أ. د. عادل الأسطة - الياس خوري " نجمة البحر " 7 : " الأخرس إن حكى "

للكاتب الإسرائيلي ( ا.ب.يهوشع ) رواية قصيرة عنوانها " أمام الغابات " يحكي فيها عن طالب يهودي يدرس التاريخ وينفق بعض الوقت يحرس غابة قرب القدس ويقرأ .
الغابة تخفي تحتها قرية عربية ومن عادة الإسرائيليين حين يسوون قرية عربية بالأرض أن يقيموا على أنقاضها متنزها أو مستوطنة أو (بارك) .
الطالب في أثناء حراسته يشاهد عربيا مقطوع اللسان لا يتكلم ، فالغابة هي أرض آبائه وأجداده .
ماذا سيروي هذا الأخرس لطالب التاريخ لو استطاع أن يتكلم ؟
بعض أعمال الروائي الإسرائيلي (.ا.ب.يهوشع ) تحضر في رواية الياس هذه ، وقد خصصت اليوم ، في جريدة الأيام الفلسطينية ، مقالة أبين فيها صلة الرواية برواية " العاشق " ل " يهوشع " .
رواية " أمام الغابات " تحضر أيضا ، وإن بشكل أقل من حضور " العاشق " ، وثمة عرب في"نجمة البحر " أصيبوا بالخرس ، وقد لخص العنوان الفرعي " الأخرس إن حكى " قصة آدم الذي تلعثم في بيت غبريال بالكلام ، علما بأنه لم يتأتيء في طفولته ، ولكن الأخرس ليس آدم وحسب ، فأهل غيتو اللد صمتوا في 1948 ، والأخرس هو أكرم الذي رأى في 1948 الإسرائيليين يقتلون أباه وثلاثة رجال آخرين .
يحكي العامل العربي ممدوح لآدم قصة أكرم وعجزه عن الكلام ، وعن تربية الأم هنية لابنها أكرم وتبني ممدوح عامل الكراج له وعطفه عليه .
ماذا سيحكي أكرم إن حكى؟
" بعد العشاء غادر الخواجا غابرييل الكاراج ، وأمر ممدوح بأن ترفع بقايا الطعام استعدادا للنوم ، لكن النوم لم يأت . أكرم الأخرس افتتح الكلام بصراخه . صار العمال يطلقون عليه لقب الأخرس لأنه فقد القدرة على الكلام بعد شفائه من مرضه الغامض . وعندما كان يضطر إلى الإجابة عن أسئلة الخواجة ، كان يجيب بغمغمة مقرونة بإشارة من يديه . هذا الأخرس ، جلس إلى جانب آدم وفرش الكلام على الأرض . الحقيقة أنه لم يتكلم . كان كلامه أشبه بإشارات التقطها ممدوح ، الذي حاول في البداية ، إسكاته ، لكن غضب الأخرس تصاعد صراخا يشبه العواء ، الأمر الذي أجبر ممدوح على الكلام " .
وحكى ممدوح عما جرى في 1948.
الخرس أصاب الفلسطينيين في المنفى فصمتوا ، وفي رواية غسان كنفاني " رجال في الشمس " يموت الفلسطينيون الثلاثة في الصهريج ولا يصرخون ولا يدقون جدران الخزان
( ملاحظة : ثمة ترجمة لرواية ( ا.ب. يهوشع " أمام الغابات " في كتاب عنوانه " صورة العربي في الأدب العبري : وطن الأشواق المتناقضة، قصص مختارة ، لايهود بن عيزر ، ترجمه د. أحمد أبو حماد / جامعة عين شمس وصدر الكتاب عن دار الحمراء في بيروت في 2001)

10 شباط 2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...