د. محمد عباس محمد عرابي - البحث النّحويّ في القاموس المحيط للباحثة يسرى الكرخي

البحث النّحويّ في القاموس المحيط للفيروز آبادي المتوفى (817هـ)
دراسة تقدمت بها الباحثة /يسرى هادي رشيد الكرخيّ
إلى مجلس كلية التربية في جامعة ديالى وهي جزء من متطلبات نيل
شهادة الماجستير في اللّـغة العربيّة وآدابها بإشراف الأستاذ المساعد الدكتور/علي عبد اللّه حسين العنبكيّ خلال العام الدراسي 1427هـ2006 م

المحور الأول: مكونات الدراسة:

تكونت الدراسة من تمهيد وأربعةٍ فصولٍ، و خاتمةٍ .

* التمهيد: دار حول سيرة الفيروز آبادي وقاموسه المحيط ومصادر بحثه النحوي.
الفصل الأول: ودار حول أصول النحو في القاموس المحيط وأدلته من سماع وقياس وعلل.
الفصل الثاني:
فقد كان بعنوان المصطلح النحوي في القاموس المحيط فشمل المصطلحات البصرية، والمصطلحات الكوفية، ومصطلحات مشتركة
الفصل الثالث:
دار حول الاسم والفعل في القاموس المحيط.
الفصل الرابع:
تناول الحرف في القاموس المحيط
فقد تحدّثت الباحثة عن معاني الحروف واستعمالاتها ، والظواهر النحوية في الحروف .
المحور الثاني: نتائج الدراسة:
توصلت الباحثة لعدة نتائج نذكرها بنصها كما ذكرتها الباحثة:
ألقت الدراسة الضوء على لمحات من سيرة الفيروز آبادي وشخصيتهِ العلمية وآثاره ، وهو بذلك يقف إلى جانب الكتب والدراسات القديمة والحديثة التي عُنيت بهذا الموضوع .

أكدت الدراسة ما يحظى بهِ القاموس المحيط من أهميةٍ وقيمةٍ علمية في حقل الدراسات اللغوية مما أشارت إليهِ الدراسات القديمة والحديثة، مُضيفاً ــ بما أبرزهُ من موضوعاتٍ نحوية تناولها هذا المعجم ــ أهميتَهُ في حقل الدراسات النحوية.
كشفت الدراسة عن أنّ القاموس المحيط عول كثيراً على آراء المتقدمين والمتأخرين من نحاة ولغويين في تثبيت الأحكام النحوية الخاصة باستعمالات الألفاظ العربية في السياقات التركيبية المختلفة، وجاء اعتماده هذا على أنماط ثلاثة:
(أ) نقله عن كتب نحوية صرّح بأسمائها .
(ب) نقله عن كتب لم يصرح بأسمائها .
(ج) عزا النقل إلى علماء العربية من نحاة ولغويين أشارت إليهم الدراسة .
وفي مجال أصول النحو ظهر أنّ القاموس المحيط قد عوّل كثيراً عليها ، وهو يحتج لأحكامه مُولياً السماع اهتماما كبيراً ، ثم القياس ، ومن بعدهما التعليل ، مُستعيناً بهما في توجيه المسائل النحوية التي عرضها .
وقد أبان سماعهُ أنَّهُ كان حافظاً لكثير من آيات القرآن الكريم، إذ بلغت شواهده خمس عشرة وخمس مئة آيةً قرآنية، وقراءاتهِ القرآنية التي بلغت تسعاً وثلاثين قراءة قرآنية، والحديث النبوي الشريف ، إذ بلغ عدد الأحاديث التي استشهد بها الفيروز آبادي في قاموسه خمسة وسبعين حديثاً شريفاً .
وقد ورد في القاموس المحيط أيضاً استشهاده بكلام العرب المتضمن : ــ
(أ) لغات العرب واستنباط الأحكام، فمن اللغات التي أوردها في قاموسه لغة بني أسد ، ولغة أهل الحجاز ، ولغة هُذيل ، ولغة طيىء ، وغيرها وقد جاءت معظم هذه الاستشهادات عن قبائل ممن ذكر النحاة أنهم يمثلون دائرة الاحتجاج التي ينبغي أن يصار إلى الأخذ عنها لفصاحتها وسهولة منطقها .
(ب) الأمثال العربية.
(ج) الشعر العربي إذ استشهد بشعر الطبقات: الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين، وكان استشهاده بشعر المولّدين قليلاً جداً بالقياس إلى الطبقات الثلاث الأُول.

وقفت الدراسة عند المصطلح النحوي في القاموس المحيط، فالمصطلحات هي ثمار العلوم وأدواتها للتعبير عن موضوعاتها، وقد جاءت استعانة القاموس بالمصطلح النحوي على ثلاثة أنواع: مصطلحات نحوية بصرية، ومصطلحات نحوية كوفية، ومصطلحات مشتركة بين البصريين والكوفيين مع ميل واضحٍ إلى استعمال مصطلحات البصريين.

* أنّ القاموس المحيط ــ كغيرهِ من المعجمات ــ يعدُّ مصدراً من مصادر البحث النحوي فضلاً عن أنّهُ معجم لغوي ، إذ وردت فيه مسائل على قدر كبير من الأهمية تتصل بمباحث هذا العلم ، ولًمَّ شتات تلك الموضوعات وتبويبها على وفق منهج أبان فيهِ القضايا النحوية المتعلقة بالأسماء مرفوعاتها ومنصوباتها ومجروراتها وفصلاً متعلقاً بالفعل من حيث رفعه ونصبه وجزمه ، وتعدي الفعل ولزومه ، و الأفعال الناقصة متضمنة (كان وأخواتها)و (أفعال المقاربة) .
*هناك اهتمام كبيرأولاه القاموس المحيط لدراسة الأدوات (حروف المعاني) وأثرها في التركيبات المختلفة، فهو بذلك يعدُّ مصدراً مهماً من مصادر دراسة هذه الأدوات، إذ عوّل على المعاني في دراسات التركيبات النحوية مستقصياً أوجهها المحتملة رفعاً ونصباً وجراً، ويكشف عن الدلالات المترتبة على ذلك ، وتوجيه أحكامها على وفق ما تفتضيه طبيعة المسألة موضوعة الدراسة ، وهذه مسألة جديرة بالالتفات إليها ذلك أنّها تُمثل ميزة مهمّة في طبيعة العمل المعجمي ترصد اهتمامه بالألفاظ ، معانيها ودلالاتها .
* أنّ الفيروز آبادي قد أخذ عن ابن هشام النحو حين كان شيخاً لهُ في مصر، فقد اعتمد في إيراد الأدوات (حروف المعاني) على كتاب ( مغني اللبيب ) ، وإنْ لم يشر إلى ذلك ، وقد تبيّنَ من خلال الموازنة بين الأدوات التي وردت في القاموس المحيط والأدوات التي وردت في مغني اللبيب ، وقد عرضتُ أمثلة لذلك في متن الدراسة .

*حفظ لنا القاموس المحيط آراء الكثير من النحاة واللغويين ذات الأهمية الكبيرة في مباحث علم النحو، وتبرز أهميته هذه في إنّهُ نقل لنا آراء نحوية من كتب لم تصل إلينا، كـ( جمع اللغات المشكلة ) للفرّاء ، وأنّه كان أميناً في عزوه الآراء إلى أصحابها ، وأنّ الآراء والمسائل النحوية التي عني باستقصائها وعرضها لم تكن لتمثل مذهباً نحوياً معيناً إذ حددت طبيعة المصادر التي رفدت القاموس بمادة نحوية أنْ تكون الآراء النحوية المنبثة فيهِ بصرية وكوفية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...