بداية أعلن حقيقة نقدية: أحمد شوقي أميرا للشعراء!
انتظرت حتى يبين الفجر لذي عينين ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حتى يحمد القول عند قوم أتعبهم السرى في ليل داج.
ما فتئ الزمان يدور بنا حتى صارت قوتنا الناعمة منتهبا لكل طامع ناهب، أكتب هذه المقالة وعيني ينسكب دمعها على واقع مر وحال أشد كآبة؛ ما بين ناقد ناقم وشاعر ينشد لقبا، وهذا حقه؛ فالميدان يتسع، وما دار في هذا البرنامج يخرج عن سياق النقد الموضوعي ويصل بنا إلى حالة من التيه، لا تتقزم مصر حتى يأتي من يهبها لقبا كانت تملكته منذ عهد أمير الشعراء شوقي بك؛ غدت به تتيه وتزهو على لداتها، أن الشعر انعقد له تاج الإمارة وجاءت وفود الشرق تبايع وتقر!
محمد إسعاف النشاشيبي ومحمد كرد علي وخليل مطران وأمين الحسيني وحافظ إبراهيم وتزدهي دار الأوبرا الملكية بذلك الحشد!
غير أنه لم يؤرخ في تاريخ الأدب العربي لشاعر بلقب الإمارة، ولا سعى شاعر إليه حتى المتنبي كان يكفيه أن يكون شاعر الأمير وما ذاك باللقب القليل!
لست من الصاخبين في هذا المضمار، لا تكون الإمارة تصويت جمهور ولا استجلاب ثناء، نحن في مشهد عبثي يستحث المتابعين تصويتا أشبه ببرامج المسابقات الكبرى؛ وهي بعيدة مهوى القرط عن هذا العنق بعد المشرقين!
قديما نقم العقاد وطه حسين على شوقي إمارة الشعر؛ فعاشا يهتبلان الفرصة للنيل منه واحتواش تلك الدرجة فلم تأتهما راغبة أو راهبة فسلمت لشوقي شاعرية لم يتوج بها غيره لا مطران ولا حافظ.
ولو كان لأحد أن يرتقي تلك السدة أو يتوج بذلك التاج لكان أجدر بها محمد مهدي الجواهري أو عمر أبو ريشة أو البردوني؛ فالسجل حافل والحبل على الجرار من المجودين المبدعين.
ترى هل بعد يركن شاعر إلى الشدو وقد أزاحه نقاد جيء بهم وصاة على الفن لدى رعاة يهبون الدراهم معدودة؛ ترى أي مجمع يقر هذا؟
يأخذك العجب أن الجامعة الأم والكلية الأعرق ما دريتا عن شاعرهما غير سماع من عبر شاشة صاخبة ويتملكك العجب ويذهب بك كل مذهب أن الشاعر في برجه العاجي وقد اتهم في معجمه كيف به العلو وصوره كم هي غالية مدلة!
يحضرني مشهد مبايعة شوقي أميرا للشعراء وكيف استنفر ذوو الأقلام أسنتهم، وجاءت الوفود تلو الوفود إلى المحروسة تحمل آيات الثناء ودلائل الحب في ركائبها النجباء كل نفيس من القول؛ يستقبلهم حافظ الصناجة ومطران النابغة وآخرون ممن تنعقد بهم المجالس وتحفل التيجان؛ بويع شوقي فكان الحدث الأدبي الأكبر وما نزال نراه الأمير بغير عصا الملك والشادي في رحابة القول فنا!
هل يرضى الإنجليز عن شاعر ينازع شكسبير سدة إمرته أو الألمان لغير جوته مكانته؟
أم ترانا نسير في دائرة مغلقة مبهمة ونحثو في أفواهنا ماء البحر وقد كان لنا النيل القراح عذبا مورده؟
أم ترى كل سابقة فضل لنا ينتهبها غيرنا ويريدون تدليسا لأمر هو خاصتنا ومبعث فخرنا؛ فالعربية في مصر مجمع الخالدين وموطن الضاد أن تخلو من إقليمية مقيتة وشعوبية بغيضة؛ لها ولأخواتها الناطقات بالضاد القول والخيال كل وصف؛ ليكن ذا سعة من يبتغي الأدب والبيان؛ شرط ألا ننازع الناس ما وهبوا من ثناء التأريخ وتميز القائلين، شوقي الأمير انعقدت له الإمارة ودونها يقصر حلم الراغبين وتطلع الهواة الشادين.
دعوا الميدان فلن تدركوا جواده ولن تمسكوا بعنانه!
انتظرت حتى يبين الفجر لذي عينين ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حتى يحمد القول عند قوم أتعبهم السرى في ليل داج.
ما فتئ الزمان يدور بنا حتى صارت قوتنا الناعمة منتهبا لكل طامع ناهب، أكتب هذه المقالة وعيني ينسكب دمعها على واقع مر وحال أشد كآبة؛ ما بين ناقد ناقم وشاعر ينشد لقبا، وهذا حقه؛ فالميدان يتسع، وما دار في هذا البرنامج يخرج عن سياق النقد الموضوعي ويصل بنا إلى حالة من التيه، لا تتقزم مصر حتى يأتي من يهبها لقبا كانت تملكته منذ عهد أمير الشعراء شوقي بك؛ غدت به تتيه وتزهو على لداتها، أن الشعر انعقد له تاج الإمارة وجاءت وفود الشرق تبايع وتقر!
محمد إسعاف النشاشيبي ومحمد كرد علي وخليل مطران وأمين الحسيني وحافظ إبراهيم وتزدهي دار الأوبرا الملكية بذلك الحشد!
غير أنه لم يؤرخ في تاريخ الأدب العربي لشاعر بلقب الإمارة، ولا سعى شاعر إليه حتى المتنبي كان يكفيه أن يكون شاعر الأمير وما ذاك باللقب القليل!
لست من الصاخبين في هذا المضمار، لا تكون الإمارة تصويت جمهور ولا استجلاب ثناء، نحن في مشهد عبثي يستحث المتابعين تصويتا أشبه ببرامج المسابقات الكبرى؛ وهي بعيدة مهوى القرط عن هذا العنق بعد المشرقين!
قديما نقم العقاد وطه حسين على شوقي إمارة الشعر؛ فعاشا يهتبلان الفرصة للنيل منه واحتواش تلك الدرجة فلم تأتهما راغبة أو راهبة فسلمت لشوقي شاعرية لم يتوج بها غيره لا مطران ولا حافظ.
ولو كان لأحد أن يرتقي تلك السدة أو يتوج بذلك التاج لكان أجدر بها محمد مهدي الجواهري أو عمر أبو ريشة أو البردوني؛ فالسجل حافل والحبل على الجرار من المجودين المبدعين.
ترى هل بعد يركن شاعر إلى الشدو وقد أزاحه نقاد جيء بهم وصاة على الفن لدى رعاة يهبون الدراهم معدودة؛ ترى أي مجمع يقر هذا؟
يأخذك العجب أن الجامعة الأم والكلية الأعرق ما دريتا عن شاعرهما غير سماع من عبر شاشة صاخبة ويتملكك العجب ويذهب بك كل مذهب أن الشاعر في برجه العاجي وقد اتهم في معجمه كيف به العلو وصوره كم هي غالية مدلة!
يحضرني مشهد مبايعة شوقي أميرا للشعراء وكيف استنفر ذوو الأقلام أسنتهم، وجاءت الوفود تلو الوفود إلى المحروسة تحمل آيات الثناء ودلائل الحب في ركائبها النجباء كل نفيس من القول؛ يستقبلهم حافظ الصناجة ومطران النابغة وآخرون ممن تنعقد بهم المجالس وتحفل التيجان؛ بويع شوقي فكان الحدث الأدبي الأكبر وما نزال نراه الأمير بغير عصا الملك والشادي في رحابة القول فنا!
هل يرضى الإنجليز عن شاعر ينازع شكسبير سدة إمرته أو الألمان لغير جوته مكانته؟
أم ترانا نسير في دائرة مغلقة مبهمة ونحثو في أفواهنا ماء البحر وقد كان لنا النيل القراح عذبا مورده؟
أم ترى كل سابقة فضل لنا ينتهبها غيرنا ويريدون تدليسا لأمر هو خاصتنا ومبعث فخرنا؛ فالعربية في مصر مجمع الخالدين وموطن الضاد أن تخلو من إقليمية مقيتة وشعوبية بغيضة؛ لها ولأخواتها الناطقات بالضاد القول والخيال كل وصف؛ ليكن ذا سعة من يبتغي الأدب والبيان؛ شرط ألا ننازع الناس ما وهبوا من ثناء التأريخ وتميز القائلين، شوقي الأمير انعقدت له الإمارة ودونها يقصر حلم الراغبين وتطلع الهواة الشادين.
دعوا الميدان فلن تدركوا جواده ولن تمسكوا بعنانه!