رايفين فرجاني - الميتافيزيقا

علم الميتافيزيقا هو علم يبحث في أكثر المسائل تعقيدا,وهي ثلاثة الإله والعالم والنفس, ويمكن إضافة مسألة رابعة هي نظرية المعرفة.

لكن ما الرابط بين كل هذه المسائل

معني لفظة ميتافيزيقا هو ما وراء الطبيعة,أي أنه علم يبحث في المسائل التي تتخطي العلوم الطبيعية. إلى ما قبلها. علم الميتافيزيقا هو علم أصول الأشياء,وقد جرى العرف بين الفلاسفة على تقسيم تلك الأصول إلى ثلاثة

-وجود الأشياء / علم الوجود (الأنطولوجيا)

-معرفتنا بالأشياء / علم المعرفة (الإبستمولوجيا)

-تفاعلنا مع الأشياء / علم القيم (الإكسيولوجيا)

هذه هي المباحث الثلاثة الرئيسية

وثلاثة مباحث فرعية

-فلسفة الدين

-فلسفة التاريخ

-فلسفة الأخلاق / القانون

وأنا لا أعترف بالتصنيف الكلاسيكي,واستعيض عنه بتصنيف آخر كلاسيكي أيضا,والذي يقسم المعارف إلى

-إلهيات

-طبيعيات

-رياضيات

لأني أرى أن الإنسان أول ما ينظر ينظر إلى وجوده ووجود الموجودات حوله والوجود ذاته,وهذا مبحث الوجود. ثم ينظر إلى ذاته وتفاعله مع ما حوله. وهذا التفاعل يتلخص في المباحث الفرعية المندرجة تحت علم القيم,وهي

-قيمة الخير (الأخلاق)

-قيمة الجمال (الجمال)

-قيمة الصواب (المنطق)

ونرى في المباحث القيمية التفاعلات الإنسانية الثلاثة مع الأشياء؛تفاعل أخلاقي (القانون) أو عاطفي (الجمال) أو معرفي (المنطق).

لذا بدلا من

الوجود,المعرفة,القيم

الوجود,الإنسان,اللاهوت

فالوجود كما أوضحنا,والإنسان كما أسلفنا,واللاهوت لأنها مقترنة بكل الحقول الميتافيزيقية أولا,ولأنها فكرة قوية جدا لا يمكن تجاهلها ثانيا. إن فكرة الإله واحدة من أقوى سبعة أفكار عقلية في تاريخ الإنسانية جمعاء. إن لم تكن الأقوى. ولا ينكر ذلك عاقل سواء مؤمن أو ملحد.

الوجود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ​
الوجود في ذاته / علم الوجود (الأنطولوجيا)

والوجود بالموجودات / علم الكونيات (الكوزمولوجيا)

والإثنين يبحثان في قضايا مهمة لم نجد لها حلا حتى الآن,مثل

-العدمية: وتنبثق عنها مشاكل أخرى حول (الفراغ)

-الفضاء

-الزمن: وتنبثق عنها مشاكل أخرى حول (المدة – الخلود)

-التغير: وتنبثق عنها مشاكل أخرى حول (التطور – الحركة)

-الحركة

-النظام: وتنبثق عنها مشاكل أخرى حول (البنية – التكوين – المادة – الصورة / الشكل)

الدرجة الأولي من التكوين هي المادة,الدرجة الثانية هي الطاقة,والمادة والطاقة قوتان عظيمتان في الكون حيث في أشد كل منهما (المادة الخام والطاقة القصوى) لا تغلب واحدة علي الأخرى. الدرجة الثالثة هي الأثير,وهو الأرقى تكوينا,المادة والطاقة معروفتان لكن الدرجة الثالثة مازالت مجهولة حتى الآن,فهي تمثل كل من: الروح,العقل,الزمان,العدم والفراغ.

-القوة: وتنبثق عنها مشاكل أخرى حول (القدرة – الطاقة)

-المتناهي واللامتناهي / والمطلق والنسبي

-المقولات

المقولات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقولات جمع مقولة وهي ترجمة للكلمة اليونانية Catigorie ومعناها علاقة.

والمقولات هي أنواع الدلالات في القول أو الأجناس العالية التي تحيط بجميع الموجودات أوهي المحمولات الأساسية التي يمكن إسنادها إلى كل موضوع,بمعني آخر هي صفات كل الموجودات,أو هي جميع أنواع العلاقات بين جميع الأشياء.

وعددها عند أرسطو عشرة (الجوهر وتسعة أعراض):

1-الجوهر

2-الكم: إما منفصلا (العدد) وإما تطبيقا (الخط والسطح والعمق)

3-الكيف: هو كل هيئة غير الكمية مثل (اللون والحالة والقوة والشكل)

4-المكان

5-الزمان: (ماضي,حاضر,مستقبل)

6-الإضافة: مثل نصف أو أفضل

7-الوضع

8-المِلك والجدة

9-الفعل :يفعل مثل يحرق والحرق

10-الإنفعال: ينفعل مثل يحترق ومحروق

في المقالة الثالثة المعنونة بـ (في المقولات) من كتابي التالف الزائل,تفصيل أكبر نعرضه لاحقا. لأن كانط أحد آباء الفلسفة الحديثة قام بإعادة هيكلة للمقولات الأرسطية,وكذا فعل فلاسفة آخرين. وعموم المقولات لا تخرج عن ثنائية الجوهر والمظهر. أما تفصيليا فكل فيلسوف يراها برؤية مختلفة لا تضيف جديدا بشكل كبير (إلا من خلال التركيز المعمق في مقولة واحدة عبر كتب عدة مثل هيجل,ماركس,نيتشة) إلى ما وضعه أرسطو في السابق.

الإنسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ​
وكما أوضحنا,نحن هنا نركز على المباحث الإنسانية من زاوية قيمية,مبتعدين كلما أمكن عن الحقل الإنساني المعروف في علم الإجتماع. (الإنثروبولوجي)

[1] المعرفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويصلها بالمنطق إرتباط وثيق نحن في غنى عن الحديث عنه هنا.

وتبحث في قضايا مهمة بلغنا فيها تطورا ملحوظة وإن لم نتوصل إلى أي حلول نهائية أو مرضية بعد. ومن ذلك

-المعرفة (ماهية المعرفة ومصادر المعرفة وتصنيف المعرفة)

-الحتمية واللاحتمية (الصدفة – الجبر – الإختيار – الضرورة)

-علم الغايات (التليولوجيا)

-المطلق والنسبي

-النفس / الذات / الشخص

-اللاوعي ودون الوعي / اللاشعور وهامش الشعور

-الجنس البشري وأصل الروح ومصيرها (النفس,الروح,العقل,الحياة والموت,الخلود,التجسد,التناسخ)

-فلسفة التاريخ

-النظم

-السببية (العلة والمعلول)

العلل الأربعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسب أرسطو هي

العلة المادية

العلة الصورية

العلة الغائية

العلة الفاعلية

المقالة الرابعة معنونة بـ العلل الأربعة. المقالة الثامنة: نظرية المعرفة,وربما هي الخامسة وفيها

أحوال المعرفة؛وهي تتراوح بين الظن واليقين والمجهول (قبل المعلوم). ويعتبر الشك هو المبدأ الأول للوصول إلى اليقين بإتفاق الفلاسفة والعلماء. والمعرفة من حيث الوسيلة إضافة إلى الأدوات النظرية هي ثلاثة أنواع؛عقلية وحسية وحدسية.

وحتى يبدوا أن أداتنا الأولى للوصول إلى المعرفة هي العقل,سواء إعتمدنا على التجارب الفكرية الخالصة,أم ألحقناها بالتجارب المادية.

والعقل يتكون من عناصر,تتراوح عبر طبقات الجسم فالنفس ثم الروح.

ولمستويات أكثر تفصيلا من الممكن أن نقول

-الجسم والجهاز العصبي والحس وربما الغرائز البدائية

-النفس والوظائف الحيوية الأولى

-الوجدان والثبات والإرادة والذات والشخصية: ضمير وقلب وأنا

-عقل

-لا وعي

-السرّ

ويمكن القول أيضا أن العقل هو دليل الروح

العقل والنفس شيء واحد,وهنا المقصود العقل ككل,كمحرك وليس كأداة تحتوي علي العمليات المعرفية فقط. وما جاء في الإسلام -أي النص القرآني والحديث بإعتبارهما من أهم الآثار الفكرية بغض النظر عن العقيدة الإيمانية- أن الأعمال بالنيات وقيل أن النوايا في القلب إلا أنه ذُكر في الحديث (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ،وعن الصبي حتى يبلغ،وعن المجنون حتى يعقل) [رواه الإمام أحمد في مسنده]. فإذا كان المؤمن يحاسب بما في قلبه لماذا رفع القلم عن هؤلاء الثلاث الذي لم يٌذكر أي شيء عن قلوبهم,بل ما ذُكر كان عن عقولهم؛فالأول نائم ويكون عقله غائبا والثاني صبي ويكون عقله قاصرا والثالث مجنون ويكون عقله معطوبا,ولا ملامة علي أحدهم إذا أذي شخصا ما فهو لم ينتوي ذلك لغياب عقله,أي أن النية مربوطة بالعقل كما هي مربوطة بالقلب. ولإبن تيمية بحوث قيمة في بيان إرتباط العقيدة بعلم النفس وعلم المنطق.

إذن أين النية في أي منهما؟ النية هي في الأصل قيمة عاطفية إيمانية لذا فهي موجودة في القلب والقلب موجود في العقل. وهنا لا القلب هو القلب ولا العقل هو العقل.

فا القلب ليس هو القلب العضوي الذي هو أداة مهمة للغاية في الجهاز الدوري والعصبي,بل القلب هنا هو قيمة أساسية من العقل,وهو ليس العقل المسئول عن العمليات المعرفية كالذكاء والإدراك وهو العقل المعرفي,بل هو العقل المحرك الذي العقل المعرفي -بعض الدراسات العصبية تؤيد فكرة أن عضو القلب يتجاوز وظيفته الحيوية إلى وظائف عصبية- هو قيمة أخري أساسية فيه مثل القلب.

دليل آخر في الإسلام؛هو أن المؤمن من سلمت الناس من يده ولسانه,وأن المرء سيحاسب علي كل منهما بما تفعله يده وما يخرج من لسانه,سنجد أن بطشة اليد أو عطائها هو فعل يكون العقل مصدره والمتحكم فيه.

وذُكر في الإسلام أن النفس التي هي الروح ستحاسب بما صنعته يداها وما ماتت عليه,وما في قلبها,وفي القبر سيجيب المرء بقلبه علي أسئلة الملائكة وعلي حسب ما في قلبه ستخرج كلماته: الله,الإسلام,محمد (ص) إذا كان مؤمنا.أي أن القلب سيكون موجودا في النفس بعد مماته أي أنه قيمة لا تزول وبما أنه جزء من العقل فالعقل أيضا قيمة لا تزول,لنستنتج أن العقل هو دليل الروح,أي الدليل بوجودها وأنه يمثل الجزء الظاهر منها.

فالروح لا تزول

والعقل لا يزول

والعقل هو دليل الذات أو النفس

إذا العقل هو دليل الروح

وبما أن الروح مصيرها مربوط بالعقل,بشكل يبين أنهما وجهان لعملة واحدة,وعلي هذا نستنتج أن الروح موجودة ولكن مستترة إلا أن العقل هو الجانب الظاهر منها.

كما أن كل التفرد الإنساني,والمسائل الأكثر عمقا في الإنسان على مستوى العاطفة والأخلاق لا يمكن التعبير عنها إلا بأنها عقل. أو نفس. والنفس لا يعرف أصلها أو مصيرها. لذا يمكن القول أن العقل دليل للروح.

وصفات العقل السليم بحسب حديث الرسول هي النضج,العقلانية,اليقظة

النضج:أن يصل لمرحلة النمو الكامل

اليقظة:أن لا يخالطه سكر ولا نوم.

العقلانية: إدراك كنه الأشياء والعلاقات بينها.

ولكنها لا تحدد مقدار الذكاء,إلا أنها تؤكد وجوده (الحد الأدنى علي الأقل) مما يسمح لنا بالإدراك في سياقات معينة. أو فهم الأشياء كما هي أو كما تبدوا عليه.

[2] الأخلاق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الخير والشر

[3] الجمال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علم الجمال,ومن الإشارات في ملكة الجمال ذكر عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه أسمي أمرآة كان إسمها عاصية في الجاهلية,أسماها جميلة,وكان يمكن أن يسميها مؤمنة أو رحمة إلا أنه أسماها جميلة. والحكمة في ذلك أن الإيمان والعصيان قد يختلفا في الإنسان,لكن الجمال ثابت فيه.

فالإنسان جميل الصورة والروح.

والله جميل يحب الجمال.

إذن الجمال فينا وحب الجمال فينا أيضا.

اللاهوت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ​
-فلسفة الدين / علم الكلام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...