لنا في هذه البلاد
حقول شاسعات مثل الأمل
لنا فيها رفات الأجداد
وفيض من سجون
لنا فيها أمجاد
قاسينا فيها مآسي
أحيينا فيها أعياد
لنا فيها ماض وحاضر
يعجبنا بالكاد
لنا فيها ألف ميعاد
مع الصبح ولو غاب جلاد
يا صاحب السجن أأوطان متعددون خير
بعدد الجوازات
الو لاءات
التأشيرات
أم الوطن الواحد الأوحد
بفقرائه
بسجونه وشجونه
في القلب نحضنه
لا يعجبنا الحال
ولا الترحال
ولا العجب
ولا الصوم في صفر
ولا الحج في رجب
لا نلهث وراء البترودولار
ولا نقايض الشرف بالدينار
ولا نطوف حول آبار النفط
ولا نتمسح بأهداب جزيرة القحط
ولا نرضي بني النضير
وبني قنيقاع
نحب صمود لبنان
وكفاح سهل البقاع
استماتة القدس
أسطورة مجدل شمس
صمود غزة لوحدها أمة
تخلق العزة
حين عز الرفيق
و استأسدت الضباع
وسقط القناع
تعجبنا أمتنا حرة
نعادي أعداءنا
نكره إذاعة الحرة
فضائيات المخبرين
ووعاظ السلاطين
نقدر عاليا ارنسطو جيفارا
ومعلمه الريفي
كما تكرمون مكنمارا
يعجبنا ما يعجبنا
ولا يعجبنا ما يعجبكم
لنا ديننا
ولكم دينكم
ومن لا يعجبه ما لا يعجبنا
فليشرب البحرا
فإن لم يستطع، ولن يستطع
فليعبر للضفة الأخرى
جذورنا تغوص عميقا في هذه التربة
بين طين وصخور
تربط عروق الأرڭان
بجذوع السنديان
من تراب هذه الأرض عجنا
بحبها همنا
قاسينا من أجلها
وما تبنا
وكما أن الأوطان لا ترحل
هل رأيتم بلدا يمتطي طائرة أو باخرة
يحمل حقيبة
ويذهب بلا رجوع
نحن كذاك الجبل المنيع
أعناقنا تجاور السحاب
وقاعدتنا من مرمر قدت
ومن تراب
لا تهاب رجة الزلزال
ولا هبة الريح
يغذيها السعتر
والشيح
تعطرها الخزامى
وورد القلعة الجريح
هل يستوي من يغرس التفاح والزيتون
من يحمل الوطن في القلب وفي العيون
يخلق الأمل
يسقي الأحلام
والذي يبني السجون
يا صاحب السجن
كلانا ينشد الأمن والأمان
لكن لن يتساوى غارس التين والكرم والرمان
راعي الأرض والأغنام
والسجان
يا صاحب السجن نحن لا نقبل الجور
ولا الصلاة وراء إمام مأجور
ولا الثروة الفاجرة
وسادة الفجور
ولا زمرة اللقطاء
وروائح الماخور
لكن نحب هذا الوطن المباح بأنهاره وجباله
بنسائه ورجاله
نحن الثمانون في المائة
الرافضون للانتخاب
الغائبون عن الموائد
الجاهلون لطقوس الأنخاب
لا يعجبنا كل هذا الاحترام
في المجالس والبرلمان
لا تعجبنا شعارات وزيف المرحلة
نبغض تناسل المحاكمات
وشبح المقصلة
ليس عندنا حساب في سويسرا
بالعملة الصعبة
فقط حياتنا بفضلكم
باتت صعبة
لسنا متعددي الجنسيات
بل لا نتوفر على أوراق الهوية
والجوازات
وإن تكرمتم علينا بها
كرام وأبناء كرام
صدتنا العنصرية والتأشيرات
كأننا لصوص مال عام
أو بنا الطاعون
والسيدا والجذام
كأننا مهربون
أو عصابات الإجرام
لكننا باقون ها هنا
مصرون عنيدون
نلد صبايا كالبدور
رقيقات
رائعات
بلا أصباغ
لبوءات أمام الضباع
فتيانا كالنسور
في وجه الظلم والمظالم
تثور
نهيم بهذا البلد
وأطفال البلد
والشهيد وما ولد
وطن لا نعرف له ندا
لا ولاء لنا لغيره
وليس لنا من حبه بدا
فأرز الأطلس أبهى
أركان الجنوب أبقى
هواء الريف أنقى
نبايعه باختيار
ولا نبيعه للدخلاء
لا نتركه للتتار
نخفف الوطء على أديم أرضه
نرفعه أقنوما
نبذل الأرواح على عرضه
كما تفعل الأم الرؤوما
هنا لنا تاريخ تحفظه الجبال والهضاب
إن رحلنا زوره القتلة واللصوص
ومسيلمة الكذاب
لنا حمل وغزالة نخشى عليهما من الذئاب
لنا حقل لا يعرف سوانا
إن غبنا يخاف الهوانا
ونساء كالكبرياء نهواها وتهوانا
ها هنا نزرع سهوب الرجاء
نرعى ندي الأحلام والضياء
نرقص في الفجر لو شقشق بلا زوار
نحب الشفق والغسق
وشذو الهزار
ونطيل الأعراس
نفرح لعودة الرياح والأمطار
لربيع طيب الأنفاس
لبيدر يفرش ملاءته للقمح نشوانا
يصير خندقا ومتراس
لو تجرأ الجراد واجتاح الديار
يا صاحب السجن
أليس لنا من حرية
أأقنان أو عبيد أو خدم
وفي أحسن الأحوال رعية
نحن أحرار أحرار
وسوانا عدم
الوطن نحن
نحن الوطن
ولو في كفن
وسوانا عفن
قسما لن نرحل
ففي هذه البلاد لنا رسم الميلاد
شهادة الاحتياج
شاهدة قبر منتظر
رفات شهيد مستتر
آثارنا في سجن المدينة
دماؤنا في مخافر الحجاج
جرح يدميه الجبروت والضغينة
يا صاحب السجن
لنفترض جدلا
هل تفقه في الجدل
كما تجيد الدجل
إذا خرجنا جميعا
وتركنا الجمل وما حمل
ودعنا السهول والتلال والجبل
وفتحتم لنا الحدود البرية
وهاجرنا بكل طواعية
فمن أين لكم بالرعية
نخجل إن رحلنا من عيون ملأى عتاب
نخاف إن عاد الشهداء بعد لأي وغياب
ليتفقدوا الكروم والصفصاف
ولحودهم المنسية
أن يبيتوا أمام الأبواب
قسما لن نرحل ولو خان التراب
وأشرقت الشمس من الغرب
وشاب الغراب
لو تعفن الملح
وصار الأرڭان حدجا
وتحول الزيتون صبار
أمسى الدم ماء
والماء نار
سنرحل إذا هاجر الأطلس
واجتاز الريف جبل طارق
تجاوز البرانس
لو أن الأرڭان
اختار التوجه لليابان
والزيتون فضل عن موطنه المعتاد
حقول طايوان
لو أن العنب
من روابينا غضب
وخانت الدالية
واستحال التراب ذهب
ونسيت عهودها ورود الجنوب
وحلمنا الموعود
كان حملا كذوب
لا الأيل يستوطن أراضي القرود
ولا الضباع تحتل عرين الأسود
لا البوم تهزم النسور
لا ينبت الياسمين في البيد
ولا يستخرج من الحنظل النبيذ
يا صاحب السجن تعالى لنحلم معا
نستيقظ ذات صباح
ولا نجد في طول البلاد
وعرض الوهاد
مخافر سرية ولا سجون عالية الأسوار
ولا حي الإعدام
وزنازين التعذيب والتأديب
وعتاة الإجرام
واللصوص والقتلة
وصغار السفلة
ومنصة المقصلة
يا صاحب السجن
لا السجن باق
ولا السنوات العجاف
لن يجدي الخوف من الخوف
وتحويل السباع خراف
هل لاحظت اختفاء مهنة السياف
ومضحك السلطان
وحامل الأختام
ومفتي الشيطان
ومناصري الإعدام
وحبل المشنقة…
الطاهر محفوظي
حقول شاسعات مثل الأمل
لنا فيها رفات الأجداد
وفيض من سجون
لنا فيها أمجاد
قاسينا فيها مآسي
أحيينا فيها أعياد
لنا فيها ماض وحاضر
يعجبنا بالكاد
لنا فيها ألف ميعاد
مع الصبح ولو غاب جلاد
يا صاحب السجن أأوطان متعددون خير
بعدد الجوازات
الو لاءات
التأشيرات
أم الوطن الواحد الأوحد
بفقرائه
بسجونه وشجونه
في القلب نحضنه
لا يعجبنا الحال
ولا الترحال
ولا العجب
ولا الصوم في صفر
ولا الحج في رجب
لا نلهث وراء البترودولار
ولا نقايض الشرف بالدينار
ولا نطوف حول آبار النفط
ولا نتمسح بأهداب جزيرة القحط
ولا نرضي بني النضير
وبني قنيقاع
نحب صمود لبنان
وكفاح سهل البقاع
استماتة القدس
أسطورة مجدل شمس
صمود غزة لوحدها أمة
تخلق العزة
حين عز الرفيق
و استأسدت الضباع
وسقط القناع
تعجبنا أمتنا حرة
نعادي أعداءنا
نكره إذاعة الحرة
فضائيات المخبرين
ووعاظ السلاطين
نقدر عاليا ارنسطو جيفارا
ومعلمه الريفي
كما تكرمون مكنمارا
يعجبنا ما يعجبنا
ولا يعجبنا ما يعجبكم
لنا ديننا
ولكم دينكم
ومن لا يعجبه ما لا يعجبنا
فليشرب البحرا
فإن لم يستطع، ولن يستطع
فليعبر للضفة الأخرى
جذورنا تغوص عميقا في هذه التربة
بين طين وصخور
تربط عروق الأرڭان
بجذوع السنديان
من تراب هذه الأرض عجنا
بحبها همنا
قاسينا من أجلها
وما تبنا
وكما أن الأوطان لا ترحل
هل رأيتم بلدا يمتطي طائرة أو باخرة
يحمل حقيبة
ويذهب بلا رجوع
نحن كذاك الجبل المنيع
أعناقنا تجاور السحاب
وقاعدتنا من مرمر قدت
ومن تراب
لا تهاب رجة الزلزال
ولا هبة الريح
يغذيها السعتر
والشيح
تعطرها الخزامى
وورد القلعة الجريح
هل يستوي من يغرس التفاح والزيتون
من يحمل الوطن في القلب وفي العيون
يخلق الأمل
يسقي الأحلام
والذي يبني السجون
يا صاحب السجن
كلانا ينشد الأمن والأمان
لكن لن يتساوى غارس التين والكرم والرمان
راعي الأرض والأغنام
والسجان
يا صاحب السجن نحن لا نقبل الجور
ولا الصلاة وراء إمام مأجور
ولا الثروة الفاجرة
وسادة الفجور
ولا زمرة اللقطاء
وروائح الماخور
لكن نحب هذا الوطن المباح بأنهاره وجباله
بنسائه ورجاله
نحن الثمانون في المائة
الرافضون للانتخاب
الغائبون عن الموائد
الجاهلون لطقوس الأنخاب
لا يعجبنا كل هذا الاحترام
في المجالس والبرلمان
لا تعجبنا شعارات وزيف المرحلة
نبغض تناسل المحاكمات
وشبح المقصلة
ليس عندنا حساب في سويسرا
بالعملة الصعبة
فقط حياتنا بفضلكم
باتت صعبة
لسنا متعددي الجنسيات
بل لا نتوفر على أوراق الهوية
والجوازات
وإن تكرمتم علينا بها
كرام وأبناء كرام
صدتنا العنصرية والتأشيرات
كأننا لصوص مال عام
أو بنا الطاعون
والسيدا والجذام
كأننا مهربون
أو عصابات الإجرام
لكننا باقون ها هنا
مصرون عنيدون
نلد صبايا كالبدور
رقيقات
رائعات
بلا أصباغ
لبوءات أمام الضباع
فتيانا كالنسور
في وجه الظلم والمظالم
تثور
نهيم بهذا البلد
وأطفال البلد
والشهيد وما ولد
وطن لا نعرف له ندا
لا ولاء لنا لغيره
وليس لنا من حبه بدا
فأرز الأطلس أبهى
أركان الجنوب أبقى
هواء الريف أنقى
نبايعه باختيار
ولا نبيعه للدخلاء
لا نتركه للتتار
نخفف الوطء على أديم أرضه
نرفعه أقنوما
نبذل الأرواح على عرضه
كما تفعل الأم الرؤوما
هنا لنا تاريخ تحفظه الجبال والهضاب
إن رحلنا زوره القتلة واللصوص
ومسيلمة الكذاب
لنا حمل وغزالة نخشى عليهما من الذئاب
لنا حقل لا يعرف سوانا
إن غبنا يخاف الهوانا
ونساء كالكبرياء نهواها وتهوانا
ها هنا نزرع سهوب الرجاء
نرعى ندي الأحلام والضياء
نرقص في الفجر لو شقشق بلا زوار
نحب الشفق والغسق
وشذو الهزار
ونطيل الأعراس
نفرح لعودة الرياح والأمطار
لربيع طيب الأنفاس
لبيدر يفرش ملاءته للقمح نشوانا
يصير خندقا ومتراس
لو تجرأ الجراد واجتاح الديار
يا صاحب السجن
أليس لنا من حرية
أأقنان أو عبيد أو خدم
وفي أحسن الأحوال رعية
نحن أحرار أحرار
وسوانا عدم
الوطن نحن
نحن الوطن
ولو في كفن
وسوانا عفن
قسما لن نرحل
ففي هذه البلاد لنا رسم الميلاد
شهادة الاحتياج
شاهدة قبر منتظر
رفات شهيد مستتر
آثارنا في سجن المدينة
دماؤنا في مخافر الحجاج
جرح يدميه الجبروت والضغينة
يا صاحب السجن
لنفترض جدلا
هل تفقه في الجدل
كما تجيد الدجل
إذا خرجنا جميعا
وتركنا الجمل وما حمل
ودعنا السهول والتلال والجبل
وفتحتم لنا الحدود البرية
وهاجرنا بكل طواعية
فمن أين لكم بالرعية
نخجل إن رحلنا من عيون ملأى عتاب
نخاف إن عاد الشهداء بعد لأي وغياب
ليتفقدوا الكروم والصفصاف
ولحودهم المنسية
أن يبيتوا أمام الأبواب
قسما لن نرحل ولو خان التراب
وأشرقت الشمس من الغرب
وشاب الغراب
لو تعفن الملح
وصار الأرڭان حدجا
وتحول الزيتون صبار
أمسى الدم ماء
والماء نار
سنرحل إذا هاجر الأطلس
واجتاز الريف جبل طارق
تجاوز البرانس
لو أن الأرڭان
اختار التوجه لليابان
والزيتون فضل عن موطنه المعتاد
حقول طايوان
لو أن العنب
من روابينا غضب
وخانت الدالية
واستحال التراب ذهب
ونسيت عهودها ورود الجنوب
وحلمنا الموعود
كان حملا كذوب
لا الأيل يستوطن أراضي القرود
ولا الضباع تحتل عرين الأسود
لا البوم تهزم النسور
لا ينبت الياسمين في البيد
ولا يستخرج من الحنظل النبيذ
يا صاحب السجن تعالى لنحلم معا
نستيقظ ذات صباح
ولا نجد في طول البلاد
وعرض الوهاد
مخافر سرية ولا سجون عالية الأسوار
ولا حي الإعدام
وزنازين التعذيب والتأديب
وعتاة الإجرام
واللصوص والقتلة
وصغار السفلة
ومنصة المقصلة
يا صاحب السجن
لا السجن باق
ولا السنوات العجاف
لن يجدي الخوف من الخوف
وتحويل السباع خراف
هل لاحظت اختفاء مهنة السياف
ومضحك السلطان
وحامل الأختام
ومفتي الشيطان
ومناصري الإعدام
وحبل المشنقة…
الطاهر محفوظي
يا صاحب السجن
الطاهر محفوظي لنا في هذه البلاد حقول شاسعات مثل الأمل لنا فيها رفات الأجداد وفيض من سجون لنا فيها أمجاد قاسينا فيها مآسي أحيينا فيها أعياد لنا فيها ماض وحاضر يعجبنا بالكاد لنا فيها ألف ميعاد مع الص…