أجادتْ بالواقعية التي عملت عليها ورسمتْ حروفها وفق دلائلها
قصيدتها عبارة عن تجسيد لمعاناة بصورة معبرة أطرتها بجمالية الطرح
حَمَلت أبتسام الأسدي قصيدتها (ليس مهما) الكثير من العتب الممزوج مع الشكوى ، أرادت أن تنأى بأبياتها عن حالة الانهزام الداخلي الذي تشعر به ، لكنها جاءت بصيغة التثبيت لما تشعر في العقل الباطن، فجسدته واقعاً عكس ما تشعر به دون إرادتها، (ما يخفيه القلب) .
وهنا لم تكن فلتات لسان أو زلة، إنما كان العكس تماماً، أرادت ابتسام أن تصور شعور مثيلاتها من النساء وهن يعشن حالة الفراق لمن يحببن (مشاعر الحبيب) وليس الأمومة،وهنا كانت قد أبدعت في رسم صورة العتب بواقعية الإحساس المثري للمشاعر وصدقية الحرف المعبر عن مكنون ما في القلب.
دقة تصوير المشهد الشعري وتأطيره بإحساس معين يصل للقلب يشكل نصف المسافة التي يريدها الشاعر لقصيدته كي تظهر والصورة المطلوبة.
وهنا تكون قاعدة (ما يصدر من القلب، يصل الى القلب) مجسدة تماماً في قصيدة أبتسام دون تحريف أو ابتعاد عن مغزى ما كتبت.
وهو دلالة على امتلاكها ملكة الكتابة وبثقافة عالية، استطاعت من خلالها أن تصل الى قلب القارىء دون عناء، وتفاعلت مع الواقع كما هو ولم تدخل صيغ بعيدة عنه أو غريبة على تكوين ما يشعر به، فتحيل شعرها إن ذهبت لذاك الى مجرد أبيات وسطور لا تأثير لها ولا وقع لدى المتلقي.
تقول في أحد الحوارات الصحفية:
"الشعر يبدأ من الناس والشاعر يقرا قصائده للجمهور.
فإذا كان الجمهور لا يفهم ما يكتبه أو لا يكتب لهم آو لا يحمل مشاعرهم ولا يعبر عن همومهم، إذا هو لمن يكتب ؟..
وعليه أن يذهب الى كوكب أخر كي يكتب هناك".
(ليسَ مهماً)
بعدما تودعني
ماذا تترك لي..
أقلاما و دفاترا عطوراً و سجائرا
خيالاً يداعب أجفاني
ليسَ مهماً ...
بعدما تغادرْ
لو طاردَني الخوفُ مرة..
والجوع مرة بعدَ غيابُك..
ماذا أفعل بأشيائي ؟
أحرقها ...
أغرقها
أقلِبُ الصورَ العتيقة
ليسَ مهماً بعد رحيلكَ
البكاءُ اليأسُ والصبرُ
أم خيانة الضمائر!
واضح جداً في المقطع الثاني من القصيدة التي ذهبت فيها ابتسام لتجسيد الانهزامية بعد الفراق فقالت: (كل ما أفعله دونك هو موت بطيء أو احتضار)، وهذا مناقض للأمل الذي من المفترض أن تستمر به الحياة ن فالحياة لا تقف عند فقد، كما إنها لا تقف على فقد احد.
لكن ابتسام الأسدي أرادت أن تؤكد واقعيتها في العمل بصورة أكثر من مفرطة، فذهبت الى تجسيد مشاعر الانهزام النفسي لدى تعيش مثل تلك التجربة الفاشلة في الحب.
هي أجادت بالواقعية التي عملت عليها ورسمت حروفها وفق دلائلها، ووفق ما جسدته من اضطرابات النفس في كينونة شعرها حتى رسمت صورة ملؤها الإحساس عبرت خلالها عن ذلك الشعور النبيل، حين تتمسك المراءة بمن تحب ومن ثم يخذلها،فماذا تقول؟
هذا هو السؤال الذي بنت عليه باستفهامية مفتوحة على المطلق نصها الثاني، أو جزءها الأخر من القصيدة.
الآنية أو استغلال اللحظة الراهنة في الكتابة واضح لدى ابتسام ، تشعر قارئها بأنها لا تخطط للعمل أو القصيدة منذ وقت وتضع لها خططا أو أشكال أو منهج تلتزم به، بل على العكس هي كما يقول الشعراء (حين تقدح الفكرة) أي وليدة لحظتها، لذلك تجد اغلب قصائدها عفوية ، وتنتهج الواقعية السردية في تصوير مجريات أحداثها.
كُل ما أفعلهُ دونك
هو موتٌ بطيء أو احتضار!!
ماذا أقولُ لأصحابي
إن سألوني عنك ...
عن تركتي منك
عن ميراثِ حُبنا قلبٌ محطمٌ ..
جسدُ غريق بالأسى
روحٌ عليلةٌ طبيبها مهاجر!
بعدما تغادر
يتقوقع الزمنُ الرديء في روحي
قصيدة ابتسام كانت عبارة عن تجسيد معاناة بصورة معبرة أطرتها بجمالية طرحها،وبلغة جذابة مضمونها الإيحاء بنسق يعتمد على المنطق، وبإحساس مرهف عبرت عما يجول في دواخل المراءة التي تتعرض لمثل هذه المواقف المشحونة بعاطفة صادقة دقيقة معبرة.
وكشفت أيضا من خلال أبياتها ما وصفته من تنصل قد يقابل حالة الصدق التي تتعامل بها المراءة العاشقة تجاه من تنصل عنها، لتجسد رؤية واضحة جلية لموقف إنساني نبيل.
القصيدة نسائية بامتياز كلماتها مؤطرة برومانسية عالية، استطاعت أن تجعل من عناصر السرد فيها وكأنها رؤية متكاملة لصورة ما حدث بعيداً عن صيغ الخطابة والتزويق وحشو الكلام.
يعزف سيمفونية الغربة
من خَلفِ الستائر
يرسم كفاً ناعماً تغتالُ براءتي
يظلُ ساكناً يا حبيبي في طياتِ الضفائر
يخاطبُ المتطفلينَ حينا
يواسي الروحَ حينا
ويمسي الصبرُ سراً خانقاً
يمزقُ وجهي
يقلبُ ذكرياتي
يبحثُ في الدفاتر
عن طيفكَ الباقي في الدفاتر
نشر لابتسام الأسدي أول نص شعري سنة 1997 استمرت في نشر النصوص الشعرية، درست في كلية التربية جامعة بغداد، ودرست في كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون لتربط بين الأدب والإعلام، وهي عضو فعال في الكثير من المنظمات الثقافية كالاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
صدر لها :
(بعض نبضي) مجموعة شعرية 2010 ،
( رفيف الثريا) مجموعة مشتركة 2013،
(رسائل لا تقرأ) نصوص نثر 2014 ،
(شيء للكلام) .
قصيدتها عبارة عن تجسيد لمعاناة بصورة معبرة أطرتها بجمالية الطرح
حَمَلت أبتسام الأسدي قصيدتها (ليس مهما) الكثير من العتب الممزوج مع الشكوى ، أرادت أن تنأى بأبياتها عن حالة الانهزام الداخلي الذي تشعر به ، لكنها جاءت بصيغة التثبيت لما تشعر في العقل الباطن، فجسدته واقعاً عكس ما تشعر به دون إرادتها، (ما يخفيه القلب) .
وهنا لم تكن فلتات لسان أو زلة، إنما كان العكس تماماً، أرادت ابتسام أن تصور شعور مثيلاتها من النساء وهن يعشن حالة الفراق لمن يحببن (مشاعر الحبيب) وليس الأمومة،وهنا كانت قد أبدعت في رسم صورة العتب بواقعية الإحساس المثري للمشاعر وصدقية الحرف المعبر عن مكنون ما في القلب.
دقة تصوير المشهد الشعري وتأطيره بإحساس معين يصل للقلب يشكل نصف المسافة التي يريدها الشاعر لقصيدته كي تظهر والصورة المطلوبة.
وهنا تكون قاعدة (ما يصدر من القلب، يصل الى القلب) مجسدة تماماً في قصيدة أبتسام دون تحريف أو ابتعاد عن مغزى ما كتبت.
وهو دلالة على امتلاكها ملكة الكتابة وبثقافة عالية، استطاعت من خلالها أن تصل الى قلب القارىء دون عناء، وتفاعلت مع الواقع كما هو ولم تدخل صيغ بعيدة عنه أو غريبة على تكوين ما يشعر به، فتحيل شعرها إن ذهبت لذاك الى مجرد أبيات وسطور لا تأثير لها ولا وقع لدى المتلقي.
تقول في أحد الحوارات الصحفية:
"الشعر يبدأ من الناس والشاعر يقرا قصائده للجمهور.
فإذا كان الجمهور لا يفهم ما يكتبه أو لا يكتب لهم آو لا يحمل مشاعرهم ولا يعبر عن همومهم، إذا هو لمن يكتب ؟..
وعليه أن يذهب الى كوكب أخر كي يكتب هناك".
(ليسَ مهماً)
بعدما تودعني
ماذا تترك لي..
أقلاما و دفاترا عطوراً و سجائرا
خيالاً يداعب أجفاني
ليسَ مهماً ...
بعدما تغادرْ
لو طاردَني الخوفُ مرة..
والجوع مرة بعدَ غيابُك..
ماذا أفعل بأشيائي ؟
أحرقها ...
أغرقها
أقلِبُ الصورَ العتيقة
ليسَ مهماً بعد رحيلكَ
البكاءُ اليأسُ والصبرُ
أم خيانة الضمائر!
واضح جداً في المقطع الثاني من القصيدة التي ذهبت فيها ابتسام لتجسيد الانهزامية بعد الفراق فقالت: (كل ما أفعله دونك هو موت بطيء أو احتضار)، وهذا مناقض للأمل الذي من المفترض أن تستمر به الحياة ن فالحياة لا تقف عند فقد، كما إنها لا تقف على فقد احد.
لكن ابتسام الأسدي أرادت أن تؤكد واقعيتها في العمل بصورة أكثر من مفرطة، فذهبت الى تجسيد مشاعر الانهزام النفسي لدى تعيش مثل تلك التجربة الفاشلة في الحب.
هي أجادت بالواقعية التي عملت عليها ورسمت حروفها وفق دلائلها، ووفق ما جسدته من اضطرابات النفس في كينونة شعرها حتى رسمت صورة ملؤها الإحساس عبرت خلالها عن ذلك الشعور النبيل، حين تتمسك المراءة بمن تحب ومن ثم يخذلها،فماذا تقول؟
هذا هو السؤال الذي بنت عليه باستفهامية مفتوحة على المطلق نصها الثاني، أو جزءها الأخر من القصيدة.
الآنية أو استغلال اللحظة الراهنة في الكتابة واضح لدى ابتسام ، تشعر قارئها بأنها لا تخطط للعمل أو القصيدة منذ وقت وتضع لها خططا أو أشكال أو منهج تلتزم به، بل على العكس هي كما يقول الشعراء (حين تقدح الفكرة) أي وليدة لحظتها، لذلك تجد اغلب قصائدها عفوية ، وتنتهج الواقعية السردية في تصوير مجريات أحداثها.
كُل ما أفعلهُ دونك
هو موتٌ بطيء أو احتضار!!
ماذا أقولُ لأصحابي
إن سألوني عنك ...
عن تركتي منك
عن ميراثِ حُبنا قلبٌ محطمٌ ..
جسدُ غريق بالأسى
روحٌ عليلةٌ طبيبها مهاجر!
بعدما تغادر
يتقوقع الزمنُ الرديء في روحي
قصيدة ابتسام كانت عبارة عن تجسيد معاناة بصورة معبرة أطرتها بجمالية طرحها،وبلغة جذابة مضمونها الإيحاء بنسق يعتمد على المنطق، وبإحساس مرهف عبرت عما يجول في دواخل المراءة التي تتعرض لمثل هذه المواقف المشحونة بعاطفة صادقة دقيقة معبرة.
وكشفت أيضا من خلال أبياتها ما وصفته من تنصل قد يقابل حالة الصدق التي تتعامل بها المراءة العاشقة تجاه من تنصل عنها، لتجسد رؤية واضحة جلية لموقف إنساني نبيل.
القصيدة نسائية بامتياز كلماتها مؤطرة برومانسية عالية، استطاعت أن تجعل من عناصر السرد فيها وكأنها رؤية متكاملة لصورة ما حدث بعيداً عن صيغ الخطابة والتزويق وحشو الكلام.
يعزف سيمفونية الغربة
من خَلفِ الستائر
يرسم كفاً ناعماً تغتالُ براءتي
يظلُ ساكناً يا حبيبي في طياتِ الضفائر
يخاطبُ المتطفلينَ حينا
يواسي الروحَ حينا
ويمسي الصبرُ سراً خانقاً
يمزقُ وجهي
يقلبُ ذكرياتي
يبحثُ في الدفاتر
عن طيفكَ الباقي في الدفاتر
نشر لابتسام الأسدي أول نص شعري سنة 1997 استمرت في نشر النصوص الشعرية، درست في كلية التربية جامعة بغداد، ودرست في كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون لتربط بين الأدب والإعلام، وهي عضو فعال في الكثير من المنظمات الثقافية كالاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
صدر لها :
(بعض نبضي) مجموعة شعرية 2010 ،
( رفيف الثريا) مجموعة مشتركة 2013،
(رسائل لا تقرأ) نصوص نثر 2014 ،
(شيء للكلام) .