تعتبر الدراما وسيلة نقل لتجارب الإنسانية لذا الأعمال الفنية لها تأثيرًا قوي ومباشر على المتفرج، فحين يشاهدها الناس يجدون أنفسهم فيها، ولكن عندما لا تعبر هذه الأعمال عنهم فلا ينجذبون إليها ولا يتعاطفون مع الأحداث..لأن المتفرج يسعد عندما يجد نفسه أحد أبطال هذا العمل وأن ما يحدث للبطل ما هو إلا شبيه إلى حد ما لما يعيشه.
لذا نجد أن المتفرج يخضع لتأثير الدراما عليه ويكون مسلوبًا الإرادة أما سحرها، فيلبث في مكانه مأسورًا مركزًا انتباهه على المتتابع السريع لشريط الأحداث الدرامية ولا يستطيع أن يحيد ببصره جانبًا طالما هذا النوع من الدراما سواء كوميدي أو تراجيدي يثير شيئًا عنده أو يعبر عن ذاته وحياته أو كما نقول(شايف نفسه في العمل).
فمن هنا تلعب الدراما دورًا مؤثرًا بشكل مباشر على المتفرج وتسيطر على عقله ووجدانه وتروج له أفكار أو قيم ومبادئ أو توجيهات من خلال العمل بكل نعومة ليكون جزءًا من هذا الحدث فيتعايش معه حسبما يروق له.. يبكي ويضحك..يحب ويكره..يفزع ويطمئن..يتحرك ويندهش..يسامح وينتقم..إلخ.
أحيانًا المحاكاة وحدها تكفي لأن تحول الألم الذي نقاسيه في الحياة إلى بهجة حين نراه مجسدًا أمامنا على الشاشة الصغيرة أو شاشة السينما؛ لأهميتها وقيمتها لدى المتلقي(المتفرج أو المستمع)حيث تثيره وتجذبه ومن ثم فإنها تغزوا وتؤثر تأثيرًا إيجابيًا أو سلبيًا كي تحقق التغييرات داخله وكذلك المجتمعات..فإذا كانت الدراما تعمل على بناء وتقويم الإنسان وتدفعه للحب والسلام والأمن والتسامح والرضا والعفو فهي بذلك ترسخ قيم ومبادئ وأخلاقيات، أما إذا كانت العكس ترسخ روح الانتقام والسلب والنهب والبلطجة وعدم التسامح والخيانة وعدم الرضا بالرزق المكتوب؛ فهذا يرسخ لدى المتلقي سلبيات تدفعه ليطبقها في تعاملاته مع نفسه والمحيطين بل والمجتمع ككل، وهذا يرجع في الأساس إلى أن معظم صناع الفن الهابط لا يهمهم المحتوى المهم الربحية حيث تجد أن هذه النوعية من الأعمال الفنية مقتبسة أو ممصره أو خليط من أفكار المؤلف على المخرج على المنتج على بطل العمل الذي يفرض رأيه مع أنه أداة في العمل، ولكن لا لوم عليه لأن هناك ممول له ربما ليس له علاقة بصناعة الفن لذلك يخرج هذا الفن للمتلقي وكأن محتواه لقيط أي فن هذا الذي يقدم القبح ويطلق عليه فن.
الحديث يطول ويمتد في هذا الموضوع حيث للدراما المرئية والمسموعة-وأضيف الأعمال الأدبية- أهمية وخطورة خاصة على العقول البكر المتمثلة في الطفولة والمراهقة والشباب، وهذا موضوع في غاية الأهمية سنتطرق له فيما بعد لأنهم جيل التكنولوجيا والتأثير عليهم فكريًا ونفسيًا ووجدانيًا له عدة اتجاهات لأن العالم مفتوح أمامهم.
يحضرني في الختام قول(بريخت)إن مسرحنا يجب أن ينمي لدى الناس متعة الفهم والإدراك ويجب أن يدربهم على الاغتباط بتغيير الواقع.
المسرح هنا هو الأب الروحي للفنون والآداب، فتأثيره على المتفرج آنذاك قبل ظهور السينما والراديو والتلفاز تأثيرًا مباشرًا يتفاعل معه المتفرج ويتعاطف مع شخوصه التي هي في الأغلب تعبر عن ذاته أو حالته أو لمست أوتارًا بداخله جعلته سيغير من نفسه ويتخذ قرارات جديدة ما أن يخرج من المسرح.
أخيرًا..دون الخوض في تفاصيل نوعية الدراما السلبية-اللقيطة-التي تروج لاستخدام مساوئ الطبائع ومخالفة القوانين التي وضعها الشارع، ومخالفة القيم والمبادئ بل والقوانين الإنسانية أناشد صناع الفن والأدب أن يضعوا نصب أعينهم مستقبل الأجيال.
تمت
#خالد_السيد_علي
لذا نجد أن المتفرج يخضع لتأثير الدراما عليه ويكون مسلوبًا الإرادة أما سحرها، فيلبث في مكانه مأسورًا مركزًا انتباهه على المتتابع السريع لشريط الأحداث الدرامية ولا يستطيع أن يحيد ببصره جانبًا طالما هذا النوع من الدراما سواء كوميدي أو تراجيدي يثير شيئًا عنده أو يعبر عن ذاته وحياته أو كما نقول(شايف نفسه في العمل).
فمن هنا تلعب الدراما دورًا مؤثرًا بشكل مباشر على المتفرج وتسيطر على عقله ووجدانه وتروج له أفكار أو قيم ومبادئ أو توجيهات من خلال العمل بكل نعومة ليكون جزءًا من هذا الحدث فيتعايش معه حسبما يروق له.. يبكي ويضحك..يحب ويكره..يفزع ويطمئن..يتحرك ويندهش..يسامح وينتقم..إلخ.
أحيانًا المحاكاة وحدها تكفي لأن تحول الألم الذي نقاسيه في الحياة إلى بهجة حين نراه مجسدًا أمامنا على الشاشة الصغيرة أو شاشة السينما؛ لأهميتها وقيمتها لدى المتلقي(المتفرج أو المستمع)حيث تثيره وتجذبه ومن ثم فإنها تغزوا وتؤثر تأثيرًا إيجابيًا أو سلبيًا كي تحقق التغييرات داخله وكذلك المجتمعات..فإذا كانت الدراما تعمل على بناء وتقويم الإنسان وتدفعه للحب والسلام والأمن والتسامح والرضا والعفو فهي بذلك ترسخ قيم ومبادئ وأخلاقيات، أما إذا كانت العكس ترسخ روح الانتقام والسلب والنهب والبلطجة وعدم التسامح والخيانة وعدم الرضا بالرزق المكتوب؛ فهذا يرسخ لدى المتلقي سلبيات تدفعه ليطبقها في تعاملاته مع نفسه والمحيطين بل والمجتمع ككل، وهذا يرجع في الأساس إلى أن معظم صناع الفن الهابط لا يهمهم المحتوى المهم الربحية حيث تجد أن هذه النوعية من الأعمال الفنية مقتبسة أو ممصره أو خليط من أفكار المؤلف على المخرج على المنتج على بطل العمل الذي يفرض رأيه مع أنه أداة في العمل، ولكن لا لوم عليه لأن هناك ممول له ربما ليس له علاقة بصناعة الفن لذلك يخرج هذا الفن للمتلقي وكأن محتواه لقيط أي فن هذا الذي يقدم القبح ويطلق عليه فن.
الحديث يطول ويمتد في هذا الموضوع حيث للدراما المرئية والمسموعة-وأضيف الأعمال الأدبية- أهمية وخطورة خاصة على العقول البكر المتمثلة في الطفولة والمراهقة والشباب، وهذا موضوع في غاية الأهمية سنتطرق له فيما بعد لأنهم جيل التكنولوجيا والتأثير عليهم فكريًا ونفسيًا ووجدانيًا له عدة اتجاهات لأن العالم مفتوح أمامهم.
يحضرني في الختام قول(بريخت)إن مسرحنا يجب أن ينمي لدى الناس متعة الفهم والإدراك ويجب أن يدربهم على الاغتباط بتغيير الواقع.
المسرح هنا هو الأب الروحي للفنون والآداب، فتأثيره على المتفرج آنذاك قبل ظهور السينما والراديو والتلفاز تأثيرًا مباشرًا يتفاعل معه المتفرج ويتعاطف مع شخوصه التي هي في الأغلب تعبر عن ذاته أو حالته أو لمست أوتارًا بداخله جعلته سيغير من نفسه ويتخذ قرارات جديدة ما أن يخرج من المسرح.
أخيرًا..دون الخوض في تفاصيل نوعية الدراما السلبية-اللقيطة-التي تروج لاستخدام مساوئ الطبائع ومخالفة القوانين التي وضعها الشارع، ومخالفة القيم والمبادئ بل والقوانين الإنسانية أناشد صناع الفن والأدب أن يضعوا نصب أعينهم مستقبل الأجيال.
تمت
#خالد_السيد_علي