الكتابة دون رغبة فيها !

أحاول منذ بداية نيسان الماضي أن أعود إلى الكتابة بعد استراحة مطولة أمضيتها بعد الفروغ من رواية " قصة الخلق" . في العادة لا أكتب إلا إذا كانت الرغبة في الكتابة تلح علي، لذلك يمكن القول أنني ما زلت اتعامل معها كهواية وليس كحرفة ، أي كما أتعامل مع الشطرنج الذي يندرأن يمرعلي يوم دون أن أمارس لعبته ولمرات عديدة . أدمنت الكتابة الفكرية في فلسفة الوجود لما يقرب من ثلاثة عقود أنتجت خلالها ست روايات وعشرات الأبحاث ومئات المقالات وآلاف المقولات .. ولا أعرف متى سيتسنى لي أن أجمع هذه الأبحاث والمقالات والمقولات في كتب أو مجلدات .. وهذا أمر يحتاج إلى جهد كبير وتصنيف .. عزائي أن معظم ما كتبته متوفر في الحوار المتمدن .حين عدت إلى الكتابة في نيسان عدت إلى قصة العبد سعيد لأعيد كتابتها كرواية ، بعد أن ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية. وكنت في بدايات كتاباتي في سبعينيات القرن الماضي قد حولت الكثير من مشاريع الروايات لدي إلى قصص طويلة أو روايات قصيرة ، ومنها قصة العبد سعيد .. المفاجأة أنني وجدت نفسي أكتب دون رغبة مقبولة في كتابة هذا النوع من الأدب بعد أن أدمنت الأدب الفكري الفلسفي.. كتبت ثمانية فصول حتى اليوم ، إلى أن وصلت إلى خصي سعيد . معظم الفصول كتبتها في نيسان ولم أكتب شيئا يذكر في أيار، لعدم توفر الرغبة الملحة في الكتابة ، وما أن أجلس خلف الكومبيوتر حتى أجد نفسي أبحث عن برنامج لعب الشطرنج لأغرق فيه لساعات.. وآمل أن تنتابني رغبة مقبولة أو حافز قوي لأكمل الرواية.

هذا المساء خطر ببالي أن أكتب شيئا عن النفس ، فالعقل البشري احتار واختلف في تعريف النفس كما احتارواختلف في تعريف العقل والروح والخالق والله نفسه . لقد سبق لي وأن كتبت مقولة وربما مقالة عن النفس ، فرحت أبحث عما كتبته لأستنير به ولأرى ماذا كتبت .. وعبثا حاولت أن أجد ما كتبته عبر مئات المقالات. أعجبني موضوع عن المثقف العربي كتبته من قبل فشاركته في صفحتي ولم أكتب شيئا عن النفس.

وآمل أن أجد حافزا لي للكتابة عن النفس والعقل ومتابعة الكتابة في رواية العبد سعيد التي أصبحت تحمل عنوان "سعيد وزبيدة " على غرار روميو وجولييت !

م.ش . 30/5/22

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...