Nina Simone (1933_2003)
غنت نينا سيمون أغنية الإنسان المذنب عام ١٩٦٥، ومؤخراً تم وضع فديو كليب حديث للأغنية مع ميكس بإيقاع سريع عبر ديجيست "فيليكس دا هوسكات".
وهو الفيديو الكليب الذي لفت انتباهي بفلسفته أو فلنخفف -ببعض التواضع- ونقول بفكرته ذات السياق الوجودي.
يبدأ سيناريو الكليب برجل عجوز في مضمار سباق الجري، متسابقاً مع محترفين شباب، لكنه متأخر جداً عنهم، يغمض العجوز عينيه ويغرق في الحلم. تظهر على شاشة المضمار كلمة الفخر ويشاهد العجوز الجماهير تحييه على انجازه البطولي في الجري فيرد عليهم بتحية كقائد عظيم وهو يهرول في المضمار، ومن ضمن المحيين بطل من أبطال الجري، كان معجباً به في طفولته، غير أنه يستيقظ ليرى حقيقة وجوده متأخراً ضمن المهرولين ومنهم بطله منذ الصغر. تظهر كلمة الطمع وتتدفق ملايين الدولارات على العجوز أثناء هرولته، ثم يستيقظ من حلم اليقظة ليجد نفسه متأخراً في الهرولة عن المتسابقين كعادته. ثم يتحول العجوز لعمر الكهولة، حيث ظل يحلم بالكسل، فيرى المتسابقين يحملونه فوق رؤوسهم وهو يغمض عينيه مبتسماً من حالة الخلود إلى الكسل الذيذ، لكنه كالعادة يستيقظ ليجد نفسه متأخراً في الهرولة. ويتحول لشاب وتظهر كلمة الشره، فيشاهد ولائم فاخرة حول مضمار السباق، لكنه يستيقظ من الحلم ثم تظهر كلمة حسد ويرى الشاب نفسه متفوقاً على الآخرين في السباق. لكنه يستيقظ ورجلاه ترتعشان من التعب وقد سبقه المتسابقون الآخرون. يصبح الشاب مراهقاً وتظهر كلمة الرغبة، وتظهر فتاة سوداء حسناء على مقاعد الجماهير حول المضمار، لكنها تختفي بسرعة. ويصبح المراهق طفلاً، وتظهر كلمة الغضب، فيرى الطفل نفسه يمزق صور بطله المفضل المعلقة في الجدران..قبل ان يفتح الطفل عينيه مستيقظاً من حلمه..
يمثل مضمار السباق الدائري الحياة، تمثل الكلمات طموحات الإنسان منذ صغره. يمثل الفلاش باك وعي الإنسان بكل تاريخه، ووعيه بخيباته وتساقط أحلامه منذ الطفولة. يمثل حلم الطفل بتمزيقه لصورة بطله المفضل، الخيار الأنسب الذي لم يحدث لينهي مهزلة السقوط الإنساني في خيبات حياة لا تحمل أي اعتبار أو مغزى..وهو الخيار الذي لم يحدث في الطفولة لعدم الوعي به..
إذا قارنا ما سبق بالروح اللاهوتية لأغنية نينا سيمون والتي تتوعد الرجل المذنب بالمراجل والعذاب وعدم القدرة على الإفلات من العقاب السماوي، فإننا إذاً ننظر إلى مقاربة بين محاكمتين متضادتين. محاكمة السماء للإنسان على آثامه وخطاياه ومحاكمة الإنسان للسماء على عبثية وجوده، وفشله في تحقيق أبسط رغبات. وإذا قارنا ذلك بحياة نينا سيمون الصبية المسيحية المتدينة والبارعة في عزف البيانو والتي تعرضت للعنصرية بحيث فقدت حقوقها مما دفعها إلى الدخول في حركات التحرر المدنية للسود في أمريكا، فإننا إذن ننظر إلى أغنية تعبر عن الصراع الإنساني من جهة والإيمان والرفض من جهة أخرى.. هكذا استطاع صانع الفيديو كليب وضعنا في فهمه الخاص لنسبية هذه الاعتبارات الآيدولوجية. وربما نحا بنا إلى أن نتأكد من وقوعنا في الوهم.
غنت نينا سيمون أغنية الإنسان المذنب عام ١٩٦٥، ومؤخراً تم وضع فديو كليب حديث للأغنية مع ميكس بإيقاع سريع عبر ديجيست "فيليكس دا هوسكات".
وهو الفيديو الكليب الذي لفت انتباهي بفلسفته أو فلنخفف -ببعض التواضع- ونقول بفكرته ذات السياق الوجودي.
يبدأ سيناريو الكليب برجل عجوز في مضمار سباق الجري، متسابقاً مع محترفين شباب، لكنه متأخر جداً عنهم، يغمض العجوز عينيه ويغرق في الحلم. تظهر على شاشة المضمار كلمة الفخر ويشاهد العجوز الجماهير تحييه على انجازه البطولي في الجري فيرد عليهم بتحية كقائد عظيم وهو يهرول في المضمار، ومن ضمن المحيين بطل من أبطال الجري، كان معجباً به في طفولته، غير أنه يستيقظ ليرى حقيقة وجوده متأخراً ضمن المهرولين ومنهم بطله منذ الصغر. تظهر كلمة الطمع وتتدفق ملايين الدولارات على العجوز أثناء هرولته، ثم يستيقظ من حلم اليقظة ليجد نفسه متأخراً في الهرولة عن المتسابقين كعادته. ثم يتحول العجوز لعمر الكهولة، حيث ظل يحلم بالكسل، فيرى المتسابقين يحملونه فوق رؤوسهم وهو يغمض عينيه مبتسماً من حالة الخلود إلى الكسل الذيذ، لكنه كالعادة يستيقظ ليجد نفسه متأخراً في الهرولة. ويتحول لشاب وتظهر كلمة الشره، فيشاهد ولائم فاخرة حول مضمار السباق، لكنه يستيقظ من الحلم ثم تظهر كلمة حسد ويرى الشاب نفسه متفوقاً على الآخرين في السباق. لكنه يستيقظ ورجلاه ترتعشان من التعب وقد سبقه المتسابقون الآخرون. يصبح الشاب مراهقاً وتظهر كلمة الرغبة، وتظهر فتاة سوداء حسناء على مقاعد الجماهير حول المضمار، لكنها تختفي بسرعة. ويصبح المراهق طفلاً، وتظهر كلمة الغضب، فيرى الطفل نفسه يمزق صور بطله المفضل المعلقة في الجدران..قبل ان يفتح الطفل عينيه مستيقظاً من حلمه..
يمثل مضمار السباق الدائري الحياة، تمثل الكلمات طموحات الإنسان منذ صغره. يمثل الفلاش باك وعي الإنسان بكل تاريخه، ووعيه بخيباته وتساقط أحلامه منذ الطفولة. يمثل حلم الطفل بتمزيقه لصورة بطله المفضل، الخيار الأنسب الذي لم يحدث لينهي مهزلة السقوط الإنساني في خيبات حياة لا تحمل أي اعتبار أو مغزى..وهو الخيار الذي لم يحدث في الطفولة لعدم الوعي به..
إذا قارنا ما سبق بالروح اللاهوتية لأغنية نينا سيمون والتي تتوعد الرجل المذنب بالمراجل والعذاب وعدم القدرة على الإفلات من العقاب السماوي، فإننا إذاً ننظر إلى مقاربة بين محاكمتين متضادتين. محاكمة السماء للإنسان على آثامه وخطاياه ومحاكمة الإنسان للسماء على عبثية وجوده، وفشله في تحقيق أبسط رغبات. وإذا قارنا ذلك بحياة نينا سيمون الصبية المسيحية المتدينة والبارعة في عزف البيانو والتي تعرضت للعنصرية بحيث فقدت حقوقها مما دفعها إلى الدخول في حركات التحرر المدنية للسود في أمريكا، فإننا إذن ننظر إلى أغنية تعبر عن الصراع الإنساني من جهة والإيمان والرفض من جهة أخرى.. هكذا استطاع صانع الفيديو كليب وضعنا في فهمه الخاص لنسبية هذه الاعتبارات الآيدولوجية. وربما نحا بنا إلى أن نتأكد من وقوعنا في الوهم.