محمد لغويبي - عن الكتابة... وفوضاها

بداية يمكن طرح السؤال التالي، بعيدا عن النظام و الأنساق المتراصة و الخلفيات المتكررة و المستباحة...! هل لا زال للكتابة ما يستدعيها لتكون شاهدا على العصر؟ و هل لا تزال هناك شروط للكتابة/المشروع؟بمعنى، هل هناك حاجة أو حاجات للكتابة الملتزمة بالقضايا الجوهرية و المصيرية؟أم أن الكتابة أصبحت عبئا هو الآخر ينضاف إلى الأعباء القديمة و الجديدة التي تحاصر و تعيق الإنسان المعاصر؟
أسئلة أطرحها بعيدا عن سلطة الكتابة التي توارت لصالح سلط أخرى أشد تأثيرا و أعمق أثرا...
فمع فوضى الكتابة و فوضى السلطة و النظام، تحتاج الكتابة إلى مساءلة الذات و الواقع معا بكثير من الجدل و الوضوح من طرف تلك الفئة القليلة التي لا تزال على إيمانها بأن الكتابة سر من أسرار الوجود الذي يتعرى هو قبل أن يعري الواقع في أبعاده و اشتباكاته...
و هي مهمة صعبة للغاية في زمن أعلن الحرب على كل شيء، حتى الكتابة، التي توزعت و تاهت أمام الأنانيات و النهايات الصغرى التي ترضى بأسهل الحلول و تقبل بأنصافها..
لا يختلف كاتبان أو قارئان حقيقيان على أن الكاتب فقد قيمته الرمزية عندما تخلى عن وظيفته كناقد أو باحث أو مبدع في الميدان، يعلن انتماءه و اختياره و يترجمه إلى مواقف إبداعية و إنسانية و مجتمعية في أرض..لم تعد لها حدود...
تحتاج هذه القلة إلى تكاثف الجهود و تظافرها، بكثير من العقل و الفعل الجريء و المختلف عن حالات الانصياع و الخضوع و المسايرة للفردية و القبول بالواقع الجديد ،كما لو كان قدرا حتميا لا بديل عنه.
تحتاج الكتابة إلى المواكبة و المساءلة و المحاسبة بكثير من الشفافية و المسؤولية التي لا تجامل و لا تتحامل و لا تنحاز لمجرد الانحياز أو لمجرد إرضاء واقع تسلط عليها فأفرغها من أسباب الوجود و غايات هذا الوجود!
حقا تحتاج الكتابة/هذه القلة ،أكثر من أي وقت آخر إلى أن تكون أو لا تكون، ذا هو السؤال.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...