تأخذنا الحياة رغماً عنا باتجاه أنفسنا مهما كنا نعتقد عكس ذلك، كرسالةٍ نرميها عبر البحار فتعود لشاطئنا متعطشةً لنا مداعبةً بنعومةٍ أقدامنا لتخبرنا أنها انطلقت من قلبنا لتعود إليه مجدداً، فقد نضحي لأجل الغير ونقدم سعادتهم على سعادتنا ويعطينا هذا الشعور النبيل لذةً منبعها الرضا عن الذات ولأن ذلك الحب سيفوز به شخص ٌ نحبه، لكننا لا نعي في قرارة أنفسنا أن حبنا له شكلٌ من أشكال حب الذات حتى وإن كان المحبوب طفلنا لأنه يعود علينا بالسعادة ولشعورنا بأن من نحب هو جزءٌ منا..
فيشغلنا هذا الحب عن الكثيرين من حولنا بقصدٍ أو بدون قصد، ونرى البعض دون أن نراهم، فيمرون كطيفٍ في حياتنا، طيفاً لا نلقي له بالاً، نبتسم أحياناً عند رؤيته، وقد لا نلاحظ أنه مر لشدة رقته، فهو خفيف ٌ كريشة، حساسٌ كعاشق، بريءٌ كطفلٍ لا يكبر أبداً، نسميه ونسمي أمثاله من البشر في لهجاتنا العامية (المبروك) أو الشخص الذي (يعيش على البركة) وهي مصطلحات ٌاعتدنا استخدامها دون أن ندري في ثقافتنا الشعبية لوصف الأشخاص الذين ولدوا محدودي التفكير والقدرات الذهنية، والذين يمتازون بطيبةٍ مفرطة تصل إلى حد السذاجة، وهي ما يجعلهم في بعض الأحيان عرضةً للإستغلال من قبل ضعاف النفوس، أو حتى وسيلةً للترفيه ومادةً للسخرية بكل أسف مما يحزنهم ويزيد في انطوائهم لشدة حساسيتهم عكس ما يعتقد البعض..
فهم أشخاص ٌ روحانيون أنقياء لا يفهمون مدى تعقيد عالمنا المليء بالحسابات والمصالح الشخصية التي تزداد بإستمرار بعداً عن العواطف والمشاعر الإنسانية، ولا يفهمون طغيان الجانب المادي على تفكير مجتمعاتنا، ويقارب مستوى إدراكهم الذي يتفاوت من شخص لآخر إدراك طفلٍ لا يتجاوز العاشرة من عمره، فتغري الحلوى الكثير منهم وتلمع أعينهم عند رؤيتها كأي طفل، ونجدهم يلعبون مع القطط والكلاب في الشوارع منبهرين بها وسعيدين بصحبتها، بعد أن تخلت عنهم عائلاتهم بشكل ٍ جزئي أو كلي حيث أصبحوا يعتبرونهم عبئاً أو مدعاةً للخجل، فيعيش الكثير منهم على عطف العابرين الذين قد يقدمون لهم وجبة طعام أو ثياباً مستعملة دون أن يكون لهم عنوانٌ محدد، ونجدهم في حالةٍ يرثى لها على الأرصفة أو تحت الجسور أو في الحدائق العامة أو في أطراف دور العبادة أو البيوت المهجورة، مكتفين بما يقدمه لهم الناس دون أن يحلموا بأكثر من ذلك، فيظلون لفترة طويلة دون اهتمام بنظافتهم الشخصية ودون ادراكٍ لحقيقة ما يحدث معهم ولماذا ترفق هبات الغير لهم بمقولة (ادعيلنا معاك)..
هؤلاء الأشخاص يعيشون كأشباه بشر أو كظلالٍ عابرة على الأرض، فلا يقدر لهم أن يعيشوا حياةً عادية مع أن هذا هو أبسط حقوقهم، ولا يتم التعامل معهم بشكلٍ طبيعي أو النظر إليهم كأي فئة مختلفة تتطلب اهتماماً خاصاً كما تتطلب وعياً وسلوكاً متحضراً وأخلاقياً من المجتمع تجاههم، ولذلك نجدهم يطيلون النظر إلى السماء ويحدقون في اللاشيء، يضحكون ويبكون لوحدهم وغالباً ما يرحلون وحدهم في صمت، نصيبهم من الدنيا فتاتها في بقاءٍ أو رحيل يأخذ معه (البركة) التي يتحدث عنها الناس، ويترك لهم حرية التنظير والحديث عنهم مدركين أن لديهم جناحين يطيران بهم بعيداً عن الزيف والإدعاء، وأن الظل الذي عاشوا مثله وتخلى عنهم بدوره في ظلمات الوحدة أصبح خالداً باقياً وبات أبدياً لا يرحل..
فيشغلنا هذا الحب عن الكثيرين من حولنا بقصدٍ أو بدون قصد، ونرى البعض دون أن نراهم، فيمرون كطيفٍ في حياتنا، طيفاً لا نلقي له بالاً، نبتسم أحياناً عند رؤيته، وقد لا نلاحظ أنه مر لشدة رقته، فهو خفيف ٌ كريشة، حساسٌ كعاشق، بريءٌ كطفلٍ لا يكبر أبداً، نسميه ونسمي أمثاله من البشر في لهجاتنا العامية (المبروك) أو الشخص الذي (يعيش على البركة) وهي مصطلحات ٌاعتدنا استخدامها دون أن ندري في ثقافتنا الشعبية لوصف الأشخاص الذين ولدوا محدودي التفكير والقدرات الذهنية، والذين يمتازون بطيبةٍ مفرطة تصل إلى حد السذاجة، وهي ما يجعلهم في بعض الأحيان عرضةً للإستغلال من قبل ضعاف النفوس، أو حتى وسيلةً للترفيه ومادةً للسخرية بكل أسف مما يحزنهم ويزيد في انطوائهم لشدة حساسيتهم عكس ما يعتقد البعض..
فهم أشخاص ٌ روحانيون أنقياء لا يفهمون مدى تعقيد عالمنا المليء بالحسابات والمصالح الشخصية التي تزداد بإستمرار بعداً عن العواطف والمشاعر الإنسانية، ولا يفهمون طغيان الجانب المادي على تفكير مجتمعاتنا، ويقارب مستوى إدراكهم الذي يتفاوت من شخص لآخر إدراك طفلٍ لا يتجاوز العاشرة من عمره، فتغري الحلوى الكثير منهم وتلمع أعينهم عند رؤيتها كأي طفل، ونجدهم يلعبون مع القطط والكلاب في الشوارع منبهرين بها وسعيدين بصحبتها، بعد أن تخلت عنهم عائلاتهم بشكل ٍ جزئي أو كلي حيث أصبحوا يعتبرونهم عبئاً أو مدعاةً للخجل، فيعيش الكثير منهم على عطف العابرين الذين قد يقدمون لهم وجبة طعام أو ثياباً مستعملة دون أن يكون لهم عنوانٌ محدد، ونجدهم في حالةٍ يرثى لها على الأرصفة أو تحت الجسور أو في الحدائق العامة أو في أطراف دور العبادة أو البيوت المهجورة، مكتفين بما يقدمه لهم الناس دون أن يحلموا بأكثر من ذلك، فيظلون لفترة طويلة دون اهتمام بنظافتهم الشخصية ودون ادراكٍ لحقيقة ما يحدث معهم ولماذا ترفق هبات الغير لهم بمقولة (ادعيلنا معاك)..
هؤلاء الأشخاص يعيشون كأشباه بشر أو كظلالٍ عابرة على الأرض، فلا يقدر لهم أن يعيشوا حياةً عادية مع أن هذا هو أبسط حقوقهم، ولا يتم التعامل معهم بشكلٍ طبيعي أو النظر إليهم كأي فئة مختلفة تتطلب اهتماماً خاصاً كما تتطلب وعياً وسلوكاً متحضراً وأخلاقياً من المجتمع تجاههم، ولذلك نجدهم يطيلون النظر إلى السماء ويحدقون في اللاشيء، يضحكون ويبكون لوحدهم وغالباً ما يرحلون وحدهم في صمت، نصيبهم من الدنيا فتاتها في بقاءٍ أو رحيل يأخذ معه (البركة) التي يتحدث عنها الناس، ويترك لهم حرية التنظير والحديث عنهم مدركين أن لديهم جناحين يطيران بهم بعيداً عن الزيف والإدعاء، وأن الظل الذي عاشوا مثله وتخلى عنهم بدوره في ظلمات الوحدة أصبح خالداً باقياً وبات أبدياً لا يرحل..