قبل أن أدخل عالم القراءة من بابها الكبير علي أن أتقدم للقارىء بلمحة بسيطة موجزة عن الشاعر نصر محمد وديوانه الشعري للعشق أحلام مجنحة .
الشاعر نصر محمد مواليد مدينة عامودا 1967 عامودا وهل هنالك أحد لايعرف عامودا بلد الثقافة والسياسة والمجانين عامودا المعطاءة بكرم وشهامة أهلها عامودا لا يعيش فيها أحد لا يتحدث السياسة والثقافة والتطور العلمي والمهني .
بدأ نصر كغيره من شباب عامودا كتابة الشعر بعمر الصبا كما الكثير من أقرانه لأنه في الثمانينيات والتسعينيات وماقبلهما لا يمضي شهر إلا وفي مدينة عامودا عشرات من الامسيات الشعرية إما في المنازل أو في المركز الثقافي أو غيرها من الأماكن ولم أحضر ما بعدهما وأعتقد إنها كانت على التوالي إن لم تكن أكثر . .
قد لم أطول في قراءة النصوص لأنني بكل تواضع قرأتها مرارا حين كانت مشروع الطباعة لذلك حينما بدأت بقراءتها بعد الطباعة أحسست بتلك الصور واللوحات ترتسم أمامي بقراءتها
استوقفتني المقدمة الباذخة للكاتب والأديب إبراهيم يوسف الذي استطاع بقراءته الولوج إلى أعماق النصوص الشعرية ويرسم معها لوحات أجمل بحرفية القلم فزادها فوق الجمال جمالاً .
نصر محمد الهادىء بطبيعته المحب للاستماع أكثر من الكلام ينتقي كلما بدراية وتأن كما مياه الينابيع التي تمنحنا مياه عذبة نقية.
لم أعهده يوما شلالا كما شلالات الشعر التي فرضت نفسها على الساحة الافتراضية والذين يمتازون في بعض الأحيان بصخب الأصوات وخرير مزعج تجعل مياهها عكرة لسهولة الصيد .
لماذا للعشق أحلام مجنحة قلة من الناس من يقفون قريبا من واقعهم قريبا من قدراتهم ويقارنون بينها وبين أحلامهم حتى لايحدث هنالك فرق كبير أو خسارة كبيرة في حال فشلهم آمالهم وتحطم أحلامهم او وقوف احد البشر في طريقهم هؤلاء هم الأجدر بالأحلام كما الأجدر بالحياة وهنا بالضبط تمكن الشاعر من الأختيار المناسب فكان للعشق أحلام مجنحة
وحين نبدأ مع الشاعر بقصيدته عائدون تنتقل الصورة واللوحات الفنية بالذاكرة الى غسان كنفاني وأحلام العودة عائد إلى حيفا وقد اوجز الشاعر نصر تلك اللوحات والصور بعودته الى عامودا
عائدون عامودا
نحمل المستقبل
على أكتافنا
التي أحياها
الإنتظار
وتوالى ذلك في نصي انتظار و نوافذ وكأنها سلسلة ذاك النص بوجدانية لاتنتهي وينتقل في النص الذي يليهما سلسبيلا ليعرف العالم بما ارتكبته الحروب بحقنا في نصه عذرا سيدتي
قسما كنت أجمل
وكان لي مأوى
قبل أن تتدخلوا
وتقتلوا أمي وأبي !! ..
تلك الحروب التي فرقتنا عن الأحبة عن مرابع الصبا عن آبائنا وأمهاتنا فيمضي الشاعر نصر الى نصر آخر متوالي مرارة الشتاء ويسترسل معاناة الطبقة الكادحة والفقيرة التي تبحث فقط عن لقمة عيشها وذاتها الضائعة في خضم معارك الاضطهاد والاستغلال
دروبنا
موشاة بالحزن
ثلجية الملامح
تدفعنا لواد سحيق
نبحث فيه عن ذواتنا الضائعة !!.
وحين تحدثنا عن عنوان الديوان للعشق أحلام مجنحة نكون قد دخلنا أيضا في نصوص حبات المطر وبشائر الربيع وحكايا مؤجلة وهذه الأرواح و في وطني وإليك روحي وعلى حافة العمر ومازلت أحلم كل هذه النصوص وغيرها هي نفسها الأحلام المجنحة التي تمدنا دائما بالأمل بحياة جديدة
مازلت أحلم
بعودة قريبة
ربيعية
إلى عامودا
فكما أسلفنا في البداية عامودا قصة عشق تدغدغ ذواتنا ولا تأبى الرحيل ولا تعترف بالمسافات أبداَ
العشق هو فرط الحب وشدته واختلاط مشاعر الحب بالانجذاب النفسي والغريزي لمن نحب ونعشق واختلاط مشاعر الحب وعفافها بمشاعر حب الالتصاق بالمحبوب وعدم مفارقته إلا أنه لا يطلق إلا على العلاقة بين الرجل والمرأة فهو مشاعر مختلطة بالحب والشغف والرغبة والشوق بالمحبوب.كما يصورها الشاعر نصر في ماء الياسمين وهمسات وشذرات وفي المحطة الأخيرة وللعشق أحلام مجنحة وووو المرأة والحب والعشق تمتد إلى كل النصوص بقوة يظهر حب المرأة بتصرفاتها وطريقة تبسمها وملامستها ونظرتها وعناقها إذ يُعدّ الحب من أنقى المظاهر العاطفية والروحية فالمرأة عندما تحب الرجل، يشعر الرجل بذلك.
عيناك
قصيدتان
من بلاد الفرس
من قلاع الروم
قيثارتان اغريقيتان
هكذا يتجاوز الحب جميع الحدود الجغرافية والاجتماعية والدينية
إنك الوهج ليوسف
وإنك آلهة السماء !!.
وفي أغلب نصوصه يخاطب الشاعر الحبيبة إنها سيدة النساء ويتقن في رسم تلك اللوحات الجميلة التي تشع بالاحاسيس الوجدانية الصادقة
لنحتسي أنا وأنت
فنجان قهوة
بطعم الشغف !!..
ويسترسل في نص آخر حزن العاشقين ليقول
يمتلكني الحب
للمرة الألف
قبل ملايين الصباحات
قبل القبلة الأولى
قبل العناق الأخير
ويمتد الحب للمرأة والوطن والأم ومرابع الصبا في تلوين الديوان كاملا ولا يقتصر على نص بعينه
إن الأم الحنونة تعطي بلا حساب حيث إنها تحاول جاهدة أن توفر لأولادها جميع متطلباتهم.
دون أن تنتظر منهم أي مقابل. كما تجد إنها في كثير من الأوقات يمكن أن تحرم نفسها من أشياء كثيرة، حتى تتمكن من متطلبات أولادها المختلفة.
فلا يوجد أحن من الأم على أولادها ولا يوجد أحد يخاف على الأولاد بنفس درجة خوف الأم على أولادها.
والأم الحنونة هي أيضاً الحضن الذي نلجأ له عند مواجهة الكثير من المتاعب المختلفة، حيث إن حضنها راحة لنا وإحساس بالأمان والاحتواء.فيقول الشاعر في نص أمي
يا من أحن
لعطفها
لدفئها
لحضنها
وكلما كبرت أقول لو
أعود طفلا
يحبو بقربها
استمتعت وأنا أراجع قراءة تلك النصوص بعد فترة طويلة من قراءتها وكما أسلفت سابقا إنها بدأت تغمرني كما مياه الينابيع الهادئة النقية مرحى للشاعر الوجداني نصر محمد على هذا النتاج العميق في محتواه والسهل في الكلمات والتعابير واللوحات البيانية كما هو معروف إننا نقرأ ونخبر القارىء قراءتنا من خلال الشواهد والصور قد لا ننتقل الى صخب الشلالات التي يصدرها البعض ولكن نقرأها كما هي ببساطتها وبساطتنا دون أن نجامل إلى حد الترف أو نبخس الى حد الشحيح في قراءتنا
26_ 02 _ 2022
الشاعر نصر محمد مواليد مدينة عامودا 1967 عامودا وهل هنالك أحد لايعرف عامودا بلد الثقافة والسياسة والمجانين عامودا المعطاءة بكرم وشهامة أهلها عامودا لا يعيش فيها أحد لا يتحدث السياسة والثقافة والتطور العلمي والمهني .
بدأ نصر كغيره من شباب عامودا كتابة الشعر بعمر الصبا كما الكثير من أقرانه لأنه في الثمانينيات والتسعينيات وماقبلهما لا يمضي شهر إلا وفي مدينة عامودا عشرات من الامسيات الشعرية إما في المنازل أو في المركز الثقافي أو غيرها من الأماكن ولم أحضر ما بعدهما وأعتقد إنها كانت على التوالي إن لم تكن أكثر . .
قد لم أطول في قراءة النصوص لأنني بكل تواضع قرأتها مرارا حين كانت مشروع الطباعة لذلك حينما بدأت بقراءتها بعد الطباعة أحسست بتلك الصور واللوحات ترتسم أمامي بقراءتها
استوقفتني المقدمة الباذخة للكاتب والأديب إبراهيم يوسف الذي استطاع بقراءته الولوج إلى أعماق النصوص الشعرية ويرسم معها لوحات أجمل بحرفية القلم فزادها فوق الجمال جمالاً .
نصر محمد الهادىء بطبيعته المحب للاستماع أكثر من الكلام ينتقي كلما بدراية وتأن كما مياه الينابيع التي تمنحنا مياه عذبة نقية.
لم أعهده يوما شلالا كما شلالات الشعر التي فرضت نفسها على الساحة الافتراضية والذين يمتازون في بعض الأحيان بصخب الأصوات وخرير مزعج تجعل مياهها عكرة لسهولة الصيد .
لماذا للعشق أحلام مجنحة قلة من الناس من يقفون قريبا من واقعهم قريبا من قدراتهم ويقارنون بينها وبين أحلامهم حتى لايحدث هنالك فرق كبير أو خسارة كبيرة في حال فشلهم آمالهم وتحطم أحلامهم او وقوف احد البشر في طريقهم هؤلاء هم الأجدر بالأحلام كما الأجدر بالحياة وهنا بالضبط تمكن الشاعر من الأختيار المناسب فكان للعشق أحلام مجنحة
وحين نبدأ مع الشاعر بقصيدته عائدون تنتقل الصورة واللوحات الفنية بالذاكرة الى غسان كنفاني وأحلام العودة عائد إلى حيفا وقد اوجز الشاعر نصر تلك اللوحات والصور بعودته الى عامودا
عائدون عامودا
نحمل المستقبل
على أكتافنا
التي أحياها
الإنتظار
وتوالى ذلك في نصي انتظار و نوافذ وكأنها سلسلة ذاك النص بوجدانية لاتنتهي وينتقل في النص الذي يليهما سلسبيلا ليعرف العالم بما ارتكبته الحروب بحقنا في نصه عذرا سيدتي
قسما كنت أجمل
وكان لي مأوى
قبل أن تتدخلوا
وتقتلوا أمي وأبي !! ..
تلك الحروب التي فرقتنا عن الأحبة عن مرابع الصبا عن آبائنا وأمهاتنا فيمضي الشاعر نصر الى نصر آخر متوالي مرارة الشتاء ويسترسل معاناة الطبقة الكادحة والفقيرة التي تبحث فقط عن لقمة عيشها وذاتها الضائعة في خضم معارك الاضطهاد والاستغلال
دروبنا
موشاة بالحزن
ثلجية الملامح
تدفعنا لواد سحيق
نبحث فيه عن ذواتنا الضائعة !!.
وحين تحدثنا عن عنوان الديوان للعشق أحلام مجنحة نكون قد دخلنا أيضا في نصوص حبات المطر وبشائر الربيع وحكايا مؤجلة وهذه الأرواح و في وطني وإليك روحي وعلى حافة العمر ومازلت أحلم كل هذه النصوص وغيرها هي نفسها الأحلام المجنحة التي تمدنا دائما بالأمل بحياة جديدة
مازلت أحلم
بعودة قريبة
ربيعية
إلى عامودا
فكما أسلفنا في البداية عامودا قصة عشق تدغدغ ذواتنا ولا تأبى الرحيل ولا تعترف بالمسافات أبداَ
العشق هو فرط الحب وشدته واختلاط مشاعر الحب بالانجذاب النفسي والغريزي لمن نحب ونعشق واختلاط مشاعر الحب وعفافها بمشاعر حب الالتصاق بالمحبوب وعدم مفارقته إلا أنه لا يطلق إلا على العلاقة بين الرجل والمرأة فهو مشاعر مختلطة بالحب والشغف والرغبة والشوق بالمحبوب.كما يصورها الشاعر نصر في ماء الياسمين وهمسات وشذرات وفي المحطة الأخيرة وللعشق أحلام مجنحة وووو المرأة والحب والعشق تمتد إلى كل النصوص بقوة يظهر حب المرأة بتصرفاتها وطريقة تبسمها وملامستها ونظرتها وعناقها إذ يُعدّ الحب من أنقى المظاهر العاطفية والروحية فالمرأة عندما تحب الرجل، يشعر الرجل بذلك.
عيناك
قصيدتان
من بلاد الفرس
من قلاع الروم
قيثارتان اغريقيتان
هكذا يتجاوز الحب جميع الحدود الجغرافية والاجتماعية والدينية
إنك الوهج ليوسف
وإنك آلهة السماء !!.
وفي أغلب نصوصه يخاطب الشاعر الحبيبة إنها سيدة النساء ويتقن في رسم تلك اللوحات الجميلة التي تشع بالاحاسيس الوجدانية الصادقة
لنحتسي أنا وأنت
فنجان قهوة
بطعم الشغف !!..
ويسترسل في نص آخر حزن العاشقين ليقول
يمتلكني الحب
للمرة الألف
قبل ملايين الصباحات
قبل القبلة الأولى
قبل العناق الأخير
ويمتد الحب للمرأة والوطن والأم ومرابع الصبا في تلوين الديوان كاملا ولا يقتصر على نص بعينه
إن الأم الحنونة تعطي بلا حساب حيث إنها تحاول جاهدة أن توفر لأولادها جميع متطلباتهم.
دون أن تنتظر منهم أي مقابل. كما تجد إنها في كثير من الأوقات يمكن أن تحرم نفسها من أشياء كثيرة، حتى تتمكن من متطلبات أولادها المختلفة.
فلا يوجد أحن من الأم على أولادها ولا يوجد أحد يخاف على الأولاد بنفس درجة خوف الأم على أولادها.
والأم الحنونة هي أيضاً الحضن الذي نلجأ له عند مواجهة الكثير من المتاعب المختلفة، حيث إن حضنها راحة لنا وإحساس بالأمان والاحتواء.فيقول الشاعر في نص أمي
يا من أحن
لعطفها
لدفئها
لحضنها
وكلما كبرت أقول لو
أعود طفلا
يحبو بقربها
استمتعت وأنا أراجع قراءة تلك النصوص بعد فترة طويلة من قراءتها وكما أسلفت سابقا إنها بدأت تغمرني كما مياه الينابيع الهادئة النقية مرحى للشاعر الوجداني نصر محمد على هذا النتاج العميق في محتواه والسهل في الكلمات والتعابير واللوحات البيانية كما هو معروف إننا نقرأ ونخبر القارىء قراءتنا من خلال الشواهد والصور قد لا ننتقل الى صخب الشلالات التي يصدرها البعض ولكن نقرأها كما هي ببساطتها وبساطتنا دون أن نجامل إلى حد الترف أو نبخس الى حد الشحيح في قراءتنا
26_ 02 _ 2022