يلعب التراث الثقافي الانساني دورا مهما في تنشئة الأجيال البشرية على مر العصور ، سواء كان هذا التأثير إيجابا أم سلبا ، فيبقى له الدور الفعلي في شخصية الطفل منذ بداية نعومة أظافره ، إلى أن يكبر ويشيخ . وفي تراثنا العربي الثقافي الكثير من المؤثرات الإيجابية في حياة الطفل العربي ، وفي أنماط تراثية سلبية تصل إلى حد القيم أحيانا ، ما تؤدي هذه الأنماط السلبية من سلوك الوالدين تجاه الطفل العربي . ضمن معتقدات التراث وممارساته ، إلى زعزعة الطفل العربي في شخصيته ، وتدمير ثقته بنفسه في كثير من الأحيان ، ما يصل إلى حد أن يرضع الطفل الخوف من ثدي أمه في بعض الوقت ، ويعمل على بناء شخصية الطفل السيكولوجية والبدنية المهزومة . ومن هذه الممارسات الخاطئة التي تنتشر في تراثنا الثقافي في مجتمعنا العربي ، استعمال الخوف من الوالدين ، كسلاح تدميري تجاه الأطفال ، باعتقاد من الوالدين لتعديل السلوك عند الأطفال ، فأهم ما تلجأ إليه الأم حين يخطئ الطفل ، ولكي لا يخطئ من الأساس ، ولأن الطفل بطبعه تعلمي استطلاعي يعمل في البحث عن الأشياء التي لا يعرفها ، وربما يلجأ أحيانا لتدمير لعبة اشتراها له أبوه ، ليس في حب التدمير بل في حب الاستطلاع لدي الطفل ، للتعرف على ديناميكية حركة اللعبة مثلا ، فتقوم بعض الأمهات بإخافة الطفل وتهديده بحضور الأب وإبلاغه بالفعل الشنيع ـ البسيط ـ الذي قام به الطفل ، فتنشأ لدى الطفل ظاهرة الخوف من الأب ، وتنغرز في سيكولوجيته بدل الاحترام والحب والتقدير للأب .
كما أن هناك ظاهرة خطيرة تمارسها بعض الأسر تجاه الله سبحانه مع أطفالها ، وعلى سبيل المثال إذا سرق الطفل ، وهو لا يعرف أنه سرق ، أو كذب الطفل ، وأيضا لا يعرف أنه كذب ، تقوم الأسر بإخافة أطفالهم من الله سبحانه ، وبأن الله سيعاقبهم بالنار إن الطفل كذب ، ولا يعلموا الطفل أنه إن كان صادقا فيحبه الله ويدخله الجنة ، وإن لم يسرق فسيحبه الله أيضا ويدخله الجنة ، فالأولى حب الله أكثر من الخوف من النار ، على سبيل المثال لا الحصر .
الكثير من السلوكيات الخاطئة التي تمارسها الأسرة العربية تجاه الطفل ، بقصد أو بدون قصد ، ومنها إخافة الطفل إن لم يذهب للنوم مبكرا ، بالغول ، وبأبي رجل مسلوخة وبالحرامي الذي يأتي لسرقة الأطفال الذين لا يذهبون للنوم مبكرا ، وبالغول الذي سيأكل الطفل الذي يتحرك كثيرا ويخرب الأشياء . أما ابو رجل مسلوخة ، وهو الرجل الأعرج ويلف على رجله الأخرى غطاء ليخفي الطفل الشقي الذي يزعج والديه . كما في الجانب الوطني والسياسي ، فيلعب الخوف في التراث الانساني العربي الدور الهام والفعّال ، فتتم إخافة الطفل من الشرطي ، ما يؤدي إلى الخوف من رجل يؤّمن للطفل الأمان والاستقرار ، إلى حالة من الخوف وعدم الثقة برجال الأمن الساهرين على راحته . كذلك من الأشياء الهدامة والخطيرة جدا ، هي قول الأم او الأب لابنه ( تعال يا يهودي خذ ابننا ) ، هذه الظاهرة وما لها انعكاسات على الطفل وإخافته ممن يحتل أرضه ووطنه فلسطين ، فينمو الرعب ويكبر من هذا المحتل ، ولن يفكر بمقاومة المحتل ونيل حريته وحرية فلسطين من هذا المحتل ، وهي ظاهرة يتوجب الوقوف عندها جديا من علماء الاجتماع ، والعمل التوعوي والتربوي للأسر من خلال الجمعيات المهتمة بالأسرة والطفل ثقافيا وجسمانيا .
معلوم أن الطفل اللبنة الأساسية في بناء المجتمع ، ومعلوم أن المجتمع لن يستوي ، والدولة لا يمكن أن تزدهر بغير جيل سوي من كافة النواحي النفسية والصحية والجسدية ، حتى يغدو قادرا على بناء الدولة بناء قويا ، ويكون أمينا على وطنه وأمته . وهنا لا يمكن أن نهمل الدور الفاعل الذي يقع على كاهل الدولة ، والأخذ بمسؤوليتها الكاملة تجاه الطفل ، بكافة مؤسساتها الخاصة والعامة ، لخلق الجيل الواعي والمدرك لأهمية ما حوله .
محمد عارف مشه
كما أن هناك ظاهرة خطيرة تمارسها بعض الأسر تجاه الله سبحانه مع أطفالها ، وعلى سبيل المثال إذا سرق الطفل ، وهو لا يعرف أنه سرق ، أو كذب الطفل ، وأيضا لا يعرف أنه كذب ، تقوم الأسر بإخافة أطفالهم من الله سبحانه ، وبأن الله سيعاقبهم بالنار إن الطفل كذب ، ولا يعلموا الطفل أنه إن كان صادقا فيحبه الله ويدخله الجنة ، وإن لم يسرق فسيحبه الله أيضا ويدخله الجنة ، فالأولى حب الله أكثر من الخوف من النار ، على سبيل المثال لا الحصر .
الكثير من السلوكيات الخاطئة التي تمارسها الأسرة العربية تجاه الطفل ، بقصد أو بدون قصد ، ومنها إخافة الطفل إن لم يذهب للنوم مبكرا ، بالغول ، وبأبي رجل مسلوخة وبالحرامي الذي يأتي لسرقة الأطفال الذين لا يذهبون للنوم مبكرا ، وبالغول الذي سيأكل الطفل الذي يتحرك كثيرا ويخرب الأشياء . أما ابو رجل مسلوخة ، وهو الرجل الأعرج ويلف على رجله الأخرى غطاء ليخفي الطفل الشقي الذي يزعج والديه . كما في الجانب الوطني والسياسي ، فيلعب الخوف في التراث الانساني العربي الدور الهام والفعّال ، فتتم إخافة الطفل من الشرطي ، ما يؤدي إلى الخوف من رجل يؤّمن للطفل الأمان والاستقرار ، إلى حالة من الخوف وعدم الثقة برجال الأمن الساهرين على راحته . كذلك من الأشياء الهدامة والخطيرة جدا ، هي قول الأم او الأب لابنه ( تعال يا يهودي خذ ابننا ) ، هذه الظاهرة وما لها انعكاسات على الطفل وإخافته ممن يحتل أرضه ووطنه فلسطين ، فينمو الرعب ويكبر من هذا المحتل ، ولن يفكر بمقاومة المحتل ونيل حريته وحرية فلسطين من هذا المحتل ، وهي ظاهرة يتوجب الوقوف عندها جديا من علماء الاجتماع ، والعمل التوعوي والتربوي للأسر من خلال الجمعيات المهتمة بالأسرة والطفل ثقافيا وجسمانيا .
معلوم أن الطفل اللبنة الأساسية في بناء المجتمع ، ومعلوم أن المجتمع لن يستوي ، والدولة لا يمكن أن تزدهر بغير جيل سوي من كافة النواحي النفسية والصحية والجسدية ، حتى يغدو قادرا على بناء الدولة بناء قويا ، ويكون أمينا على وطنه وأمته . وهنا لا يمكن أن نهمل الدور الفاعل الذي يقع على كاهل الدولة ، والأخذ بمسؤوليتها الكاملة تجاه الطفل ، بكافة مؤسساتها الخاصة والعامة ، لخلق الجيل الواعي والمدرك لأهمية ما حوله .
محمد عارف مشه