يـا غـزّة ماذا أقول: حين ينطق الرصاص، وتزمجر الطائرات ترش أسراب الموت الفتاك الذي يخترق أجساد الأبرياء الذين تداهمهم الفجيعة، في زمن أدعياء السلم والسلام، وفي زمن المتخاذلين من أبناء هذا الوطن المترامي الأطراف الذين يسّمون أنفسهم ( بالحكام العرب ) ؟ يا غزة الصبر والصمود، إني لأعجب من عربي يقول أن هناك بحر بين غزة وبين الضفة الغربية بحر يمتدّ إلى شريان الأقصى فالشعب هناك شعبان كلاهما يتوقان للحرية، وكلاهما يضخان من دمهما لكي يتواصل سيل الحزن الدائم. لقد رأيت أنّ تلك المعابر التي تسري بالأحياء أحن وأكرم من سادتنا في الوطن العربي المغلوب على أمره في زمن من باع الدين والوطن والعرض بأن يظلّ في مقعده الوثير، وبين يديه صلجان الحكم والقهر. غزّة يا سيدّة المدن المكابرة والمجاهدة والمقتولة. أيتها الوردة التي تطلع مقتولة في حمرتها. لا تنتظري من يعيد إليك بسمتك وأطفالك وقوافل شهدائك، فلا صلاح الدين آخر في هذا الزمن الرديئ. هيا هبّي من براكين الغضب والموت، واسمعينا أغنية الحياة الأبدية. فكم أنت دائما كبيرة رغم مساحتك المحدودة وكم شعبك جبّار رغم الضيم والفتك الصهيوني الجبان واعذريني إن أنا قصرت في حقك وفي حق أرض فلسطين السليبة، وفي حق القدس المقدس. هذا أنا يا غزّة وأمثالي كثر في هذا العالم يتوق إلى نصرك ويكتوي بنار أحزانك في زمن الردّة العربية وفي زمن التخاذل الرهيب. " هو الليل أشباح الرزايا تناثرتْ عليه وأطياف الجدود العواثرْ فما أومضتْ فيه بوارق صارم ولا زمجرت فيه حميّة ثائر ولا انتفضت دون الدّيار كـُماتها ولا وثبتْ فوق السروج الضـّوامر ولا نهضت من هدأة الذل كبوة ولا نفضت عنها غبار الحوافر " لك يا غزّة مني تحية الإكبار ، ومن الله رحمة الشهداء الأموات الأحياء