د. محمد الشرقاوي - الخميني واللعنة المعتقة!

لا يشمت المرء في محنة كاتب يتعرض للطعن عدة مرات، ويظل مربوطا إلى جهاز تنفس اصطناعي، عاجزا عن الكلام، في غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات بنسلفانيا، فيما تنذر التقارير الطبية بأنه قد يفقد البصر في إحدى عينيه.
لكن المحزن أيضا أن تظل لعنة الخميني منذ عام 1988 تحتفظ بعزمها وتصميمها وقوة الدفع الذاتي للانتقام الشرس بهذه الوحشية في قلوب وعقول بعضهم مدة 32 عاما. ولم تلن ولم تتضاءل نزعة العنف والإقصاء الجسدي، دون الفكري أو الأيديولوجي. فينقلب المشهد من لعنة "آيات شيطانية" إلى لعنة "آيات شيطانية فوق العادة"، من تأليف المهاجم هادي مطر، وهو يحمل في صدره هذه الكراهية العدمية ليقدم على محاولة قتل سلمان.
مؤلف "آيات شيطانية فوق العادة" هذه المرة لم يستخدم الحبر والقلم، وإنما الخنجر والسكين ليطعن رشدي في العين والكبد، قبل أن سيطر عليه خمسة من اللذين جاؤوا للاستماع لمحاضرة سلمان رشدي في ضيافة مؤسسة شوكوتا حول أهمية أن تمنح الولايات المتحدة حق اللجوء للكتاب المضطهدين في دول أخرى.
لعنة الخميني معتقة لم تفقد قوتها بعد تعرض مترجم "آيات شيطانية" إلى اليابانية للقتل ومات عام 1991، وأيضا المترجم النرويجي لمحاولة القتل، لكنه نجا من الموت. وعلاوة على المكافأة بمبلغ 3 ملايين التي خصصها الخميني بعد فتواه التي "حلّلت" دم سلمان رشدي، أضافت مؤسسة دينية في إيران مبلغ نصف مليون دولار أخرى عام 2012.
يتحول هادي مطر اليوم إلى "أيقونة" الشر والتعصب والإرهاب وبقية الصور النمطية التي حاول المحافظون والمحافظون الجدد وحركة الشاي والترمبيون استغلاها في تلطيخ سمعة الإسلام والمسلمين. وليس من الواضح أن المهاجم فعلها للثأر والرغبة في تطبيق فتوى الخميني، أو الطمع في غنيمة 3.5 مليون دولار.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...