الكاتب الحقيقي هو انعكاس للواقع الذي يعيش فيه ، و هو إذ يعبر لا مناص من أن يأتي تعبيره مغلفا بواقعه إن سلبا أو إيجابا.و بما أن الواقع العربي تجري فيه كثير من الأمور خارج السياق الذي ينبغي أن تجري فيه فهو عادة أو غالبا ما يكون غير مفصح عن نفسه بما فيه الكفاية التي تجعل الكاتب يتناوله عن تبصر و فهم لما يعتلج فيه ، و لذا فقد تأتي نصوصه مشوبة بنواقص الإبهام أو الغلو أو الخلو من الدقة المطلوبة أو الوقوع في مطب الالتباس.ثم إنه ينبغي أن لا يغرب عن بالنا أن قول الحقيقة عارية في مجتمعنا العربي و خاصة في المواضيع التي تشكل طابوها قد تكلف الكاتب عنتا و تجشمه مصاعب لا حصر لها ، مصاعب ربما تبدأ لكي لا تنتهي، حتى صار قول الحقيقة يشكل لديه عقدة مؤلمة و فوبيا لا يرد لها جماح.
السؤال هو:
هل نلوم الكاتب في مجتمعنا إذا تجنب قول الحقيقة كماهي أم نلتمس له الأعذار في ذلك؟
إن الكثير من الكتاب يعون هذه الحقيقة ولكنهم لا يميلون إلى النكوص والامتناع عن الكتابة آملين أن يتغير الواقع إلى واقع أخر أفضل فيه تجد الكتابة مناخها الطبيعي ،مناخا تمارس فيه بلا خوف و لا وجل،و يقتنع هؤلاء الكتاب أن استمرارهم في الكتابة هو ما سيمكنهم من خلق هذا المناخ،و أن انسحابهم ربما قد يزيد الواقع تأزما وتعقيدا و بالتالي سيؤخَّر حصولَهم على مناخ الكتابة الطبيعي إلى أجل غير مسمى قد يكون قريبا و قد يكون بعيدا.
في اعتقادي الشخصي أن الكتّاب أصحاب هذه الرؤية هم متفائلون ،و التفاؤل من سمات الكتاب العظام ،إذ أن الكتاب المتشائمين هم عدميون أساسا ،و لا شيء ترجى من الشخص العدمي المنفعة .
وكما أشرت سابقا ففي واقع يتسم بالغموض و التعقيد يجد الكاتب نفسه ينتج نصوصا شبيهة بواقعه على الأقل إلى درجة ما ،وفي هذا الأمر قد يتفهمه البعض من القراء ،و ذلك بتفهم وضعه العام داخل الواقع ،بينما لا يتفهم البعض وضعه فيلاقي منهم صنوف الإعنات ويُرمى بالسطحية و السذاجة و ما إلى ذلك من الصفات التي تسلبه أهم مواصفات الكاتب الألمعي القادر على جذب القارئ وحلحلة الوضع القائم على سلب الحريات والدعوة إلى مناهضته و مجابهته.
إن الكاتب في العالم الثالث يعاني الأمرّين ،فهو من جهة يجد السلطة و الرقابة الاجتماعية واقفين له بالمرصاد ،فهو لا يتحدث في موضوعات معينة تعتبرها السلطة خطا أحمر لا يمكن تجاوزه ،ويرى المجتمع أن الحديث فيها إنما هو استهتار بالقيم و ضرب للثوابت،ومن جهة أخرى يجد القارئ لا يتفهم موقفه ،فيكون هذا الكاتب عرضة للمشاكل النفسية والاجتماعية إلى درجة قد يفكر في التخلي عن الكتابة و قد يندم عن اليوم الذي أمسك فيه بالورقة و القلم و بدأ يدون أفكاره و ينشرها في الناس.
وجوابا عن السؤال الذي طرحته أعلاه أقول:
الكاتب ينبغي له أن يتحلى بالشجاعة لأنه بدونها لا يستطيع أن يكتب كتابة تخدم الفكر و الأدب ،كتابة ذات قيمة،و نحن ينبغي أن نلتمس له الأعذار في تناوله لبعض المواضيع التي ـ حتى لو أراد ـ لا يمكنه أن يستخدم في معالجتها إلا جزءا معينا من شجاعته ،فيكتب عنها تلميحا أو إيماءا ويترك القارئ يتكلف بالبقية فيقرأ هذا ما بين سطور الكاتب ليصل إلى ما يسعى إليه هذا الأخير من قول وطرح لو أمكنه استعمال شجاعته كاملة غير منقوصة.
الكتابة في العالم الثالث المتخلف لها محاذيرها و لذا كانت هي ذاتها تطرح نفسها كإشكالية في هذا العالم.
السؤال هو:
هل نلوم الكاتب في مجتمعنا إذا تجنب قول الحقيقة كماهي أم نلتمس له الأعذار في ذلك؟
إن الكثير من الكتاب يعون هذه الحقيقة ولكنهم لا يميلون إلى النكوص والامتناع عن الكتابة آملين أن يتغير الواقع إلى واقع أخر أفضل فيه تجد الكتابة مناخها الطبيعي ،مناخا تمارس فيه بلا خوف و لا وجل،و يقتنع هؤلاء الكتاب أن استمرارهم في الكتابة هو ما سيمكنهم من خلق هذا المناخ،و أن انسحابهم ربما قد يزيد الواقع تأزما وتعقيدا و بالتالي سيؤخَّر حصولَهم على مناخ الكتابة الطبيعي إلى أجل غير مسمى قد يكون قريبا و قد يكون بعيدا.
في اعتقادي الشخصي أن الكتّاب أصحاب هذه الرؤية هم متفائلون ،و التفاؤل من سمات الكتاب العظام ،إذ أن الكتاب المتشائمين هم عدميون أساسا ،و لا شيء ترجى من الشخص العدمي المنفعة .
وكما أشرت سابقا ففي واقع يتسم بالغموض و التعقيد يجد الكاتب نفسه ينتج نصوصا شبيهة بواقعه على الأقل إلى درجة ما ،وفي هذا الأمر قد يتفهمه البعض من القراء ،و ذلك بتفهم وضعه العام داخل الواقع ،بينما لا يتفهم البعض وضعه فيلاقي منهم صنوف الإعنات ويُرمى بالسطحية و السذاجة و ما إلى ذلك من الصفات التي تسلبه أهم مواصفات الكاتب الألمعي القادر على جذب القارئ وحلحلة الوضع القائم على سلب الحريات والدعوة إلى مناهضته و مجابهته.
إن الكاتب في العالم الثالث يعاني الأمرّين ،فهو من جهة يجد السلطة و الرقابة الاجتماعية واقفين له بالمرصاد ،فهو لا يتحدث في موضوعات معينة تعتبرها السلطة خطا أحمر لا يمكن تجاوزه ،ويرى المجتمع أن الحديث فيها إنما هو استهتار بالقيم و ضرب للثوابت،ومن جهة أخرى يجد القارئ لا يتفهم موقفه ،فيكون هذا الكاتب عرضة للمشاكل النفسية والاجتماعية إلى درجة قد يفكر في التخلي عن الكتابة و قد يندم عن اليوم الذي أمسك فيه بالورقة و القلم و بدأ يدون أفكاره و ينشرها في الناس.
وجوابا عن السؤال الذي طرحته أعلاه أقول:
الكاتب ينبغي له أن يتحلى بالشجاعة لأنه بدونها لا يستطيع أن يكتب كتابة تخدم الفكر و الأدب ،كتابة ذات قيمة،و نحن ينبغي أن نلتمس له الأعذار في تناوله لبعض المواضيع التي ـ حتى لو أراد ـ لا يمكنه أن يستخدم في معالجتها إلا جزءا معينا من شجاعته ،فيكتب عنها تلميحا أو إيماءا ويترك القارئ يتكلف بالبقية فيقرأ هذا ما بين سطور الكاتب ليصل إلى ما يسعى إليه هذا الأخير من قول وطرح لو أمكنه استعمال شجاعته كاملة غير منقوصة.
الكتابة في العالم الثالث المتخلف لها محاذيرها و لذا كانت هي ذاتها تطرح نفسها كإشكالية في هذا العالم.