شريف محيي الدين إبراهيم - أرطبون العرب

عُرف عمرو بن العاص بالدهاء والذكاء والفطنة قبل الإسلام وبعده، حتى لقب "بداهية العرب".

كما اشتهر ببلاغته وشدة فصاحته، ورصانة شعره، وله من الخطب البليغة الكثير.

وقد روى أربعين حديثا من الأحاديث النبوية .

كان من سادة قريش في الجاهلية، فأبيه هو العاص بن وائل السهمي، وكان يمارس التجارة فيسافر إلى الشام واليمن ومصر والحبشة، وهو أحد كبار فرسان قريش.

أرسلته قريش إلي النجاشي ملك الحبشة ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده،وقد كان صديقا له.




حضر عمرو بن العاص مع قريش ضد المسلمين غزوة بدر، و غزوة أحد، ثم غزوة الخندق، ولمّا عادت قريش إلى مكة بعد صلح الحديبية ذهب إلى الحبشة عند النجاشي، فوجده قد اعتنق الإسلام، فاعتنق الإسلام على يد النجاشي في السنة الثامنة للهجرة، ثم اتجه إلى المدينة المنورة، فالتقى في الطريق بخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، فدخل ثلاثتهم المدينة المنورة في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم.

وحينها قال الرسول ص :

إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها.

بعد إسلامه أرسله النبي في سرية إلى ذات السلاسل في جمادي الآخرة سنة 8 هـ، ثم في سرية أخرى لهدم صنم سواع في رمضان سنة 8 هـ، بعد فتح مكة.

وفي شهر ذي الحجة سنة 8 هـ، بعثه النبي إلى ملكي عمان جيفر وعباد ابني الجلندي بكتاب يدعوهما إلى الإسلام، وبعد إسلامهما عيَّنه النبي واليًا على الزكاة والصدقات بها، وظل هناك سنتين حتى وفاة النبي .

استعمله أبو بكر قائدًا عسكريًا في حروب الردة، ثم وجَّهه لفتح فلسطين على رأس ستة أو سبعة آلاف مقاتل، فبدأ المناوشات في فلسطين، والتقى تحت قيادة خالد بن الوليد في معركة أجنادين، وشارك في معركة فحل وحصار دمشق،وكان على رأس الميمنة في معركة اليرموك، ثم فتح سبسطية ونابلس، واللد ونواحيها ويبنى وعمواس وبيت جبرين،ثم هبط جنوبًا ففتح رفح، وعسقلان.

وكان قد فتح غزة في عهد أبي بكر، وحاصر قيسارية، وبدأ حصار بيت المقدس ثم انضم إليه أبو عبيدة بن الجراح، فأصبح تحت قيادة أبي عبيدة.

ولما أُصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلفه على الشام.

عرض عمرو على الخليفة عمر بن الخطاب فتح مصر وطلب السماح له بالمسير إليها، فسار إليها ففتح العريش، حتى وصل إلى الفرما، ثم سار إلى بلبيس، وفتح خلال سيره سنهور وتنيس.

. وطلب من عُمر المدد فأرسل له فرقة بقيادة الزبير بن العوام، ثم سيطروا على إقليم الفيوم.

وعسكر في عين شمس ، وحاصر حصن بابليون حتى سقط في 21 ربيع الآخر 20 هـ، وأعطى أهل مصر الأمان، ثم ذهب لفتح الإسكندرية، وحاصرها وانتهى باتفاق صلح، وخرج منها البيزنطيون في 1 محرم 21 هـ، وأعطى أهلها الأمان.




عمرو هو أوّل والٍ مسلم على مصر، وقد أنشأ مدينة الفسطاط، وبنى فيها أول جامعٍ في مصر عُرف باسمه لاحقًا.



عزله الخليفة عثمان بن عفان عن ولايةِ مصر سنة 24 هـ، وبعد مقتل عثمان طالب بالثأر لدمه، وكان في صف معاوية بن أبي سفيان، وأحد قادة قواته في وقعة صفين، وممثل طرف معاوية في التحكيم بعد المعركة وتولى ولاية مصر مرة أخرى في عهد معاوية.

نحن إذن أمام صحابي فارس بطل ، له العديد من المواقع والفتوحات.

وليس معنى اعتراف الجميع بنبوغ، ودهاء عمرو بن العاص، أن يكون ذلك حجة عليه كي تلصق به صفة الخبث، لأن الفارق كبير جدا بين الدهاء والخبث.

عامة علينا أن ندرك إن صحابة رسول الله ليسوا إلا بشرا، وهم عرضة للخطأ والصواب، فليس هناك نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.

لماذا سمي عمرو بن العاص بأرطبون العرب؟!


في الوقت الذي كان فيه عمرو بن العاص على قيادة الجيش

لفتح الشام وتحرير فلسطين ، حينئذ كان يقود جيش الروم أرتيون، والذي كان يلقب من قبل العرب بأرطبون، وقد عرف بالدهاء والجرأة الشديدة،وكان قد وضع


،أرتيون حشودا كبيرة من الجنود حول بيت المقدس والرملة وغزة.

وعندما علم عمرو بن العاص تخوف من الهزيمة، فأرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب رسالة ليسأله ما ، يمكن فعله فرد عليه عمر قائلا :


“رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عما تنفرج”

قاصدا بذلك أن يقوي من عزيمة عمرو بن العاص واصفا إياه بأنه أكثر دهاءً من أرطبون الروم، .

أرسل عمرو بن العاص كل من علقمة بن حكيم لمقاتلة أهل إيليا، وأبو أيوب المالكي لقتال أهل الرملة، وفي تلك الأثناء خطة تظهر مدى دهائه وذكائه، حيث ذهب بنفسه إلى أرتيون على أنه رسول مُرسل من قبل عمرو، ولكن أرتيون بدأ الشك يدخل إلى قلبه اتجاهه عمرو بن العاص فقام فتوقع أن يكون هو نفسه ،


بالنداء إلى أحد حراسه، وأمر بمراقبة الرسول (عمرو بن العاص) ثم قتله، إلا أن عمرو بن العاص كان أكثر دهاءً منه فتنبه إلى خطة أرتيون

فأوهمه أنه واحد من مستشاري الخليفة عمر بن الخطاب، وأنه سيأتي إليه ببقية المستشارين

فوجد أرتيون بأن هذه فرصة لن تتكرر حيث أنه سيتمكن قتل جميع مستشاري عمر بن الخطاب، فأجابه بموافقة الاقتراح .

. وبهذا نجى عمرو بن العاص من قبضة أرتيون، وعندما علم الأخير بخطة الداهية عمرو بن العاص قال لرجاله “خدعني الرجل، هذا والله أدهى العرب”.

وقد استطاع عمرو بن العاص ببسالته و شدة دهائه هزيمة الروم في معركة أجنادين على الرغم من قلة التكافؤ بين قوى المسلمين وقوى الروم،ومنذ ذلك الحين أصبح لقبه هو “أرطبون العرب” .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...