ثمة علاقة ثلاثية بين المبدع وبين موضوعه الابداعى وبين الجنس الابداعى المناسب لموضوعه ، يظل التفاعل بين العناصر الثلاثة فى حوار خفى وأخذ ورد لاستحضار الحالة الابداعية ومعايشة المزاج الشعورى والانفعالى التى تقود مجتمعة الى اختيار الجنس الأدبى المناسب للموضوع ، ينطبق هذا على المبدع المجيد لأكثر من جنس ابداعى كما هو الحال مع مبدعنا الأستاذ محمود سلطان ، هكذا أظن ، قد يبدو الأمر تميزا خاصا بامتلاك عديد المواهب الابداعية وهو كذلك قطعا لكن ضريبته المدفوعة مقدما شيئ غير قليل من القلق والحيرة وصعوبة فى المفاضلة بين أكثر من جنس أدبى يلائم موضوعه ، لكن ذلك لا ينفى فى معظم الأحوال قدرة المبدع أحادى الموهبة عن تكييف وتطويع الجنس الأدبى الذى يجيده بما يلائم موضوعه ، لعل التمهيد السابق يكون ضروريا ومهما قبل أى محاولة لتناول القصيدة التى كتبها الأستاذ محمود سلطان والتى تحمل عنوان ( وعادت لى ) ... تبدأ القصيدة بعطفة رقيقة حميمة عن عودة حبيبة بعد غياب طويل ، قد تكون امرأة او مدينة أو شارعا او بيتا لكنه يشعر انها عادت وكان يظنها لن تعود ....... وعادت لى وقد خابت ظنونى
وما عقدت جبينا فى عيونى
يكاد صاحبنا ان يرقص فرحا لعودتها على أى حال ، يكفى أنها عادت ولم تعبس بوجهه ولا عقدت بلقياه الجبينا ، هى اذن لم تقابله بلهفة وحنين ولا بابتسامة شوق !!!!!!
وهنا قد يبدو ثمة تناقض بين الأبيات التالية وسيرها على نحو مغاير للبيت الافتتاحى الذى يفصح عن فرح وبشر بعودة الحبيب الغائب من جانب صاحبنا الذى يتحدث عنه شاعرنا تقابله الحبيبة بمشاعر مصمتة ان لم تكن فاترة ، والحقيقة أن التناقض هنا طبيعى وتصوير بداية اللقاء بعد غياب طويل على هذا النحو يبدو منطقيا تماما لاختلاف طبيعة الرجل عن طبيعة المراة فى التعبير عن مشاعر كل منهما فى هكذا موقف ، وتمضى القصيدة فى أبياتها التالية على نحو اكثر انفتاحا واستعادة لزخم المشاعر التى كانت قبل الغياب الطويل بعد ان زالت لحظات الدهشة الأولى وهيبة اللقاء بعد الغياب والى ان نصل الى بيتى ختام القصيدة حيث يقول شاعرنا ...
.................... وقبل الليل من غير اعتذار
تعود بها قواربها بدونى
وكم ردت قلوبا قبل قلبى
برايات منكسة الجبين
وهنا نكتشف ان القصيدة عبرت بشكل رائع عن شخصين مختلفى الطباع والمشاعر والهوى التقيا عشقا فى مرحلة لم توحدهما مشاعرهما على درب واحد فافترقا ثم لاحت بعد الغياب الطويل فرصة للقاء ظنها من كتب عنه شاعرنا فى القصيدة عودة تعيد ما مضى فاذا بالطرف الٱخر لم يغير طباعه وكعادته جاء للقاء لم يزد عن كونه مجرد لقاء وليس عودة كما ظنها صاحبنا ....
تحياتى لاستاذنا متعدد المواهب متنوع الابداع الاستاذ محمود سلطان
وما عقدت جبينا فى عيونى
يكاد صاحبنا ان يرقص فرحا لعودتها على أى حال ، يكفى أنها عادت ولم تعبس بوجهه ولا عقدت بلقياه الجبينا ، هى اذن لم تقابله بلهفة وحنين ولا بابتسامة شوق !!!!!!
وهنا قد يبدو ثمة تناقض بين الأبيات التالية وسيرها على نحو مغاير للبيت الافتتاحى الذى يفصح عن فرح وبشر بعودة الحبيب الغائب من جانب صاحبنا الذى يتحدث عنه شاعرنا تقابله الحبيبة بمشاعر مصمتة ان لم تكن فاترة ، والحقيقة أن التناقض هنا طبيعى وتصوير بداية اللقاء بعد غياب طويل على هذا النحو يبدو منطقيا تماما لاختلاف طبيعة الرجل عن طبيعة المراة فى التعبير عن مشاعر كل منهما فى هكذا موقف ، وتمضى القصيدة فى أبياتها التالية على نحو اكثر انفتاحا واستعادة لزخم المشاعر التى كانت قبل الغياب الطويل بعد ان زالت لحظات الدهشة الأولى وهيبة اللقاء بعد الغياب والى ان نصل الى بيتى ختام القصيدة حيث يقول شاعرنا ...
.................... وقبل الليل من غير اعتذار
تعود بها قواربها بدونى
وكم ردت قلوبا قبل قلبى
برايات منكسة الجبين
وهنا نكتشف ان القصيدة عبرت بشكل رائع عن شخصين مختلفى الطباع والمشاعر والهوى التقيا عشقا فى مرحلة لم توحدهما مشاعرهما على درب واحد فافترقا ثم لاحت بعد الغياب الطويل فرصة للقاء ظنها من كتب عنه شاعرنا فى القصيدة عودة تعيد ما مضى فاذا بالطرف الٱخر لم يغير طباعه وكعادته جاء للقاء لم يزد عن كونه مجرد لقاء وليس عودة كما ظنها صاحبنا ....
تحياتى لاستاذنا متعدد المواهب متنوع الابداع الاستاذ محمود سلطان