د. محمد عباس محمد عرابي - من قصص فصاحة وطرائف أبي الأسود الدؤلي.

أبو الأسود الدؤلي لقبه العرب بملك النحو. هو تابعي جليل كان يسمى ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني (ت 69 هـ، )كان رحمه الله أحد سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم شاعر ومحدث من الدهاة حاضرِي الجواب ، وضع علم النحو في اللغة العربية وشكّل أحرف المصحف، وضع النقاط على الأحرف العربية بأمر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وقد توفي أبو الأسود الدؤلي في عام 69 للهجرة بعد وعمره 85 عامًا أن حضر الطاعون الجارف ، ولكنه لم يمت بسبب الطاعون ، ولكنه أصيب بمرض يسمى الفالج سبب له العرج فكان يسير وهو يجر ساقه ، وقد اشتهر بكثرة زيجاته ولكنه لم يترك من الأبناء عند وفاته سوى ولدان وهما عطاء وأبا حرب وابنة .
ومن القصص التي تدل على فصاحة ابي الأسود الدؤلي القصص التالية :
قصة وضع علم النحو :
خلال مرافقة أبو الأسود الدؤلي لعلي بن أبي طالب تعلم منه أنواع الكلام عند العرب ، ويقال أنه في أحد الأيام كان أبو الأسود الدؤلي يتحدث مع ابنته فقالت له ما أجملُ السماء بضم اللام ، فاعتقد أنها تسأل فرد عليها قائلًا : نجومها ، ولكنها في الواقع كانت تتعجب من جمال السماء ، وهنا لاحظ أبو الأسود أن الناس بدأوا يخلطون في نطق الكلام وأنه هناك حاجه لضبطه فبدأ في وضع ما يعرف بعلم النحو ، وقد أطلق عليه “النحو” لأنه عندما انتهى من وضع كتابه عن علم النحو عرضه على سيدنا علي بن أبي طالب فقال له سيدنا علي ما أجمل هذا النحو الذي نحوت ، ومن هنا سمي علم النحو ، كما علمه سيدنا علي طريقة تنقيط الحروف .
يمكن سماع القصة عبر الرابط
قصة أبي الأسود الدُّؤلي والأعرابي
ها هو الأعرابي يتدور جوعاً يريد أن يأكل ، فدار بينهما الحوار التالي:
♦ قال الأعرابي :أما إني قد مررت بأهلك .
∴ قال أبو الاسود : كذلك كان طريقك
♦ قال : وامرأتك حبلي.
∴ قال الدؤلي: كذلك كان عهدي بها
♦ قال : قد ولدت .
∴ قال أبو الاسود: كان لا بد لها أن تلد
♦ قال الأعرابي: ولدت غلامين.
∴ قال ابو الاسود : كذلك كانت أمها
♦ قال: مات إحدى الطفلين
∴ قال ابو الاسود: ما كانت تقوي علي إرضاع اثنين.
♦ قال: ثم مات الآخر
قال أبو الاسود: ما كان ليبقي بعد موت أخيه.
♦ قال : ماتت الأم .
قال ابو الاسود : حزنآ على فقدان ولديها
♦ قال: ما أطيب طعامك.
قال أبو الاسود: لأجل ذلك أكلته وحدي ووالله لا ذقته يا أعرابي.
يمكن سماع القصة عبر الرابط
قصة أبي الأسود الدوؤلي مع طليقته:
حدث مع أبي الأسود الدوؤلي مع طليقته قصة هي إحدى قصص النزاع التي كثيرًا ما تتكرر معنا ، وفيها وقفت تلك المرأة وقفة شجاعة أمام حاكم البصرة لتثبت أن المرأة قادرة على الحجة والإثبات بأحقيتها في أولادها مهما بلغ بها الحال حتى وإن كانت أمام أبو الأسود الدؤلي الفقيه والمحدث عالم النحو المشهور، صاحب الحجة القوية.
أحداث القصة :
تخاصم أبو الأسود الدؤلي وطليقته في ابن لهما أراد أخذه منها، فتحاكما إلى زياد وهو بالبصرة، فقالت المرأة : أصلح الله الأمير، هذا ابني كان بطني وعاءه، وحجري فناءه وثديي سقاءه، أكلؤه إذا نام، وأحفظه إذا قام، فلم أزل كذلك سبعة أعوام حتى كملت خصاله، واستوكفت أوصاله، فحين أملت نفعه، ورجوت دفعه أراد أبوه أن يأخذه مني كرهًا.
فقال أبو الأسود : أصلحك الله أيها الأمير، هذا ابني حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه، وأنا أقوم عليه في أدبه، وأنظر في أوده، أمنحه حلمي، وألهمه علمي، حتى تحكم عقله واستحكم فتله، فقالت المرأة : لقد صدق، ولكنه حمله خفًا وحملته ثقلًا ووضعه شهوة ووضعته كرهًا!، فقال زياد : والله وازنت بين الحجتين وقارنت الدليل بالدليل فما وجدت لك عليها من سبيل وقضى به لها.
وهناك قصة أبي الأسود وطليقته الحوار فيها مع معاوية ،ويمكن سماع القصة عبر الرابط :
ومن طرائفه :
قال أبو الحسن: كان غلام يقعّر في كلامه فأتى أبا الأسود الدؤلي يلتمس بعض ما عنده فقال له أبو الأسود: ما فعل أبوك، قال: أخَذتْهُ الحُمَّى فطبَخَتْه طبْخًا، و فتَخَتْه فتخا، وفضخته فضخا، فتَرَكَتْه فرخا، فقال أبو الأسود: فما فعلت امرأته التي كانت تُشَارُّهُ وتُمارُّهُ وتُهارُّهُ وتُزارُّهُ، قال: طلّقها وتزوَّجتْ غيرَه فرَضِيَتْ وحَظِيَتْ وبَظِيَتْ، قال أبو الأسود: قد علمنا رضيت وحظيت فما بظيت، قال: بظيت حَرْفٌ من الغريب لم يَبْلُغْكَ، قال أبو الأسود: يا بُنيَّ كلُّ كلمة لا يعرفها عمُّك فاسترها كما تستر السِّنَّوْر خَرْءَهَا.
– قال أبو الحسن: مرَّ أبو علقمة النحوي ببعض طرق البصرة وهاجت به مرة، فوثب عليه قوم منهم فأقبلوا يعضّون إبهامه ويؤذنون في أذنه، فأفلت من أيديهم فقال مالكم تَتَكَأْكَأُونَ عليَّ كأنَّكم تتكأكأون على ذي جِنَّة افْرَنْقِعُوا عنِّي، قالوا: دعوه فإن شيطانه يتكلم بالهندية.
– وقال أبو الحسن: هاج بأبي علقمة الدم، فأُتِيَ بحجام فقال للحجام: اشدُدْ قصب الملازم وأَرْهِفْ ظباتِ المشارط، وأسرِعِ الوضع، وعجِّلِ النزع، وليكن شرطك وخزا، ومصك نهزا، ولا تكرهن أبيّا، ولا تردن أتيّا، فوضع الحجام محاجمه في جونته وانصرف.
المراجع :
منصور ناصر،أجمل المناظرات والمحاورات ،الرياض ،دار طويق ،2003م
قصة أبو الأسود الدؤلي مع طليقته - المرسال
قصة أبو الأسود الدؤلي | قصص . كوم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...