع زمني متدرج أن الدراسة التطورية تفيد «أن شعر إبراهيم بلغ ثلاث ذرى متعاقبة: ذروة الحب، وذروة الشهوة، وذروة المشكلة الوطنية. لقد كانت هذه التيارات متجاورة في نفسه».
مصادر الدراسة:
1 - إحسان عباس: فصول حول الحياة الثقافية والعمرانية في فلسطين - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت1993.
2 - زكي المحاسني: إبراهيم طوقان شاعر الوطن المغصوب - دار الفكر العربي - القاهرة 1956.
3 - عبداللطيف شرارة: إبراهيم طوقان - دار صادر، دار بيروت - بيروت 1964.
4 - عمر فروخ: شاعران معاصران ،( إبراهيم طوقان، وأبو القاسم الشابي) المكتبة العلمية ومطبعتها - بيروت 1954.
5 - فدوى طوقان: أخي إبراهيم - المكتبة العصرية - بيروت 1946.
6 - كامل السوافيري: الشعر العربي الحديث في مأساة فلسطين من سنة (1917 - 1955) - مطبعة نهضة مصر - القاهرة 1964.
7 - محمــد حســـن عبدالله: إبراهيم طوقان، حياته ودراسة فنية في شعره - مؤسسة جائزة عبدالعزيز ســعود البابطين للإبداع الشعري - الكويت 2002.
8 - ناصر الدين الأسد: محاضرات في الشعر الحديث في فلسطين والأردن - معهد الدراسات العربية العالية - القاهرة 1966.
9 - وليد صادق وسعيد جرار: إبراهيــم طـــوقـــــان - دراســــــة فــــــي شعـــره - دار اللوتس - عمان1992.
غريرة في المكتبة
وَغَرِيـرَةٍ في المَكْتَبَــهْ = بِجَمَالِـهَا مُتَنَقِّـبَهْ
جَلَسَتْ لِتَقْرَأَ أَوْ لِتَكْـ = ـتُبَ مَا المُعَلِّـمُ رَتَّبَـهْ
وَحَبَسْـتُ حَتَّى لا أُرَى = أَنْفَاسِـيَ المُتَلَهِّبَـهْ
رَاقَبْتُهَا فَشَهِـدْتُ أَنَّ = اللهَ أَجْزَلَ في الْهِبَـهْ
وَسَقَـاهُ في الفِرْدَوْسِ مَخْـ = تُومِ الرَّحِيقِ وَرَكَّبَـهْ
يَا لَيْـتَ حَـظَّ كِتَابِـهَا = لِضُلُوعِـيَ الْمُتَعَذِّبَـهْ
فَـإِذَا انْتَهَـى وَجْـهٌ ونَـا = لَ ذَكَاؤُهَا مَا اسْتَوْعَبَـهْ
وسَمِعْتُ وَهْيَ تُغَمْغِـمُ الـ = كَلِمَاتِ نَجْوَى مُطْرِبَـهْ
إحْـدَى الثَّـنَايَا النَّـيِّـرَا =تِ بَدَتْ وَلَيْسَ لَهَا شَبَهْ
هِيَ لَوْ عَلِمْـتَ مِـنَ الْـ = مَحَاسِنِ عِنْدَ أَرْفَعِ مَرْتَبَهْ
وَأَمَـا وَقَلْـبٍ قَـدْ رَأَتْ = في السَّاجِدِينَ تَقَلُّبَـهْ
خَفَقَـانُـهُ مُتَـوَاصِـلٌ = وَاللَّيْلُ يَنْشُـرُ غَيْهَبَـهْ
وَأمَا وَعَيْنِكِ وَالْقُوَى السِّـ = حْرِيَّـةِ الْمُتَحَجِّبَـهْ
وَأَرُومُ سِنَّـكِ ضَاحِكَـاً =حَتَّى يَلُـوحَ وَأَرْقُبَـهْ
وسَمِعْتُ وَهْيَ تُغَمْغِـمُ الـ = كَلِمَاتِ نَجْوَى مُطْرِبَـهْ
وَرَأَيْـتُ في الفَـمِ بِدْعَـةً = خَـلاّبَـةً مُسْتَعْذَبَـهْ
إحْـدَى الثَّـنَايَا النَّـيِّـرَا = تِ بَدَتْ وَلَيْسَ لَهَا شَبَهْ
مَثْلُـومَـةً مِـنْ طَرْفِهَـا = لا تَحْسَبَنْهَـا مَثْلَبَـهْ
هِيَ لَوْ عَلِمْـتَ مِـنَ الْـ = مَحَاسِنِ عِنْدَ أَرْفَعِ مَرْتَبَهْ
هِيَ مَصْدَرُ السِّيْنَاتِ تُكْـ = سِبُهَا صَدَىً مَا أَعْذَبَـهْ
وَأَمَـا وَقَلْـبٍ قَـدْ رَأَتْ = في السَّاجِدِينَ تَقَلُّبَـهْ
صَلَّـى لِجَبَّـارِ الجَمَـالِ = وَلا يَـزَالُ مُعَذَّبَـهْ
خَفَقَـانُـهُ مُتَـوَاصِـلٌ = وَاللَّيْلُ يَنْشُـرُ غَيْهَبَـهْ
مُتَـعَــذِّبٌ بَنَهَـارِهِ = حَتَّى يَزُورَ الْمَكْتَبَـهْ
وَأمَا وَعَيْنِكِ وَالْقُوَى السِّـ = حْرِيَّـةِ الْمُتَحَجِّبَـهْ
مَا رُمْتُ أَكْثَرَ مِنْ حَدِيـ = ـثٍ طِيبُ ثَغْرِكِ طَيَّبَهْ
وَأَرُومُ سِنَّـكِ ضَاحِكَـاً = حَتَّى يَلُـوحَ وَأَرْقُبَـهْ
*****
الشاعر المعلم
شوقي يقول وما درى بمصيبتي = قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً = من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله = كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة = لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمَّة وكآبة = مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت= وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى = وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً = مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغرّ من آياته = أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي = ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى= وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه = رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة = ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته = إنَّ المعلم لا يعيش طويلا
ولد في مدينة نابلس(الضفة الغربية - فلسطين)، وتوفي بالقدس.
عاش في فلسطين، ولبنان، والعراق.
تلقى تعليمه الابتدائي في نابلس، والثانوي في القدس (مدرسة المطران) وفي عام 1923 التحق بالدائرة العربية بالجامعة الأمريكية ببيروت، ليتخرج فيها عام 1929 (بين الالتحاق والتخرج فترة انقطاع بسبب المرض).
لقبته الصحافة اللبنانية، وهو لا يزال طالبًا: شاعر الجامعة.
عمل مدرساً بنابلس لمدة عام واحد، عاد بعده إلى بيروت مدرساً للغة والأدب بالدائرة العربية بالجامعة الأمريكية التي تخرج فيها، بعد عامين عاد إلى القدس مدرساً بالمدرسة الرشيدية الثانوية، كما أشرف على مصنع صابون (في نابلس) يملكه أبوه وعمه. وعندما تأسست إذاعة القدس عام 1936 عين مديراً للقسم العربي فيها، غير أنه أقيل من عمله هذا بعد أربع سنوات لمعاداته بريطانيا والصهيونية. غادر وطنه للعمل مدرساً بالعراق، فلم يحتمل عناء الرحلة وقسوة العمل وشدة الطقس، انهارت صحته،
فعاد إلى نابلس ليواجه النهاية في مستشفى القدس.
كان له نشاط (أدبي) واسع شمل الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية، أينما حل.
الإنتاج الشعري:
- طبع ديوان إبراهيم في بيروت 1955، وطبعته دار القدس، ببيروت عام 1974 متدرجاً حسب السياق الزمني، وطبعته دار العودة، ببيروت فاختارت من قصائده وأعادت تقسيمه حسب الأغراض، وطبعته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2003 كاملاً، وقد جمع ما أغفلته الطبعات السابقة.
الأعمال الأخرى:
- لإبراهيم طوقان بعض القطع المكتوبة بالعامية بقصد الغناء أو المداعبة، وله رسائل موجهة إلى شقيقته الشاعرة فدوى طوقان تدور في محور الشعر وتعليمه ونقده، فضلاً عن مقالات صحفية.. وقد تضمنها جميعاً كتاب المتوكل طه.
يعد إبراهيم طوقان أبرز شاعر فلسطيني في النصف الأول من القرن العشرين، إذ حقق شخصية فنية مكتملة، وتجاوز بالشعر الفلسطيني حدود المكان، وحرر القصيدة من الغايات النفعية لتكون تشكيلاً جمالياً خالصاً، مع الحرص على موسيقا الخليل وزنًا وقافية، كما نظم الموشح، والنشيد، والمزدوج، ونظم عشرين قصيدة كل قصيدة في سبعة أبيات، تنتظم فكرة واحدة أو مشهداً واحداً. وقد لاحظ إحسان عباس من خلال تتبع زمني متدرج أن الدراسة التطورية تفيد «أن شعر إبراهيم بلغ ثلاث ذرى متعاقبة: ذروة الحب، وذروة الشهوة، وذروة المشكلة الوطنية. لقد كانت هذه التيارات متجاورة في نفسه».
مصادر الدراسة:
1 - إحسان عباس: فصول حول الحياة الثقافية والعمرانية في فلسطين - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت1993.
2 - زكي المحاسني: إبراهيم طوقان شاعر الوطن المغصوب - دار الفكر العربي - القاهرة 1956.
3 - عبداللطيف شرارة: إبراهيم طوقان - دار صادر، دار بيروت - بيروت 1964.
4 - عمر فروخ: شاعران معاصران ،( إبراهيم طوقان، وأبو القاسم الشابي) المكتبة العلمية ومطبعتها - بيروت 1954.
5 - فدوى طوقان: أخي إبراهيم - المكتبة العصرية - بيروت 1946.
6 - كامل السوافيري: الشعر العربي الحديث في مأساة فلسطين من سنة (1917 - 1955) - مطبعة نهضة مصر - القاهرة 1964.
7 - محمــد حســـن عبدالله: إبراهيم طوقان، حياته ودراسة فنية في شعره - مؤسسة جائزة عبدالعزيز ســعود البابطين للإبداع الشعري - الكويت 2002.
8 - ناصر الدين الأسد: محاضرات في الشعر الحديث في فلسطين والأردن - معهد الدراسات العربية العالية - القاهرة 1966.
9 - وليد صادق وسعيد جرار: إبراهيــم طـــوقـــــان - دراســــــة فــــــي شعـــره - دار اللوتس - عمان1992.
غريرة في المكتبة
وَغَرِيـرَةٍ في المَكْتَبَــهْ = بِجَمَالِـهَا مُتَنَقِّـبَهْ
جَلَسَتْ لِتَقْرَأَ أَوْ لِتَكْـ = ـتُبَ مَا المُعَلِّـمُ رَتَّبَـهْ
وَحَبَسْـتُ حَتَّى لا أُرَى = أَنْفَاسِـيَ المُتَلَهِّبَـهْ
رَاقَبْتُهَا فَشَهِـدْتُ أَنَّ = اللهَ أَجْزَلَ في الْهِبَـهْ
وَسَقَـاهُ في الفِرْدَوْسِ مَخْـ = تُومِ الرَّحِيقِ وَرَكَّبَـهْ
يَا لَيْـتَ حَـظَّ كِتَابِـهَا = لِضُلُوعِـيَ الْمُتَعَذِّبَـهْ
فَـإِذَا انْتَهَـى وَجْـهٌ ونَـا = لَ ذَكَاؤُهَا مَا اسْتَوْعَبَـهْ
وسَمِعْتُ وَهْيَ تُغَمْغِـمُ الـ = كَلِمَاتِ نَجْوَى مُطْرِبَـهْ
إحْـدَى الثَّـنَايَا النَّـيِّـرَا =تِ بَدَتْ وَلَيْسَ لَهَا شَبَهْ
هِيَ لَوْ عَلِمْـتَ مِـنَ الْـ = مَحَاسِنِ عِنْدَ أَرْفَعِ مَرْتَبَهْ
وَأَمَـا وَقَلْـبٍ قَـدْ رَأَتْ = في السَّاجِدِينَ تَقَلُّبَـهْ
خَفَقَـانُـهُ مُتَـوَاصِـلٌ = وَاللَّيْلُ يَنْشُـرُ غَيْهَبَـهْ
وَأمَا وَعَيْنِكِ وَالْقُوَى السِّـ = حْرِيَّـةِ الْمُتَحَجِّبَـهْ
وَأَرُومُ سِنَّـكِ ضَاحِكَـاً =حَتَّى يَلُـوحَ وَأَرْقُبَـهْ
وسَمِعْتُ وَهْيَ تُغَمْغِـمُ الـ = كَلِمَاتِ نَجْوَى مُطْرِبَـهْ
وَرَأَيْـتُ في الفَـمِ بِدْعَـةً = خَـلاّبَـةً مُسْتَعْذَبَـهْ
إحْـدَى الثَّـنَايَا النَّـيِّـرَا = تِ بَدَتْ وَلَيْسَ لَهَا شَبَهْ
مَثْلُـومَـةً مِـنْ طَرْفِهَـا = لا تَحْسَبَنْهَـا مَثْلَبَـهْ
هِيَ لَوْ عَلِمْـتَ مِـنَ الْـ = مَحَاسِنِ عِنْدَ أَرْفَعِ مَرْتَبَهْ
هِيَ مَصْدَرُ السِّيْنَاتِ تُكْـ = سِبُهَا صَدَىً مَا أَعْذَبَـهْ
وَأَمَـا وَقَلْـبٍ قَـدْ رَأَتْ = في السَّاجِدِينَ تَقَلُّبَـهْ
صَلَّـى لِجَبَّـارِ الجَمَـالِ = وَلا يَـزَالُ مُعَذَّبَـهْ
خَفَقَـانُـهُ مُتَـوَاصِـلٌ = وَاللَّيْلُ يَنْشُـرُ غَيْهَبَـهْ
مُتَـعَــذِّبٌ بَنَهَـارِهِ = حَتَّى يَزُورَ الْمَكْتَبَـهْ
وَأمَا وَعَيْنِكِ وَالْقُوَى السِّـ = حْرِيَّـةِ الْمُتَحَجِّبَـهْ
مَا رُمْتُ أَكْثَرَ مِنْ حَدِيـ = ـثٍ طِيبُ ثَغْرِكِ طَيَّبَهْ
وَأَرُومُ سِنَّـكِ ضَاحِكَـاً = حَتَّى يَلُـوحَ وَأَرْقُبَـهْ
*****
الشاعر المعلم
شوقي يقول وما درى بمصيبتي = قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً = من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله = كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة = لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمَّة وكآبة = مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت= وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى = وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً = مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغرّ من آياته = أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي = ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى= وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه = رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة = ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته = إنَّ المعلم لا يعيش طويلا