ولد حميدة بايحي في 8 جانفي 1958 بقرية غيزن / جزيرة جربة / ولاية مدنين / الجمهورية التونسية.زاول تعليمه الابتدائيّ بمدرسة شارع الحبيب بورقيبة حومة السوق و تعليمه الثّانويّ بالمعهد الفنّي بجزيرة جربة فنال شهادة البكالوريا شعبة الآداب في دورة جوان 1976 .
- سافر لاستكمال دراسته بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة - المملكة العربيّة السعودية فظفر بإجازة في الشّريعة و أصول الدّين خوّلت له أن يشتغل أستاذا في التّربية الإسلاميّة بالمعاهد التّونسيّة بقابس ثمّ بالسّواني في جزيرة جربة الفيحاء.
- يعتبر الشّيخ حميدة بن فرحات بايحي أحد أعلام جزيرة جربة الفيحاء المرموقين إذ كان واسع المعارف ، دؤوب العمل ، شديد الورع ، طيّب المعاشرة ، ناصع التّفكير ، جريء المواقف ، جميل الصّبر ، متواضعا ، حليما ، غيورا على محارم الله. كان أسلوبه في الدعــوة و الاصلاح يتميّـــــــز بالحـكمة و الموعظة و حسن التبليغ .
- إنّه و الحقّ يقال شيخ حازم ، متفتّح ، متسامـــح ، وسطيّ الفكر يجنـــح إلى الاعتدال و يسعى إلى جمع الشّمل و وحدة صفّ المسلمين مـــــع اختلاف تيّاراتهـــــم الفكريّة و الإيديولوجيّة ، منهجــه منهج محمّد صـــلّى الله عليه و سلّم .
- و بشهادة كلّ من عرفوه و عاشروه ، كان حازما في حقل الدّعوة ، حريصا على الاستقامة ، متصدّرا مجالس العلم بكفـاءة و اقتدار يخلص في النّصيحة والتّوجيه ، يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر حتّى حاز بتلك الأخلاق الفاضلة مكانة عالية في قلوب النّاس و حبّا و تقديرا .
- و في سنة 1993 ، عيّنه شيوخ الإباضيّة بجربة إماما خطيبا بجامع الشّيخ بدلا من الشّيخ قاسم قوجة أثناء استفحال مرضه فأدّى الأمانة و بلّغ الرّسالة المناطة بعهدته . تابع خطبه يوم الجمعةجمع غفير من المسلمين في اهتمام بالغ لأنّها كانت واضحة المعاني ، وليدة الواقع ، متجدّدة الرّؤى ، نبيلة المــرامي ، جزيلة البراهين ، يسيرة الأسلوب يفهمها الجميع أيّا كانت ثقافتهم و مآربهم الفكريّة و ألوانهم المذهبيّة في شفافيّة لا يعتريها لبس مشين أو ضبابيّة منفّرة أو تعقيد مربك .
- و في يوم الأحد 15 جانفي 2012 ، تلقّينا ببالغ الأسى و بقلوب خاشعة مطمئنّة نبأ وفاة شيخنا الفاضل بعد معاناته من داء عضال أضجعه الفراش شهورا عديدة . تغمّده الله بواسع رحمته و أسكنه فسيح جنانه إنّه حميد مجيد .