كانت أشد جملة ابتدرني بها الحكيم ناصحا ما عنونت به تلكم المقالة التي لا أدري لها تأويلا: أهي حذرة أم فض الجراب من فتى لايمل المناكفة؟
أم لعل بعدها فراقا بين الشيخ ومريده الذي لم يستطع صبرا؟
لكن ما لي غير سيدي أنهل من صافي مورده رجوة أن يصبر على فتاه.
فلو أن المرء فاضل بين رغباته لكان أحب شيء إلى نفسه تلك المقالات السردية التي تدور حول عالمه وما امتلأ به جرابه من حكايات.
لقد سرى داخل نفسي ميل جارف إلى القلم؛ أرسم به لوحة من هنا أو من هناك لكنها تنتمي إلى عالمي؛ حين يبلغ المرء الخمسين يعرف طريقه على حد وصف ناقدنا د.محمود الربيعي؛ بدأت أسر بتلك الكتابات إلى صغاري فحلت لي اللعبة؛ حكايات ما قبل النوم تستدعي خيالا حتى لايمل الصغار؛ ليس هناك موضوع لايستحق فكل الأشياء وما تضمه الأمكنة من شخوص وظلال عوالم سرد سحرية؛ الكاتب الفنان هو من يجد مادته وسط هذا الركام؛ ليس شرطا أن يعيش الحدث؛ يكفيه أن ينتمي لعصره وفنه، في أحيان أجدني ممسوسا فأتمادى في خرقة الدراويش وعمامة الأولياء؛ أو لعل عالم الغواية يستبد بي أو يخوفني الرقيب من أن أمس جانب الوالي فتخط السياط أخاديدها فوق ظهري.
كل تجربة بل كل موقف احتواني يسكن ذاكرتي ومن ثم يكون مددا لسرد.
يتساءل كثيرون أي عالم هذا الذي ترسم ظلاله؟
مجاذيب السيدة أم الهاربون في المنافي؟
بل والمتخمون قهرا؟
كل هؤلاء مادة للفن؛ غير أنها تحتاج يد رسام بارع وسارد متقن، دعك من كل الذين يسدون عين الشمس قائلين: لاجديد تحتها!
كل يوم: صباح ومساء ومن ثم حكايات بينهما؛ مجاعات وأوبئة ودمار وخراب لكن هناك طفلة تبتسم ووردة تتراقص ونسمة تهب وحلم يقترب؛ لم يمت الأمل بعد؛ لذلك علينا أن نرسم ونسرد ومن ثم نعانق الحياة.
ليرتحل عن عالمنا هؤلاء الذين شوهوا بأصابعهم العاجزة جمال اللوحة؛ لا يعرفون غير الصياح والصراخ؛ يرتدون ثياب الواعظين وهم أكثر بؤسا من أشقياء الشوارع المعتمة.
بدأت أتابع العصافير حين تخرج من أعشاشها، أرمي لها بالحب لتشبع.
ترى ماذا سيبقى من هذا العالم لو خلا من الصورة بأقلام الرواة؟
ربما حجارة وشوارع وأشجار محترقة وذكريات لقوم عاد، في صورة مقابلة نجح ماركيز ومحفوظ بل ويحيي حقي وأورهان باموق؛ أتدرون لماذا؟
لأنهم كتبوا عن عوالمهم ولم ينخدعوا بالصور الكاذبة.
يقول لي أحدهم: أنت مفتون بالألف الثانية من الليالي؛ تلك التي تباين عالم السندباد والأميرة ذات الهمة والبساط السحري وعالم بغداد والجن والأربعين لصا، أصدقكم: بالفعل هذا ما يخامر عقلي ويتلبس بي؛ أن ألقي ببذرة سرد مغاير، من عالم المجاذيب والحارات الخلفية والأمكنة المعتمة.
للسرد متعة تبقى منه لتدل علينا؛ وأن أحلاما تبحث عن ظلال تحت أشجار الليمون تتقاذفها رائحة الياسمين.
لكل زمن لياليه الألفية مما سرى فيها من أسرار؛ نجوعنا ومدننا وحاراتنا كنوز للسرد شرط أن يوجد من بيننا من أن يقتنص اللحظة التي تصلح أن تكون طرفا الحكي.
فتنة السرد تغلف العالم بحكايات أبهى وأجمل،رغم المرارة والبؤس يبقى الحلم ساكنا أعشاش اليمام، تسكن فيه الأحلام،تليس من الطيبة عالمها البريء، مولع بالقص، لا تغيب عني التفاصيل، وجه أبي قصة ما تني تعبر عن رجل غالب العمر؛ ،يكاد في كل نظرة منه يعطيني سر الحكي، أمي كأنما هي المعين للماضي، تعودت أن أكتب مستحضرا جلستهما ؛يرتقان ثوب الذاكرة،بكل سعادة أستمع إليهما!
أم لعل بعدها فراقا بين الشيخ ومريده الذي لم يستطع صبرا؟
لكن ما لي غير سيدي أنهل من صافي مورده رجوة أن يصبر على فتاه.
فلو أن المرء فاضل بين رغباته لكان أحب شيء إلى نفسه تلك المقالات السردية التي تدور حول عالمه وما امتلأ به جرابه من حكايات.
لقد سرى داخل نفسي ميل جارف إلى القلم؛ أرسم به لوحة من هنا أو من هناك لكنها تنتمي إلى عالمي؛ حين يبلغ المرء الخمسين يعرف طريقه على حد وصف ناقدنا د.محمود الربيعي؛ بدأت أسر بتلك الكتابات إلى صغاري فحلت لي اللعبة؛ حكايات ما قبل النوم تستدعي خيالا حتى لايمل الصغار؛ ليس هناك موضوع لايستحق فكل الأشياء وما تضمه الأمكنة من شخوص وظلال عوالم سرد سحرية؛ الكاتب الفنان هو من يجد مادته وسط هذا الركام؛ ليس شرطا أن يعيش الحدث؛ يكفيه أن ينتمي لعصره وفنه، في أحيان أجدني ممسوسا فأتمادى في خرقة الدراويش وعمامة الأولياء؛ أو لعل عالم الغواية يستبد بي أو يخوفني الرقيب من أن أمس جانب الوالي فتخط السياط أخاديدها فوق ظهري.
كل تجربة بل كل موقف احتواني يسكن ذاكرتي ومن ثم يكون مددا لسرد.
يتساءل كثيرون أي عالم هذا الذي ترسم ظلاله؟
مجاذيب السيدة أم الهاربون في المنافي؟
بل والمتخمون قهرا؟
كل هؤلاء مادة للفن؛ غير أنها تحتاج يد رسام بارع وسارد متقن، دعك من كل الذين يسدون عين الشمس قائلين: لاجديد تحتها!
كل يوم: صباح ومساء ومن ثم حكايات بينهما؛ مجاعات وأوبئة ودمار وخراب لكن هناك طفلة تبتسم ووردة تتراقص ونسمة تهب وحلم يقترب؛ لم يمت الأمل بعد؛ لذلك علينا أن نرسم ونسرد ومن ثم نعانق الحياة.
ليرتحل عن عالمنا هؤلاء الذين شوهوا بأصابعهم العاجزة جمال اللوحة؛ لا يعرفون غير الصياح والصراخ؛ يرتدون ثياب الواعظين وهم أكثر بؤسا من أشقياء الشوارع المعتمة.
بدأت أتابع العصافير حين تخرج من أعشاشها، أرمي لها بالحب لتشبع.
ترى ماذا سيبقى من هذا العالم لو خلا من الصورة بأقلام الرواة؟
ربما حجارة وشوارع وأشجار محترقة وذكريات لقوم عاد، في صورة مقابلة نجح ماركيز ومحفوظ بل ويحيي حقي وأورهان باموق؛ أتدرون لماذا؟
لأنهم كتبوا عن عوالمهم ولم ينخدعوا بالصور الكاذبة.
يقول لي أحدهم: أنت مفتون بالألف الثانية من الليالي؛ تلك التي تباين عالم السندباد والأميرة ذات الهمة والبساط السحري وعالم بغداد والجن والأربعين لصا، أصدقكم: بالفعل هذا ما يخامر عقلي ويتلبس بي؛ أن ألقي ببذرة سرد مغاير، من عالم المجاذيب والحارات الخلفية والأمكنة المعتمة.
للسرد متعة تبقى منه لتدل علينا؛ وأن أحلاما تبحث عن ظلال تحت أشجار الليمون تتقاذفها رائحة الياسمين.
لكل زمن لياليه الألفية مما سرى فيها من أسرار؛ نجوعنا ومدننا وحاراتنا كنوز للسرد شرط أن يوجد من بيننا من أن يقتنص اللحظة التي تصلح أن تكون طرفا الحكي.
فتنة السرد تغلف العالم بحكايات أبهى وأجمل،رغم المرارة والبؤس يبقى الحلم ساكنا أعشاش اليمام، تسكن فيه الأحلام،تليس من الطيبة عالمها البريء، مولع بالقص، لا تغيب عني التفاصيل، وجه أبي قصة ما تني تعبر عن رجل غالب العمر؛ ،يكاد في كل نظرة منه يعطيني سر الحكي، أمي كأنما هي المعين للماضي، تعودت أن أكتب مستحضرا جلستهما ؛يرتقان ثوب الذاكرة،بكل سعادة أستمع إليهما!