عبدالرحيم التدلاوي - بعض الجوانب القضوية والفنية في رواية "حديث الوجوه المائلة" لهشام ناجح

الجوانب القضوية:
قد أثارت الرواية قضايا حيوية من قبيل الكبت الذي يخلق اضطرابات نفسية. فالطاقة الجنسية للشباب لا تفرغ في مكانها الأصلي بل يتم، بفعل هذا العنصر، تصريفها إما بالاستمناء أو وطء الحيوانات، أو بالجنس الجماعي كما لدى اليسار الحالم أو الطفولي للتفرغ للإنتاج.
كما أن من واجبات هذا اليسار الحقيقية رفع منسوب وعي الطبقات الشعبية بتحريرها من الخرافات التي تكبلها من مثل خرافة حك الحاجب الأيمن، وغيرها. وجعلها تدرك أن عدوها الحقيقي هو البرجوازية التي تسرق عملها وتعبها وتحوله نعيما لها. هذه الطبقات الشعبية تتوجس منها البرجوازية خيفة:
بعد أن يفتح بِكودٍ تجنّباً لاحتمالات السطو، أو القتل المزروع في الاستبطانات البرجوازية. الآخر الفقير هو ذئب لأخيه، يسرقه ويقتله ويحسده عى النعيم الذي كلّفه الليالي الطوال من العمل. الفقراء لا يسعون، لا يكدّون، يهدمون أكر ما يُصلحون. ص 101 و102.
إذن، بدل خرق المقدسات بغنجهية، ينبغي على هذا اليسار تبني لاهوت التحرير بدلا من لاهوت الإستعباد والاستحمار المعضد لمصالح الإمبريالية الصهيونية المستعبدة وأن يكف عن أن يكون الخادم الأمين لها
. وموضع اليسار وقضية التحرر بكل أشكاله يحضر في حديث محمد حسوني الطافح بالمرارة بفعل الخيبات التي فرضت عليه الهجرة إلى فرنسا؛ الدولة التي شبهها بالقحبة، فحين تكتفي منك تركلك. مع إشارة دقيقة ناقدة تتعلق باليسار المخزني المتنعم:
حتّى هؤلاء الذين كانوا يندّدون بالطبقية والرأسمالية لا يخوضون محاضرة أو ندوة أو إضراباً إلا وكروشهم مملوءة بخير الرأسمالية..ص 92.
هذا اليسار المتنعم يساهم في تزييف الوعي خدمة لأسياده، وأولياء نعمته. بل كان طرفا داخليا في الإجهاز على المناضل بن بركة؛ فاغتياله يظل إحدى الإشكاليات العالقة؛ فقد ساهمت في اغتياله القوى الإمبريالية الصهيونية وأذنابها.
محمد حسوني ورحلته من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، بحثا عن خلاصه:
محمد حسوني اليساري الحالم الذي كان يرصد التناقضات ويصر على خلق عالم تتحقق فيه المساواة، عاش في مفترق طرق بين الإيمان والإلحاد، وفي لحظة ضياع يأتي صديقه التونسي لينقذه بتزويجه من أخته التي عملت كل ما في وسعها لإخراجه من ورطته، وحيرته وبكثير من النجاح، تتوج الفرحة بإنجاب طفل أضفى على حياته معنى. لكن حياة الدعة لن تستمر إذ سيعود إلى ضياعه بعد مقتل زوجته وطفله في حادث سير ولد لديه تأنيب ضمير كونه كان السبب، ومن هنا اضطرابه النفسي الذي قاده إلى مونيكا الطبيبة المعالجة. وبحثه عن الله لم يكن سوى رغبته في بلوغ الخلاص. وقد وصل إليه بفعل ارتمائه في أحضان الإيمان في صورته المشرقية ذات البعد الشكلي من خلال اللباس والعطر والسواك، وهو ما أفقده خصوصيته المغاربية، وجعله كائنا منسلخا عن الدين العميق. لقد رأى في تدينه الجديد بعد تدينه اليساري المتطرف علاجا لاضطراباته النفسية فلم يعد بحاجة إلى الطب النفسي المخدر من وجهة نظره. لقد انتقل سي محمد من أقصى التطرف إلى أقصى التطرف، بمعنى أن رحلة خلاصه لم تقده إلا إلى التطرف، حيث سينتقل إلى أفغانستان لينضم إلى جماعات الجهاد، ومن هناك، سيبعث رسالة هداية لحمامو يهديه إلى حلاوة الإيمان، والحصول على خلاصه.
بين الشرق والغرب:
يقف التاريخ بين صورتين؛صورة مبهرة وصورة منفرة، يقول السارد خالقا تباينا بين الشرق والغرب:
الفرنسي مبهر حقاً حول الكيفية التاريخية، التي ننظر بها إلى تحوّلات العالم عبر طروحات مدعومة بأنساق، وأفكار، ومخطّطات محبوكة بدبلوماسية، لها باع طويل، فينجلي هذا السموّ مع رفرفة الراية بلونها الأزرق والأبيض والأحمر على جبن الزمن كرابية للتأمّل البري، ليس بدافع عقدة الاستكمال المنهوشة بالرغبة في الاستفراد بالعَظَمَة والإجلال، ولكنها الرغبة الخفية إلى العذوبة البشرية المحسوسة، عكس الرق البائد المحاط برغبة التفويض الإلهي أو الحقّ الإلهي.. الأمر.. الرئيس.. الخليفة.. الإمام.. وإن أخذ مالكَ وقصم ظهركَ. في فرنسا لا تُطالعكَ صورة الرئيس إلا في الأماكن الإدارية البحتة فقط. ص 124.
يقيم السارد مقارنة دالة بين الغرب المتنوع والمتعدد والخصب، والشرق الواحدي والأحادي في كل تجلياته وأبعاده والموسوم بالجدب والفقر. ولحظة المقارنة الفكرية ستقود إلى مقارنة مادية حيث الغرب ينوء بشبعه، فيما الشرق/اليمن يعيش تحت ضغط الفاقة والجوع..
. وعلاقة الشبق الرابطة بين حمامو وطاطا وهما يستقبلان رأس سنة 2000 تجلي صورة أخرى مثيرة ولافتة للانتباه؛ فالمرأة الغربية ترتدي لباسا شرقيا لإذكاء نار الحب في حمامو، وهذا الأخير المنتمي للشرق يرتدي لباسا غربيا معبرا عن احتفاله برأس السنة، وهو لباس رمزي وعالمي. فهل في ذلك تعارض للشهوتين؛ واحدة مشتعلة، والثانية باردة؟ انظر ص 173. أم يا تراه زواج الشرق بالغرب؟ أهي لحظة التقاء بينهما حيث كل طرف يرتدي لباس الآخر، كعنوان انسجام ثقافي من خلال بعده الجنسي؟
لكن اللباس الشرقي، في صورته الشهرزادية، لا يعبر عن الثقافة المغربية بشكل خاص، بخلاف لباس حمامو الذي هو لباس غربي بامتياز. المهم، في لحظة بزوغ سنة جديدة، سعى كل طرف إلى أن يلعب دور الطرف الثاني وينصهر فيه، على الأقل إلى حدود بداية تلك السنة التي يمكن أن تكون بداية عهد جديد بين الشرق والغرب، وقد ذلك يكون مجرد أمل يحذو السارد، ويشغل باله. فالانصهار قد يكون عنوان مرحلة جديدة تجمع بين الشرق الروحاني والغرب المادي كما طرحته رواية "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم
. وقد يكون الأمر مجرد احتفال كرنفالي ينتهي بانتهاء اللحظة وانطفاء الشهوة فيعود كل واحد إلى جلدته الأصلية. ويكون اللباس مجرد قشرة سريعة الزوال.
فأين تكمن مشكلة الشرق؟
يقدم لنا السارد الجواب بوقله:
مشكلة المسلمين أنهم اهتمّوا بالأحكام فقط، وتجاهلوا قِيَم التسامح والحال، التي كان يشخّصها النبي )ص( في حديثه وسلوكه.. ص 155.
ما يزال الشرق يقدم في بعده الروحي والغرب في بعده المادي المادي كما طرحته الروايات العربية السابقة ابتداء من "عصفور من الشرق"، وصولا إلى "حديث الوجوه المائلة" يقول السارد:
رغم تقدّم العالم التكنولوجي الباهر لم يرح روحه الملغزة إلى بحث تشوبه مظان وهواجس يلتبس فيها الخاص مع الطهارة. هذه الروح هي الاستعارة للمظاهر الملفوفة داخل الإنسان، فتفيض ذاته بهذه المجادلة الخفية للأقانيم والقدسيات. ص 130
. نقد اختلالات الوطن:
تبدو الرواية مليئة بالأحداث التاريخية التي شهدتها بعض بقاع العالم، كفرنسا ثورة 68، والجزائر قتل بوضياف وحظر الفيس، وما أعقبه من تقتيل، فالمدن العاجة بالجيوش يغيب فيها الله، وتشيلي ومرحلة بينوتشي وما بعدها، وأحداث 11 شتنبر، وانفجار قطار مدريد، والمغرب واغتيال بن بركة واليسار المتطرف والمخزني. فإذا كان المغرب والجزائر لم يستطيعا الخروج من تلك الأحداث بما يدعم روح الحياة، فإن تشيلي، التي شهدت المرحلة الدموية التي جسدها بينوتشي، قد خرجت منها منتصرة للحياة ومفعمة بها، وبذا تكون أفق العالم المغاربي والعربي معا:
البلدان الحقيقية هي التي تخرج منتصرة من وعثائها، منتصرة لقِيَمِها، مشدودة لتاريخها وعدم تبريصه..ص 176.
في الفصل المخصص لمونيكا السطيفي وبصوتها يتم البوح والكشف عن الكثير من الخبايا المرتبطة بها كفرد وكجماعة، فهي حين تتحدث عن نفسها ففي الوقت نفسه تستحضر الشرق الذي ترتبط به من جهة الأب؛ هذا الأب الذي كان يبحث عن حبيبة تدرك عمق الالتباس والهوة النفسية اللتين لم يتخلص منهما. ولذا وجد حبيبته في الحد الفاصل بين دولتين، الباسك.ص 30.
مما يعني بقاء السطيفي ممزقا وحائرا وغير مستقر، إذ ظل يعيش بين فضاءين يتناوشانه، ولا يحققان توازنه النفسي. وقد يكون التقاؤه بابنته إشارة إلى بلوغ هذه الغاية.
نقد حمامو لأوضاع بلده:
يستعيد حمامو رسالة أمه التي عبرت عن فرحتها بمساعدة ابنها الذي فك طوق الألم عن أبيه، وتدفعه إلى إرسال المزيد لاسترجاع الأرض الضائعة منهم لحظة جفاف، أثناء نشوته الطافحة مع عشيقته البرجوازية المتمردة، طاطا. الأم البديل التي ستعتني به ماديا وجسديا. وسيكون مالها سبيل خروج أسرة حمامو من أزمتها. لقد كانت المرارة تملأ قلب حمامو وهو يرصد الاختلالات التي شابت تسيير الوطن، والتي بدل أن تحقق استقلاله الفعلي جعلته أكثر تبعية، وجعلت أبناءه الذي ناضلوا من أجل طرد المستعمر يغامرون بأنفسهم من أجل بلوغ أرضه.
حمامو كان يزاول مهنة تعليم أبناء الجالية اللغة العربية حفاظا على الفرع من أن يضيع أصله، لكنه كان يعتمد بيداغوجيا خاصة به تقرب وتحبب ولا تنفر. باعتماد جمالية القرب اللغوي: المسرح وأغاني الإخوان مكري؛ وبيداغوجيا اللعب المحبب للتعلم. كل شيء فيه معطوب باستثناء عضوه الذكري:
ذَكَري هو العضو الوحيد السليم في جسدي. ص 87.
بعض الجوانب الفنية في الرواية:
1_ السارد المسرود له:
لا تكتفي الرواية بالانفتاح على مختلف الأجناس التعبيرية، بل نجدها توظف القصة بداخلها ليصير حمامو السارد الأساس قارئا للقصة المهداة له، وقد بلغته في رسالة مونيكا، بمعنى أن القصة عبرت الزمان بالعنعنة المكتوبة. فبعد أن كان حمامو ساردا صار مسرودا له. لكن المثير أن يكون هشام الروائي الذي يرسم اسمه بكامل بهائه على الغلاف يصير شخصية متخيلة تكتب القصص وتشارك حمامو هذا المجال، فيصيران شخصية واحدة مندمجة في بعضها لا انفصام بينهما، وبخاصة أن شخصيات القصة المتضمنة هي نفس شخصيات الرواية. هكذا، ينتقل هشام من الواقعي إلى الخيالي في لعبة تحولات لا تنتهي، منتقلة برشاقة من الخارج إلى الداخل، ومن الداخل إلى الخارج، فكأن الخراج داخل، والداخل خارج. خرق نظام البناء التصاعدي: كانت الفصول تتعاقب لكن ليس في خط طولي، فكل فصل يفسح المجال لفصل آخر بصوت مختلف، ينوب عنه ويكمله، ثم يعود الفصل السابق ليكمل ما بدأه في رحلة تناوب خصب من أصوات متعددة ومشاهد مختلفة وكأن الرواية سمفونية حياة.
2_ هوية الأمكنة من خلال روائحها وطريقة تأثيثها:
يقيم حمامو مقابلة دالة في ما يتعلق بطريقة تأثيث فضاء المنزل بين الهولندي الغربي وقصر طاطا مارثين وحمامو الشرقي. كما يسرد حلما يري فيه أباه في ورطة ويترجاه الخروج منها بإرسال بعض المال لأمه. كما أن للمرأة دورا في جعل المكان مؤنسنا بترتيبه وتعطيره، وغيابها لا يؤدي سوى إلى الفوضى كما في منزل الحسيني المريض الذي سعى حمامو إلى مقابلته:
الغرفة خالية من رائحة الأنثى، من يدها، ومن فرجها..ص 88
. باستثناء صورة لجان دارك: كأنه كان يدرك أن جان دارك بقصّتها الجميلة ووجهها الناعم، ستحقّق انتصارات مستقبلية في نفوس المعذّبن، كلّا شخصت أبصارهم صوب الجال الممهور بالرقّة والتواق للحُرّيّة. ص 89.
ثم إن للبيوت هويتها ورائحتها الخاصة المعبرة عن خصوصيتها الثقافية:
لكل بيت رائحته. البيوت معلومة من روائحها. بيت مونيكا يعجّ برائحة الدواء. بيتي تغزوه روائح المبخرات الشرقية النفّاذة، روائح الصندل والجاوي، الحرمل، الفاسوخ، والخزامى. بيت طاطا مارثين تتناثر روائحه بين روائح الطعام وعبق العطور المختلفة المبرّة بحياة لامتناهية من النعيم. ص 102.
أما البار فيعد مكانا لمعرفة أخبار الوطن أفضل من السفارة الغارقة في احتفالاتها: دأت وجوه الخير تذرع بار الدكالي، على الأقلّ، فهو يوفرّ الدفء والاحتاء الاجتماعي والوطن الصغر المفتوح في وجه العادات، والمنحاز لرصد الأخبار الطازجة أفضل من السفارة المغربية المنشغلة بأعياد الوطن وحلوة "غرييبة" و"كعب الغزال" بن الفينة والأخرى . 69. كما فيه: تُحلّ فيه كل المشاكل بدون استثناء؛ من تزوير أوراق الإقامة إلى النصب والاحتيال وحتّى الزواج الأبيض. ص 89.
3_ السخرية في الرواية:
لعرض السخرية بشكل موجز، أجدني أمام سؤال: هل تطرح الرواية مسألة التثاقف؟
بالنظر إلى سلوك معظم شخصيات النص الروائي، يتبين لي أنها تطرح قضية الغازي والمغزو، في علاقتهما المتوترة وغير المتساوية، فالغرب صار مستقبلا لأفراد مستعمراته السابقة فرارا من بلدانهم التي لم تمكنهم من العيش الكريم بفعل سياسات لا شعبية. ولذا، نجد الشخصيات المهاجرة تعاني من علل نفسية كثيرة، والباقي لم يندمج في الثقافة المستقبلة، إذ ظل محافظا على ثقافته وسلوكاته في المأكل والمشرب. ومن عمق هذا السلوك نبعت السخرية. فالسارد كان دقيقا في صنع ابتسامة على محيا المتلقي برصد أفعال منفرة رغم أن أصحابها لهم حججهم في إنجازها وعدم التفريط فيها.
ومن ذلك طريقة تناول ابن عم مونيكا الطعام، يقول السارد واصفا:
يده المشعرة تنقر اللحم بدون الحاجة إلى السكين والشوكة، يغرس أصابعه كذئب استفرد بنعجة قاصية، مصطكّاً بأسنانه في صوت قريب من
بغل رامياً برأسه في مخلاة شعير. ص 125.
ثم يضيف ساخرا بعد دفوعات عبد العزيز عن طريقة أكله بيد، قائلا:
بالفعل قد
أفلح في سدّ شهية الجميع بهذا الطرح اللطيف، فاستدارت العيون تلاحقه
بمزيد من الإعجاب، في انشداه، كأنه رشنا بمبيد كيماوي. ص 125.
ثم يصف لنا طريقة شربه للقهوة قائلا:
يرشف قهوته في صخب بجرعتين متتاليتين،
كَمَنْ يخاف أن يضيع مذاق النّ بن لهاثه، ينظر إلى الطاس من الداخل
دون أن ينظر إلينا..ص125.
عبد العزيز هذا الذي تم التركيز على طريقة تناوله للطعام، هو من أشار إلى مسألة غزو الغرب قضيبيا بشكل سريع في معرض حديثه عن فرنسا. إنه ينظر إلى الغرب كفرج ينتظر فاتحه الشرقي؛ وهي الإشارة الوحيدة التي تسير وما سطره طرابشي في كتابه القيم " شرق وغرب، رجولة وأنوثة".
ترصد الرواية عددا من الظواهر السلبية التي تسكن الشرق، وما استطاع تجاوزها؛ وقد يكون أفق انفراجها في تشيلي التي عرفت كيف تتغلب على مرحلة بينوتشي الدموية.
وقد تناولت ذلك وقضايا أخرى بأسلوب يقطر ألما وسخرية معتمدة على تعدد الأصوات وتباين وجهات النظر بغاية إثراء المتن ومنحه خصوبة دلالية، مستعينة بلغة شاعرية مرة، وتقريرية مرة، وتأملية ذات طابع فكري ثالثة، مع الاستعانة باللغة المحكية متى استدعاها المقام.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...