أ. د. عادل الاسطة - الياس خوري "نجمة البحر" 8: "الكتاب اليهود وصورة العربي"

كم دراسة أنجزت عن صورة العربي في الأدب العبري ؟
هناك كتابان أنجزهما دارسان عربيان حول الموضوع ، وهناك كتابان بالانجليزية لباحثتين هما ( ريزا دومب ) و ( غيلا رامراس راوخ ) وقد نقلا إلى العربية ، وترجمت أنا دراسة لأستاذة ألمانية هي ( اوتي بوهماير )درست فيها قصةقصيرة ل( عوز ) وروايات ل( يهوشع ) و( كانيوك ) و( غروسمان ) والكاتب انطون شماس . وقبل هؤلاء كلهم كتب غسان كنفاني عن صورة العربي في الأدب الصهيوني .
هل توقف دارس ما أمام مصادر تشكل صورة العربي في الأدب العبري والأدب الصهيوني ؟
ربما التقى ( ثيودور هرتسل ) ببعض عرب حين زار فلسطين قبل كتابة روايته ، ولكن ماذا عن كتاب مثل ( ليون اوريس ) و ( آرثر كوستلر ) . كتب الأول رواية ( The Haj ) عدا رواية " اكسودس " وكتب الثاني " لصوص في الليل " وكان للعرب حضور فيهما .
الروايات كتبت بالانجليزية والكاتبان غير يهوديين وإن كانا صهيونيين . ما هي مرجعية هذين الكاتبين عن العرب ؟
الكتاب اليهود الذين جاؤوا إلى فلسطين احتكوا بالفلسطينيين إلى حد ما .
المهاجرون الأوائل عاش قسم منهم قريبا من سكان البلاد ورأى في البدو منهم اليهود الأصليين الذين أسلموا .
ماذا عن ( عوز ) و( يهوشع ) و( غروسمان ) و( كانيوك ) ؟
فيم أعرفه فإن الأول والثالث تجولا في البلاد والتقيا بمثقفين وسياسيين عرب ولا أعرف الكثير عن الثاني والرابع ، وإن كان لوالد ( يهوشع ) صلة بالعرب ومعرفة بالعربية ، فقد ألف كتابا عن الصحافة الفلسطينية قبل 1948 .
أنطون شماس كتب رواية " عربسك " وتساءل فيها كاتب يهودي متخيل إن كان هناك كاتب عربي يحلم بأبطاله اليهود كما يحلم الكاتب اليهودي بأبطاله العرب.
في " نجمة البحر " يروي راوي الرواية عن كاتب روائي يهودي يريد أن يكتب رواية تحضر فيها شخصيات عربية ، وحين يذهب إلى كراج غابرييل ليصلح سيارته يلتقي بعمال عرب ، فيقرر الجلوس معهم ومحاورتهم ليجعل منهم شخصيات لروايته ، ولم يرتح العمال العرب له فيقررون مقاطعته وعدم التعاون معه ويشكون في علاقته بالمخابرات الإسرائيلية . ويرى فيه غابرييل كاتبا معتوها . ولكن الراوي وهو آدم نفسه في زمن آخر يروي :
" لا يدري آدم هل ذهب غابرييل وابنته إلى العشاء في معالوت أم لا ، لكنه لاحظ أن هناك علاقة ما بدأت تتشكل بين الميكانيكي والكاتب ، كأن مناحيم استعاض عن العربي بالميكانيكي اليهودي ، كي يروي له حكايات عن العرب " ١١٧ .
كما أشرت فإن ( ا.ب.يهوشع ) كتب في " العاشق " عن العرب وترك قسما منهم يروي قصته ويعبر عن وجهة نظره. والذي يتكلم عن العرب أيضا في رواية( يهوشع ) هو آدم الميكانيكي اليهودي صاحب الكراج .
هل مصادر الكتابة عن العرب في الأدب العبري والأدب الصهيوني يعتمد على المعايشة أيضا ؛ معايشة الكاتب أو أصحاب العمل أو رجال المخابرات ؟
هل خلق الياس خوري شخصية الكاتب ( مناحم زخاريا ) مستفيدا من شخصية ( يهوشع ) نفسه ، يهوشع الذي كتب عن عرب يعملون في كاراج اليهودي آدم وهل قص آدم على ( يهوشع ) قصص عماله العرب ؟ وهل أصغى ( يهوشع ) إلى عامل عربي؟
في رواية " العاشق " يترك الكاتب شخوصه يقصون : العامل العربي يقص وصاحب الكراج يقص أيضا ولا نصغي لسارد يمكن اعتباره قناعا للكاتب.
11 شباط 2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...