حين كان (عبد الحفيظ ) مندغماً في زحمة البشر، متجهاً الى ميدان جاكسون، كانت (علوية نورين) زوجته في الطرف الآخر من الكرة الارضية تدخل غرفتها وتخرج منها بطريقة متكررة حد الرتابة، فقد كانت تغلي منها الدواخل حد أن يخرج صوتها زاجرة مرة، ومتأففة مرة أخرى، كان (عبد الحفيظ ) في إجازة، قد تمتد لشهرين، وجاء هذه المرة لوحده الى السودان، وترك (علوية ) وابناءه وبناته هناك في مدينة تورنتو بكندا، حيث عاشت الأسرة هناك لأكثر من سبع سنين، كانت الظهيرة الحارقة التي يتحرك فيها (عبد الحفيظ ) داخل الخرطوم تكون لحظتها هناك في كندا صباحاً بارداً جداً، ف(عبد الحفيظ ) اختار إجازته هذه المرة في شهر فبراير، وهو شهر يحمل هذا التضاد بين السودان وكندا.
حين كان (عبد الحفيظ ) جالساً على مقعد الحافلة المتجهة الى الصحافة شرق، كانت (علوية) زوجته تحاول أن تتصل به دون جدوى، كررت المحاولة مراراً وتكراراً حتى أنها حفظت الأرقام الكثيرة في بطاقة الاتصال، كان توترها واضحاً وهي تضغط على أرقام الهاتف وهي تتحرك هنا وهناك داخل البيت لينتهي تجوالها القلق هذا أمام نافذة الصالة، لتقف فترة تتابع فيها الجليد المتساقط بنعومة وخفة، في هذا الصباح حاولت (علوية) الاتصال بزوجها (عبد الحفيظ) دون جدوى.
حين عبرت الحافلة مقابر فاروق أحس (عبد الحفيظ ) بوخزات صغيرة في جيبه مع صوت متقطع لرنةٍ، أدخل يده في جيبه، أخرج هاتفه، نظر الى الشاشة، وجد أن هناك رسالة مكتوبة، داس على زر عرض الرسائل.. (انا في انتظارك ترجع تطرا الزمان الأول) داس على الخيارات كي يتأكد من الرقم صاحب الرسالة، ابتسم ابتسامة مشحونة بآهات قديمة لها في الذاكرة طعم الصبابة والصبا، وما أن أعاد هاتفه لجيبه حتى رن جرس الهاتف مرة أخرى مولولاً بنغمة لم يخترها (عبد الحفيظ)، أدخل يده في جيبه، أخرج الهاتف، نظر إلى الرقم ولكنه وجد ان جهة الإرسال غير معروفة وكانت في الجانب الآخر (علوية) زوجته.
( اهلاً يا علوية... كيفكم؟)
(انت وين يا عبد الحفيظ ؟
انا هسه في الحافلة.
وماشي وين؟
ماشي العمارات.
اسمعني يا عبد الحفيظ...
ايوه... نعم.. الو يا علوية.. ايوه... نعم..
انت ح تمشي لمناسبة مختار مش كده..؟
والله يا علوية لحدي هسه ما عارف.
شوف يا عبد الحفيظ ما تقول لي عارف ولا ما عارف... انت ما ح تمشي المناسبة دي.
ليه يا علوية؟ ، يعني هسع يا علوية انت متصلة بي من كندا وصوتك ده قاطع المحيط الاطلسي وعابر للقارات عشان تقول لي ما تمشي لمناسبة مختار.
ايوه... الو... اسمعني يا عبد الحفيظ.. اوعك تمشي مناسبة مختار دي.
حا أمشي يا علوية طبعاً.. لانو مختار دا صاحبي.
صاحبك ولا ما صاحبك.. ما تمشي.
حا أمشي بقول ليك.
وأنا بقول ليك ما تمشي.
حا أمشي.
ما تمشي.
حا أمشي.
(ما تمشي.. يعني ما تمشي.
ودخل (عبد الحفيظ ) في هذه الغلوطية بين أن يمشي ولا يمشي حتى تجاوزت الحافلة شارع (57) في العمارات حيث كانت وجهته ووجد نفسه يصرخ في زوجته (علوية) وركاب الحافلة تركوا هموهم في مصائر يومهم هذا وأصبحوا متابعين بكل جوارحهم لهذه المكالمة الساخنة والعابرة للقارات، ترك الحافلة في قلب الصحافة شرق وانتظر الحافلة القادمة من الاتجاه الاخر كي يعود الى العمارات.
حين كان (عبد الحفيظ ) يستأنس مع شلة من أصدقائه القدامى والليل قد دخل الى منتصفه رن هاتفه مولولاً، نظر الى الشاشة، عرف أن هذا الاتصال سيكون من (علوية ) قياساً على أن الرقم من جهة غير معروفة، أغلق الخط، وعاد الى مؤانسته، ولكن، رن الجرس مرة أخرى، أغلقه، رن مرة أخرى وأخيراً قرر أن يتخلص من هذه المكالمة اللحوحة.
ايوه يا علوية في شنو؟
في شنو كيف... انت ليه ما اتصلت بي؟
يا علوية في شنو.... انتِ قبيل ما كنت بتتكلمي معاي؟
ماوصلنا لي حاجة لكن.
في شنو؟
عبد الحفيظ ما تعمل لي فيها متغابي.
يا علوية في شنو؟
مناسبة مختار، انا كلمتك.. أنا ح أمشي مناسبة مختار.
يا عبد الحفيظ لو مشيت المناسبة دي تاني لا بيني لا بينك.
واغلقت (علوية) الخط بحِدةٍ واضحة بان رد فعلها في وجه (عبد الحفيظ) وكان قد ظل صامتاً بينما أصوات شلة أُنسه تداعب الليل المتسرب الى بدايات الصباح بصيحات وقهقهات.
رن جرس هاتف (علوية)، نظرت (علوية ) الى الرقم، عرفت انه رقم (عبد الحفيظ)، فاغلقت الخط، رن الجرس مرة أخرى، أغلقت (علوية ) الخط، وظلت تفعل ذلك كلما رن جرس هاتفها الجوال لا مبالية بالمسافة الزمانية والمكانية التي يصارعها الجرس حتى يهتز في هاتفها وظل (عبد الحفيظ ) في ذلك اليوم يتصل ويتصل وهي تغلق الخط وتغلق وتغلق إلى أن رن الجرس في مساء سبت كندي، والذي هو ظهيرة سبت سوداني، رن جرس هاتف (علوية) في مساء ذلك السبت، فحصت الرقم، عرفت انه رقم زوجها (عبد الحفيظ)، قررت أن تستقبل مكالمته هذه المرة؛ رغم أنها في اجتماع مهم مع جمعية حقوق المرأة في العالم الثالث، استاذنت (علوية)، واستقبلت مكالمة عبد الحفيظ).
أيوه يا عبد الحفيظ.
سلامات، الاولاد كيف؟
كويسين.
ممكن اتكلم معاهم؟
انا ما في البيت، وهم كلهم خارج البيت.
أنا حاولت اتصل ب(مها)، تلفونها مقفول.
خلاص اتصل ب(أيمن).
رقمو ما خشَّ معاي برضو.
عبد الحفيظ انا مشغولة.. اتصل بيهم تاني.
انتِ وين؟
انا في اجتماع الجمعية.
ياتو جمعية؟!
جمعية حقوق المرأة في العالم الثالث.. وبالمناسبة أنا ح أطرح المشكلة البيناتنا.
ياتو مشكلة يا علوية؟
- مشكلة مناسبة مختار
- تطرحيها وين.
- هسه في الاجتماع لانو المشكلة دي نموذج مناسب للقهر البتم للمرأة في افريقيا وده المجال الأنا بقدم فيهو دراسات
- هي لكين يا علوية انا مشكلتي شنو؟
- مشكلتك معاي انك مصر تمشي المناسبة دي .
- طيب المشكلة وين لو انا مشيت المناسبة دى؟
- المشكلة يا استاذ يا محترم لما انت تقوم تمشي لمناسبة واحد صاحبك زي مختار ده . ده معناهو انك موافق على نوع المناسبات الزي دي مش موافق بس . - انت بتحتفل بالمناسبة وده معناه .
- يا علوية اسمعيني
- اسمعني انت- معناهو شنو يعني تمشي ترقص وتسكسك في عرس صاحبك مختار ده وتنسي تماماً انو مختار ده دي العروس التالتة ليهو ، معناهو شنو يا عبد الحفيظ انك تشارك بالاحتفال في عرس واحد بعرس للمرة الثالثة؟
- يا علوية الموضوع انتي مكبراهو اكتر من اللازم .
- يا عبد الحفيظ اسمعني انا شخصياً ما بقبل انو زوجي يمشي مناسبة زول بعرس للمرة الثالثة انا هسه راجعة الاجتماع وحاطرح مشكلتك دي معاي وحاعرف احدد موقفي تماماً من وجهة نظر انسانية تتعلق بحقوق المرأة في افريقيا والجانب البهمني في الجمعية .
- يا علوية براحة ياخي مش عرس مختار ده انا ما ماشي ليهو ما حامشي مناسبة مختار ده ما حامشي خالص- اها عندك تاني مشكلة
– الو –الو – الو - عبد الحفيظ ما تحاول تستهون الموضوع وما تفتكر انا ما حاعرف لو انت مشيت ولا ما مشيت ولو سمعت انك لاقيتو وقلت ليهو مبروك اعتبر البينا انتهى.
- يا علوية ما قلنا خلاص –الو – الو – الو – الو. -
اجتمع اصدقاء العريس للمرة الثالثة (مختار جار النبي) سمسار الاراضي والمالك لاكثر من حمام عام في العاصمة المثلثة ، اجتمع اصدقاء (مختار جار النبي) في قيدومة محتشدة التفاصيل في مزرعة في منطقة (نبتة) ومن ضمن هؤلاء الاصدقاء (عبدالحفيظ عباس) الكندي الجنسية والمحتفى به ايضاً على شرف مناسبة (مختار) وحين كان المغني يغني تلك القنبلة وحلاوة الزول في الطول والعلا وفي اللحظة التي امتدت يد (عبد الحفيظ ) لتناول لغة من الجبنة المضفورة رن جرس هاتفه مولولاً تحولت يده الى داخل جيب جلاببيته ونكت منها الهاتف نظر الى الرقم وركض مهرولاً مبتعداً عن ضجة الشلة والغناء ما امكن.
- اهلاً يا علوية
- انت وين يا عبد الحفيظ
- انا والله ماشي في الشارع
- والغناء السامعاهو انا ده شنو؟
- ده مسجل بتاع حافلة واقفة جنبي.
- عبد الحفيظ اوعك تكون في الحفلة
- حفلة شنو يا علوية؟
- حفلة مختار
- ما قلت ليك يا علوية انا ما حامشي -
وكان (عبد الحفيظ ) يمشي ويمشي مبتعداً عن ضجة حفلة القيدومة والتي اختار ان يشارك فيها حتى يتسنى له الغياب عن الحفلة الكبيرة التي سوف تقام في نادي الشرطة، ابتعد (عبد الحفيظ ) بقدر الامكان عن ضجة الحفلة وهو يتحدث مع (علوية ) وحين انتهت المكالمة رجع الى ضجة وهجيج الحفل. واثناء رجوعه اهتز هاتفه في جيبه هزتين مع رنات متقطعة أخرج الهاتف من جيبه وداس على زر عرض الرسائل المكتوبة وقرأ الرسالة: (بكرة انا جاية من سنجة للخرطوم عشان الاقيك رسل لي رصيد الصباح) كانت الرسالة من (بدور) حبيبته الاولى والتي خرجت من تجربة زواجها طليقة ومطلقة.
حين اشتعل (عبد الحفيظ) مع هجيج الاصدقاء الذين كانوا يشكلون دائرة حول صديقهم العريس للمرة الثالثة (مختار جار النبي ) وحين كان (عبد الحفيظ) يرقص منتشياً رن جرس هاتفه مولولاً داخل جيبه وحين اخرج هاتفه من الجيب نظر الى الرقم ذو الجهة غير المعروفة فعرف انها (علوية) خرج راكضاً من دائرة الراقصين حول العريس كان يركض مبتعداً عن ضجيج الالات الموسيقية وصوت الفنان كان يركض والجرس لا زال يرن و يرن ويرن ويرن ويرن
يحيي فضل الله
www.facebook.com
حين كان (عبد الحفيظ ) جالساً على مقعد الحافلة المتجهة الى الصحافة شرق، كانت (علوية) زوجته تحاول أن تتصل به دون جدوى، كررت المحاولة مراراً وتكراراً حتى أنها حفظت الأرقام الكثيرة في بطاقة الاتصال، كان توترها واضحاً وهي تضغط على أرقام الهاتف وهي تتحرك هنا وهناك داخل البيت لينتهي تجوالها القلق هذا أمام نافذة الصالة، لتقف فترة تتابع فيها الجليد المتساقط بنعومة وخفة، في هذا الصباح حاولت (علوية) الاتصال بزوجها (عبد الحفيظ) دون جدوى.
حين عبرت الحافلة مقابر فاروق أحس (عبد الحفيظ ) بوخزات صغيرة في جيبه مع صوت متقطع لرنةٍ، أدخل يده في جيبه، أخرج هاتفه، نظر الى الشاشة، وجد أن هناك رسالة مكتوبة، داس على زر عرض الرسائل.. (انا في انتظارك ترجع تطرا الزمان الأول) داس على الخيارات كي يتأكد من الرقم صاحب الرسالة، ابتسم ابتسامة مشحونة بآهات قديمة لها في الذاكرة طعم الصبابة والصبا، وما أن أعاد هاتفه لجيبه حتى رن جرس الهاتف مرة أخرى مولولاً بنغمة لم يخترها (عبد الحفيظ)، أدخل يده في جيبه، أخرج الهاتف، نظر إلى الرقم ولكنه وجد ان جهة الإرسال غير معروفة وكانت في الجانب الآخر (علوية) زوجته.
( اهلاً يا علوية... كيفكم؟)
(انت وين يا عبد الحفيظ ؟
انا هسه في الحافلة.
وماشي وين؟
ماشي العمارات.
اسمعني يا عبد الحفيظ...
ايوه... نعم.. الو يا علوية.. ايوه... نعم..
انت ح تمشي لمناسبة مختار مش كده..؟
والله يا علوية لحدي هسه ما عارف.
شوف يا عبد الحفيظ ما تقول لي عارف ولا ما عارف... انت ما ح تمشي المناسبة دي.
ليه يا علوية؟ ، يعني هسع يا علوية انت متصلة بي من كندا وصوتك ده قاطع المحيط الاطلسي وعابر للقارات عشان تقول لي ما تمشي لمناسبة مختار.
ايوه... الو... اسمعني يا عبد الحفيظ.. اوعك تمشي مناسبة مختار دي.
حا أمشي يا علوية طبعاً.. لانو مختار دا صاحبي.
صاحبك ولا ما صاحبك.. ما تمشي.
حا أمشي بقول ليك.
وأنا بقول ليك ما تمشي.
حا أمشي.
ما تمشي.
حا أمشي.
(ما تمشي.. يعني ما تمشي.
ودخل (عبد الحفيظ ) في هذه الغلوطية بين أن يمشي ولا يمشي حتى تجاوزت الحافلة شارع (57) في العمارات حيث كانت وجهته ووجد نفسه يصرخ في زوجته (علوية) وركاب الحافلة تركوا هموهم في مصائر يومهم هذا وأصبحوا متابعين بكل جوارحهم لهذه المكالمة الساخنة والعابرة للقارات، ترك الحافلة في قلب الصحافة شرق وانتظر الحافلة القادمة من الاتجاه الاخر كي يعود الى العمارات.
حين كان (عبد الحفيظ ) يستأنس مع شلة من أصدقائه القدامى والليل قد دخل الى منتصفه رن هاتفه مولولاً، نظر الى الشاشة، عرف أن هذا الاتصال سيكون من (علوية ) قياساً على أن الرقم من جهة غير معروفة، أغلق الخط، وعاد الى مؤانسته، ولكن، رن الجرس مرة أخرى، أغلقه، رن مرة أخرى وأخيراً قرر أن يتخلص من هذه المكالمة اللحوحة.
ايوه يا علوية في شنو؟
في شنو كيف... انت ليه ما اتصلت بي؟
يا علوية في شنو.... انتِ قبيل ما كنت بتتكلمي معاي؟
ماوصلنا لي حاجة لكن.
في شنو؟
عبد الحفيظ ما تعمل لي فيها متغابي.
يا علوية في شنو؟
مناسبة مختار، انا كلمتك.. أنا ح أمشي مناسبة مختار.
يا عبد الحفيظ لو مشيت المناسبة دي تاني لا بيني لا بينك.
واغلقت (علوية) الخط بحِدةٍ واضحة بان رد فعلها في وجه (عبد الحفيظ) وكان قد ظل صامتاً بينما أصوات شلة أُنسه تداعب الليل المتسرب الى بدايات الصباح بصيحات وقهقهات.
رن جرس هاتف (علوية)، نظرت (علوية ) الى الرقم، عرفت انه رقم (عبد الحفيظ)، فاغلقت الخط، رن الجرس مرة أخرى، أغلقت (علوية ) الخط، وظلت تفعل ذلك كلما رن جرس هاتفها الجوال لا مبالية بالمسافة الزمانية والمكانية التي يصارعها الجرس حتى يهتز في هاتفها وظل (عبد الحفيظ ) في ذلك اليوم يتصل ويتصل وهي تغلق الخط وتغلق وتغلق إلى أن رن الجرس في مساء سبت كندي، والذي هو ظهيرة سبت سوداني، رن جرس هاتف (علوية) في مساء ذلك السبت، فحصت الرقم، عرفت انه رقم زوجها (عبد الحفيظ)، قررت أن تستقبل مكالمته هذه المرة؛ رغم أنها في اجتماع مهم مع جمعية حقوق المرأة في العالم الثالث، استاذنت (علوية)، واستقبلت مكالمة عبد الحفيظ).
أيوه يا عبد الحفيظ.
سلامات، الاولاد كيف؟
كويسين.
ممكن اتكلم معاهم؟
انا ما في البيت، وهم كلهم خارج البيت.
أنا حاولت اتصل ب(مها)، تلفونها مقفول.
خلاص اتصل ب(أيمن).
رقمو ما خشَّ معاي برضو.
عبد الحفيظ انا مشغولة.. اتصل بيهم تاني.
انتِ وين؟
انا في اجتماع الجمعية.
ياتو جمعية؟!
جمعية حقوق المرأة في العالم الثالث.. وبالمناسبة أنا ح أطرح المشكلة البيناتنا.
ياتو مشكلة يا علوية؟
- مشكلة مناسبة مختار
- تطرحيها وين.
- هسه في الاجتماع لانو المشكلة دي نموذج مناسب للقهر البتم للمرأة في افريقيا وده المجال الأنا بقدم فيهو دراسات
- هي لكين يا علوية انا مشكلتي شنو؟
- مشكلتك معاي انك مصر تمشي المناسبة دي .
- طيب المشكلة وين لو انا مشيت المناسبة دى؟
- المشكلة يا استاذ يا محترم لما انت تقوم تمشي لمناسبة واحد صاحبك زي مختار ده . ده معناهو انك موافق على نوع المناسبات الزي دي مش موافق بس . - انت بتحتفل بالمناسبة وده معناه .
- يا علوية اسمعيني
- اسمعني انت- معناهو شنو يعني تمشي ترقص وتسكسك في عرس صاحبك مختار ده وتنسي تماماً انو مختار ده دي العروس التالتة ليهو ، معناهو شنو يا عبد الحفيظ انك تشارك بالاحتفال في عرس واحد بعرس للمرة الثالثة؟
- يا علوية الموضوع انتي مكبراهو اكتر من اللازم .
- يا عبد الحفيظ اسمعني انا شخصياً ما بقبل انو زوجي يمشي مناسبة زول بعرس للمرة الثالثة انا هسه راجعة الاجتماع وحاطرح مشكلتك دي معاي وحاعرف احدد موقفي تماماً من وجهة نظر انسانية تتعلق بحقوق المرأة في افريقيا والجانب البهمني في الجمعية .
- يا علوية براحة ياخي مش عرس مختار ده انا ما ماشي ليهو ما حامشي مناسبة مختار ده ما حامشي خالص- اها عندك تاني مشكلة
– الو –الو – الو - عبد الحفيظ ما تحاول تستهون الموضوع وما تفتكر انا ما حاعرف لو انت مشيت ولا ما مشيت ولو سمعت انك لاقيتو وقلت ليهو مبروك اعتبر البينا انتهى.
- يا علوية ما قلنا خلاص –الو – الو – الو – الو. -
اجتمع اصدقاء العريس للمرة الثالثة (مختار جار النبي) سمسار الاراضي والمالك لاكثر من حمام عام في العاصمة المثلثة ، اجتمع اصدقاء (مختار جار النبي) في قيدومة محتشدة التفاصيل في مزرعة في منطقة (نبتة) ومن ضمن هؤلاء الاصدقاء (عبدالحفيظ عباس) الكندي الجنسية والمحتفى به ايضاً على شرف مناسبة (مختار) وحين كان المغني يغني تلك القنبلة وحلاوة الزول في الطول والعلا وفي اللحظة التي امتدت يد (عبد الحفيظ ) لتناول لغة من الجبنة المضفورة رن جرس هاتفه مولولاً تحولت يده الى داخل جيب جلاببيته ونكت منها الهاتف نظر الى الرقم وركض مهرولاً مبتعداً عن ضجة الشلة والغناء ما امكن.
- اهلاً يا علوية
- انت وين يا عبد الحفيظ
- انا والله ماشي في الشارع
- والغناء السامعاهو انا ده شنو؟
- ده مسجل بتاع حافلة واقفة جنبي.
- عبد الحفيظ اوعك تكون في الحفلة
- حفلة شنو يا علوية؟
- حفلة مختار
- ما قلت ليك يا علوية انا ما حامشي -
وكان (عبد الحفيظ ) يمشي ويمشي مبتعداً عن ضجة حفلة القيدومة والتي اختار ان يشارك فيها حتى يتسنى له الغياب عن الحفلة الكبيرة التي سوف تقام في نادي الشرطة، ابتعد (عبد الحفيظ ) بقدر الامكان عن ضجة الحفلة وهو يتحدث مع (علوية ) وحين انتهت المكالمة رجع الى ضجة وهجيج الحفل. واثناء رجوعه اهتز هاتفه في جيبه هزتين مع رنات متقطعة أخرج الهاتف من جيبه وداس على زر عرض الرسائل المكتوبة وقرأ الرسالة: (بكرة انا جاية من سنجة للخرطوم عشان الاقيك رسل لي رصيد الصباح) كانت الرسالة من (بدور) حبيبته الاولى والتي خرجت من تجربة زواجها طليقة ومطلقة.
حين اشتعل (عبد الحفيظ) مع هجيج الاصدقاء الذين كانوا يشكلون دائرة حول صديقهم العريس للمرة الثالثة (مختار جار النبي ) وحين كان (عبد الحفيظ) يرقص منتشياً رن جرس هاتفه مولولاً داخل جيبه وحين اخرج هاتفه من الجيب نظر الى الرقم ذو الجهة غير المعروفة فعرف انها (علوية) خرج راكضاً من دائرة الراقصين حول العريس كان يركض مبتعداً عن ضجيج الالات الموسيقية وصوت الفنان كان يركض والجرس لا زال يرن و يرن ويرن ويرن ويرن
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.