عمار شرف الدين - بعد موتى...

بعد موتى...
أريد أن أقول كلاما كثيراً
أريد أن أقول لجثتى..
مباركٌ لنا النجاة وشكراً
أريد أن أقول لليل..
دربتنى ياليل
وللحياة نفدت منك
للنيل الأبيض قد أخفتنى
أيها العريض بلا سبب
أيها الجَّارُ منذ الولادة
أريد أن أقول للطريق
أعنتنى
وللحجارة التى أكلت أظافرى
هنيئاَ
وللبنتٍ التى ستكون حيةً
ليتنى أكلتك
ليتنى قتلتك معى
أريد أن أقول للسودان عذبتنى
للأشجار كنتِ خير قدوةٍ ومرشد
للظلام خبأتنى
وللدمع ذوبتنى
أريد أن أقول للأصدقاء أعنتمونى
وباعدتم بين شفتي للضحك
لغرف الولادة فى المستشفيات
حذرتنى ياغرف
وللأطباء كنت مريضكم من البعيد
أريد أن أقول لقاعة الدرس عذراَ
وللمسيد هذبتنى يا مسيد
للورد سامحنى لو أننى أهديتك
وللغواية إتَّبعتك
للكلام الذى قلته لم أقصدك
وللصمت كم مرة أنقذتنى
وللمشيعين إن وُجدوا لقد سيرتمونى
فأنعموا بالوليمةِ
أريد أن أقول لأمى لقد جئتك
آسفٌ أخرتنى الحياة
بعد موتى أريد أن أقول كلاما كثيراً
للشعر
ومن ضمنه...
هل أنت عاتبٌ يا والدى؟
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...