مديح الصادق - شيءٌ من اللغة العربية.. (النعت)

النعت أحد التوابع الأربعة، (النعت، التوكيد، العطف، البدل)، والتابع هو الاسم الذي يُشارك الاسم الذي قبله في الإعراب مطلقاً، أي في كلّ الأحوال.
(فازَ شاعرٌ بليغٌ). (كرَّمنا شاعراً بليغاً). (احتفلنا بشاعرٍ بليغٍ).
(بليغ) نعت لما قبله، تبعه في حالات (الرفع والنصب والجر).
...............
النعت هو التابع الذي يُكمِّل متبوعه إمَّا:
1- ببيان صفة من صفاته: زارَنِي صديقِي الوفيُّ).
2- ببيان صفة من صفات ما تعلق به، ويُسمى (النعت السببي):
(مررْتُ بصديقٍ مُجتهدٍ أخوهُ). (مُجتهدٍ): صفة ل(أخو) لكنه تبع (صديق)
في الإعراب، و(أخو) فاعل لاسم الفاعل (مُجتهد) مرفوع.
...........
أغراض النعت:
1- المدح: (لا تبخلْ بالكلمةِ الطيبةِ). {بِسْمِ اللهِ الرحْمنِ الرَحيمِ}.
2- التخصيص: (فازَتْ المرأةُ الشاعرةُ).
3- الذمّ: (احذرْ الزميلَ المُنافقَ). {فاسْتَعِذ باللهِ مِنَ الشيْطانِ الرجيمِ}.
4- التوكيد: (فإذا نُفِخَ في الصُّورِ نفخَةً واحدةً}. (لا تأسفْ على أمسِ الفائتِ).
5- الترحّم: (زُرْنا أرملةً مسكينةَ).
..................
علِمنا أنَّ النعت يتبع منعوته بالإعراب؛ ويتبعه كذلك في التعريف والتنكير؛
فلا تُنعت المعرفة بالنكرة، ولا النكرة بالمعرفة؛ تقول:
(نجحَ الطلبةُ المُجتهدونَ)، (نجحَ طلبةٌ مُجتهدونَ)، ولا تقل:
(نجحَ الطلبةُ مجتهدونَ)، (نجحَ طلبةٌ المجتهدونَ).
...............
يُطابق النعت المنعوت في (الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث):
(القادمُ رجلٌ حسَنٌ، القادمانِ رجلانِ حسَنانِ، القادمونَ رجالٌ حسَنونَ).
(القادمةُ شاعرةٌ حسَنَةٌ، القادمتانِ شاعرتانِ حسَنتانِ، القادماتُ شواعرُ
حَسَناتٌ).
.............
إذا رفع النعت اسماً ظاهراً يطابقه في التأنيث والتذكير؛ ويكون النعت مفرداً
في التثنية والجمع:
(الفائزُ طالبٌ محمودٌ أبوهُ، الفائزانِ طالبانِ محمودٌ أبواهُما، الفائزونَ طلبةٌ محمودٌ آباؤهُم).
(الفائزةٌ طالبةٌ محمودٌ أبوها، الفائزتانِ طالبتانِ محمودٌ أبواهُما، الفائزاتُ طالباتٌ محمودٌ آباؤهُنَّ).
..................
يجب أن يكون النعت اسماً مشتقّاً لفظاً أو تأويلاً:
1- المُشتقّ لفظاً:
أ- اسم الفاعل (قادم).
ب- اسم المفعول (مذموم).
ج- الصفة المُشبَّهة باسم الفاعل (حَسَن).
د- أفعل التفضيل (أحسن).
2- المُؤوَّل بالمشتق:
أ- اسم الإشارة: (قابلتُ زيداً ذاكَ)، أي المشار إليه.
ب- ذو بمعنى صاحب: (اخترْ صديقاً ذا علمٍ)، أي صاحب علم.
ج- ذو الموصولة: (أُعجبتُ بالزميلةِ ذو أبدعَتْ)، أي التي أبدعت.
د- الاسم المنسوب: استأنستُ بصديقي الكنديّ. أي المنسوب إلى كندا.
...............
الجملة، الفعلية أو الاسمية؛ تقع نعتاً؛ ولا يُنعت بها إلا نكرة، فهي مُؤوَّلة بالنكرة؛ لأنَّ الجمل (بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات)، نحو:
(احتفلنا بميلادِ صديقٍ مقامُهُ عزيزٌ). الجملة الاسمية (مقامُهُ عزيزٌ) من المبتدأ والخبر في محل جرّ، صفة ل(صديقٍ) المجرور بالإضافة.
(دخلَ المدينةَ رجلٌ يُجيدُ لغةَ أهلِها). جملة (يُجيدُ) من الفعل والفاعل الضمير المُستتر؛ في محل رفع، نعت ل(رجل) المرفوع.
يُشترط في جملة النعت أن يكون فيها ضمير يعود على المنعوت، وقد يُحذف في حال الدلالة عليه، نحو: {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}.
التقدير: (لا تَجْزي فيه...)، والجملة في محل نصب، نعت ليوم، والضمير العائد عليه محذوف؛ للدلالة عليه.
ملاحظة: لا يجوز النعت بالجملة الطلبية، فلا تقل: (نجحَ طالبٌ أَكرِمْهُ) على أساس أن جملة (أكرِمْهُ) صفة ل(طالب). وفي ذلك خلاف.
....................
رأى بعض النحاة جواز نعت الاسم المُعرَّف ب(أل الجنسية) بالجملة، حجَّتهم في ذلك أنه قريب من النكرة، ومن شواهدهم: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ}.
هؤلاء جعلوا الجملة الفعلية (نسلخُ) صفة ل(الليل)، المُعرَّف ب(أل) الجنسية.
من شواهدهم بيت لشاعر سلولي مجهول الاسم:
"وَلقدْ أمُرُّ على اللّئيمِ يَسبُّني... فَمَضيْتُ ثُمَّ قُلْتُ: لا يعْنينِي".
جعلوا جملة (يسبُّني) نعتاً ل(اللئيم) المُعرَّف ب(أل) الجنسية.
ملاحظة: أجاز غيرهم أن تكون الجملة هنا (حالاً) لأنَّها بعد معرفة.
...............
الأصل أن يكون النعت اسماً مُشتقّاً أو مؤوَّلاً بالمُشتقّ، كما ذكرنا، وقد كثر استعمال المصدر نعتاً، ويرون أنه يدلّ على المعنى:
(هذا رجلٌ عَدلٌ، هذانِ رجلانِ عَدلٌ، هؤلاءِ رجالٌ عَدلٌ، تلكَ امرأةٌ عَدلٌ، هاتانِ امرأتانِ عَدلٌ، هؤلاءِ نِساءٌ عَدلٌ).
هنا يجب إفراد النعت، المصدر؛ وتذكيره، مهما كان المنعوت.
يرى أغلب النحاة أن النعت بالمصدر على تقدير محذوف: (هذا رجلٌ ذو عَدلٍ)، وعندما حُذف (ذو)، المُضاف؛ قام (عدل) المُضاف إليه مقامه، وأخذ حكمه الإعرابي.
..............
هناك حالان في وقوع النعت لمثنى أو جمع:
1- إذا اختلف النعت؛ فيجب التفريق بالعطف:
(كرَّمْنا الفائزَينِ الشاعرَ والكاتبَ). (كرَّمنا الفائزاتِ الشاعرةَ والكاتبةَ والإعلاميّةَ).
2- إذا اتفق النعت فإنه يتبع المنعوت في التثنية والجمع:
(كرَّمنا الفائزَينِ الشاعرَينِ). (كرّمنا الفائزاتِ الشواعِرَ).
..................
1- في حال نعت معمولَين لعاملَين مُتَّحدَينِ في المعنى والعمل؛ يتبع النعت المنعوت؛ رفعاً، و نصباً، و جرّاً:
(جاءَ سعدٌ وحضرَ أحمدُ المؤدّبَانِ). (كرَّمنا سعداً وكافأنا أحمدَ المؤدَّبَينِ).
(سعدنا بسعدٍ وسرِرنا بأحمدَ المؤدّبَينِ).
2- في حال اختلف معنى العاملين أو عملهما؛ فإنه يتوجب القطع بالنصب أو بالرفع نحو:
(حضرَ زيدٌ وغادرَ عَمْرٌو الكريمَينِ) على تقدير (أعني الكريمَينِ).
(حيَّيتُ زيداً وسلَّمتُ على عمرٍو الكريمانِ) على تقدير: (هُما الكريمان).
.................
في حال القطع يجوز في النعت النصب على إضمار الفعل (أعني):
(مررتُ بالرجلِ الكريمَ). التقدير: (أعني الكريمَ).
ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ بمعنى (هو):
(مررتُ بالرجلِ الكريمُ). التقدير: (هو الكريمُ).
ويكثر هذا الإضمار في حال المدح؛ كما ذكرنا.
وفي حال الذمّ، نحو:
(مررتُ بالرجلِ الخبيثَ، أو الخبيثُ)، وفي حال الترحّم:
(مررتُ بالرجلِ المسكينَ، أو المسكينُ).
ملاحظة: في حال نعت الاختصاص يتبع النعت المنعوت، دون إضمار
ناصب أو رافع: (مرَرْتُ بالرجلِ النجّارِ).
................
1- يُحذف المنعوت ويُقام النعت مقامه في حال دلَّ عليه دليل:
{أنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}، أي (دروعاً سابغاتٍ).
(نجحَ مُجتهدونَ)، أي (طلبةٌ مُجتهدونَ)
2- يُحذف النعت قليلا إذا دلَّ عليه دليل: {الآنَ جِئْتَ بِالحَقِّ}، أي (البيِّنِ).
{إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أهْلِكَ}، أي (الناجينَ).


كندا 11 - 3 - 2022
بقلم الدكور مديح الصادق… من كندا.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...